حتى لا تقع الفأس بالرأس
د. #هاشم_غرايبه
بما أن الثورة السورية إسلامية الطابع، فالعيون كلها مشرئبة اليها، سواء منها المخلصة، فهي قلقة خائفة على فرحة الشعب بالتحرر أن توأد، مثلما وئدت فرحة المصريين والتونسيين والليبيين واليمنيين قبلا، عندما تم الإلتفاف على ثوراتهم وأعيدوا مرة أخرى الى حظيرة سايكس بيكو.
والعيون المشرئبة الأخرى هي المتربصة شرا بمنهاج هذه الأمة ورسالتها الدعوية للعالمين، فكرست همها بالإرصاد بعقيدتها، والعمل على الصد عن اتباع منهج الله في الحكم، فهؤلاء يبحثون عن أية ثغرة ينفذون منها لتحقيق مبتغاهم.
وهؤلاء المتربصون صنفان: الأول هم منافقو الأمة، وهم مسلمون بالوراثة أو تقية، لكنهم غير مؤمنين، بل يظنون أن اتباع الدين تخلف ورجعية.
والثاني هم أعداؤها المستعمرون الطامعون تاريخيا بها، ولأنهم يعلمون أنهم ما تمكنوا منها إلا بعد سقوط الدولة الإسلامية، لذلك يقفون بالمرصاد لكل محاولة لعودتها.
إن كل أبناء الأمة المخلصين يدعون الله أن يحمي سوريا من كيد الكائدين، وأن يلهم قادتها الصواب، فينجحون بإدارة الحكم، مثلما نجحوا في إدارة معركة التحرير وتنجو الأمة كلها بنجاتهم.
لتحقيق هذا الهدف الجليل، هنالك الكثير مما يجدر التنبيه له مبكرا، وأهمها:
1 – في ظل الأجواء الغائمة التي تسود بدايات الثورات، يختلط الغث بالسمين ويكثر الانتهازيون واللصوص، وهؤلاء يجيدون التخفي والتظاهر بالتقوى والصلاح، لذلك فأول ما يجب يجب الحذر منهم هم أولئك اللذين يطيلون اللحى ويرتدون الدشاديش القصيرة ويضعون المسواك في جيبها العلوي، فيجب التحقق من تاريخ الشخص، والتدقيق في سيرته وتعاملاته، قبل اسناد أي منصب أو مهمة، فقد يكون من هو علماني المظهر وكفوءاً أنفع وأنجح.
كما يجب أن لا يتم إيلاء المناصب كأعطيات أو مكافآت لمن أبلوا بلاء حسناً في القتال، ولا أن يولى المسؤول حسب التفقه بالدين، على حساب الكفاءة والتأهيل، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة، فقد رفض تولية أبي ذر رغم علمه الغزير، لعلمه بضعف إدارته.
2 – مع الأخذ بمبدأ مشاركة الجميع، وعدم حرمان الأقليات الذين كانوا يؤيدون النظام البائد، إلا أن ذلك لا يعني تولية المناصب العليا أو الحساسة لمن لا تؤمن بوائقهم، فالعرف السائد في الدول الغربية التي تدّعي أنها توفر العدالة وتلتزم بمبادئ الديموقراطية، أن كل حاكم جديد يسعى لتولية المناصب الحساسة لمناصريه، وحجته في ذلك أنهم ينفذون برامجه وخططه، بصورة أدق، وبإخلاص أكثر ممن يؤيدون الطرف الآخر.
لذلك يجب الاتعاظ بتجربة مرسي، إذ كان حريصا كثيرا على ابعاد شبهة إقصاء الآخرين من غير الإسلاميين التي كانت جاهزة لرميه بها مهما فعل، فبالغ بإكرام المعادين له فعين أربعة محافظين من جماعته فقط، فيما أعطى الآخرين 14 محافظا، كما ترك قيادات القوات المسلحة والمخابرات كما هي، وخوفا من اتهامه بخنق الحريات سمح للمعادين لنهجه بتشكيل حركة تمرد، ليتبين أن كل تلك التساهلات، هي التي أدت الى سقوط نظامه والعودة الى أسوأ من النظام المباركي.
3 – يجب عدم الانجرار وراء الدعوات البريئة في بعضها والمريبة في أغلبها الى ارساء مبادئ الديموقراطية وحرية الرأي، فخطورتها أنها تتيح للمنافقين الحرية في الدس والتأليب حياكة المؤامرات، وتفتح الباب للأصابع الخارجية لتخريب المنجز.
لا يضير السوريين المقهورين والمحبوسة أنفاسهم منذ نصف قرن أن ينتظروا بضعة شهور أخرى، قبل أن يستعيدوا نسائم الحرية، كما أنهم سيتحملون ضيق العيش قليلا الى ان تستعاد ثروات وطنهم المنهوبة من قبل النظام السابق، ويتعافى اقتصاد بلادهم.
لذلك يجب تأخير استكمال بناء الدولة الديموقراطية العادلة الى أن يستتب الأمن وتستقر الأوضاع، وإبقاء السلطة بيد قيادة الثورة، وعدم التسرع في تسليمها الى قيادة منتخبة قبل نضج الظروف التي تكفل استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية.
4 – كما يجب التنبه لسوء النية في مطالبات البعض الذين يزعمون أنهم يريدون الاطمئنان الى أن الأمر ليس من تدبير الشيطان الأكبر وكيانه اللقيط، فلا يلجأ القادة الى رفع شعارات أكبر من قدرة البلاد حاليا، بل التعامل في السياسة الخارجية بحكمة وحذر، فليس مطلوبا الآن من سوريا تحرير فلسطين ولا حتى الجولان، بل بناء القوة والإعداد اعتمادا على علاقات ود وصداقة مع الأقطار العربية والإسلامية لتأسيس قاعدة صناعات مدنية وعسكرية وازنة.
والله الموفق. مقالات ذات صلة نحو أندية لكبار السن 2024/12/14
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: هاشم غرايبه
إقرأ أيضاً:
ضبط عامل شرع في التخلص من نجل عمه بالبلينا
استقبل مستشفى برديس المركزي عامل يبلغ من العمر 31 سنة يقيم بدائرة مركز البلينا جنوب محافظة سوهاج مصابًا برش خرطوش متفرق بالجسم وكدمة بالرأس وإشتباه نزيف بالمخ تعدى عليه نجل عمومته بالضرب بسلاح ناري كان بحوزته وإحداث إصابته بسبب خلافات الجيرة وجرى ضبط المتهم والسلاح المستخدم بإرشاده وأخطرت النيابة العامة للتحقيق .
تلقى اللواء صبري صالح عزب مساعد الوزير مدير أمن سوهاج إخطارًا من نائبه للجنوب يفيد بورود إشارة لمركز شرطة البلينا من مستشفى برديس المركزي بوصول "حمدي . ع . م . م" 31 سنة عامل يقيم بدائرة المركز مصاباً برش خرطوش متفرق بالجسم وكدمه بالرأس وإشتباه نزيف بالمخ .
إنتقل لمحل الواقعة مأمور وضباط وحدة مباحث المركز وبالفحص وسؤال شقيق المصاب "محمود . ع . م . م" 34 سنة حاصل على ليسانس يقيم بذات الناحية إتهم نجل عمومتهم "رفاعي . ح . ع . م" 32 سنة عامل - ومقيم بذات الناحية بالتعدي علي شقيقه المذكور بالضرب وإطلاق عيار من سلاح خرطوش كان بحوزته مما نتج عنه إصابته بسبب خلافات الجيرة،تم ضبط المتهم والسلاح المستخدم بإرشاده وبمواجهته أقر بإرتكابه الواقعة لذات السبب المشار إليه .
تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات .
وفي سياق آخر شهد مركز طما شمال محافظة سوهاج وقوع مشاجرة بين أبناء عمومة استخدمت فيها الأسلحة النارية بسبب خلافات مالية بينهم نتج عنها إصابة 6 أشخاص برش خرطوش وإشتباه كسور وجروح وكدمات وسحجات متفرقة بالجسم وجرى ضبط طرفي المشاجرة والأسلحة المستخدمة ونقل المصابين لمستشفتي سوهاج الجامعي الجديدة وطما المركزي لتلقي العلاج وأخطرت النيابة العامة للتحقيق .
تلقى اللواء صبري صالح عزب مساعد وزير الداخلية لأمن سوهاج إخطارًا من العميد نور عمر رئيس مباحث المديرية يفيد تلقي مركز شرطة طما بلاغًا بوجود مشاجرة ومصابين بدائرة المركز .
إنتقل لمكان الواقعة مأمور وضباط وحدة مباحث المركز وبالفحص تبين أن طرفيها كل من :- طرف أول "عبد الرحيم . ا . م . ب" 48 سنة عامل مصاباً بإشتباه كسر بالذراع الأيسر وجروح متفرقة بالجسم وتم نقله لمستشفى سوهاج الجامعي الجديدة ونجلي عمومته "صفاء . ع . م" 56 سنة ربة منزل مصابة برش خرطوش بالذراع الأيمن وكف اليد اليسرى و"محمد . ب . م . ب" 40 سنة مدرس مصاباً بجرح باليد اليسري وكدمات بالساق اليسري وتم نقلهما لمستشفى طما المركزي .
وطرف ثان "محمد . ز . م . س" 80 سنة بالمعاش مصابًا برش خرطوش بالبطن والذراع الأيسر ونجله "عبد الناصر . م . ز . م" 48 سنة عامل مصاباً بجرح سطحي بالبطن وسحجه بالرأس وزوجة الثاني "رضا . ب . د . ب" 40 سنة ربة منزل مصابة بجرح باليد اليسرى وآخر بالرأس وتم نقلهم لمستشفى طما المركزي الطرفان أبناء عمومة يقيمان بذات الناحية .
تم ضبط طرفي المشاجرة وبحوزة الثالث من الطرف الأول السلاح المستخدم وبحوزة الثاني من الطرف الثاني السلاح المستخدم وبسؤالهما تبادلا الإتهامات فيما بينهما بتعدي كلاً منهما على الأخر بالسب والضرب وإطلاق أعيرة من الأسلحة المضبوطة بحوزتهما وإحداث الإصابات المشار إليها بسبب خلافات مالية فيما بينهم .
تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لتتولى التحقيقات .