ابراهيم في ذكرى غياب المطران اندره حداد: نكرّمه كمن لا يزال حيًّا بيننا
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
ترأس راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، اليوم الاحد، قداساً وجنازاً في الذكرى السابعة لرحيل المطران اندره حداد، في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة. شارك في القداس، النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم والأرشمندريت عبدالله عاصي، وبحضور ابن شقيق المطران الراحل روبير حداد ووفد من العائلة حضر من بلدة روم الجنوبية، رئيس بلدية زحلة-المعلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب، رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا ابو فيصل، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، الصناعي جان اسطفان، المهندس وسيم رياشي، رجل الأعمال نقولا السروجي، وعدد كبير ممن عملوا مع المطران الراحل وحشد من المؤمنين.
أضاف: "المطران أندره حداد لم يكن مجرد أسقف حمل عصا الرعاية في ظروف طبيعية، بل كان راعيًا في عين العاصفة، تسلَّم أبرشيته في أحلك أيام لبنان، وسط الحرب والانقسامات والدمار. الله وحده يعلم الصعوبات الجمة التي واجهت هذا الأسقف المميز. ومع ذلك، حمل الصليب دون تردد، وخدم دون ملل، وحمى شعبه دون أن يهاب الخطر. كان المطران أندره حداد مثالاً حيًّا للراعي الذي يواجه عندما يرى الخطر. فعندما كانت زحلة تحت نيران الحصار والقصف، كان هو الحصن المنيع الذي احتمى به أبناؤها. لم يكن ينام الليل، بل كان يسهر على أمن المدينة والرعية، مُحافظاً على الأرض والحضور المسيحي في زحلة والبقاع. تَحقيقُ هذا الهدف النبيل دفعه لقبول أصعب التحديات على الأطلاق، ألا وهو مد الجسور مع بعض من لا يستحقون المصافحة أو المجالسة، لكنه أرغم نفسه على فِعل ذلك من أجل الحفاظ على زحلة والبقاع. ظلمَ المطران أندره نفسَهُ ليُنصف الآخرين ويحمي أبناءه وأبرشيته. في نهاية المطاف، حكمة المطران اندره هي التي انتصرت وحكم الطغاة هو الذي انكسر. وقد أتم المطران اندره وعده الذي قطعه على نفسه حينما قال في خطاب الأسقفية: "سأسعى بمعونة الله أن أكون راعياً أمينًا على الدور والتراث". هذا هو مصير كل أسقف يضحي بنفسه في سبيل العدل والشفافية. إنه لشرف كبير لي أن استلهم سيرةَ هذا القائد الروحي والوطني المقدام".
وتابع: "في زمن كثر فيه الاضطراب، كان المطران أندره رجل السلام. لم يسعَ إلى تحقيق السلام بالكلام فقط، بل بالأفعال الجريئة، وبالانفتاح على الجميع دون تمييز. كانت علاقاته مع كل الأطراف، من مسيحيين ومسلمين، من القوى السياسية والفعاليات الاجتماعية، جسورًا من التفاهم والمحبة، هدفها حماية الإنسان وكرامته. لقد آمن أن الكنيسة هي بيت الجميع، وأن الراعي الحقيقي هو من يحمل هموم الناس كافة. وقف في وجه الظلم والخطف والتعديات، وتدخل مرارًا لإنقاذ المظلومين والمختطفين، غير مبالٍ بالمخاطر التي تهدد حياته. قال: "البطولة ليست في أن يموت الإنسان سدى، بل هي في أن يبقى في أرضه ويحافظ عليها. المطران أندره لم يكتفِ بدور الراعي الروحي فقط، بل كان بنّاءً ومُجدِّدًا. شهدت الأبرشية في عهده ورشة بناء لم تتوقف: كنائس ترممت، قاعات أُنشئت، مدارس افتُتحت، ومؤسسات رعوية واجتماعية ازدهرت. كان يرى في كل حجر يبنيه إحياءً للرجاء، وفي كل مؤسسة يُقيمها دعامةً لصمود الإيمان. لقد أعطى الشباب مكانة خاصة، فلقب بـمطران الشباب. فتح أبواب المطرانية أمامهم، واحتضن طموحاتهم، ونظّم لهم الأنشطة واللقاءات، مؤمنًا أن الشباب هم مستقبل الكنيسة والوطن".
وقال: "إننا إذ نحيي ذكرى هذا الراعي الصالح، لا نرثيه كمن فقدناه، بل نكرّمه كمن لا يزال حيًّا بيننا. إن إرثه باقٍ في كل حجر رفعه، في كل قلب أحبّه، وفي كل نفس أنقذها من الخوف واليأس. إن المطران أندره حداد هو شاهد حيٌّ على أن الإيمان الحقيقي يُختبر في المحن، وأن المحبة المسيحية لا تعرف حدودًا، وأن الراعي الصالح لا يتخلّى عن قطيعه أبدًا. فلنكن على مثاله أمناء لدعوتنا، ثابتين في إيماننا، متمسّكين بأرضنا وكنيستنا. ولندعُ الرب أن يُقيم في كنيسته رعاة أمناء، يحملون صليب الخدمة كما حمله المطران أندره، ويمشون بشجاعة على درب المسيح".
وختم: "في هذا القداس الإلهي، وبحضور العزيز روبير حداد ابن المرحوم جرجي عجاج حداد "أبو عجاج" الذي انتقل مؤخرا ليكون في الملكوت مع سيدنا اندره ومن سبقوه الى السماء من أفراد العائلة الفاضلة التي قدمت للكنيسة والوطن عظماء. نرفع صلاتنا من أجل راحة نفوسهم، واثقين بأنهم في حضرة الرب الذي خدموه بإخلاص. "طوبى لمن اختارهم الرب وقبلهم، فإنهم في ملكوت السماوات إلى الأبد. آمين".
وفي نهاية القداس أقيمت صلاة النياحة لراحة نفس المطران حداد وانتقل الحضور الى قاعة المطران اندره حداد حيث تقبلت العائلة والمطران ابراهيم التعازي من الحضور.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: زحلة والبقاع
إقرأ أيضاً:
المطران بو نجم: العمل بالشأن العام يستلزم جديّة وجرأة
في إطار مشروع أكاديميّة القيادة من أجل السلام Leadership Academy for Peace (LAP)، إلتقى راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة سيادة المطران أنطوان بو نجم، ونائب رئيس لجنة عدالة وسلام في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان سيادة المطران إسحق جول بطرس، الطلاب الذين أمضوا ستة أشهر تدريب في الأكاديميّة، في دير سيدة الشرفة – درعون، يوم السبت 15 شباط 2025.
إستهلّ اللقاء بالقداس الإلهيّ الذي ترأسّه سيادة المطران أنطوان بو نجم، عاونه سيادة المطران إسحق جول بطرس، والخوري إيلي أسعد.
في عظته توجّه سيادته إلى الشابات والشبان مثنيًا على الجهود التي يقومون بها، ومهنّئا المدرّبين على العمل الجاد، لأنّه حان الوقت للتعامل مع الشأن العام بجديّة وجرأة.
كما شدّد سيادته على أهميّة البرنامج الذي ارتكزعلى العقيدة الإجتماعيّة للكنيسة، حيث يجري تنشئة الشابات والشبان على القيم التي يجب أن يتحلّوا بها.
إنطلاقًا من هنا، دعا سيادته الطلاب أن يُترجَم الإيمان بالأعمال، إحترام كرامة الإنسان، توزيع عادل للخيرات، التضامن وعمل الخير، وأخيرًا السلام والعدالة.
بعد القداس إلتقى الجميع في جلسة تقييم وتبادل خبرات، والافاق لتكون هذه الدورات مستدامة.
تجدر الإشارة أنّ هدف إنشاء أكاديميّة القيادة من أجل السلام هو غرس قِيم المصالحة وبناء السلام والمواطنة الفاعلة والقيادة القائمة على العقيدة الإجتماعيّة للكنيسة. وتطال هذه الأكاديميّة إلى جانب الشابات والشبان، تلامذة المدارس في الصفوف الثانويّة، وأساتذة المدارس (المدارس التابعة لأبرشيّة أنطلياس المارونيّة: مدرسة مار يوسف – قرنة شهوان، ومدرسة يسوع ومريم – الربوة)؛ الذين عملوا على المصالحة والمصارحة، الإستراتيجيات التحفيزيّة، المواطنة الفاعلة وبناء الثقة.