سامي عبد الرؤوف (دبي)
تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة، غداً (السبت)، في الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني تحت شعار «نقف جنباً إلى جنب مع المجتمعات.. مهما كان» للتأكيد على أهمية تضافر الجهود لمواجهة الأزمات الإنسانية التي تواجه العالم. وتنظم العديد من الجهات الإنسانية في دولة الإمارات، مجموعة من الفعاليات والأنشطة المتعلقة بالاحتفال باليوم العالم للعمل الإنساني للعام 2023، من أبرزها إضاءة برج خليفة في دبي ومبنى شركة أدنوك في أبوظبي بعرض شعار الحملة التي أطلقها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مطلع هذا الشهر بعنوان «مهما كان»، وذلك بهدف التأكيد على الالتزام بالقيم والمبادئ الإنسانية، والإصرار على الوقوف جنباً إلى جنب مع المجتمعات التي ندعمها، مهما كانت هويتهم ومهما كان مكانهم ومهما كان وضعهم.


وتعتبر إضاءة مبنى أدنوك للمرة الأولى هذا العام، وبرج خليفة بشعار حملة «مهما كان»، إلى جانب شعار اليوم العالمي للعمل الإنساني للعام الثالث على التوالي، تأكيداً على الشراكة المتينة بين حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. 

دعم «أوتشا» 
ولسنوات عدة قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بتوفير المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في الأزمات الرئيسة حول العالم، مع استجابة كبيرة من الحكومة متمثلة في وزارة الخارجية وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وعلى مدار الأعوام الخمسة الماضية، اتخذت الإمارات العربية المتحدة مكانها بين الدول المانحة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين «أوتشا»، وقد وصل إجمالي ما خصصته الإمارات في عام 2023 حتى تاريخه 174.6 مليون دولار أميركي والذي أسهم في تمويل العديد من الأزمات الإقليمية التي من بينها تركيا، الأردن، السودان، سوريا، تشاد، والصومال، وغيرها من الأزمات الإنسانية. وساهم هذا التمويل في تمكين الجهات الإنسانية من تقديم المساعدات المنقذة للحياة في مجالات الصحة والغذاء، وخدمات الحماية، والتعليم، وغيرها.
ويحتفل العالم، باليوم العالمي للعمل الإنسانيّ سنويّاً في 19 أغسطس، إحياءً لذكرى 22 شخصاً قضوا في تفجير مقرّ الأمم المتّحدة في بغداد – العراق، في العام 2003، وبعد خمس سنوات، اعتمدت الجمعية العامة قراراً بتعيين يوم 19 آب/أغسطس يوماً عالمياً للعمل الإنساني. 

إمارات الخير 
وفي البداية، قال خالد القاسم رئيس مجلس إدارة مؤسسة تراحم الخيرية: إن «دولة الإمارات تقف جنباً إلى جنب مع شعوب العالم والمجتمعات التي تحتاج إلى دعم ومساعدة، انطلاقاً من قيمها الإنسانية التي أرساها مؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وقد سار على النهج صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)، الذي جعل من دولتنا الحبيبة، ضمن أكبر الداعمين والمساندين على مستوى العالم للعمل الإنساني، ومن المانحين الدوليين الرئيسيين».
وأكد أن دولة الإمارات تقدم بمؤسساتها الحكومية ونظيراتها المدنية والخاصة، وأبنائها، للعالم نماذج ناصعة ومواقف مشرقة في العمل الخيري والإنساني، أسهمت في إنقاذ العديد من الشعوب المنكوبة، ومد يد العون والإحسان لها، والتخفيف من وطأة معاناة الفقراء والمساكين والمحتاج. 
وأشار إلى قيام دولة الإمارات بالعمل مع الأمم المتحدة للتصدي للمشكلات الإنسانية، حيث تقدم الإمارات دعماً مالياً ولوجستياً في الكثير من الكوارث والأزمات الإنسانية حول العالم، منوهاً بدور مدينة دبي، التي أصبحت مركزاً للخدمات اللوجستية في العالم، لكونها تتمتع بموقع جغرافي متميز، وتضم الكثير من المنظمات الإنسانية العالمية مما يتيح تبادل الخبرات. 

استراتيجية العطاء
أكد عابدين طاهر العوضي، مدير عام «بيت الخير»، أن احتفال دولة الإمارات السنوي باليوم العالمي للعمل الإنساني كل عام، يعكس التزامها بمسؤولياتها الإنسانية لتخفيف المعاناة عن البشرية، ومساندتها المستمرة للمنكوبين والمتضررين من ضحايا النزاعات والكوارث، الأمر الذي أهلها لاعتلاء المراكز المتقدمة والأولى عالمياً في العطاء الإنساني، تجسيداً للقيم الإنسانية التي جاء بها ديننا الحنيف، والإرث الإنساني النبيل الذي يفخر به شعب الإمارات، والذي جسده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، خير تجسيد. 
وقال:«لقد كان الوالد المؤسس يعطي ويساعد كل الشعوب الشقيقة والصديقة، وعلى نهجه سارت القيادة الرشيدة من بعده، حيث تضمنت رؤية الإمارات للخمسين السنة القادمة أن يكون الإنسان هو الهدف وهو منهج ثابت». 
ونوه بعطاء كل الجمعيات والهيئات والمؤسسات الخيرية والإنسانية داخل الدولة وخارجها، موضحاً أن «بيت الخير» رغم تخصصها في العمل الخيري داخل الدولة، إلا أننا رفعنا نسبة الإنفاق على المشاريع الإنسانية، فخصصت بعضها للمقيمين من مختلف الجنسيات كالعمال المقيمين الذين يساهمون في ورشات البناء والإعمار والتنمية، والمرضى المقيمين. 
وذكر أن الجمعية زادت من حصة المساعدات الإنسانية الطارئة والعاجلة التي تستهدف المواطنين والمقيمين الذين يتعرضون لأزمات قاهرة، فسارعت في رفع الكرب عنهم، وتلبي دائماً كل ما توجه به القيادة الرشيدة من مساهمات في حملاتها الدولية مثل مساعدة أهل الشام والصومال واليمن، وغيرها من حملات إنسانية.

أخبار ذات صلة الإمارات تطالب بيونج يانج بإنهاء دوامة التصعيد الإمارات: دعم جهود الحوار بين أرمينيا وأذربيجان

نهج مستدام
أكد ناصر الجنيبي، المدير التنفيذي لمؤسسة الاتحاد الخيرية بعجمان، أن دولة الإمارات حققت على مدى خمسة عقود مكانة مرموقة في المجال الإنساني إقليمياً وعالمياً، لحرصها على أن يكون العمل الإنساني والمواقف النبيلة تجاه الأمم والشعوب الأخرى أحد أهم ركائز الدولة. 
وثمّن توجهات الدولة لترسيخ ثقافة العمل الإنساني في الوعي المجتمعي وسياسات الحكومة، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، والعمل على تعزيز دورها ضمن الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري.
وقال:«إن هذه الجهود الإنسانية غدت نهجاً مستداماً، ما جعل من مفهوم البذل والعطاء على مستوى الدولة والمجتمع قيمة أصيلة تمثل جزءاً من تراث الإمارات وحاضرها ومستقبلها، حيث تمتد الأيادي البيضاء لفعل الخير ومساعدة الدول والشعوب الأقل حظاً بمنظومة متكاملة من المبادرات الخيرية التي تطال الملايين من المحتاجين». 

الجهود التنموية
من جانبه أكّد سعيد مبارك المزروعي، نائب مدير عام جمعية بيت الخير، ريادة دولة الإمارات وشعبها في العطاء الإنساني، مشيراً إلى أن دولة الإمارات حققت بجهودها الإنسانية، إنجازات تاريخية متميزة، بتوجيهات قيادتها الرشيدة، تجسيداً للقيم الإنسانية النبيلة التي أرساها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فتصدرت دول العالم في عطائها الإنساني، و«بيت الخير» التي تخصصت بالعمل الخيري داخل الدولة، تسعى جاهدة لتجسيد هذه القيم، من خلال مساعدة أكثر الناس حاجة، حيث تجاوز حجم إنفاقها على البرامج الإنسانية والمشاريع الخيرية خلال 34 عاماً 2,7 مليار درهم». 
ونوه المزروعي، بدور العاملين في خدمة المجال الإنساني، ومساعدة أكبر عدد ممكن من الأسر والحالات المعسرة من خلال دولة الخير والعطاء، مشيراً إلى أن مبادرات الإمارات تعزز الجهود الإنسانية والتنموية حول العالم.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات العمل الإنساني الإمارات العربیة المتحدة دولة الإمارات بالیوم العالم العمل الخیری بیت الخیر آل نهیان مهما کان

إقرأ أيضاً:

الإمارات وجهة العالم.. والشتاء "ذروة" المواسم السياحية

عززت دولة الإمارات، مكانتها كإحدى أبرز الوجهات السياحية في المنطقة والعالم، وباتت ضمن أكثر الوجهات السياحية طلباً طوال العام، فيما يشكل فصل الشتاء موسم "الذروة" السياحية.

ويعد فصل الشتاء موسما مميزا للترويج السياحي في الإمارات، نظرا لاعتدال درجات الحرارة وتعدد الخيارات السياحية ما بين الترفيه والتسوق والأعمال، فضلا عن الاستجمام والتمتع بالمناطق الطبيعية الخلابة التي تشمل الجبال والصحاري والسواحل والمحميات الطبيعة.
وأطلقت الإمارات مؤخرا، حملة "أجمل شتاء في العالم"، للعام الخامس على التوالي للاحتفاء بالإنسان والمكان وسط تجارب سياحية استثنائية تستهدف المواطنين والمقيمين والسياح القادمين من باقي دول العالم، وفق منظومة متكاملة أساسها 53 عاما من الإنجازات المميزة جعلتها قبلة السياحة الإقليمية والعالمية بلا منازع.
وهربا من برودة الطقس في كثير من الدول حول العالم، التي تشهد انخفاضا حادا في درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، يتوافد العديد من السياح إلى دولة الإمارات، ذات الطقس الدافئ والأجواء المعتدلة في فصل الشتاء، ليستمتعوا إلى جانب ذلك بالعديد من الأنشطة مثل رحلات السفاري والمغامرات الجبلية والتخييم ومغامرات الأودية.
ووفق مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، تبوأت الإمارات المركز الأول إقليميا، وحلت في المرتبة 18 عالميا، لتحقق تقدما بمقدار 7 مراكز، مقارنة بالنسخة الماضية.
وتُعد الإمارات الدولة الشرق الأوسطية الوحيدة في قائمة الدول العشر الأكثر في الإيرادات السياحة الدولية، وتشير توقعات تقرير السياحة والسفر الصادر عن مجلس السفر والسياحة العالمي للإمارات العام الماضي، إلى أنها استقطبت 29.2 مليون سائح دولي العام 2024، بنمو 15.5%، مقارنة بالعام 2023؛ في حين أن من المتوقع بحسب تقرير "مجلس السفر"، الخاص بالمؤشرات السياحية للإمارات، أن يبلغ عدد السياح الدوليين القادمين إلى الدولة بحلول عام 2033، نحو 45.5 مليون سائح.
ومع اعتدال الطقس والتنوع البيئي بين الواحات والجبال والصحاري الشاسعة، إضافة إلى الخيران والجزر والشواطئ الجميلة، تقدم الإمارات وجهة مثالية للباحثين عن مغامرات متنوعة وتجارب سياحية لا تنسى، وقد باتت في ظل مواصلة تطوير منظومة البنية التحتية والخدماتية، وجهة رئيسية للسياحة الشتوية يقصدها الزوار من دول العالم المختلفة.
ويزداد الإقبال في فصل الشتاء على سياحة الرحلات الصحراوية والمشي الجبلي والطيران الشراعي، إلى جانب رياضة التسلق والنزول بالحبال في المناطق الجبلية واستكشاف الأودية، وتجربة التخييم الصحراوي، وركوب الجمال، واستكشاف الحياة البدوية التقليدية، كما يمكن الاستمتاع بمشاهدة النجوم في الليل، حيث تتمتع الصحراء بصفاء سمائها، ما يجعلها واحدة من أفضل أماكن مشاهدة النجوم.
وقال السائح ليام أندرو من الدنمارك، إن تجربة السياحة الشتوية في دولة الإمارات تكتسب طابعا مميزا للغاية، فهي تتمتع بأجواء ساحرة وطبيعة خلابة تتجسد في مقوماتها الطبيعية من الجبال، والوديان والشواطئ الممتدة، والصحاري المكسوة بالرمال الذهبية، فضلا عن عوامل الجذب السياحي الأخرى.
ويضيف، "قضينا أياما جميلة ما بين "الهايكنج" وسياحة السفاري والتخييم، ومغامرات الجبال والأودية وركوب القوارب الشراعية، واستمتعنا بالمحميات الطبيعية، وزرنا المعالم التاريخية والأثرية، مثل متحف دبي، ورأينا أسواقا تستقبل ضيوفها برائحة البخور وعبق التراث، وتجولنا بين جنباتها ورأينا ما تضمه من مقتنيات تراثية ومنتوجات متنوعة تجسد الثراء التراثي لدولة الإمارات".
بدورها، تشارك "إيما" زوجها ليام أندرو، الرأي حول متعة السياحة الشتوية في الإمارات، التي يسهم في تألقها عدة عوامل من أبرزها التسوق، حيث توجد في الإمارات سلسلة كبيرة من أهم المراكز التجارية العالمية التي تشهد عروضا تسويقية مغرية، بالإضافة إلى فعاليات الترفيه المخصصة للصغار والكبار على حد سواء.
وتستهدف "الإستراتيجية الوطنية للسياحة 2031"، جذب استثمارات سياحية للدولة بقيمة 100 مليار درهم، واستقطاب 40 مليون نزيل فندقي بحلول 2031.

مقالات مشابهة

  • اليوم العالمي للأخوة الإنسانية.. احتفاء بمبادرات إماراتية ملهمة
  • الإمارات.. جهود تاريخية في تعزيز قيم الأخوة الإنسانية
  • رئيس البرلمان العربي: الإمارات بذلت جهوداً استثنائية لدعم الأخوة الإنسانية عالمياً
  • نهيان بن مبارك: اليوم العالمي للأخوة الإنسانية ثمرة جهود الإمارات
  • «التطوعي للعمل الإنساني» تختار محمد فوزي خليل سفيرا للمناخ بالأمم المتحدة
  • سلطنة عُمان تحتفل باليوم العالمي للأراضي الرطبة
  • دعما للعمل الإنساني للعام 2025
  • الإمارات وجهة العالم.. والشتاء «ذروة» المواسم السياحية
  • الإمارات وجهة العالم.. والشتاء "ذروة" المواسم السياحية
  • الإمارات نموذج عالمي في العطاء الإنساني ودعم الشعوب المنكوبة