إسرائيل على صفيح ساخن.. عصيان مدني وضغوط متصاعدة
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
شهدت إسرائيل مرة أخرى خروج آلاف المواطنين إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة يوم السبت الماضي، مطالبين بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت حساس، بعد أكثر من عام على اندلاع الحرب مع حركة حماس، ورغم التوصل إلى هدنة في نوفمبر 2023، التي أسفرت عن إطلاق سراح 105 رهائن و240 سجينًا فلسطينيًا، إلا أن الوضع ما يزال يتسم بالتوتر المستمر والمفاوضات المتعثرة.
بعد أكثر من عام من الحرب المستمرة مع حركة حماس، تجددت الاحتجاجات في مدن إسرائيلية عدة، حيث تجمع الآلاف للمطالبة بضرورة اتخاذ خطوات فورية لضمان الإفراج عن الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة. ووفقًا للمتظاهرين، فإن الحكومة الإسرائيلية يجب أن تعمل على تسريع التفاوض للتوصل إلى صفقة تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن.
وفي كلمة ألقاها أمام حشد في تل أبيب، قال الممثل ليور أشكينازي: "نحن جميعًا متّفقون على أننا فشلنا حتى الآن وأنه يمكننا التوصل إلى اتفاق الآن". هذا التصريح يعكس حالة من الاستياء والضغط على الحكومة الإسرائيلية لإيجاد حل سريع لهذا الملف.
من جهة أخرى، أكد إيتزيك هورن، الذي لا يزال أولاده إيتان ويائير محتجزين كرهائن في قطاع غزة، في حديثه للمتظاهرين قائلاً: "ضعوا حداً للحرب، حان وقت التحرك وإعادة الجميع إلى ديارهم". تأتي هذه التصريحات في وقت تزداد فيه المؤشرات بشأن إمكانية استئناف المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مما يشير إلى بعض التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق ينهي الصراع.
وفي إطار السعي لإيجاد حل شامل، بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مسؤولين أمريكيين الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى وضع آلية لتبادل الأسرى تشمل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح عدد من الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
ويستمر الضغط الدولي على إسرائيل لإيجاد حل سريع يخفف من معاناة المدنيين ويعيد السلام إلى المنطقة.
نتنياهو والتفاوض على صفقة الأسرىوحسب تقارير إعلامية عبرية، يسعى بنيامين نتنياهو إلى إتمام صفقة لإعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، في خطوة يُتوقع أن تشهد تطورات مهمة في الشهر المقبل. ورغم حالة التفاؤل في بعض الأوساط، تشير التقارير إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يتعاملون مع هذه المفاوضات بحذر بالغ، إذ يعتقدون أن الصفقة قد تنهار في أي لحظة بسبب الخلافات العميقة التي تحيط بها.
وأكدت القناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو، الذي يواجه ضغوطًا كبيرة على الصعيدين السياسي والشعبي، أكثر تصميمًا من أي وقت مضى على إتمام صفقة الأسرى، وهو ما يعكس إصراره على تحقيق إنجاز في هذا الملف المعقد. إلا أن التحديات الرئيسية تكمن في تحديد عدد الأسرى الذين سيُطلق سراحهم بموجب الصفقة، وهو ما يعطل التوصل إلى اتفاق نهائي.
وفي تل أبيب والقدس، تصاعدت الاحتجاجات بشكل لافت، حيث نظمت عائلات الأسرى مظاهرات حاشدة للمطالبة بسرعة إتمام الصفقة. هذه المظاهرات تطالب الحكومة الإسرائيلية باتخاذ خطوات أسرع لإعادة الأسرى إلى عائلاتهم، معبرة عن القلق العميق حول حالة أبنائهم في غزة.
وأثناء مظاهرة في القدس، ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على 4 أشخاص بعد أن أخلو بالنظام، في وقت كانت فيه المظاهرة تدعو إلى ضغط أكبر على الحكومة الإسرائيلية لإتمام الصفقة. هذه الاحتجاجات تُظهر الانقسام العميق في المجتمع الإسرائيلي بشأن كيفية التعامل مع ملف الأسرى والرهائن، مما يزيد من تعقيد الوضع الداخلي.
وتظل الخلافات الرئيسية حول عدد الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم، حجر العثرة الأكبر في المفاوضات، حيث يواجه نتنياهو ضغوطًا من مختلف الأطراف السياسية في إسرائيل بشأن التنازلات التي يمكن تقديمها. في الوقت الذي يتصاعد فيه الضغط الشعبي لإتمام الصفقة، تتسارع الاحتجاجات في الشوارع الإسرائيلية من جانب العائلات، مما يعكس حالة من العصيان المدني على الوضع الراهن.
وتبدو الأوضاع في إسرائيل معقدة للغاية في ظل الاحتجاجات المتزايدة من عائلات الأسرى والتحديات التي يواجهها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في إتمام صفقة الأسرى مع حماس. وبينما يبدي نتنياهو إصرارًا على التوصل إلى صفقة، يبقى السؤال حول مدى قدرته على تجاوز الخلافات الداخلية، سواء داخل حكومته أو مع الجمهور الإسرائيلي، في ظل هذه الظروف الحساسة.
وفي إطار السعي لإيجاد حل شامل، بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مسؤولين أمريكيين الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى وضع آلية لتبادل الأسرى تشمل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح عدد من الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
ويستمر الضغط الدولي على إسرائيل لإيجاد حل سريع يخفف من معاناة المدنيين ويعيد السلام إلى المنطقة.
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي في حركة فتح، الدكتور أيمن الرقب، إنه يوجد تطورات ملموسة قد تؤدي إلى إعلان هدنة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل قبل نهاية ديسمبر الجاري.
وأشار الرقب إلى أهمية الدور الذي تلعبه بعض الدول، بما في ذلك مصر وقطر، في السعي لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأضاف في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمن إطلاق سراح النساء والأطفال الفلسطينيين مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين وجثث الجنود.
وأشار إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها كل من القاهرة والدوحة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية، وسط ضغوط دولية كبيرة على إسرائيل، خاصة من الولايات المتحدة.
وأكد الرقب أن هذه الهدنة المحتملة قد تمثل خطوة نحو تهدئة مؤقتة، ولكنها تتطلب التزامًا جادًا من جميع الأطراف المعنية لإنجاحها.
وأكد أن دور القاهرة في قيادة هذه المفاوضات "مهم للغاية" في هذه المرحلة الحرجة، حيث أن نجاح هذه الجهود قد يساهم بشكل كبير في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حماس إسرائيل قطاع غزة غزة المزيد الرهائن الإسرائیلیین الحکومة الإسرائیلیة الإفراج عن الرهائن لوقف إطلاق النار المحتجزین فی فی قطاع غزة إطلاق سراح للتوصل إلى التوصل إلى لإیجاد حل إلى اتفاق فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تنفي تحقيق تقدم بالمفاوضات وعائلات الأسرى تطالب باتفاق
نفت إسرائيل تحقيق انفراجة في المفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة، في حين دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة حكومة بنيامين نتنياهو لإظهار المسؤولية والتوصل لاتفاق يعيد كل المحتجزين وينهي الحرب.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية بينها هيئة البث الرسمية اليوم الثلاثاء عن مسؤول سياسي إسرائيلي لم تسمه، وصفه التقارير عن حدوث انفراجة في المفاوضات بأنها غير دقيقة، وقال إن إسرائيل "تعمل بلا كلل" مع الوسطاء بهدف التوصل إلى اتفاق.
كما تحدث مصدر إسرائيلي مشارك في المحادثات عن أن الخلاف بين الطرفين بشأن شروط وقف حرب الإبادة في قطاع غزة هو بالتحديد حول نزع سلاح حماس.
تأتي هذه التصريحات بعد تداول تقارير تشير إلى أن المفاوضات التي اختتمت السبت في العاصمة المصرية القاهرة حققت تقدما كبيرا.
ويتزامن ذلك مع إعلان الجيش الإسرائيلي أمس الاثنين أنه يستعد لتوسيع حرب الإبادة في قطاع غزة بذريعة وصول المفاوضات مع حركة حماس إلى طريق مسدود.
حرب بلا أهدافونقلت صحيفة معاريف عن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد قوله إن ذهاب الحكومة لتوسيع العملية العسكرية في غزة يعني أنها تنازلت عن الأسرى الإسرائيليين، وأكد أن "إسرائيل لن تنتصر في حرب لا تضع لها أهدافا".
من جانبها، دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة حكومة نتنياهو للعمل بذكاء وإظهار المسؤولية والتوصل لاتفاق يعيد كل الأسرى وينهي الحرب.
وقالت الهيئة إن الحكومة تستطيع إعادة كل الأسرى غدا إذا اختارت أن تفعل ذلك.
إعلانوكانت القناة الـ12 الإسرائيلية قد أفادت بأن غضبا يسود العائلات عقب لقاء عقد بين ممثلين عنهم وعضو في فريق المفاوضات.
ونقلت القناة نفسها عن عائلات الأسرى الإسرائيليين قولها إن هناك فرقا بين ما يسمعونه وبين ما يفعله السياسيون، واتهموا الحكومة بالكذب عليهم طيلة الوقت.
وتقدر إسرائيل وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة. ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وبهدف تحقيق مصالحه السياسية، وفق إعلام عبري.