بعد سقوط النظام السوري، ثار في عدد من الدول الأوروبية جدل بشأن عودة اللاجئين السوريين في هذه البلدان إلى بلدهم بعد انتفاء أسباب لجوئهم.

فقد دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الاثنين إلى التحلي بالصبر في وقت يقيّم فيه ملايين اللاجئين السوريين فرص العودة إلى بلدهم بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وقال غراندي في بيان أرسله إلى الصحفيين "هناك فرصة كبيرة أمام سوريا للمضي نحو السلام، وأمام شعبها للبدء في العودة إلى بلده". وأضاف "ولكن مع استمرار غموض الوضع، يقيّم ملايين اللاجئين ما إذا كانت العودة آمنة، فبعضهم متلهف وبعضهم متردد".

وفي ألمانيا، أعرب المستشار أولاف شولتس عن عدم رغبته في إعادة أي لاجئ سوري مندمج بشكل جيد في ألمانيا، في حين عرضت النمسا مبلغ ألف يورو لكل لاجئ سوري يرغب في العودة لبلاده.

فقد صرّح المستشار الألماني أولاف شولتس بعدم رغبته في إعادة أي لاجئ سوري مندمج بشكل جيد في ألمانيا، حتى عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وقال شولتس في مدونة صوتية إن أي شخص مندمج جيدا ويتحدث اللغة الألمانية ولديه عقد عمل يمكنه أن يشعر بالأمان في ألمانيا، وأضاف: "هذا ينطبق أيضا على السوريين.. لن نطلب منهم ترك وظائفهم والرحيل".

كما حذرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بالفعل من عواقب سلبية على سوق العمل الألمانية، خاصة في قطاع الصحة، إذا تمت إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وتحدث وزير الصحة كارل لاوترباخ عن أكثر من 6 آلاف طبيب سوري مندمجين في ألمانيا بشكل كامل ولا غنى عنهم في نظام الرعاية الصحية الألماني.

ومن بين المعترضين بشدة على عودة السوريين إلى بلادهم أرباب الأعمال والنقابات واتحادات الصناعات التي ذكّرت بمدى الحاجة إليهم في الاقتصاد الألماني الذي يواجه نقصا حادا في العمالة.

ومع ذلك، جمدت دول عدة في الاتحاد الأوروبي -بما في ذلك ألمانيا وإيطاليا- دراسة طلبات اللجوء الجديدة التي قدمها مواطنون سوريون، مع وجود أكثر من 100 ألف حالة معلقة في جميع أنحاء دول التكتل حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول، وفقا للبيانات الرسمية.

ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوجد حاليا 6.2 ملايين لاجئ سوري، أي ما يقرب من ثلث سكان سوريا خارج بلادهم، 3 أرباعهم (76%) في الدول المجاورة، 3 ملايين في تركيا، ونحو 775 ألفا في لبنان، وأكثر من 600 ألف في الأردن، وقريب من 300 ألف في العراق، وأكثر من 150 ألفا في مصر.

وتستضيف هذه الدول الخمس وحدها ما يقرب من 5 ملايين سوري، وذلك على الرغم من الوضع السياسي والاقتصادي غير المستقر في بعضها، مثل لبنان والعراق، حيث القدرة على الاستقبال محدودة، ولكن نقص الوسائل أو أمل العودة قريبا جعل بعض اللاجئين يختارهما.

وفي لبنان دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي السوريين الذين لجؤوا إلى بلاده للعودة إلى ديارهم بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وقال ميقاتي خلال ندوة سياسية في روما أمس السبت إن "تداعيات الحرب السورية جعلت من لبنان حاضنا لأكبر عدد من اللاجئين نسبة لعدد سكانه"، لافتا إلى أن "اللاجئين السوريين يشكلون ما نسبته ثلث سكاننا".

وتابع ميقاتي قائلا "إن الضغط كبير جدا على مواردنا، مما يفاقم المشاكل الاقتصادية الحالية ويخلق منافسة شرسة على الوظائف والخدمات".

وقال ميقاتي خلال الندوة التي أقامها حزب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني "فراتيلي ديتاليا" (إخوة إيطاليا) إنه "يتعين على المجتمع الدولي، وخصوصا أوروبا، أن يساعد في عودة السوريين".

ولفت إلى أن ذلك يجب أن يحصل "عبر الانخراط" في جهود التعافي التي تبذل في "المناطق الآمنة في سوريا".

ويبلغ عدد سكان لبنان وفق السلطات 5.8 ملايين نسمة، في حين يستضيف البلد حاليا نحو مليوني سوري وفقا للسلطات اللبنانية.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: اللاجئین السوریین فی ألمانیا لاجئ سوری بعد سقوط

إقرأ أيضاً:

سفير ألمانيا لدى واشنطن يحذر من عودة ترامب

قال السفير الألماني لدى الولايات المتحدة أندرياس ميكيليس، إن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب ستحكم سيطرتها على سلطات إنفاذ القانون الأمريكية، ووسائل الإعلام وتحد من استقلاليتها، وتمنح شركات التكنولوجيا الكبرى "سلطة المشاركة في الحكم"

وقال السفير في وثيقة سرية إن "سياسة دونالد ترامب المتوقعة في ولايته الثانية بالبيت الأبيض تنطوي على أقصى قدر من الاضطراب" الذي سيؤدي إلى "إعادة تعريف النظام الدستوري - وتركيز بالغ للسلطة في يد الرئيس على حساب الكونغرس والولايات الاتحادية".

وتضيف الوثيقة "ستُقوض المبادئ الأساسية للديمقراطية والضوابط والتوازنات إلى حد كبير، وستُحرم السلطة التشريعية وسلطات إنفاذ القانون ووسائل الإعلام من استقلاليتها، وسيساء استخدامها ذراعاً سياسية، وستُمنح شركات التكنولوجيا الكبرى سلطة المشاركة في الحكم".

وقالت وزارة الخارجية الألمانية إن الناخبين الأمريكيين اختاروا ترامب في انتخابات ديمقراطية وأنها "ستعمل بشكل وثيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة بما يحقق مصالح ألمانيا وأوروبا".

وتشير الوثيقة إلى أهمية السلطة القضائية، خاصة المحكمة العليا الأمريكية، في أجندة ترامب. ويرى ميكيليس أن السيطرة على وزارة العدل ومكتب التحقيقات الاتحادي ركيزة لنجاح ترامب في تحقيق أهدافه السياسية والشخصية.

Germany's ambassador to the United States has warned that the incoming Trump administration will rob U.S. law enforcement and the media of their independence. https://t.co/g5bS9qWr6s

— The Japan Times (@japantimes) January 19, 2025

وأوضح أن لترامب خيارات قانونية متعددة لفرض أجندته على الولايات، قائلاً: "حتى نشر قوات الجيش داخل البلاد  لأداء أنشطة الشرطة سيكون ممكناً عند إعلان التمرد والغزو".

مقالات مشابهة

  • بو حبيب عرض مع مساعد وزير خارجية كندا عودة النازحين السوريين الى بلدهم
  • الأمم المتحدة تدعو إلى رفع العقوبات عن سوريا
  • الأمم المتحدة : أكثر من 200 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم منذ سقوط الأسد
  • مهنتان محرمتان على السوريين انتعشتا بعد سقوط النظام
  • الأمم المتحدة: 200 ألف سوري عادوا إلى بلادهم منذ ديسمبر
  • كم عدد السوريين العائدين إلى بلدهم منذ سقوط نظام الأسد؟
  • الأمم المتحدة تعلن عدد السوريين العائدين منذ سقوط نظام «الأسد»
  • الأمم المتحدة: نحو 200 ألف لاجئ سوري عادوا خلال شهر
  • سفير ألمانيا لدى واشنطن يحذر من عودة ترامب
  • منذ سقوط الأسد..عودة 200 ألف لاجئ إلى سوريا