عربي21:
2025-01-15@12:59:22 GMT

المعتقل السوري 3006 يروي مأساته في معتقلات الأسد

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

المعتقل السوري 3006 يروي مأساته في معتقلات الأسد

بعد قرابة ستة أشهر من الاعتقال وتهديد بإعدام وشيك، لم يعد التاجر غازي محمد المحمد الجالس بجسده الهزيل في ردهة منزل في سرمدا في جنوب غرب سوريا، كما عهدته عائلته قبل أن يغرق في جحيم سجن المزة.

خلال رحلة وجيزة إلى دمشق لأغراض العمل، وجد الشاب البالغ من العمر 39 عاما الذي يعمل في مجال التجارة مع أشقائه وعاش قرابة 14 سنة في المنفى بين تركيا ولبنان نفسه في سجن المزة في محيط العاصمة السورية.



يروي قائلا: "في مرحلة ما، تفقد الأمل... ولم أكن أتمنّى سوى الموت. كنت أنتظر اليوم الذي سأعدم فيه وكنت حتّى سعيدا لأنني سأتخلّص من معاناتي".



وقبل "خمسة أشهر ونصف الشهر"، بحسب ما يقول من دون أن يتمكّن من تحديد التاريخ بالضبط، أتت المخابرات لاقتياده مع طبيب صديق من مكتبه مكبّلة يديه وراء ظهره من دون أن تقول له كلمة.

"اسمك 3006"
وحتّى اليوم ما زال غازي محمد المحمد يجهل أسباب زجّه في السجن، مقدّرا أن يكون السبب وراء ذلك أنه من محافظة إدلب معقل الفصائل المسلحة في جنوب غرب سوريا التي شُنّ منها الهجوم الخاطف الذي أدّى إلى الإطاحة ببشار الأسد في دمشق في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر.

وفور وصوله إلى سجن المزة مكبّل اليدين ومعصوب العينين، أبرح ضربا.

وفي الأيام الأولى، علّقت يداه بعمود في زنزانة ضيّقة من دون أن تدوس قدماه الأرض. وفي الأيّام التالية، خفّض علوّ العمود كي يضع قدميه أرضا.

بقي معزولا عن الخارج يتعرّض للضرب وبالكاد يحصل على طعام ولا يرى سوى سجّانيه.

ولم يكن يرى شيئا أو أحدا لكنه كان يسمع صراخ النساء والأطفال المعذّبين أمام أقربائهم للضغط عليهم.

كان سجّانوه يريدون انتزاع اعترافات منه "متل ما بدن" وراحوا ينبشون هاتفه حيث وجدوا "كلاما عن كيف ينهب الأسد البلد ويأخذ الكفاءات من البلد"، مجرّد "كلام لكنهم اعتبروه جرما لا يوصف".

لكن "الجرم الأساسي" في نظر غازي محمد المحمد يبقى أن إخوته هم في محافظة إدلب "حيث له أخ تاجر وآخر في مجلس الصلح".

وبعد شهر، نقل إلى فرع المخابرات الجوية حيث أخذت منه أوراقه وجواز سفره وقيل له "انس أن لك اسما. أنت اسمك 3006".

ورمي في زنزانة تمتدّ على مترين و1,20 متر وارتفاع خمسة أمتار فيها فتحة صغيرة بالكاد تكفي لإدخال النور، بلا كهرباء أو مرحاض.

وأعطاه السجّانون زجاجة لقضاء حاجاته وعند اصطحابه إلى المرحاض، كان لا بدّ له من أن يكون عاريا منحني الظهر ينظر إلى الأرض.

وبدأوا يلوّحون باحتمال إعدامه، سائلين على سبيل الاستهزاء إن كان يفضّل الخنق أو الشنق أو أن يغرس بوتد.

ويروي أنه في إحدى الليالي: "أخرجونا من الزنزانات وصفّونا في الممرّ معلّقين ببعضنا البعض في صفّين من 14 سجنيا. وللمرّة الأولى، تسنّى لنا رؤية بعضنا البعض وكان ذلك مؤشّرا إلى أننا سنموت قريبا".

"ليس ابني"
ظلّ السجناء ساعة على هذه الحال قبل أن يعادوا إلى الزنزانات في فوضى كبيرة خلافا للعادة.

ويروي غازي محمد المحمد الذي كان بطبيعة الحال يجهل تطوّرات الأحداث في سوريا "طلبت الذهاب إلى المرحاض بحجة المرض، لكن لم يأت أحد. وفجأة سمعنا هدير مروحيتين تحطّان ثم تحلّقان... لإجلاء ضبّاط من دون شكّ".



ومضت ساعات قبل أن يحطّم باب زنزانته ويظهر محرّروه في مشهد ظنّه "حلما".

وتقترب الأم من ابنها وهو يروي تفاصيل تحريره وتجلس بجنبه. وهي لم تبلغ يوما باعتقاله رسميا، فقد فقد أثر ابنها، كما هي حال 100 ألف سجين على الأقلّ في سوريا.

وقد تسنّى لغازي محمد المحمد العودة إلى ذويه "لكنه تغيّر كثيرا.... ابني كان تاجرا، رجل أعمال. كان من الأذكياء، نشيطا. وأنا أنظر إليه اليوم أشعر أنه ليس ابني بتاتا. تغيّر جسديا وعقليا"، على ما تقول فاطمة عبد الغاني (75 عاما).

ويأمل غازي محمد المحمد أن يمثل سجّانوه أمام القضاء، مؤكّدا أن في مقدوره التعرّف على ثلاثة منهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات سوريا سجن المزة سوريا تعذيب سجون سجن المزة المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من دون

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية السوري يعتزم التوجه إلى تركيا في أول زيارة رسمية

أعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية، أسعد الشيباني، عزم الإدارة الجديدة إرسال وفد رسمي إلى تركيا في أول زيارة من نوعها منذ سقوط النظام وهروب رئيسه المخلوع بشار الأسد خارج البلاد.

وقال الشيباني في تدوينة مقتضبة عبر حسابه على منصة "إكس"، الثلاثاء، "سنمثل سوريا الجديدة غدا (الأربعاء) في أول زيارة رسمية إلى الجمهورية التركية، التي لم تتخلى عن الشعب السوري منذ 14 عاما".

سنمثل سوريا الجديدة غدا في أول زيارة رسمية إلى الجمهورية التركية، التي لم تتخلى عن الشعب السوري منذ ١٤ عاما. — أسعد حسن الشيباني (@Asaad_Shaibani) January 14, 2025
ولم يتطرق الوزير السوري إلى ذكر تفاصيل حول الوفد المقرر أن يتوجه إلى تركيا، لكن من المرجح أن يرافقه وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات العامة أنس خطاب، كما حصل في الجولة العربية.

يشار إلى أن رئيس جهاز الاستخبارات التركية إبراهيم كالن كان أول المتوجهين من الجانب التركي إلى العاصمة السورية دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي.


وخلال الشهر ذاته، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارته الأولى منذ سقوط الأسد إلى العاصمة دمشق، حيث التقى بقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.

وأكد فيدان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الشرع، أن تركيا تقف إلى جانب السوريين ولن تتركهم، وقال: إن الفترة الماضية كانت سوداء في تاريخ سوريا، لكنهم مقبلون على مستقبل مشرق، مضيفا: "اليوم يوم الأمل، ونريد أن تكون المحن الماضية دافعا للعمل من أجل المستقبل".

وأشار إلى أنه بحث مع الشرع استقرار سوريا وعودة اللاجئين، وأكد أن هدف تركيا هو مساعدة سوريا على النهوض وإعادة ملايين اللاجئين والنازحين، مشددا على ضرورة بدء النهوض بسوريا، وإعادة إعمار بناها التحتية والفوقية.


وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر عام 2024، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.

وقبلها في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص واللاذقية، وأخيرا دمشق.

مقالات مشابهة

  • أبعاد ودلالات أول زيارة لوزير الخارجية السوري إلى تركيا بعد سقوط الأسد
  • الأمن السوري يشنّ حملة ضد فلول الأسد في ريف حماة
  • الأمن السوري يلقي القبض على سارقي مستودع السلاح بدمشق
  • الأمن السوري ينجح في تحرير عناصره من فلول الأسد باللاذقية
  • الأمن السوري يحرر مختطفيه وقائد فلول الأسد يفجر نفسه
  • في مسقط رأس الأسد.. خطف وكمائن وقتلى مع الأمن السوري الجديد (فيديو)
  • فلول النظام يقتلون ويأسرون عناصر من الأمن السوري بريف القرداحة (شاهد)
  • بمشاركة 30 فناناً "برج راشد" يروي قصة دبي الملهمة
  • وزير الخارجية السوري يعتزم التوجه إلى تركيا في أول زيارة رسمية
  • تاج محل السوري: أعجوبة الأسد العالمية الثامنة