عربي21:
2025-04-17@15:21:15 GMT

المعتقل السوري 3006 يروي مأساته في معتقلات الأسد

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

المعتقل السوري 3006 يروي مأساته في معتقلات الأسد

بعد قرابة ستة أشهر من الاعتقال وتهديد بإعدام وشيك، لم يعد التاجر غازي محمد المحمد الجالس بجسده الهزيل في ردهة منزل في سرمدا في جنوب غرب سوريا، كما عهدته عائلته قبل أن يغرق في جحيم سجن المزة.

خلال رحلة وجيزة إلى دمشق لأغراض العمل، وجد الشاب البالغ من العمر 39 عاما الذي يعمل في مجال التجارة مع أشقائه وعاش قرابة 14 سنة في المنفى بين تركيا ولبنان نفسه في سجن المزة في محيط العاصمة السورية.



يروي قائلا: "في مرحلة ما، تفقد الأمل... ولم أكن أتمنّى سوى الموت. كنت أنتظر اليوم الذي سأعدم فيه وكنت حتّى سعيدا لأنني سأتخلّص من معاناتي".



وقبل "خمسة أشهر ونصف الشهر"، بحسب ما يقول من دون أن يتمكّن من تحديد التاريخ بالضبط، أتت المخابرات لاقتياده مع طبيب صديق من مكتبه مكبّلة يديه وراء ظهره من دون أن تقول له كلمة.

"اسمك 3006"
وحتّى اليوم ما زال غازي محمد المحمد يجهل أسباب زجّه في السجن، مقدّرا أن يكون السبب وراء ذلك أنه من محافظة إدلب معقل الفصائل المسلحة في جنوب غرب سوريا التي شُنّ منها الهجوم الخاطف الذي أدّى إلى الإطاحة ببشار الأسد في دمشق في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر.

وفور وصوله إلى سجن المزة مكبّل اليدين ومعصوب العينين، أبرح ضربا.

وفي الأيام الأولى، علّقت يداه بعمود في زنزانة ضيّقة من دون أن تدوس قدماه الأرض. وفي الأيّام التالية، خفّض علوّ العمود كي يضع قدميه أرضا.

بقي معزولا عن الخارج يتعرّض للضرب وبالكاد يحصل على طعام ولا يرى سوى سجّانيه.

ولم يكن يرى شيئا أو أحدا لكنه كان يسمع صراخ النساء والأطفال المعذّبين أمام أقربائهم للضغط عليهم.

كان سجّانوه يريدون انتزاع اعترافات منه "متل ما بدن" وراحوا ينبشون هاتفه حيث وجدوا "كلاما عن كيف ينهب الأسد البلد ويأخذ الكفاءات من البلد"، مجرّد "كلام لكنهم اعتبروه جرما لا يوصف".

لكن "الجرم الأساسي" في نظر غازي محمد المحمد يبقى أن إخوته هم في محافظة إدلب "حيث له أخ تاجر وآخر في مجلس الصلح".

وبعد شهر، نقل إلى فرع المخابرات الجوية حيث أخذت منه أوراقه وجواز سفره وقيل له "انس أن لك اسما. أنت اسمك 3006".

ورمي في زنزانة تمتدّ على مترين و1,20 متر وارتفاع خمسة أمتار فيها فتحة صغيرة بالكاد تكفي لإدخال النور، بلا كهرباء أو مرحاض.

وأعطاه السجّانون زجاجة لقضاء حاجاته وعند اصطحابه إلى المرحاض، كان لا بدّ له من أن يكون عاريا منحني الظهر ينظر إلى الأرض.

وبدأوا يلوّحون باحتمال إعدامه، سائلين على سبيل الاستهزاء إن كان يفضّل الخنق أو الشنق أو أن يغرس بوتد.

ويروي أنه في إحدى الليالي: "أخرجونا من الزنزانات وصفّونا في الممرّ معلّقين ببعضنا البعض في صفّين من 14 سجنيا. وللمرّة الأولى، تسنّى لنا رؤية بعضنا البعض وكان ذلك مؤشّرا إلى أننا سنموت قريبا".

"ليس ابني"
ظلّ السجناء ساعة على هذه الحال قبل أن يعادوا إلى الزنزانات في فوضى كبيرة خلافا للعادة.

ويروي غازي محمد المحمد الذي كان بطبيعة الحال يجهل تطوّرات الأحداث في سوريا "طلبت الذهاب إلى المرحاض بحجة المرض، لكن لم يأت أحد. وفجأة سمعنا هدير مروحيتين تحطّان ثم تحلّقان... لإجلاء ضبّاط من دون شكّ".



ومضت ساعات قبل أن يحطّم باب زنزانته ويظهر محرّروه في مشهد ظنّه "حلما".

وتقترب الأم من ابنها وهو يروي تفاصيل تحريره وتجلس بجنبه. وهي لم تبلغ يوما باعتقاله رسميا، فقد فقد أثر ابنها، كما هي حال 100 ألف سجين على الأقلّ في سوريا.

وقد تسنّى لغازي محمد المحمد العودة إلى ذويه "لكنه تغيّر كثيرا.... ابني كان تاجرا، رجل أعمال. كان من الأذكياء، نشيطا. وأنا أنظر إليه اليوم أشعر أنه ليس ابني بتاتا. تغيّر جسديا وعقليا"، على ما تقول فاطمة عبد الغاني (75 عاما).

ويأمل غازي محمد المحمد أن يمثل سجّانوه أمام القضاء، مؤكّدا أن في مقدوره التعرّف على ثلاثة منهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات سوريا سجن المزة سوريا تعذيب سجون سجن المزة المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من دون

إقرأ أيضاً:

شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـإصرارها على إنكار الجرائم الأسدية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أصدرت نقابة الفنّانين في سوريا، قرارًا بشطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي، لـ"خروجها عن أهداف النقابة"، بحسب ما جاء في القرار الذي نشرته صفحة النقابة- فرع دمشق على فيسبوك، الأربعاء.

وبرر قرار النقابة الذي يحمل توقيع نقيب الفنّانين مازن الناطور، شطبه لقيد سلاف بـ"إصرارها على إنكار الجرائم الأسدية، وتنكرها لآلام الشعب السوري".

ونصّت المادة 49 من الباب الرابع- الأحكام الختامية، من الإعلان الدستوري الجديد لسوريا، الذي أصدره الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع في مارس/ آذار الماضي، على  "تجريم"؛ "تمجيد نظام الأسد البائد ورموزه، ويعد إنكار جرائمه أو الإشادة بها أو تبريرها أو التهوين منها، جرائم يعاقب عليها القانون".

وكانت الفنّانة السورية سلاف فواخرجي، قد ظهرت في  بودكاست "عندي سؤال" مع الإعلامي محمد قيس، أواخر  فبراير/ شباط الماضي،  ووصفت بشّار الأسد بـ"الشريف"، وقالت إنها تراه كذلك حتى تلك اللحظة "إلى أن يتبين العكس"، بحسب تعبيرها.

وأقرت بحدوث "مجازر وأخطاء"، لكنها تعتقد إنه "هو كشخص بشار الأسد لم يقم بذلك بشكل شخصي"، واستدركت بأنها لا تستطيع إعفاؤه من المسؤولية كـ"رئيس جمهورية"، وقالت بما معناه إذا كان يدري فتلك مصيبة، وإذا كان لا يعلم بها فالمصيبة أكبر.

وردًا على سؤال مضيفها، إذا كانت ترى أن بشار الأسد يستحق المحاكمة؟، أجابت سلاف: "إذا  كان يستحق المحاكمة فليحاكم، ولكن عندما يكون هناك قضاء، وقانون.. والتاريخ يحكم"، وأضافت: "لا يوجد حاكم بلا أخطاء، وفي كل البلاد يوجد سجون"، بحسب قولها.

وكررت بطلة مسلسل "حدث في دمشق" عبارة "له ما له، وعليه ما عليه" في حديثها عن بشار الأسد، وحينما سُئلت ما الذي يحسب له، أجابت: " أنه استطاع أن يحمي سوريا من كل الحروب التي حدثت، ونجى من ربيع كاذب، وحملة كاذبة"، في إشارة منها إلى ما يعرف بـ"ثورات الربيع العربي".

مقالات مشابهة

  • كيف قام بشار الأسد بتهريب ثروات سوريا قبيل هروبه إلى الخارج؟
  • تفاصيل فرار الأسد من سوريا وتهريب ثرواته عن طريق الإمارات
  • كشف تفاصيل فرار الأسد من سوريا وتهريب مقتنياته
  • كشف تفاصيل فرار الأسد من سوريا وتهريب مقتنياته عن طريق الإمارات
  • شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـإصرارها على إنكار الجرائم الأسدية
  • إحباط محاولة انقلاب.. هل لا زالت يد بشار الأسد في سوريا؟
  • بماذا تحلم إسرائيل في سوريا ما بعد الأسد؟
  • تضم رفات أطفال ونساء.. العثور على مقبرة جماعية في سوريا
  • دريد لحام يصل إلى سوريا لأول مرة بعد سقوط نظام الأسد
  • السفير السوري في روسيا يطلب اللجوء بعد استدعائه إلى دمشق