“استطلاع” الإسناد الشعبي لغزة إرادة شعب ومشروع أمة
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
يمانيون ـ استطلاع
في ظل الأحداث المتسارعة والتحديات الكبرى التي تواجهها الأمة الإسلامية ، يَبرز دورُ الشعب اليمني كقوة فاعلة في الساحة الإقليمية والدولية.
وللحديث عن الموضوع أجرينا استطلاعا عبر فيه عدد من القيادات السياسية والدينية عن موقف اليمن الثابت تجاه التهديدات الصهيونية والأمريكية، مؤكدين جاهزية اليمن قيادة وشعبا وجيشا لمواجهة أي مؤامرات قد تستهدف أمن اليمن واستقراره.
كما يستعرض الاستطلاع تصريحاتٍ (آراء ومواقف) لشخصيات بارزة كانت حاضرة في الساحة اليمنية، تطرقوا فيها إلى الخلفيات والأبعاد العميقة لمواقف الشعب اليمني الثابتة على العهد في نصرة القضية الفلسطينية، والإشارة إلى مدى الاستعداد والجاهزية التي يتمتع بها الشعب اليمني لخوض أي مواجهة أو تحدٍّ يواجه اليمن خاصة أو الأمة عامة. فإلى التفاصيل.
التطبيع حزام أمن “إسرائيل”
نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع اللواء جلال الرويشان أكد أن العدو الصهيوني يسعى منذ عقود طويلة إلى تدجين الأنظمة العربية وضمان ولائها له، في اتباعها الخططَ المرسومة من قبل الأمريكيين والإسرائيليين. بل ويشير إلى أنه ليس غريباً عن تلك الأنظمة خيانتها، حيث أن من يحكمونها وصلوا إلى سدة الحكم وهم يعلنون ولاءهم المبطن للأمريكيين وللإسرائيليين.
وتحدث الرويشان لموقع أنصار الله عن الأحداث الأخيرة في سوريا، مؤكداً أنها تحمل رسالة واضحة للشعوب العربية والإسلامية، تدعوهم إلى العودة و التمسك بأسباب نيل الكرامة والشرف في مواجهة عدم اكتراث الأمريكيين والبريطانيين والإسرائيليين بمصالحهم. فهؤلاء ينظرون فقط إلى أمن “إسرائيل” وبقائها وتوسعها، وهو ما يثبت أن ما حدث هو جزء من خطة استراتيجية يديرها الأمريكيون والإسرائيليون لتكوين حزام أمني مكوَّن من الأنظمة العربية المطبعة مع “إسرائيل”.
وفي ما يتعلق بمشروع “الشرق الأوسط” الجديد، أشار نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع إلى أن العدو الإسرائيلي لا يستهدف دولة بعينها، بل يسعى للهيمنة على كافة الدول العربية، بما في ذلك مصر والسعودية وسوريا والأردن والعراق، بينما تُظهر تلك الدول تسامحاً مع الاحتلال. ولفت الرويشان الانتباه إلى أن هذا المشروع بدأ منذ بداية الاحتلال الصهيوني لفلسطين، حيث يتحدث الإسرائيليون عن “إسرائيل الكبرى”، وهو حلم يسعى لتحقيقه على حساب أجزاء من السعودية ومصر والعراق وبلاد الشام.
وأكد اللواء الرويشان أن المشكلة تكمن في أن الأنظمة الحاكمة لا ترى إلا كراسيها، إذ تركز على كيفية البقاء في الحكم، ما يجعل الاعتماد عليها أمراً غير مجدٍ. وأوضح أن الأمل معقود على الشعوب التي تدرك المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدف توسيع الكيان الصهيوني.
وبخصوص المواقف اليمنية المشرفة تجاه القضايا والملفات المختلفة، أوضح اللواء جلال الرويشان أن هذه المواقف تنبع من قيادة تؤمن بالله وتهدف إلى نصرة الحق، وشعب يساند هذه القيادة، وقوات مسلحة قوية جاهزة للقتال. وشدد على أن هناك وحدة متكاملة بين القائد والشعب والقوات المسلحة في اليمن لدعم غزة، وأن هذه المسيرة مستمرة حتى تحقيق النصر، إن شاء الله.
جهوزية عالية للتصدي لأي مؤامرة
في خطاب قوي ومؤثر، أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله الأستاذ ضيف الله الشامي أن الشعب اليمني اليوم يبعث برسالة واضحة للعدو الصهيوني والأمريكي، مفادها أن أي مؤامرات أو تهديدات، أو أي محاولات لتجنيد المرتزقة أو تجييشهم ضد الشعب اليمني لن تؤثر عليه، فقد أعد الشعب اليمني نفسه جيداً، وجاهز لمواجهة أي مؤامرة.
ولفت إلى أن الشعب اليمني قد أعد المقاتلين وطوّر الأسلحة، وهو مستعد لخوض أي معركة في سبيل الله ونصرة المقدسات، والدفاع عن المظلومين في فلسطين وسوريا ولبنان وبلاد المسلمين.
وعبّر عن روح الجهاد والإيمان التي يحملها الشعب، مؤكداً استعداد كل أفراد الشعب اليمني أن يكونوا في مقدمة الصفوف لمواجهة العدو الصهيوني. وأكد أيضاً أن الشعب اليمني -رغم كل الضغوط- يظل ثابتاً وجاهزاً للقتال، وأن أي أساليب يمكن أن يعتمدها الأعداء لن تكون أكثر مما سبق. مضيفاً أن الشعب اليمني اليوم، هو أقوى بعزته وكرامته.
الجهاد في سبيل الله الطريق الأوحد لانتصار الأمة
في إطار النقاش حول أسباب سيطرة الكيان الإسرائيلي على بعض الأنظمة العربية، رد الناشط الثقافي أسامة المحطوري بتساؤلات مهمة تعكس عمق المشكلة. حيث طرح سؤالاً أساسياً: “لماذا حرص اليهود على غرس عناوين جديدة في عقول العرب والمسلمين، عوضاً عن العنوان الديني الجهاد في سبيل الله؟”.
وفي إجابته على ذلك، أشار المحطوري إلى أن اليهود ركزوا على ترسيخ مفاهيم القومية والوطنية، لأنهم يدركون -من خلال تجاربهم التاريخية وعبر السنن الإلهية- أن انتصارات العرب لن تأتي تحت هذه العناوين. وقد أثبتت الأحداث أن القوميين والوطنيين أخفقوا في تحقيق أي انتصار، واختصر النجاح فقط على من يحمل راية الجهاد في سبيل الله. وفي هذا السياق، استشهد بمقطع قرآني يتعلق ببني إسرائيل “ألم تر إلى الملاء من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم أبعث لنا مَلِكاً نقاتلْ في سبيل الله”. ثم كرروها وأكدوها. “وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله؟” لأنهم يعرفون أنهم لن ينتصروا ولن يكونوا محط تأييد الله ورعايته إلا تحت هذا العنوان. فلهذا رأينا للقرآن الكريم شواهد الله وآياته إعلاماً على حقائق “سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق”.
وأشار المحطوري إلى أن العناوين الزائفة لن تفضي إلى انتصارات، بل إن الانتصار الحقيقي مرتبط بالتوكل على الله والاعتماد على تعاليم القرآن في مواجهة الأعداء. وتحدث عن العدو الأمريكي الصهيوني، مشيراً إلى أنه يسعى لتحقيق ما يسمى “مشروع الشرق الأوسط الجديد” من خلال استباحة المنطقة وتدمير قدراتها. ورغم ذلك، تساءل عن موقف الدول المتحالفة مع أمريكا التي قدمت التنازلات لعقود، مشدداً على أن أمريكا هي شيطان يتبرأ من أوليائه، وأن هذه الدول ستجد نفسها في يوم من الأيام وقوداً لحروب هذا الشيطان ومؤامراته.
موقف الجماعات المسلحة في سوريا من العدو الإسرائيلي
في سياق آخر، تساءل المحطوري عن سبب عدم مواجهة الجماعات التكفيرية للكيان الصهيوني! وأوضح أن هذه الجماعات انحرفت عن بوصلة القرآن، ما أدى بهم إلى توجيه عدائهم نحو غير أعداء الله الحقيقيين بدلاً من العدو الواضح. وأكد أن الضلال لا يتوقف عند حد، بل يمكن أن يؤدي إلى انحرافات تهدد مصيرهم في الدنيا والآخرة.
وناشد المحطوري الأمة للالتفاف حول الصادقين والمخلصين، وضرورة العودة إلى تعاليم القرآن لتحقيق النصر والفلاح، مشدداً على أن العقوبات الإلهية ستكون عواقب تخاذلِ الدول وتجاهلها لما يحدث في غزة، حيث يتزايد السخط من الله تجاه من سكت عن الباطل، ولم يكتفِ بسكوته، وإنما يقوم -أيضاً- بالإساءة إلى المجاهدين في غزة.
في سياق الحديث عن التطبيع ومشروع “الشرق الأوسط الجديد” أشار الناشط الثقافي أسامة المحطوري إلى أن من أهداف العدو الإسرائيلي السيطرةَ على دول محددة، مثل مصر والسعودية. ورغم التهديدات الكبيرة التي تواجه الأمة، أكد أنه لا وجود لمواقف واضحة من هاتين الدولتين لإيقاف هذا المخطط، بل إنهما تُظهران تسامحاً ملحوظاً مع الكيان الصهيوني.
وبيّن المحطوري أن هذا الوضع يعكس طبيعة الأنظمة العربية التي تسارع إلى التآخي مع أعدائها، مستنداً في ذلك إلى قول الله تعالى: “يسارعون فيهم”. وأكد أن هذا التعبير يشير بوضوح إلى المنافقين الذين يرتبطون بأعدائهم. في المقابل، يشدد أن سمة المجاهدين في سبيل الله تتميز في أن علاقاتهم مرتبطة بـ “الحب في الله”، ما يدل على مدى الإخلاص والارتباط الوثيق بالله تعالى.
كما حذر المحطوري من أن هؤلاء المنافقين سيُضحّون -في نهاية المطاف- بشعوبهم، مشيراً إلى أن الزعماء الذين يسعون للحفاظ على مكاسب معينة لم يعودوا محل ثقة، بل إن أمريكا و”إسرائيل” قد تخلّتا عنهم. ورغم كل التنازلات التي تقدمها الأنظمة العميلة، أبدى المحطوري تفاؤله، مؤكداً أن هذه الأحداث ليست إلا “مخاضاً لفرج قادم”، فتشبيه الوضع بالجسد العليل الذي يكتسب قوة ومنعة من مرضه كان له تأثير عميق.
وحول أسباب المواقف اليمنية المشرفة، ذكر المحطوري أن السر يكمن في الثقافة القرآنية التي تقودهم في طريق الحق والعزة والكرامة، موضحاً أن الجهاد في سبيل الله هو الحل الوحيد لإخراج الأمة من مأزقها. وطالب الأمة بأن تتجمع حول هذا المشروع العظيم، وأن تتخذ من القرآن منهاجاً رئيسياً في مسيرتها.
كما انتقد المحطوري فشل الكثير من القادة وأدعياء التدين، مستشهداً بدعوة الأمة للاحتشاد حول الصادقين كما ورد في الآية القرآنية: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين”. وأكد أن الالتفاف حول الحق والصادقين هو السبيل لحصول الأمة على معية الله ورعايته، والذي سيمكنها من التصدي لأعدائها ودحرهم بسهولة.
ويُظهر المحطوري رؤيته الواضحة لحتمية النصر بالاعتماد على إيمان راسخ بالتغيير الإيجابي الذي ينطلق من الالتزام بتعاليم القرآن ورؤية الأمة لمصيرها، إذ أن هذه الحماسة للقضية تعكس أهمية التأكيد على الهوية الإسلامية والارتباط الوثيق بالإيمان في مواجهة التحديات الراهنة.
الالتزام بالعهد في الثبات على الموقف
في ذات السياق، صرح العلامة فؤاد ناجي عضو رابطة علماء اليمن أن خروج الشعب اليمني في الجمعة الفائتة يأتي لتأكيد موقفهم من أحداث غزة وتنديدهم بالعدوان على سوريا، وللتضامن مع المجاهدين في فلسطين. وأكد على التزام الشعب اليمني بالعهد، موضحاً أن ما يجري في سوريا ليس نهاية الصراع ولكن جولة من جولات الكر والفر، معبراً عن أمله في أن يتغير الشرق الأوسط وفق ما يريده الله وما يريده الشعب اليمني.
وأشار العلامة ناجي إلى جدية هذا الشعب وثباته على الموقف، وأن على الأعداء أخذ تهديدات قائد الثورة ووعود القوات المسلحة بعين الاعتبار، موضحاً أن الشعب اليمني لن يسمح بتمرير المشروع الصهيوني الأمريكي، وأن العاقبة بيد الله، حيث سيتحقق نصر الإرادة ضد جميع المتآمرين. وختم بتأكيد أن العالم ينظر إلى الشعب اليمني بأنه مفتاح الفرج للأمة الإسلامية.
الغدة السرطانية إلى زوال
أما الناشط الثقافي يحيى المؤيد فقد أكد أن الأحداث الجارية اليوم -وخلال هذه الظروف الحرجة- يشكل امتحاناً لمكانة الأمة العربية والإسلامية.
وذكر أن العدو الإسرائيلي استباح كل الأعراض والمقدسات، إلا أنه أكد أنه -ومن قلب هذا الشعب العظيم، الشعب اليمني- ستنبثق الرسالة التي تنذر بزوال هذا العدو.
وأكد أن الشعب اليمني سيساهم في طرد هذا العدو، مشيداً بكلمات الإمام الخميني التي وصفت “إسرائيل” بأنها “غدة سرطانية لا بد من استئصالها”. مؤكدا على أن استئصالها سيكون على أيدي الشعب اليمني بإذن الله.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الجهاد فی سبیل الله العدو الإسرائیلی الأنظمة العربیة أن الشعب الیمنی الشرق الأوسط وأکد أن على أن إلى أن أن هذه أکد أن
إقرأ أيضاً:
صنعاء.. انطلاق أعمال المؤتمر الثالث فلسطين قضية الأمة المركزية
وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الذي سيستمر حتى 25 من شهر رمضان الجاري، حضورا علمائيا، ورسميا تقدمهم عضو المجلس السياسي الأعلى عبدالعزيز بن حبتور، ونائب رئيس الوزراء محمد مفتاح، وعدد من أعضاء مجلس الوزراء والنواب والشورى، وقيادات سياسية ومجتمعية.
كما شهدت الجلسة مشاركات من نخبة من الناشطين والوفود وأحرار العالم المتضامنين مع غزة والمناصرين لمظلومية الشعب الفلسطيني من مختلف بلدان العالم.
واستهلت الجلسة الافتتاحية بآيات من الذكر الحكيم، والنشيدين الوطنيين لليمن وفلسطين، ووقف الحضور دقية حداد لقراءة الفاتحة إلى أرواح شهدا الأمة في كل الساحات والميادين.
وعلى الرغم من الحصار المفروض على مطار صنعاء إلا أن وفودا عربية ودولية أصرت على المشاركة في المؤتمر تقدمهم رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبدالمهدي، والبرلماني في جنوب افريقيا "زيولفين مانديلا" حفيد الزعيم نيلسون مانديلا، ورئيس شبكة RT مكتب لبنان ستيفن سيوني، والناشط الإعلامي والمخرج التلفزيوني بجمهورية مصر العربية ممدوح علوان عطية.
كما حضر المؤتمر رئيس مركز دراسات البحر الأبيض بجامعة شانغهاي الصينية "ماو شياولين"، والمحلل الجيوسياسي البرازيلي، ديب سكوبار، والناشطة الإعلامية والمحللة الجيوسياسية اللبنانية الدكتورة سندس الأسعد، وعضوا البرلمان الأوروبي السابقين ميك والاس وكلير، ورئيس مركز دراسات القدس في ماليزيا امينو رشيدي، وعضو المجلس المحلي المنتخب في أمريكا، "كريستوف هلالي"، كما وصل خلال المؤتمر، جاكسن هيريغن، ومن بوليفيا وزير خارجية بولوفيا السابق،.
وألقى نائب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي الثالث فلسطين قضية الأمة المركزية د.أحمد العرامي، كلمة أوضح فيها أن هذا المؤتمر ينعقد لمناقشة 7 محاور مهمة تتعلق بالعديد من المواضيع الهامة والاستراتيجية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
وأوضح العرامي على أن المؤتمر الدولي الثالث يقدم اليمن بهويته الإيمانية الصحيحة في ظل قيادة إيمانية قرآنية بعيدا عن التبعية الأمريكية، مشيرا إلى أن معركة طوفان الأقصى أعادت القضية الفلسطينية إلى بعدها الإنساني.
اليمن هو النموذج الحي للأمة
وألقى معاذ أبو شمالة ممثلة حركة حماس في اليمن كلمة أكد فيها أن جريمة العدو الصهيوني يوم الـ17 من هذا الشهر التي خلفت أكثر من 600 شهيد وألف جريح، تكشف عن حقيقة إجرامه المتأصلة في طبيعته وفشله في كسر إرادة المقاومة.
وشدد أبو شمالة على أن المحتل لا يملك أمر الدفاع عن احتلاله، وجرائمه ترتكب أمام مرأى من المجتمع الدولي بقيادة أمريكا، مؤكدا أن هجمة العدو لن تثني الشعب الفلسطيني والتفافه حول المقاومة باعتباره الخيار الناجح في مقاومة العدو.
كما أكد أحقية المقاومة المشروع في الدفاع عن نفسها وشعبها وأن العدوان على غزة وتجويع أهلها لن تكسر صمودنا والتفافنا حول خيار مقاومتنا
وأشار إلى أنه تقع على جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، تقع عليهم مسؤولية كبيرة جراء الجرائم والحصار.
ختم أبو شمالة بقوله: إن اليمن هو النموذج الحي للأمة، مشددا على أن موقف اليمن في ظل العدوان الأمريكي عليه رسالة قوية أن الأمة قادرة على النهوض بمسؤوليتها.
عصر جديد قد بدأ
وفي كلمة له، حيا رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبدالمهدي، دور اليمن العزيز في معركة فلسطين وخصوصا دور سماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وإدارته للمعركة في مختلف المجالات.
وأشار عبدالمهدي إلى أن اليمنيين طوروا من أساليب عملياتهم وحصارهم للعدو الإسرائيلي بصورة غير مسبوقة في تاريخ الصراع.
وأكد أنه لا حل للتسويات السياسية بل فيما ما قام به طوفان الأقصى ومعارك تحرير غزة ومعارك جبهات الإسناد قاطبة وخصوصا جبهة اليمن.
وأشار إلى اليمن يثبت مبدأ أن زمن استفراد العدو بفلسطين قد ولى، مشيرا إلى أن معارك البحر الأحمر ومجيء الأساطيل الأمريكية والبريطانية لم تغير من مسار المعركة ولن يكسر الحصار الذي فرضه اليمن على كيان العدو، موضحا أن استمرار العدوان على اليمن زاد اليمن تطورا جديدا.
ولفت إلى أن اليمن رغم الحصار ورغم العمليات الحربية ضده، إلا أنه صامد يصعد كلما صعد العدو، ويطور أساليبه في مواجهة العدو، أما العدو فيستهلك مخزوناته التي راكمها خلال السنوات الماضية.
ورأى عبدالمهدي أن عصرا جديدا قد بدأ، وأن عصر الاستفراد بأهلنا في غزة انتهى ومعادلة المقاومة الجديدة وأن نقل المعركة إلى قلب الكيان هي معادلة ستكسر حصارهم لغزة.
بناء تضامن دولي
وألقى البرلماني في جنوب افريقيا "زيولفين مانديلا" حفيد الزعيم نيلسون مانديلا، كلمة أستهلها بالهتاف بالحرية لفلسطين من البحر إلى النهر.
وعبر عن الشكر والتقدير لمنظمي المؤتمر، وقال إنه لشرف لي أن أكون في صنعاء، وأن أعرف معنى الإيمان الصحيح والقدرة التي لا تتوانى، مضيفا نفتخر بأهل اليمن وأن نكون ضمن المشاركين في هذا المؤتمر الذي يجمعنا من أنحاء العالم.
وأشار منديلا إلى أن هذا المؤتمر الدولي يناقش ركن مهم يتعلق بالقضية الفلسطينية، مؤكدا أن واجبنا هو مواجهة الحرب الإعلامية للأعداء وعلينا بناء تضامن دولي قوي وحشد الدعم لفلسطين.
وأكد لا تهديد ولا تخويف سيجبر جنوب أفريقيا على سحب دعواها ضد كيان العدو الصهيوني في محكمة الجنايات الدولية،
ودعا النشطاء من جميع أنحاء العالم تكثيف جهودهم من أجل فلسطين، وأن نجعل الانتفاضة الإلكترونية أكثر فعالية، وفضح آلية الأعداء الإعلامية.
وشدد مانديلا على أن أنصار الله و حزب الله يحاربون من أجل فلسطين، مؤكدا أن العدوان والاحتلال لن يكسر الشعب الفلسطيني.
من جانبه، دعا، عضو المجلس المحلي المنتخب في أمريكا، "كريستوف هلالي"، إلى الاتحاد في مواجهة الحركة الصهيونية العالمية، ونادا بالحرية لفلسطين واليمن، مؤكدا أن اليمن وفلسطين في قلب واحد ويمكننا بالكفاح الشامل هزيمة العدو الإسرائيلي.
اليمن يواجه الإمبريالية العالمية
بدوره، قال النائب الإيرلندي ميك والاس وكلير، إن ما نراه اليوم في غزة وحشية مفرطة صهيونية استعمارية وامبريالية، مضيفا أن الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة.
وأشار إلى أن الاستعمارية الغربية لم تذهب فلا زالت وتجسدها "إسرائيل"، مضيفا أنهم يبررون جرائمهم بمواجهة ما يسمونها البربرية والتحضر.
وتسائل هل من يرتكب المجازر في غزة متحضرون، هل أمريكا والأوروبيون متحضرون وهم يرون المجازر في غزة، معتبرا أنهم عندما يرون المجازر ويصمتون فإنهم غير متحضرون.
ورأى أن اليمن يواجه الإمبريالية العالمية، وأضاف لأنكم (اليمن)واجهتم الإمبريالية الغربية وصفوكم بأنكم إرهابيين، معتبرا أن الإمبريالية هي مصدر الإرهاب، وأن أكثر من 90% من الإرهاب في العالم اليوم تنفذه القوى الاستعمارية الغربية وعملاؤها، ولفت إلى أن الأوروبيين بدأوا يعرفون أكاذيب الإمبريالية الاستعمارية الغربية
وقال: اليمنيون قاموا في عمليات إسناد غزة بموقف مبهر ولعدة سنوات وقف اليمن ضد الإمبريالية، مضيفا على العالم أن يتعلم من اليمن الذين يقفوا أمام مجازر الإبادة الجماعية، مؤكدا أن فلسطين ستصبح حرة واليمن ستصبح حرة.
من جانبه قال الصحفي المحلل الجيوسياسي البرازيلي، ديب سكوبار: إن الشعب اليمني جسد البطولة في الدفاع عن غزة وهذا نابع من أصالتهم ومبادئهم الحية، مضيفا، سنقف بكل ما في وسعنا لنصرة الشعب الفلسطيني.
فيما ألقى الناشط الإعلامي والمخرج التلفزيوني بجمهورية مصر العربية ممدوح علوان عطية، قصيدة شعرية أشاد بصمود أهل غزة، وكيف عرت داعمي كيان العدو، وفي المقابل كيف كشفت مواقف المخلصين من الأمة الثابتين مع الحق الفلسطيني.
من جهتها، قالت الناشطة الإعلامية اللبنانية سندس الأسعد: جئناكم محملين بكل معاني الإباء والصمود وهيهات لنا أن نهنأ بالعيش وشعب فلسطين يذبحون في غزة والضفة.
كلمة المؤتمر
وفي ختام الجلسة الافتتاحية ألقى عضو المجلس السياسي الأعلى عبدالعزيز بن حبتور، رئيس المؤتمر، كلمة المؤتمر ، رحب فيها بضيوف المؤتمر، كما رحب بكل أحرار العالم.
وأكد أن قضية فلسطين قضية كل أحرار العالم وقد جاء هؤلاء الأحرار إلى صنعاء ليشاركوا الباحثين في هذه التظاهرة العلمية الكبيرة.
وقال بن حبتور: نحن في العام العاشر من العدوان والحصار واستطاع شعبنا أن ينهض ليسجل الانتصارات المتتالية ورفع اسم اليمن عاليا.
وأوضح أن اليمن تساهم بشكل مباشر في الدفاع عن أبناء غزة في ظل استمرار جرائم العدو، مشددا على أن محور القدس والجهاد ثابت على موقفه ولن يكون المجاهد الفلسطيني بمفرده كما أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.
محاور المؤتمر
وسيناقش خلال ثلاثة أيام 173 بحثاً وورقة عمل تم قبولها من أصل 272 بحثاً وورقة عمل تم التقدم بها لمشاركين وباحثين وناشطين من "اليمن، فلسطين، لبنان، تونس، ليبيا، مصر، الهند، ماليزيا" وعدد من المشاركين والناشطين من عدة دول أجنبية.
ويسعى المؤتمر لدراسة الأبعاد الاستراتيجية لمعركة "طوفان الأقصى"، ودراسة الأبعاد الحضارية والدينية والثقافية لمعركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، وتحليل انتفاضة الجامعات الأمريكية والأوروبية وفضح واقع ديمقراطية الغرب.
واشتمل المؤتمر على سبعة محاور توزعت على "الرؤية القرآنية للصراع مع العدو الصهيوني القضية الفلسطينية إنموذجاً"، وإستراتيجيات العدو الصهيوني في إنشاء إسرائيل الكبرى وأطماع العدو الصهيوني في اليمن، ومخاطر التطبيع وأهمية المقاطعة، والأبعاد الاستراتيجية لعملية "طوفان الأقصى".
كما شملت المحاور أيضاً "الصهاينة العرب، النشأة والمظاهر وآليات المواجهة"، ودلالات معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" ومراحلها وآثارها، وأهمية انتفاضة الجامعات الأمريكية والأوروبية.