في كل خريف، عندما يحصد المزارعون في تلال محافظة إدلب الحمراء الزيتون، يجدون ممثلاً عن هيئة الضرائب المحلية حاضرًا عند كل معصرة، هذا المحصل يأخذ 5% من زيت الزيتون على الأقل، ولا توجد استثناءات حتى في سنوات الحصاد الشحيح.

وبحسب ما ذكرته نيويورك تايمز، يعمل هؤلاء المحصلون لصالح الإدارة المدنية التي أسستها الجماعات الإرهابية، والتي قادت مؤخرًا الإطاحة بنظام الأسد الذي حكم سوريا لمدة 54 عامًا.

تولت هذه الجماعات إدارة أجزاء كبيرة من إدلب منذ عام 2017، وفرضت ضرائب على البضائع، وحققت إيرادات من بيع الوقود وتشغيل شركات الاتصالات، كما سيطرت على الاقتصاد المحلي من خلال أنظمة الترخيص، مما أعطاها مظهرًا أشبه بحكومة تقليدية.

تجربة حكم إدلب

منذ سيطرة الجماعات الإرهابية على إدلب، أظهرت قدرة على الحكم بانضباط وبراغماتية، أدارت المنطقة عبر سلطة تتألف من 11 وزارة، بينما ركزت على تطوير قوتها العسكرية، ومع ذلك، واجهت تحديات بسبب ممارساتها القمعية واعتقال المنتقدين، مما أدى إلى مظاهرات دورية ضدها.

السؤال الآن: هل تستطيع هذه الجماعات توسيع تجربتها في حكم إدلب لتشمل البلاد بأكملها؟ إدلب، التي تُعتبر منطقة زراعية فقيرة ذات كثافة سكانية منخفضة، تختلف عن إدارة دولة بحجم سوريا.

أشار ممثل إحدى المنظمات الإنسانية إلى أن أي قرار يتخذه الوزراء كان يخضع لموافقة قادة الجماعات الإرهابية، وهو نهج قد يكون معيقًا عند تطبيقه على مستوى وطني.

منهج براغماتي لكن بتحفظات

ابتداءً من عام 2016، خففت الجماعات الإرهابية من توجهها المتشدد، فلم تفرض قيودًا صارمة كتلك التي اتبعتها جماعات متطرفة أخرى مثل “داعش”.

ومع ذلك، لا تزال هذه الجماعات مُدرجة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة وتركيا، مما منعها من الحصول على دعم خارجي صريح، ما دفعها لإيجاد وسائل تمويل بديلة عبر فرض الرسوم والضرائب على الأنشطة التجارية والمعابر الحدودية.

أشجار الزيتون والتين في محافظة إدلب هيكل عسكري منظم

من الناحية العسكرية، أعادت الجماعات الإرهابية تنظيم قواتها لتشبه الجيوش النظامية، بتشكيل وحدات متخصصة وقيادة مركزية.

اعتمدت هذه الجماعات على الأسلحة التي استولت عليها من الجيش السوري، وعلى دعم محدود من تركيا التي زودتهم بمركبات وأسلحة خفيفة.

الإدارة اليومية في إدلب

تجنبت الجماعات الإرهابية تطبيق أساليب القمع الوحشي التي مارستها جماعات متشددة أخرى، حظرت بيع الكحول لكنها لم تلاحق مستهلكيه، كما سمحت بالتدخين في الأماكن العامة، المدارس الابتدائية ظلت منفصلة بين الجنسين، وأُنشئت مدارس قرآنية لتدريس الدين إلى جانب مواد علمية كالرياضيات واللغة الإنجليزية.

وبينما واجهت اعتراضات من المتشددين داخل صفوفها، كانت الإدارة المدنية تتخذ أحيانًا قرارات براغماتية تتماشى مع احتياجات السكان، مثل السماح ببناء مراكز تسوق مختلطة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأمم المتحدة سوريا تركيا الجماعات الإرهابية الوضع في سوريا الجماعات الإرهابیة هذه الجماعات

إقرأ أيضاً:

القدس.. الاحتلال يلاحق أقدم بقالة في حي الشيخ جراح

أُسست البقالة عام 1952، قبل احتلال شرقي القدس، لتغطي احتياجات الحي، واستمرت كذلك حتى تسللت إليها الأطماع الاستيطانية بذرائع مختلفة، وبدأ صاحبها بشار أبو عالول معركة قانونية في محاكم الاحتلال لصد تلك الأطماع.

يقول أبو عالول للجزيرة نت إن معركته بدأت منذ عام 2010 ومستمرة حتى اليوم ضد ما يسمى "حارس أملاك الغائبين" الإسرائيلي الذي يحاول إخلاء المتجر مع أنه ملتزم بدفع أجرة المكان للجهة ذاتها، وفق قوانين الاحتلال.

وأشار إلى إمهاله 60 يوما لإخلاء متجره، وإرغامه على دفع 250 ألف شيكل (نحو 70 ألف دولار) بدل أجرة 7 سنوات بقيمة جديدة حددها الاحتلال، مع أنه دفعها بالكامل، لكنه ينوي الاستئناف على القرار ومواصلة معركته القضائية.

الجزيرة نت- خاص19/2/2025

مقالات مشابهة

  • الإنتربول يلاحق دكتور فود بتهمة تهريب المخدرات
  • تعزيز التنسيق الأمني بين مصر وليبيا لدرء مخاطر الجماعات الإرهابية
  • مجموعة من طلاب المدارس في مدينة إدلب يتطوعون لتنظيف قلعة حلب الأثرية لتعود إلى ألقها كواجهة حضارية وسياحية في سوريا بعد التحرير
  • القدس.. الاحتلال يلاحق أقدم بقالة في حي الشيخ جراح
  • باكستان تريد مساعدات صندوق النقد دون ضرائب إضافية
  • مشاهد من الجلسة الحوارية مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري التي جرت اليوم بمدينة إدلب
  • ملف الأقليات في سوريا هل ستنجح الإدارة الجديدة في احتوائه؟
  • الخبراء يسعون لترميم المواقع الأثرية التي دمرتها الحرب في سوريا
  • العراق يرفض استخدام سوريا منطلقا للأنشطة الإرهابية!
  • هاكان فيدان: يجب أن تمتلك سوريا قوات مسلحة موحدة