دفنٌ خلال الليل .. لحظات مروّعة في سوريا قبل سقوط الأسد!
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
سرايا - قالت صحيفة التايمز إن مسؤولين سوريين ذكروا أن الآلاف دُفنوا سرا أثناء حكم نظام بشار الأسد في أحد المواقع الواقعة على بُعد حوالي 50 كيلومترا شمال شرق العاصمة دمشق، وذلك في الوقت الذي تبحث فيه أسر 100 ألف سوري عن أقاربهم المفقودين.
ويعتقد سكان المدن والضواحي في جميع أنحاء البلاد -بحسب التايمز- أنهم يعرفون مكان هؤلاء المختفين في الحقول، حيث شوهد الجنود وهم يحفرون، أو توقفت شاحنات الخضار دون سبب واضح.
وقال عبد بوجهاد (42 عاما)، وهو حفار قبور بالقرب من بلدة عقربا، جنوب شرق دمشق إن الشاحنات "جاءت في الليل"، وأضاف "كانت الدماء تسيل من قاع الشاحنات، وكنا نرى الدماء لا تزال على الطريق في اليوم التالي".
وتُظهر صور للأقمار الصناعية التي حللتها الصحيفة، أن هناك جداراً كبيراً يحيط بأبراج مراقبة في موقع يضم إلى جانب صفوف من القبور المميزة، سلسلة من الخنادق، وقد كان قبل عام 2011 مجرد مقبرة عادية، ويبدو أنه تحول إلى مقبرة جماعية منذ عام 2012 بعد اندلاع الحرب.
وذكّرت الصحيفة بأن أرقاما ضخمة لعدد الأشخاص الذين اعتقلهم النظام وقتلهم ظلت متداولة منذ بدء الثورة في 2011، من بينها قائمة لدى المراقبين تضم 136 ألف شخص مفقود، أطلق سراح نحو 31 ألفا منهم، مما يعني أن ما لا يقل عن 105 آلاف شخص يفترض أنهم ماتوا.
وهناك أدلة متزايدة -حسب الصحيفة- تشير إلى أن العديد من المعتقلين السابقين دُفنوا في مقابر جماعية في مواقع بالقرب من القطيفة على بُعد حوالي 50 كيلومترا شمال شرق دمشق.
ويقول المسؤولون المحليون هناك إن آلافا دُفنوا سرا بين عامي 2013 و2015، ولكن قطعة الأرض تلك تم تجريفها قبل عامين وأصبحت موقعا لقاعدة لحزب الله اللبناني، وتوجد فيها الآن مركبات عسكرية مهجورة ومعدات اتصال.
ويتذكر محمد أبو البهاء (40 عاما)، وهو مدرس من القطيفة كان يؤدي خدمته العسكرية في البلدة أنه رأى جنودا يحفرون خنادق بطول 50 مترا، وبعد بضعة أسابيع واجه "أسوأ رائحة يمكن أن تشتمها على الإطلاق" وعندما سأل الجنود قيل له إنها "من الجثث".
وعلى مدى الأشهر التالية، شاهد محمد أبو البهاء جنودا يضعون الجثث في الخنادق، وقال "كنت أمر بهذه المقبرة فأرى شاحنات مبردة مليئة بالجثث"، موضحا أن معظم الجثث كانت في أكياس بلاستيكية كبيرة وأن بعضها كان مكشوفا، وقد تم تفريغها من شاحنات نقل الفاكهة والخضروات وتكديسها في الخنادق "واحدة فوق الأخرى"، وقدر أن "ما لا يقل عن 2000 جثة" دُفنت هناك.
صيدنايا
وأشارت الصحيفة إلى أن صور الأقمار الصناعية للقطيفة تتفق مع شهادة بهاء، وقد قال محمد أبو عبد الله رئيس البلدة، إن القبر تم إنشاؤه بعد معارضة محلية لوضع جثث السجناء في حفر غير مميزة في المقبرة المدنية بوسط البلدة.
وأضاف "في ذلك الوقت كان الدم رخيصا للغاية، كان من الممكن قتل أي شخص لأدنى سبب أو أي اتهام. اختفى العديد من الشباب مع أو دون اتهامات. بمجرد نقلهم إلى فرع الأمن الإقليمي، إما أعدموا أو ماتوا من الجوع والمرض والقذارة والتعذيب".
وقال دياب سرية، الذي يعمل في جمعية المعتقلين والمفقودين في سجن صيدنايا، وهي المجموعة التي حددت الموقع سابقا "هذا هو المكان الذي اعتادوا إرسال الأشخاص الذين قُتلوا في مراكز الاحتجاز وعلى نقاط التفتيش إليه".
وقال عماد الجام (40 عاما) إنه شاهد خلال فترة عقوبته في صيدنايا مجموعات من 50 إلى 400 سجين يتم نقلهم إلى القبو وإعدامهم، وأضاف أنه قبل عام 2022، كانت عمليات الإعدام هذه تحدث كل شهر أو شهرين، لكنها أصبحت نادرة، مؤكدا أنه "لم يبق في السجن أحد تم اعتقاله قبل عام 2017".
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 15-12-2024 05:18 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: قبل عام
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: مليون سوري عادوا إلى ديارهم بعد سقوط نظام الأسد
بعد سقوط نظام بشار الأسد، فتحت سوريا أبوابها أمام أبنائها المهاجرين، وتجددت آمال العودة إلى الوطن بعد غياب طويل، حيث تقدر الأمم المتحدة أعداد العائدين بحوالي مليون شخص، بما في ذلك 280 ألف لاجئ من الخارج، وفقًا لتقرير صدر يوم الثلاثاء.
وقال فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في تغريدة على "إكس": "منذ سقوط النظام في سوريا، نقدر أن 280 ألف لاجئ سوري وأكثر من 800 ألف شخص نزحوا داخل البلاد قد عادوا إلى ديارهم".
وأضاف المفوض السامي: "يجب أن تكون جهود التعافي المبكر أكثر جرأة وسرعة، وإلا سيغادر الناس مرة أخرى: هذا أمر عاجل الآن!"
وكان غراندي قد دعا في نهاية كانون الثاني/يناير المجتمع الدولي إلى دعم إعادة الإعمار في سوريا في إطار تسهيل عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم.
وأكد في مؤتمر صحفي في تركيا على ضرورة رفع العقوبات وتشجيع إعادة الإعمار وعدم تضييع الوقت.
وفي 13 شباط/فبراير، تعهدت حوالي عشرين دولة عربية وغربية في ختام المؤتمر حول سوريا في باريس بالمساعدة في إعادة البناء وحماية المرحلة الانتقالية في وجه التحديات الأمنية والتدخلات الخارجية.
وكان وزير الخارجية السوري المؤقت أسعد الشيباني أوضح أن تكلفة إعادة إعمار سوريا تقدر بما لا يقل عن 250 مليار دولار، مشيرًا إلى أن 90% من السكان يعانون من الفقر.
وقال الشيباني: "العقوبات فُرضت على النظام السوري نتيجة لممارساته القمعية، لكن بعد سقوطه كان يجب رفعها".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ارتفاع تأييد اليسار الألماني بفضل حضوره القوي على الإنترنت قبل الانتخابات البرازيل: الرئيس السابق بولسونارو متهم بمحاولة اغتيال لولا والتخطيط لانقلاب أحمد الشرع يصل اللاذقية معقل آل الأسد في أول زيارة له منذ الإطاحة بالنظام.. فكيف استقبلته المدينة؟ سوريامنظمة الأمم المتحدةسقوط الأسدلاجئونهيئة تحرير الشام