"بتعرف شو يعني سقط؟" هذا السؤال من الأكثر انتشارا بين السوريين الذين عانوا من قمع الأجهزة الأمنية والقتل والتهجير في حقبة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد ووالده الرئيس السوري السابق حافظ الأسد.
هذا السؤال طرحه وأجاب عنه الناشط السوري أحمد الصابوني إذ خرج بمقطع فيديو عبر صفحته على الفيسبوك عنونه بالسؤال التالي "بتعرف شو يعني سقط؟، فيجيب يعني ما بتقول أنك سوري وأنت مذلول، يعني ما بتحمل جواز سفرك وبتقول وين بدي روح بحالي ما في بلد تستقبلني".
ويكمل الصابوني " يعني ما بتطلع بقارب بالبحر، تهريب مع مجموعات تهريب، وبتخاف على حالك وعلى أهلك".
ويعيد السؤال مرة أخرى "بتعرف شو يعني سقط؟ يعني بتتفتل بشوارع بلدك بدون ما تقول هون في فرع أمن دولة وأمن سياسي، ولا تحكي كلمة مشان ما ياخدوك".
ولكنّ لدى السوريين كثيرا من الأجوبة عن سؤال: بتعرف شو يعني سقط؟
وكتب أحدهم قائلا "ما بتضل قاعد مقابيل المراصد لتشوف وين متجه الطيران ليقصف مشان تلحق تتخبا، ما بتأكل هم يجي الشتا وبعز دين البرد وبراس السنة يصير يبعتلك صواريخ وتضطر تنزح وتتشرد".
وكتب آخر قائلا "متخيلين أنو أولادنا رح ينامو بأمان بدون سماع صوت صافرات الأمان؟!! متخيلين أنو صار فينا نطلع ونشوف رفقاتنا يلي صرلنا سنين وسنين منعرفهن من ورا الشاشات".
إعلانويضيف "متخيلين صار فينا نطلع من الحصار وعنا أمل نسافر!!! متخيلين شقد كنا متحملين قهر وقهر وقهر، متخيلين صار فيني روح لمكان أقدر سجل ابني بمدرسة تهتم بوضعه الصحي!!!!".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
حزب الله والتحوّل السوري.. التعايش مع ما هو قائم
تلقى "حزب الله" ضربة قوية بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ليس لان الاسد كان حليفاً سياسياً فقط بل لان طريق الامداد التي كانت مفتوحة من سوريا الى الحزب لا يمكن ان تتكرر لناحية الغطاء السياسي الذي تتمتع به في دمشق ولناحية الحرية التي تمتع بها "حزب الله" في نقل المعدات والأسلحة الى لبنان من دون اي نوع من انواع الرقابة.
ما فاقم الضربة التي تلقاها الحزب هو انها جاءت بعد حرب قاسية جدا، لا بل قد تكون الاقسى عليه منذ نشأته وهو بحاجة بعدها الى ترميم قدراته العسكرية على مختلف المستويات. لكن بالرغم مما حصل يتعامل "حزب الله" بهدوء كبير مع الحدث، خصوصا انه لم ينته بعد في ظل وجود احتمالات وسيناريوهات متعددة ستحكم المشهد السوري وقد تبدل الكثير من الحسابات مع مرور الوقت.
لا يتعامل "حزب الله" مع الحكم الجديد في سوريا على انه معادٍ، علما ان الحكم في سوريا لم يعلن العداء لاي طرف، سوى ايران و"حزب الله"، لكن الاخير يتعامل مع الواقع على اعتبار ممكن مع مرور الوقت فتح حوار مع دمشق والعمل على تهدئة الاجواء وان لم يؤد الامر الى اعادة فتح طريق الامداد، لكن فكرة معاداة سوريا ليست واردة في قاموس "حزب الله" وما دامت المعارضة اصبحت في الحكم فلا مجال لمحاربتها.
قد يكون رهان الحزب هلى طرفين اساسيين، الاول هو حركة حماس، حليف الحزب السني الرئيسي في المنطقة، والذي قد تربطه علاقات كبيرة واستراتيجية مع الحكم الجديد في سوريا، وعليه قد تلعب الحركة دورا فعليا في اقناع الحكم في سوريا بالقيام بتحولات كبرى بالتعامل مع المقاومة اللبنانية، وهذا قد يكون طموحا مبالغا فيه من الحزب لكنه غير مستحيل.
اما الطرف الثاني فهو تركيا الذي تربطها علاقات عميقة مع ايران وهذا ما قد يؤدي الى فرض مستوى جديد من التنسيق من اجل ترك طريق الامداد مفتوح او غض النظر عن بعض الامور، لكن كل ذلك يحتاج الى وقت، فالجولاني اليوم الذي يتعامل مع المشهد بواقعية مفرطة، لا يستطيع اظهار الود لايران و"حزب الله" وذلك لان امامه معركة داخلية كبيرة لتثبيت حكمه في ظل وجود مجموعات متطرفة تزايد عليه امام الرأي العام السوري.
لا شك بأن العلاقة معقدة جدا بين "حزب الله" والقوى السياسية التي استلمت الحكم في دمشق، لكن هذا التعقيد سيتعامل معه الحزب على قاعدة ان لا خيار سوى التعايش مع التطورات ومحاولة ايجاد حلول لها، وان الحزب اليوم ليس الحزب الذي كان موجودا في التسعينيات، لذلك فإن قدراته الاقليمية والبشرية وخبراته في مختلف المجالات تخفف من وطأة "الكارثة" التي حصلت بعد سقوط نظام الاسد.
المصدر: خاص "لبنان 24"