هل تدخل تركيا وأميركا في مواجهة بسبب قسد بسوريا؟
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
واشنطن– أنقرة– مع اكتمال فصول مشهد إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا، تقف تركيا والولايات المتحدة أمام استحقاقات سياسية وأمنية معقدة في مناطق شرق الفرات، حيث تتمركز قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي لطالما كانت محور الخلاف بين أنقرة وواشنطن.
وفي حين تقول تركيا إن هذه القوات تهدد أمنها القومي باعتبارها امتدادا لحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض صراعا مسلحا ضد الدولة التركية منذ ما يزيد عن 40 عاما، تعتبرها الولايات المتحدة شريكا أساسيا في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
سيناريوهات متعددة تفرضها حسابات المصالح الإقليمية والدولية، في وقت تسعى فيه الدولتان للحفاظ على توازن علاقاتهما رغم الخلافات العميقة حول مصير القوات الكردية ومستقبل النفوذ في سوريا.
وصعّدت تركيا لهجتها تجاه القوات الكردية في سوريا، حيث أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، أن بلاده "ستسحق المنظمات الإرهابية في أقرب وقت ممكن".
وفي السياق نفسه، شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في مقابلة تلفزيونية، أن هدف تركيا الإستراتيجي يتمثل في إنهاء وجود وحدات حماية الشعب الكردية، معتبرا أنها أمام خيارين، إما أن تحل نفسها أو تواجه القضاء عليها بالقوة.
وأوضح فيدان أن الموقف التركي من التنظيمات الكردية في سوريا يمثل قضية "وجودية" تتعلق بالأمن القومي التركي.
إعلانفي المقابل، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، خلال مؤتمر صحفي لدى وصوله الأردن في مستهل جولته بالمنطقة، لبحث التطورات في سوريا، على أهمية الدور الذي تلعبه قوات سوريا الديمقراطية في منع عودة تنظيم الدولة، ووصف بلينكن هذا الدور بأنه "حيوي" لاستقرار سوريا بعد سنوات من الصراع مع التنظيم.
أوراق ضغطيرى الباحث السياسي أحمد أوزغور أن تركيا لا تراهن على المحادثات الجارية مع الإدارة الأميركية الحالية، بل تنتظر تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة، ولفت إلى أن تصريحات ترامب السابقة، التي قال فيها إن "هذه ليست معركتنا في سوريا"، فيها إشارة واضحة إلى أن واشنطن قد تتجه إلى تقليص دعمها للقوات الكردية.
وأوضح أوزغور -في حديث للجزيرة نت- أن قوات سوريا الديمقراطية باتت في موقف ضعيف، مستدلا على ذلك بالاتفاق الذي أُبرم بين تركيا والولايات المتحدة، والذي ضمن انسحابا آمنا لعناصر قسد من مدينة منبج شمال شرقي حلب، مؤكدا أن "تركيا لن تضحي بأمنها القومي لحساب علاقاتها مع الولايات المتحدة، ولن تقبل ببقاء حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا كقوة دائمة".
وفي رأيه فإن تركيا تمتلك أوراق ضغط قوية في هذه المرحلة، لا سيما بعد سقوط النظام السوري، ما جعلها في موقع أكبر الرابحين إقليميا، وقد تتمكن من التفاهم مع القيادة السورية الجديدة لفرض كلمتها في مواجهة القوى الأخرى، يضيف.
ورجّح الباحث أن تتمكن تركيا من إقناع الولايات المتحدة بقدرتها على السيطرة على المنطقة وعدم السماح بعودة تنظيم الدولة، مما يتيح لها تأمين حدودها والقضاء على "القوات الإرهابية" هناك.
وختم أوزغور بأن تركيا قد تلجأ إلى الخيار العسكري في حال أصرت قوات قسد على البقاء في المنطقة، ولم يستبعد أن تستعين تركيا بقوات هيئة تحرير الشام لتنفيذ عملية عسكرية لتأمين مصالحها.
@aljazeera_mubasherالخارجية الأمريكية: ???? بلينكن ناقش هاتفيا مع نظيره التركي التطورات المتسارعة في سوريا والحاجة إلى خفض التصعيد وحماية أرواح المدنيين. ???? بلينكن بحث مع نظيره التركي الجهود الإنسانية الجارية في غزة والحاجة إلى إنهاء الحرب وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن.♬ original sound – الجزيرة مباشر التعاون المطلوبوفي حديث مع الجزيرة نت، أشار السفير فريدريك هوف، البروفيسور بجامعة بارد بولاية نيويورك والخبير بالمجلس الأطلسي بواشنطن، إلى أن "التوترات بين تركيا والولايات المتحدة حول سوريا تتعلق بمليشيا ذات أغلبية كردية تساعد الولايات المتحدة في قمع جماعة داعش".
إعلانوبرأيه "يمكن إدارة هذه التوترات، بل يجب على أنقرة وواشنطن ببساطة التعاون لتشجيع نشوء نظام حكم جديد مناسب وشامل وشرعي في سوريا".
ويضيف "لكن الوضع في سوريا سيستمر في تشكيل تحديات لتركيا، ولن يكون من السهل إدارة انتقال ناجح ومنظم في بلد عانى لسنوات طويلة من الحرب".
وكان بعض المشرعين الأميركيين أعربوا عن مخاوفهم من احتمال توسيع نطاق الهجمات التركية على القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، وطالبوا بالعمل على تحجيم النفوذ التركي داخل سوريا في مرحلة ما بعد الأسد.
وقال السيناتور الجمهوري من ولاية أوكلاهوما، ماركواين مولين، إنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة لديها دور تلعبه في تقرير ما إذا كانت قوات المعارضة التي أطاحت بالأسد ستبقى في السلطة.
ومع ذلك، يرى مولين -حسب تصريحات نشرها موقع "جويش إنسايدر"- أن مصلحة الأمن القومي لأميركا تتطلب منع تركيا من القضاء على القوات الكردية، التي تحتجز أكثر من 10 آلاف مقاتل من تنظيم الدولة في معسكرات شرقي البلاد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات سوریا الدیمقراطیة الولایات المتحدة القوات الکردیة تنظیم الدولة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الأنزلاق التركي:- هذا الذي يحدث في تركيا!
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا :-ان الذي يحصل في تركيا منذ ايام ” وبالمناسبة لن يتوقف بل سيتضاعف جدا” هو حالة طبيعية جدا بسبب ديكتاتورية الشخص ” اردوغان” وديكتاتورية الحزب الحاكم منذ سنوات طويلة “حزب العدالة والتنمية ” والذي عجز في تحقيق العدالة والتنمية في تركيا .حيث الانهيارات الاقتصادية والتدخلات في شؤون الدول مثل التدخل التركي في العراق وسوريا وليبيا واليونان وأرمينيا والصومال وكوسوفو … الخ .فهناك ازدواجية مقيتة في التعاطي السياسي التركي في السنوات الأخيرة على مستوى الداخل التركي ،ومع الجيران ،والاقليم ،والقضايا الدولية وقضية فلسطين . ونعطي على ذلك مثالا واحدا ( يدعي ألرئيس اردوغان وحكومته انهم يساندون الفلسطينيين في غزة ويستنكرون الابادة ضد المدنيين وهم في نفس الوقت يجهزون جيش اسرائيل بالملابس وقناني الماء والبندورة والخضروات طيلة الحرب على غزة – وحسب التقارير الغربية والاسرائيلية نفسها- ، والسفارة الاسرائيلية لازالت مفتوحة في أنقرة والوفود الاسرائيلية داخلة خارجة إلى تركيا )وهذا أقل ما يقال عنه نفاق وتدليس .والشعب التركي متنوع وفيه معارضة وفي وعي سياسي وانفتاح على العالم فكان يراقب ويشاهد تلك الازدواجية عند الرئيس اردوغان والقيادة التركية ،ناهيك عن الكذب في التقارير الاقتصادية التي ترفع للأعلام على ان الليرة التركية بخير . والحقيقة ان الليرة التركية في تراجع كبير وخطير امام الدولار الاميركي ورغم الهبات القطرية الضخمة التي تضعها قطر في البنوك التركية. وبسبب تدهور الليرة وكذب التقارير الاقتصادية هربت الشركات الكبرى وهرب المستثمرين في الفترة الأخيرة إلى خارج تركيا وهاهي الليرة التركية في الحضيض وأسوة بالتومان الإيراني ( وسبق وقلناها مراراً ان مايحدث وسيحدث في تركيا وايران متوازيان تماماً بهدف اضعاف النظامين وصولا لإسقاطهما
معا ..وفتش في هذا عن بريطانيا ) !
ثانيا :-حاول الرئيس اردوغان وحكومته الخروج من الأزمات الاقتصادية ولكنهم فشلوا فدخلوا في مرحلة الخوف من ( الجيش ،والمعارضة بصورة عامة، ومن الأكراد ) . فأخذوا يدفعون بالجيش التركي خارج العاصمة والمدن لكي ينشغل في الحرب ولا يهدد النظام . فمثلا انشغل الجيش التركي ضد حزب ال PKK في تركيا وداخل العراق ، ومن هناك دفع بالجيش التركي نحو حدود ارمينيا والى الصومال و نحو الحدود وماوراء الحدود في ليبيا وفي العراق وفي سوريا من خلال افتعال الأزمات وتوفير المناطق الآمنة. والتركيز الإعلاني على الصناعات العسكرية لخداع الرأي العام والتغطية على مسلسل الهاء الجيش .والحقيقة هي خطة لدفع الجيش بعيدا عن المدن خوفا منه. وجاء الانهيار السوري فرصة ذهبية لأردوغان ليدفع بالجيش التركي بعيدا بل ليلهي الجيش التركي في الداخل السوري عن الحكومة وسياساتها ولكن لو جئنا للحقيقة ان سوريا ماهي إلا مستنقع لإغراق تركيا …ثم ذهب اردوغان للتضييق على المعارضة ومن ثم حصاد رؤوسها المؤثرة وآخرها ( فبركات ملف جنائي ضد عمدة إسطنبول امام أوغلوا فتم اعتقاله وتغييبه ومحاكمته بهدف انهاء مستقبله السياسي كونه رشح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة هذا من جهة )والذهاب بعيدا في سياسة تسقيط المعارضة وشيطنتها وتفتيت شملها من جهة اخرى .ثم ألتفت للقضية الكردية من جديد وحاول فبركة ملف سلام مع الزعيم الكردي ( عبد الله اوجلان) مع العلم ان الرجل مغيب وسجين في جزيرة نائية في سجن لا تعرف ظروفه منذ سنين طويلة ( وماتت تلك الفبركة في مهدها ) بحيث منع اردوغان زيارة اعضاء من حزب اوجلان للسجن الذي به زعيمهم عبد الله اوجلان لمناقشة المبادرة ” وهذا يدل انها مسرحية وخديعة من اردوغان )
ثالثا: من الجهة الاخرى كان اردوغان متعطش جدا لإبادة الأكراد بتنظيم سوريا الديموقراطية ” قسد” والاستيلاء على مناطقهم وعلى ( النفط والغاز السوريين ) وتدمير البنية التحتية التي شيدتها حركة ” قسد” فوق الارض وتحتها . وكان اردوغان يسابق الزمن للقيام بهذه الابادة ليكون بطل قومي امام حزبه وشعبه ولكن ( الجنرال مظلوم عبدي ) كان ذكيا فنسق مع الاميركيين وذهب إلى دمشق فأحرج ( احمد الشرع ) ووقع معه مذكرة تفاهم بشهادة الجانب الاميركي على ان حركة قسد جزء من النسيج السوري وشريك للنظام الجديد بشرط التعددية وعدم اهمال اي مكون . هنا جن جنون اردوغان لانه فشلت جميع حساباته ضد حركة قسد . بحيث حتى الرئيس ترامب لم يمر على اردوغان في موضوع ( ايقاف الحرب الاوكرانية ) فجن جنونه بحيث سارع الرئيس الروسي بوتين لارسال وزير خارجيته لافروف إلى انقرة ليقلل من غضب اردوغان ويجعله بالصورة حول مشروع السلام في أوكرانيا وأكرمه برفع ملامح الحرب عن السفن في البحر الأسود ووعد اردوغان بأن بوتين سوف يجعل تركيا مستودع عالمي لتجميع الغاز الروسي ومنه إلى أوربا ( لكي يخفف بوتين من عزلة إردوغان ولكي لا يستفز اردوغان لانه يحتاجه في سوريا ) ..فبقي اردوغان بلا أوراق يتلاعب بها فدخل مربع ( القائد المأزوم ) وبالفعل ارتكب الخطأ القاتل وهو اعتقال عمدة ( إسطنبول / امام اوغلو ) و هو زعيم له شعبية كبيرة في تركيا وداخل الاتحاد الأوربي .
رابعا :فجاءت فرصة (لإسرائيل ،وللدول الاوربية التي لديها توجس من السياسات التركية ومن طموحات الرئيس اردوغان. وفرصة للإيرانيين الذين لن ينسوا خداعهم في سوريا وعندما اخذ سوريا منهم ونصب اردوغان نظاما جديدا في سوريا بقيادة احمد الشرع وهو فرع من أفرع القصر التركي في دمشق ، ناهيك عن الخطوط الاميركية التي لا تحب اردوغان ) كلها اجتمعت لدعم الشارع التركي وكل بطريقته ضد اردوغان وضد النظام السياسي في تركيا . ولهذا نستطيع الجزم لن يعود الشارع التركي للهدوء ثانية بل سوف تصل هذه المظاهرات إلى ربيع تركي خطير سيهز النظام السياسي وسوف يسبب ارتجاجات سياسية خطيرة لأردوغان وحزبه . ونجزم ان في عام ٢٠٢٥ لن يبقى اردوغان في الحكم !
خامسا :- فالذي يحصل في الشارع التركي نختصره بعبارة ( لقد انكسر حاحز الخوف) من قبل المعارضة ومن قبل الناس التي ملت من سياسات اردوغان وحزبه وتبحث عن التغيير لتحسين ظروفها وتحسين الاقتصاد التركي . فجاءت فرصة ذهبية لإسرائيل المتخوفة جدا من الاندفاع التركي والتنظيمات المتطرفة والإرهابية التي تأخذ اوامرها من اردوغان وأنقره نحو حدود دولة اسرائيل . ولهذا استبقت إسرائيل كل شيء فأستولت على القنيطرة واندفعت نحو مشارف دمشق من جهة ،ومن جهة اخرى اندفعت نحو جبل الشيخ ذو الموقع الاستراتيجي والذي يشرف على سوريا ولبنان والأردن واندفعت صوب ملف الدروز ودرعا استباقيا لتضع تلك التنظيمات الارهابية ونظام الشرع والجيش التركي المتوغل في سوريا داخل كماشة لحين ساعة الصفر. واكيد ان إسرائيل في غاية السعادة الان وهي تتابع المظاهرات داخل المدن التركية …. والاوربيون الذين لديهم توجس من السياسات التركية ومن طموحات الرئيس اردوغان بالعودة الى احياء الامبراطورية العثمانية ايضا في غاية السعادة وهم يشاهدون تلك المظاهرات. وان اسرائيل وتلك الدول ليست جمعيات خيرية فحتما سوف تدعم تلك المظاهرات وسوف تدعم تنظيم صفوف المعارضة التركية ضد اردوغان وحزبه وحكومته . وبالتالي فأن ترنح نظام اردوغان مسألة وقت ليس إلا. وحتى وان نجح بتهدئة الشارع التركي فسوف ينفجر ثانية وثالثة بسبب التدهور الاقتصادي!
سمير عبيد
٢٣ اذار ٢٠٢٥