زوج الناشطة التركية عائشة نور: لماذا لا يتم محاسبة إسرائيل على قتل زوجتي؟
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
تساءل زوج الناشطة الأمريكية- التركية عائشة نور التي قتلها جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء احتجاج سلمي في الضفة الغربية، حول الأسباب التي تحول دون محاسبة "إسرائيل" على هذه الجريمة.
وقال حامد مظهر علي في مقال نشرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية إنه رغم الجهود اليومية التي يبذلها منذ ثلاثة أشهر فإنه لا يعلم لماذا لم تستطع الولايات المتحدة محاسبة "إسرائيل" على تلك الجريمة.
وأضاف أن قاتل عائشة نور، الذي أطلق رصاصة على رأسها دون أي سبب، لا يزال دون عقاب مثل الجندي الذي قتل الصحفية الأمريكية الفلسطينية شيرين عاقلة، مما يشجع الجنود الإسرائيليين على إزهاق أرواح المواطنين الأميركيين والفلسطينيين وغيرهم دون عقاب.
ووجه علي انتقادا لاذعا للولايات المتحدة الأمريكية، متهما إياها بتشجيع جنود الاحتلال الإسرائيلي بقتل المزيد من الأمريكيين، وذلك بعدم محاسبة أي جندي قام بجريمة كتلك بالفعل بدءا من راشيل كوري وانتهاء بعائشة نور.
وفيما يلي ترجمة المقال:
ماذا تفعل بالملابس الملطخة حتى الآن بدماء زوجتك، والتي كانت ترتديها عندما قُتلت؟ كيف تحتفظ بها كدليل لأجل تحقيق قد لا يحدث أبداً؟ ماذا يمكنك أن تفعل عندما لا تبدي حكومتك أي مؤشر على أنها ستحاسب قاتلها – وهو جندي في جيش حليف مقرب – رغم الجهود اليومية المستمرة لثلاثة أشهر للحصول على إجابات أساسية؟
أصيبت زوجتي، عائشة نور إيزجي إيجي، برصاصة في رأسها؛ وقتلها جندي إسرائيلي في 6 أيلول/ سبتمر 2024، بينما كانت تقف بسلام تحت شجرة زيتون في الضفة الغربية المحتلة، وعلى الرغم من أن إدارة بايدن وصفت مقتلها بأنه غير مقبول وغير مبرر، إلا أنها لم تمارس حتى الآن الضغط الكافي على إسرائيل لتحقيق العدالة في مقتل أحد مواطنيها.
من المحتمل أن أترك ملابس زوجتي الملطخة بالدماء في الصندوق الذي جاءت فيه، وأقرر بدلاً من ذلك أن أبقي خزانة ملابسنا غير ملوثة ومليئة بالذكريات الدافئة، إنها مليئة بالملابس التي كانت ترتديها خلال الساعات الطويلة التي كانت تقضيها مع أصدقائها، وفي التنزه مع والدها، وفي زياراتها لابنة أخيها وابن أخيها وأختها وزوج أختها، يمكنني جمع الملابس التي ارتدتها يوم زفافنا، وفي أول موعد لنا، وعندما رأيتها لأول مرة.
كان عمري 26 عامًا عندما التقينا – وهو نفس عمرها عندما قُتلت – حدقت فيها بذهول في موعدنا الثاني وهي تتذكر رحلتها الأخيرة إلى جنوب شرق آسيا؛ حيث أمضت معظم وقتها في التطوع في قرية لإغاثة اللاجئين في ميانمار، وكلما تعرفت عليها أكثر، علمت أن التزامها بالعدالة كان التزامًا لمدى الحياة، وقادها ذلك إلى المساعدة في تنظيم إضراب لطلاب المدارس الثانوية في سياتل بعد انتخابات عام 2016، وإلى احتجاج ستاندنج روك ضد خط أنابيب داكوتا أكسيس، وإلى طاولة المفاوضات في جامعة واشنطن خلال الاحتجاجات الطلابية ضد الحرب الإسرائيلية المدمرة في غزة، وأخيرًا إلى الضفة الغربية لتكون شاهدة على الظلم الذي يعاني منه الفلسطينيون الذين يعيشون تحت الحكم العسكري الإسرائيلي الوحشي.
وبينما أقف أمام خزانة ملابسنا، أرى القميص الذي كنت أرتديه في الليلة التي تحدثنا فيها آخر مرة على الهاتف، ناقشنا خططها في الساعات القادمة لحضور مظاهرة أسبوعية ضد مستوطنة إسرائيلية غير قانونية مقامة على أراضٍ فلسطينية محتلة تابعة لأهالي بيتا، وبينما كنا ننهي المكالمة على مضض، أخبرتها أنني أحبها، وطلبت منها أن ترسل لي رسالة نصية قبل مغادرتها وبعد عودتها بسلام، بعد ساعات، استيقظت في الظلام وتفحصت هاتفي بشكل غريزي: لا توجد رسائل نصية، أرسلت لها رسالة بسرعة وحاولت العودة إلى النوم، رن هاتفي بعد دقيقتين وتلقيت خبر إصابة عائشة نور برصاصة في الرأس ومقتلها.
ووفقًا لشهود العيان وتحقيقات الصحفيين، فقد تم إطلاق النار عليها بعد حوالي 20 دقيقة من الهدوء؛ حيث كانت تحتمي خلف شجرة زيتون على بعد مئات الأقدام من معظم المتظاهرين والجنود الإسرائيليين.
في لحظات، حدقت في البنطال الأسود الذي ارتديته في جنازتها، والذي لا يزال يحمل ترابًا من قبرها، كنت في تركيا للمساعدة في تنسيق وصول رفاتها عندما قرأت الرد الأولي للجيش الإسرائيلي على مقتلها؛ حيث زعموا زورًا أن عائشة نور أصيبت برصاصة عرضية أثناء احتجاج عنيف، وهو ادعاء تم دحضه بسرعة من قبل العديد من شهود العيان ووسائل الإعلام الرئيسية.
لقد شعرت بالذهول؛ هل كان من المفترض حقًا أن أقبل أن جنديًا إسرائيليًا أطلق النار على رأسها عن طريق الخطأ من على بعد مئات الأقدام؟ وأن حكومتي وجدت هذا التفسير مقبولًا بما يكفي للتخلي عن محاسبة الجيش الأجنبي المسؤول؟ هل كان من المفترض أن أنسى التاريخ الطويل لقيام الجنود الإسرائيليين بقتل مواطنين أمريكيين بشكل غير قانوني مع الإفلات من العقاب، مثل الصحفية الفلسطينية الأمريكية الشهيرة شيرين أبو عاقلة في عام 2022؟
إن قاتل عائشة نور، الذي أطلق رصاصة على رأسها دون أي سبب، لا يزال دون عقاب مثل الجندي الذي قتل شيرين، مما يشجع الجنود الإسرائيليين على إزهاق أرواح المواطنين الأميركيين والفلسطينيين وغيرهم دون عقاب.
أقف الآن أمام خزانتنا لاختيار البدلة التي سأرتديها بينما تجتمع عائلتنا الأسبوع المقبل مع وزارة الخارجية وأعضاء الكونغرس للتوسل إليهم للقيام بشيء ما بشأن مقتل عائشة نور الذي حدث دون سبب، سنطلب منهم دعم دعوة عائلتنا لإجراء تحقيق أمريكي مستقل في وفاتها ومحاسبة الجندي الذي قتلها، وأحث الرئيس بايدن على إعطاء الأولوية لهذه القضية في الأيام الأخيرة من إدارته والتمسك بالعدالة لعائلتنا.
وربما إذا حاسبت الولايات المتحدة إسرائيل على قتل أمريكيين آخرين مثل راشيل كوري أو شيرين أبو عاقلة، فلم يكن الجنود الإسرائيليون ليتحلوا بالجرأة لقتل الأمريكيين وغيرهم من المدنيين اليوم، وبدلاً من الوقوف أمام هذه الخزانة الآن وحدي مشلولًا بالألم، ربما كنت سأقف مع عائشة نور ونحن نحاول اختيار ما سنرتديه لتناول العشاء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية عائشة نور الاحتلال امريكا الاحتلال عائشة نور صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجنود الإسرائیلیین عائشة نور دون عقاب ا عندما جندی ا
إقرأ أيضاً:
لماذا يجب على العرب الضغط على أمريكا ومواجهة إسرائيل؟
في ظل ما تمارسه دولة الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات في غزة والضفة الغربية، وتجاوزاتها بحق دول في المنطقة، بات واضحا أن إسرائيل قد امتطت صهوة العربدة بدعم أمريكي لا محدود، ولا راد لجموحها إلا بلجام الردع والقوة التي تتناسب مع أفعالها، وهو ما يطرح تساؤلات حول قدرة الدول العربية على الضغط على أمريكا ووقف دعمها لدولة الاحتلال، وما يملكه العرب لكف إسرائيل عن العربدة في المنطقة.
لكن قبل الإجابة عن السؤال حول ما يملكه العرب للضغط على أمريكا ومواجهة إسرائيل ومدى إمكانية ذلك، يحتاج الأمر الإجابة عن سؤال آخر، وهو: لماذا يجب على العرب الضغط على أمريكا ومواجهة إسرائيل؟ وتعد سطور هذا المقال محاولة لتلمس بعض جوانب الإجابة، بما يمثل أيضا مدخلا للإجابة عن السؤال حول ما يملكه العرب للضغط على أمريكا ومواجهة إسرائيل، وهو ما يحتاج المعالجة في مقال آخر.
توافق تاريخي غير مسبوق بين أمريكا وإسرائيل
بعد طوفان الأقصى، بات واضحا أن هناك حالة توافق غير مسبوقة على مدار تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي بين الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية، وقد تعمقت خلال ولاية جو بايدن، وتزايدت بعد تولي دونالد ترامب للمرة الثانية. وقد وفر التوافق الأمريكي الإسرائيلي دعما سياسيا أمريكيا منقطع النظير لدولة الاحتلال، أطلق إشارة العد التنازلي لتحقيق الرغبة الصهيونية في ضم الضفة الغربية، حيث شرعت إسرائيل في توسيع عملياتها العسكرية في الضفة واستبقتها بقوانين تشريعية لأجل هذا الغرض.
ويمكن القول، إن الصهيونية الدينية أعلنت عن نفسها بفجاجة لا مثيل لها، وكشرت عن أنيابها لتنهش في جسد المنطقة العربية، وهو ما يفسر لنا لماذا يجب على العرب الضغط على أمريكا ومواجهة إسرائيل، وما يستدعي استنفارا عربيا للمواجهة، وإلا ساء المصير.
لقد وفرت ولاية ترامب الثانية للرئاسة الظروف في ظل وجود حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة ليتحقق التقاء تاريخي بين النخب الفاشية المسيحية الإنجيلية الأمريكية وغلاة الصهاينة اليهود، وسارعت الخطوات العملية لتحقيق هدف جيوسياسي مشترك لكل من الصهيونية المسيحية والصهيونية الدينية اليهودية، لتحقيق نبوءة ما يُسمى "أرض الميعاد" المزعومة.
حقيقة المشهد في المنطقة
إن القراءة الصادقة لواقع الشرق الأوسط تؤكد أن المنطقة العربية ما زالت غير قادرة على فك الارتباط بينها وبين الاستعمار الغربي القديم، الذي ورثته في المنطقة الولايات المتحدة الأمريكية، علما أن الاستمرار على هذه الوضعية يعمق من تراجع المنطقة، ويقود في نهاية المطاف إلى مواجهة تكاد تكون صفرية بين النظم والشعوب.
أهداف السياسة الإسرائيلية البعيدة المدى، تتفق مع السياسة الأمريكية، وقد ربطت الولايات المتحدة بين أمنها القومي وأمن إسرائيل، ووفقا لذلك فإن أي تهديد لإسرائيل يستلزم التدخل بكل وسائل القوة الممكنة للقضاء على مصدر تلك التهديدات، وعلى الرافضين للتواجد الاستعماري في المنطقة
وليس من المبالغة القول إن المنطقة العربية خضعت لشروط "الاستعمار الجديد"، الذي طبقته الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف تحقيق السيطرة الكاملة على العالم وما يستلزمه ذلك من خلق التبعية، وفرض الهيمنة المعنوية على شعوب المنطقة.
وتحت سطوة الاستعمار الجديد، تخضع المنطقة العربية منذ عقود لمخطط صهيوني عام، يريد تجزئة دول المنطقة وتحويلها إلى كيانات صغيرة، وإخضاعها بالكامل للكيان الإسرائيلي المحتل باعتباره وكيلا عن أمريكا والغرب.
اتفاق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية
والقول بأن المنطقة تخضع لمخطط صهيوني ليس استغراقا في تبني نظرية المؤامرة، ولكن هذا واقع يجب إدراكه ومواجهته، وتؤكده الأحداث الجسام والحروب المشتعلة التي يعيشها الشرق الأوسط، وما يحدث في غزة وفلسطين المحتلة، بحيث أصبح الشرق الأوسط المنطقة الوحيدة الرخوة في خريطة العالم، والتي يعمل فيها سكين الاستعمار والقوى الكبرى.
وعندما نتساءل لماذا يجب على العرب الضغط على أمريكا ومواجهة إسرائيل؟ فأحد وجوه الإجابة عن هذا السؤال، هو أن أهداف أمريكا وإسرائيل واحدة، ما يعني أن الضغط على كيان واحد بحسب الأهداف المشتركة.
والحقيقة التي يجب الوقوف عندها، هي؛ أن أهداف السياسة الإسرائيلية البعيدة المدى، تتفق مع السياسة الأمريكية، وقد ربطت الولايات المتحدة بين أمنها القومي وأمن إسرائيل، ووفقا لذلك فإن أي تهديد لإسرائيل يستلزم التدخل بكل وسائل القوة الممكنة للقضاء على مصدر تلك التهديدات، وعلى الرافضين للتواجد الاستعماري في المنطقة.
أمن إسرائيل يعني إهدار أمن دول المنطقة
ووفقا للاستراتيجية الإسرائيلية، فإن تحقيق أمن إسرائيل لا يعني سوى إهدار أمن دول المنطقة؛ لأن وجود إسرائيل بديمغرافيتها وأيديولوجيتها -والتي أنشأتها حالة شاذة في التاريخ البشري المعاصر- لا يستقيم معه تحقق أمن محيطتها العربي، ولكن يحققه وجود دول محيط مستضعفة؛ لأن خلاف ذلك يعني ذوبان إسرائيل في محيطها وزوالها، وفشل الأهداف الصهيونية في المنطقة؛ ولذلك يدعم الاستعمار الجديد دولة الاحتلال الإسرائيلي لتكون مثابة العصا الغليظة التي يلوح بها ترهيبا وترغيبا، ويحافظ بها على استقرار دول المنطقة في حالة استضعاف دائمة.
تفسر لنا الحرب الإسرائيلية الوحشية الأخيرة على غزة بعد طوفان الأقصى طبيعة الترابط بين الأهداف الأمريكية والإسرائيلية؛ فالولايات المتحدة لم تكن مجرد داعم فقط لإسرائيل في تلك الحرب ضد الشعب الفلسطيني، ولكنها كانت شريكا كاملا تخطيطا وتمويلا وتنفيذا، على كافة الأصعدة عسكريا واقتصاديا ودبلوماسيا.
الخضوع للرغبات الأمريكية والإسرائيلية لن يحقق أي سلام ولكنه سيقود إلى مزيد من الاستسلام والإذلال، والدعوة إلى أن يضغط العرب على أمريكا ليست دعوة لحرب، ولكنها دعوة لتتخذ الدول العربية مواقف تحفظ مصالحها وشعوبها في ظل ما يوجد من قدرات، بحيث تجعل أي إدارة أمريكية ترى في استمرار دعم إسرائيل والمشروع الصهيوني ما يُلحق أشد الضرر بمصالح أمريكا في المنطقة والعالم
والحقيقة التي يعتقدها كاتب هذه السطور، هي: أن الاحتلال الإسرائيلي كيان جمع من عوامل التخلف الحضاري والثقافي والتوحش الأخلاقي والمجافاة لروح الإنسانية ما لم يجتمع لكيان آخر في هذه الحقبة الزمنية، وأن الدعم الأمريكي والغربي على كافة الأصعدة هو ما يصنع الفارق، ويرسخ الوهم في كثير من العقول في المنطقة، ورفع هذا الدعم يعني نهاية إسرائيل وزوالها، وانتهاء السبب الرئيس لمشكلات المنطقة، والتي تنعكس على الأمن الإقليمي والدولي.
مصالح العرب الضائعة في ظل السياسية الأمريكية
منذ أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية اللاعب الدولي المهيمن في المنطقة، سعت إلى تحقيق ما اصطُلح عليه بالإجماع الاستراتيجي لدول الشرق الأوسط، والذي يعني تحقيق مساندة دول المنطقة العربية لسياساتها ومصالحها، لكنها فشلت فشلا ذريعا في ذلك؛ بسبب سياستها المزدوجة تجاه العالم العربي، حيث تسعى لمساندته لها في سياساتها وفي الوقت ذاته تدعم بلا حدود دولة الاحتلال الإسرائيلي، العدو الأول للدول العربية وشعوبها.
وقد عكست المرحلة الحالية بعد طوفان الأقصى وجها صارخا لازدواج السياسة الأمريكية حيال المنطقة، وأكدت على التناقض والاضطراب وانعدام وضوح الرؤية، والتخبط في فهم حقيقة إطار التحرك، حيث بدا واضحا أن السياسة الأمريكية تقوم على التلاعب بالمنطقة والتواطؤ عليها.
وليس بجديد أنه على مدار العقود الماضية عملت الولايات المتحدة على ضرب كل تحرك نحو الوحدة العربية، ووقفت حائلا ضد تحقيق المنطقة للتطور الاقتصادي بمعناه الحقيقي، واستخفت بشعوبها. ومرجع نجاح تلك السياسة الأمريكية الصهيونية مرده إلى ضعف الإرادة الذاتية في المنطقة، ووجود الاحتلال الصهيوني.
ختاما
إن الخضوع للرغبات الأمريكية والإسرائيلية لن يحقق أي سلام ولكنه سيقود إلى مزيد من الاستسلام والإذلال، والدعوة إلى أن يضغط العرب على أمريكا ليست دعوة لحرب، ولكنها دعوة لتتخذ الدول العربية مواقف تحفظ مصالحها وشعوبها في ظل ما يوجد من قدرات، بحيث تجعل أي إدارة أمريكية ترى في استمرار دعم إسرائيل والمشروع الصهيوني ما يُلحق أشد الضرر بمصالح أمريكا في المنطقة والعالم، وهو ما يقود إلى التغلب على إسرائيل وينزلها عن صهوة العربدة في المنطقة.