الاحتلال يواصل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.. عمليات تفجير وغارات
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
أكد أحمد سنجاب، مراسل قناة القاهرة الإخبارية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل خروقاته لوقف إطلاق النار في لبنان وقام بتفخيخ وتفجير عدد من المنازل في بلدة مركبا القريبة من مرجعيون في الجنوب اللبناني.
خروقات وقف إطلاق النار في لبنانوأوضح سنجاب، خلال تغطية خاصة عبر فضائية القاهرة الإخبارية، أن التفجير وقع في الساعات الأولى من صباح اليوم، بالإضافة إلى تفجيرات أخرى في بلدتي مارون ويارون في القطاع الأوسط من جنوب لبنان.
وشدد على أن جيش الاحتلال يواصل انتهاكاته بشكل كبير، لاسيما في البلدات الجنوبية رغم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين إسرائيل ولبنان، مؤكدًا أن هناك خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار عبر تحليق الطائرات المسيرة في أجواء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية.
وأضاف: "الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة قد تشكل محور النقاش الرئيسي للجنة المعنية بمتابعة اتفاق وقف إطلاق النار، التي عقدت أول اجتماع لها يوم الاثنين الماضي، ومن المتوقع عقد سلسلة من الاجتماعات خلال الفترة المقبلة لبحث الخروقات الإسرائيلية المستمرة، خصوصًا في الجنوب اللبناني، ربما كانت هناك بعض الإشارات الإيجابية خلال الأسبوع الماضي، حيث انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل من بلدة الخيام، ودخل الجيش اللبناني والقوة الأممية إلى البلدة بعدما كانت تحت سيطرة الاحتلال لفترة طويلة".
ووافق حزب الله على بنود الاتفاق دون تردد في خطوة للسير نحو التهدئة ووقف نزيف الحرب على الجبهة اللبنانية، ومع الساعات الأولى لبدء الهدنة دعا البرلمان اللبناني نبيه بري إلى الإسراع بانتخابات رئيس جديد للبنان مؤكدا تجاوز البلاد للحظة تاريخية هي الأخطر على مستقبل البلاد.
صحيفة واشنطن بوست أكدت في افتتاحيتها أن الدبلوماسية نجحت في إنهاء الحرب الدائرة في الشرق الأوسط، موضحة أن وساطة إدارة بايدن في إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار تعتبر أول فرصة لاستعادة لبنان الممزق سيادته الحقيقية على أراضيه، بل قد تفسح المجال أمام مكاسب سياسية أوسع ربما في غزة أيضًا.
ويؤكد بري على ضرورة استدعاء كل عناوين الوحدة من أجل لبنان، لافتا إلى أن المرحلة الحالية ليست لمحاكمة المخطئ بل لوحدة كل أطياف الشعب اللبناني.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لبنان وقف إطلاق النار مرجعيون الطائرات المسيرة وقف إطلاق النار فی لبنان اتفاق وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
كيف ناور نتانياهو لإسقاط وقف إطلاق النار؟
لفت الأستاذ الفخري للعلاقات الدولية في كلية مدينة نيويورك رجان مينون إلى أن يوم 18 مارس (آذار) الذي استأنفت فيه إسرائيل حربها على غزة كان الأكثر دموية منذ نوفمبر (تشرين الأول) 2023، إذ ترك أكثر من 400 قتيل من بينهم العديد من الأطفال والعائلات. ويشهد العالم الآن عودة كاملة للبداية المدمرة لهذه الحرب: أطلقت حماس وابلاً من الصواريخ ضد تل أبيب بينما تكثف القوات الإسرائيلية جهودها في ما يبدو أنه غزو بري جديد.
يأتي انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في وقت بالغ الخطورة بالتحديد
كتب مينون في مجلة "ذا نيوستيتسمان" أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته حماس وإسرائيل في 15 يناير (كانون الثاني) انحرف برمته عن مساره، بل وربما دمر. لا شيء حتمياً في السياسة والحرب، لكن من فوجئ بما حدث لم يكن يعر الأمر اهتماماً.
من الدواء المر إلى السمإلى حد كبير، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على وقف إطلاق النار على مضض، بصفتها هدية تنصيب لدونالد ترامب الذي كان قد أعيد انتخابه حديثاً في ذلك الوقت. لقد عرض إنهاء الحرب هدف نتانياهو الثمين والمتمثل في تدمير حماس للخطر، لكن رئيس الوزراء خشي أيضاً انسحاب الوزراء المتشددين في حكومته الائتلافية إذا أبرم الصفقة.
“We’ve got six tons of medical goods waiting to go into Gaza,” says @DMiliband, head of @RESCUEorg. “We’re unable to do our work… because of the breakdown in the ceasefire… There’s just dread, sheer dread that exists on the humanitarian side.” pic.twitter.com/S5j3lyYbFy
— Christiane Amanpour (@amanpour) March 21, 2025من بين المراحل الثلاث للاتفاق، كانت المرحلة الأولى بمثابة دواء مر لنتانياهو. لكنه رأى أن لبنوده بعض المزايا. اشترطت على حماس إطلاق سراح بعض الأسرى الإسرائيليين على دفعات حتى لو كان ذلك مقابل إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي نحو مناطق عازلة ضيقة داخل حدود القطاع، إلى جانب إطلاق سراح الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل على دفعات. كان رد الفعل الأولي لعودة الرهائن فرحاً شعبياً، مما خفف الضغط السياسي عن نتانياهو. اعتبر الأخير إعادة انتشار جيشه وإطلاق سراح الأسرى ثمناً مقبولاً، مع أنه رفض إخلاء ممر فيلادلفيا الممتد على طول حدود غزة مع مصر.
كان هذا الرفض مؤشراً مبكراً إلى أن الاتفاق في مأزق. وكان من بين المؤشرات الأخرى قرار إسرائيل بتأجيل إطلاق سراح الدفعة التالية من 620 أسيراً فلسطينياً ومطالبتها حماس التي كانت قد سلمت لتوها ستة رهائن كما هو مطلوب بموجب اتفاق يناير، بإطلاق سراح المزيد منهم. نبعت هذه الخطوة من غضب إسرائيل من احتفالات حماس المنتصرة وهي تطلق سراح الأسرى.
وإذا كان نتانياهو رأى أن شروط المرحلة الأولى مؤلمة، فقد اعتبر بنود المرحلة الثانية سامة تماماً. شملت هذه البنود خروج الجيش الإسرائيلي من غزة، وبعد إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين وجثث القتلى، التوصل إلى اتفاق سلام دائم، مع بقاء دور حماس المستقبلي غير مؤكد. بصرف النظر عن معارضته لهذه الشروط، كان نتانياهو يعلم أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش سيستقيل عوضاً عن أن يسمح بتنفيذها.
ثم جاء دور ويتكوفيساعد هذا في تفسير سبب بدء نتانياهو في عرقلة العمل مع اقتراب نهاية المرحلة الأولى. كان من المقرر أن تبدأ المحادثات غير المباشرة مع حماس بشأن تنفيذ المرحلة الثانية في أوائل فبراير (شباط) وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنه فشل في إرسال مفاوضين. لقد أراد تمديد المرحلة الأولى، أي إعادة صياغة شروط اتفاق قبله سابقاً، وهدد باستئناف الحرب إذا رفضت حماس. ولإجبار حماس على ذلك، أعلن نتانياهو في 2 مارس (أذار) فرض حصار على إيصال المساعدات إلى غزة.
???? @atwoodr with Max Rodenbeck, @MairavZ @aj_iraqi & @mwhanna1 discuss the breakdown of the Gaza ceasefire, the likely effect on Palestinians in Gaza and the goals of both Israel’s renewed military campaign and the ???????? strikes on the Houthis in Yemen.https://t.co/EZhZBFKqC8
— Comfort Ero (@EroComfort) March 22, 2025بالرغم من أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار انتهت رسمياً في 1 مارس (أذار)، اقترح ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، تمديدها حتى أبريل (نيسان)، على أن تفرج حماس في تلك الفترة عن 15 رهينة إضافية مقابل رفع إسرائيل للحصار. وصفت حماس صيغة ويتكوف بأنها محاولة "لتجاوز" اتفاق 15 يناير. ودعت الحركة بدل ذلك إلى سلام شامل يتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن، وانسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من غزة، مع أنها وافقت على إطلاق سراح عيدان ألكسندر، الجندي في الجيش الإسرائيلي صاحب الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية، وتسليم جثث أربعة آخرين مزدوجي الجنسية. ثبت أن الجمود بين حماس وإسرائيل غير قابل للكسر.
وفي دفاعه عن استئنافه للحرب، ألقى نتانياهو اللوم على حماس في التعجيل بانهيار وقف إطلاق النار برفضه مساعي ويتكوف. من جانبها، أشارت حماس إلى خطط نتانياهو الماكرة والمدروسة لإفشال اتفاق 15 يناير(كانون الثاني). وبمجرد أن كشفت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت إعلام إدارة ترامب مسبقاً بقرار نتانياهو، اتهمت الحركة الحكومة الأمريكية بالتواطؤ.
ما هي حسابات نتانياهو؟كان وقف إطلاق النار معلقاً بخيط رفيع لأسابيع، وقد يكون الآن غير قابل للإنقاذ. يعتمد مصيره على حسابات نتانياهو. ربما أشعل الحرب مجدداً لإجبار حماس على تمديد وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المزيد من الرهائن. أو ربما لا يزال مصمماً على تدمير حماس. إذا كان الأخير هو الخيار الفعلي، فقد حقق نجاحاً جزئياً، عاود إيتمار بن غفير ووزيران آخران من الصهيونية الدينية الانضمام إلى الحكومة الائتلافية بعدما غادروها عقب إبرام الاتفاق.
لكن تدمير حماس مسألة أخرى تماماً. حتى مع افتراض إمكانية تحقيق هذا الهدف سيتطلب تحقيقه شهوراً من الحرب الإضافية. إن سعي نتانياهو الدؤوب لتحقيق هذه المهمة سيعرض إطلاق سراح الرهائن للخطر 59 منهم ما زالوا في غزة، مع أن نصفهم فقط قد يكون على قيد الحياة، وسيزيد معاناة عائلاتهم. وسيدفع سكان غزة ثمناً أكبر بكثير. الذين نجوا من الحرب التي أسقطت أكثر من 48 ألف قتيل، يعيشون في ملاجئ مؤقتة وسط أطنان من الأنقاض ويفتقرون منذ الحصار الإسرائيلي إلى الضرورات الأساسية لاستمرار الحياة. ستصبح حياتهم الآن أكثر صعوبة بشكل لا يقاس، وسيموت كثيرون، خاصة إذا زاد نتانياهو حدة المخاطر بتوسيع العمليات البرية.
ترامب يدعم الرعبأضاف مينون أنه بغض النظر عما يفعله، يستطيع نتانياهو الاعتماد على دعم ترامب الذي لم ينتقد قط مناوراته لإعادة صياغة اتفاق وقف إطلاق النار. كما وافق ترامب على مبيعات عسكرية أجنبية لإسرائيل بـ 12 مليار دولار منذ عودته إلى البيت الأبيض، ويقال إنه قبل حجة نتانياهو التي طرحها خلال زيارته إلى واشنطن في فبراير (شباط) والقائلة إن إسرائيل بحاجة إلى الحرية لاستئناف الحرب رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
وحتى لو أدرك نتانياهو أنه لا يمكن تدمير حماس، فقد يراهن على أن الحرب المتجددة ستضع فكرة ترامب المطروحة لإخلاء غزة وضمها، والتي أشاد بها الزعيم الإسرائيلي ووصفها بأنها "ثورية" و"مبدعة"، على رأس الأولويات. يأتي انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في وقت بالغ الخطورة بالتحديد. فقد صعدت إسرائيل هجماتها على لبنان وسوريا.
وتتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران والحوثيين. ومن بين الدول التي أدانت نقض إسرائيل الواضح لوقف إطلاق النار، السعودية، ومصر، وقطر. وحذر نتانياهو فقال إن استئناف الحرب "مجرد بداية"، وأنه رغم انفتاحه على استمرارها، ستعقد المحادثات مع حماس "تحت النار". وفي 21 مارس(أذار)، أمر وزير دفاع نتانياهو إسرائيل كاتس قواته "بالسيطرة على المزيد من الأراضي"، وهدد بضم جزئي للقطاع. ومع هيمنة المفاوضات الأوكرانية على أجندة الأخبار، أغفلت معظم دول الغرب والعالم هذا الرعب المتنامي. وختم الكاتب فقال: "الآن سنرى إذا كانت ستستجيب بشكل أبعد من مجرد المشاهدة".