«أصحاب الودائع» يحتجون أمام البرلمان اللبناني
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
شعبان بلال (بيروت، القاهرة)
أخبار ذات صلةنظم العشرات من أصحاب الودائع المصرفية وقفة احتجاجية أمام مجلس النواب اللبناني في بيروت احتجاجاً على تشريع قد يهدد إمكانية استرداد أموالهم، فيما دخلت البلاد في العتمة الشاملة بعد توقف الشركة المشغلة لمعملي الكهرباء عن تشغيل المعملين بسبب عدم حصولها على مستحقاتها بالعملة الأجنبية.
وتجمع محتجون لبنانيون أمس، أمام مدخل مجلس النواب بدعوة من جمعية «صرخة المودعين» لمنع النواب من إقرار مشروع قانون «الكابيتال كونترول»، ورفعوا لافتات تطالب باسترجاع حقوقهم.
وكان من المقرر عقد جلسة نيابية لإقرار مشروع قانون «كابيتال كونترول» الذي من المفترض أن ينظم العلاقة بين المودعين والبنوك، ووضع ضوابط على حركة رؤوس الأموال من وإلى لبنان، إلا أنه تم إرجاء الجلسة بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني.
وأعلن الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر في بيان، أن عدد النواب الذين حضروا الجلسة بلغ 53 من أصل 128 فتم إرجاء الجلسة إلى موعد آخر.
وألقى عضو جمعية «صرخة المودعين» خليل برمانا خلال الوقفة الاحتجاجية كلمة شدد فيها على «وجوب إعادة الودائع كاملة من البنوك»، مشدداً على أن من يجب أن يتحمل الخسائر هي «المصارف الفاسدة» وليس المودع.
وحسب خبراء، فإن مشروع قانون «الكابيتال كونترول» قد يمنع المودعين من مقاضاة البنوك أمام المحاكم اللبنانية والأجنبية، بعدما يصبح سارياً، كما يستبعد إمكانية محاسبة من هربوا أموالهم بعد حراك 17 أكتوبر 2019 ويحدد مبلغ شهري للمودعين باستطاعتهم سحبه وهو ما أثار غضب أصحاب الأموال.
وفي سياق آخر، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان، توقف محطتين عن العمل كلياً لأسباب مادية ما أسفر عن قطع التيار عن كافة أراضي البلاد.
وقالت المؤسسة في بيان، إنها «تبلغت من المشغل بوقف معملي الزهراني ودير عمار، نتيجة عدم تسديد جزء من مستحقاتها المترتبة بالعملة الأجنبية والبالغة 10 ملايين دولار».
ويعني ذلك أن المحطتين توقفتا عن تزويد السكان بالطاقة، والتي كانت بواقع 4 ساعات يومياً.
واعتبر نواب لبنانيون إن الفراغ الرئاسي والحكومي له تداعياته الخطيرة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بجانب عوامل أخرى مثل الفساد، وأرجعوا فشل مجلس النواب في إنجاز الاستحقاق الرئاسي لأن كل طرف يعمل على تحقيق مصالحه الخاصة.
وقالت النائبة في البرلمان اللبناني نجاة صليبة في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الفراغ الرئاسي ووجود حكومة تصريف أعمال يعني عدم وجود استراتيجية واضحة للخروج من المأزق الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه البلاد، خاصة وأن مهمة هذه الحكومة فقط تصريف الأعمال من دون القدرة على اتخاذ قرارات تجاه الأوضاع الحالية.
وكشفت صليبة عن عدم وجود خطة اقتصادية للخروج من حالة الفقر التي يعيشها اللبنانيون، وأن هذا الفراغ الممتد لا يمكّن البلاد من تهيئة اقتصاد قادر على تحقيق التوازن بين الصادرات والواردات.
من جانبه، أشار النائب اللبناني نبيل نيقولا إلى أن التأثير الكارثي على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي ليس فقط الفراغ الرئاسي والحكومي، ولكن أيضاً عدم محاسبة من سرقوا لبنان.
وأشار نيقولا إلى أن «التأثير الخطير في عدم قيام السلطة الرقابية من مجلس نواب والقضاء بالمحاسبة لكل فاسد أو مقصر، ونحن نعلم أن الفراغ الحكومي والتواطؤ هما السبب في الانهيار الاقتصادي والاجتماعي في لبنان».
وأشار البرلماني اللبناني مصطفى علوش، إلى أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني في لبنان يزداد تدهوراً مع كل يوم يمر.
وأوضح علوش لـ«الاتحاد» أن التدهور بدأ على المستويين الاقتصادي والاجتماعي رغم وجود رئيس الجمهورية والحكومة، ويأتي غياب السلطة اليوم نتيجة لتراكم المشاكل المرتبطة بتحويل لبنان إلى ساحة لتصفية الحسابات، وأن وجود رئيس الجمهورية اليوم في ظل الظروف ذاتها لن يغير في الوضع شيئاً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: البرلمان اللبناني الحكومة اللبنانية الأزمة اللبنانية الاقتصاد اللبناني لبنان أزمة لبنان أزمة لبنان الاقتصادية احتجاجات لبنان مجلس النواب اللبناني الاقتصادی والاجتماعی مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني يتوجه إلى السعودية في أول زيارة خارج البلاد منذ انتخابه
بيروت - توجه الرئيس اللبناني جوزاف عون الإثنين 3مارس2025، الى السعودية، على ما أفادت الرئاسة، في أول زيارة خارج البلاد منذ انتخابه قبل نحو شهرين بدعم خارجي من دول عدة على رأسها الولايات المتحدة والمملكة.
وعادت السعودية مؤخرا الى المشهد السياسي في لبنان بعد انكفاء طويل، اعتراضا على تحكّم حزب الله المدعوم من إيران بالقرار اللبناني.
وأعلنت الرئاسة اللبنانية في بيان أن "الرئيس عون غادر مطار رفيق الحريري الدولي متوجّها إلى الرياض، يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي".
وكان عون أعلن بعد يومين على انتخابه أن السعودية ستشكل وجهته الخارجية الأولى، إثر تلقيه دعوة لزيارتها خلال اتصال هاتفي أجراه به ولي العهد محمّد بن سلمان، انطلاقا من دورها "التاريخي" في دعم لبنان وتأكيدا "لعمق لبنان العربي كأساس لعلاقات لبنان مع محيطه الاقليمي".
وفي مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية التي تتخذ في لندن مقرا، نوّه عون الجمعة بـ"العلاقة القديمة" بين البلدين.
وقال "آمل وأنتظر من السعودية وخصوصا ولي العهد.. أن نصوّب العلاقة لمصلحة البلدين، ونزيل كل العوائق التي كانت في الماضي القريب، حتى نبني العلاقات الاقتصادية والطبيعية بيننا، ويعود السعوديون إلى بلدهم الثاني لبنان".
وأوضح عون أن الزيارة ستشكل مناسبة لشكر السعودية على دورها في إنهاء الشغور الرئاسي الذي استمر لعامين، لم يتمكن خلاله حزب الله أو خصومه من فرض مرشحهم لعدم تمتع أي منهما بأكثرية تخوله فرض مرشحه.
وشهدت العلاقات بين لبنان والسعودية توترا في السنوات الأخيرة، بلغت ذروتها في العام 2021 حينما استدعت دول الخليج بما فيها السعودية دبلوماسييها من بيروت بسبب انتقاد وزير لبناني للتدخل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.
وأعلنت الرياض قبل ذلك في العام 2016، أنها أوقفت برنامجا بقيمة 3 مليارات دولار لإمدادات عسكرية إلى لبنان احتجاجا على حزب الله.
وأتاح تراجع نفوذ إيران وحلفائها في المنطقة، وفق محللين، بانتخاب عون رئيسا.
وفي كانون الثاني/يناير وبعد انتخاب عون وتكليف نواف سلام تشكيل حكومة جديدة، زار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بيروت وأعرب عن "الثقة" بقيادة لبنان الجديدة للقيام بإصلاحات.
وحظي انتخاب عون رئيسا بدعم خمس دول تعاونت في حلّ الأزمة الرئاسية اللبنانية، بينها السعودية التي شكلت خلال عقود داعما رئيسيا للبنان، قبل أن يتراجع تباعا اهتمامها بالملف اللبناني على وقع توترات إقليمية مع طهران، داعمة حزب الله.
وجاء انتخاب عون رئيسا للبلاد في 9 كانون الثاني/يناير، على وقع تغيّر موازين القوى في الداخل. إذ خرج حزب الله من مواجهته الأخيرة مع إسرائيل، أضعف في الداخل بعدما كان القوة السياسية والعسكرية الأبرز التي تحكمت بمفاصل الحياة السياسية، وبعد سقوط حليفه بشار الأسد في سوريا المجاورة.
وفي خطاب القسم، تعهد عون اعتماد "سياسة الحياد الإيجابي"، بعيدا عن سياسة المحاور الإقليمية، وبإقامة "أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة انطلاقا من أن لبنان عربي الانتماء والهوية".
ويعول لبنان على دول الخليج، خصوصا السعودية، من أجل دعمه في التعافي من انهيار اقتصادي غير مسبوق يعصف بالبلاد منذ خريف 2019، وللحصول على مساعدات لتمويل مرحلة إعادة الإعمار، بعدما خلفت الحرب الاسرائيلية دمارا واسعا في أجزاء من جنوب لبنان وشرقه وفي ضاحية بيروت الجنوبية.
وتلقّى عون كذلك دعوة من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي للمشاركة في القمة العربية الطارئة في القاهرة بشأن غزة التي من المقرر أن تعقد الثلاثاء، بحسب الرئاسة اللبنانية.
Your browser does not support the video tag.