كاش باتيل.. من المدافع عن ترامب إلى مرشح مثير للجدل لقيادة الـ "إف بي آي"
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
على الرغم من أن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، لم يتبقَّ سوى أيام قليلة على توليه منصبه رسميًا، إلا أن اختياراته لأعضاء إدارته أثارت جدلًا واسعًا في الولايات المتحدة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالمناصب الحساسة مثل قيادة مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، ومن بين الأسماء التي أثارت الكثير من الجدل كان كاش باتيل، الذي رشحه ترامب لتولي رئاسة المكتب.
حيث أثار اختيار ترامب لكاش باتيل مرشحًا لتولي هذا المنصب خلافات كبيرة، حسب تقرير لمجلة "بوليتيكو"، يبدو أن المؤهلات الوحيدة التي استند إليها ترامب في ترشيحه هي الولاء الشخصي له، وهو ما جعل القرار أكثر إثارة للجدل.
ومن جانب آخر، جاءت استقالة كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الحالي، في وقت سابق من هذا العام، مما سهل على ترامب اختيار بديل له، خاصة بعد إعلان راي عن استقالته قبل أكثر من عامين من انتهاء ولايته، مما أفسح المجال أمام باتيل لتحقيق هذا المنصب.
منهج باتيل
تطرح مسألة تعيين كاش باتيل العديد من المخاوف، حيث يعتبر الكثير من المراقبين أنه يفتقر إلى الخبرة اللازمة لقيادة واحدة من أكبر وكالات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة.
ورغم أن باتيل عمل في عدد من المناصب الأمنية الوطنية في إدارة ترامب الأولى، إلا أنَّ أيًا من تلك المناصب لم يقترب من حجم المسؤوليات المعقدة التي يتطلبها إدارة مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي يضم أكثر من 35،000 موظف ويملك مكاتب في جميع أنحاء الولايات المتحدة والعالم.
ولكن ما يثير القلق أكثر هو سجل باتيل في تأييد نظريات المؤامرة التي يروج لها ترامب، فقد أصبح معروفًا بدفاعه المستمر عن فكر "الدولة العميقة" وانتقاده الحاد لمؤسسات الدولة الفيدرالية، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وفي كتابه "عصابات الحكومة"، وصف باتيل مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه يشكل تهديدًا وجوديًا للديمقراطية الأمريكية، مما جعل البعض يتساءل عما إذا كان سيستخدم منصبه الجديد كأداة لملاحقة معارضي ترامب السياسيين.
اتهامات محتملة بالتحيز السياسي
تتزايد المخاوف بشأن احتمال أن يستخدم باتيل منصبه في "إف بي آي" لتحقيق أهداف سياسية انتقامية، مستندًا إلى تصريحاته العامة التي هاجم فيها خصوم ترامب، بما في ذلك المدعي العام ميريك جارلاند، والمدعي العام لمانهاتن ألفين براج، والأطباء مثل أنتوني فاوتشي.
علاوة على ذلك، كانت هناك تهديدات من باتيل بالبحث عن "المتآمرين" في الحكومة ووسائل الإعلام الذين كانوا "يساعدون في تزوير الانتخابات الرئاسية"، وهي تصريحات أثارت قلقًا عميقًا في الأوساط السياسية والقانونية، حيث اعتبرها البعض دعوة مباشرة إلى إساءة استخدام السلطة ضد المعارضين السياسيين.
التحديات التي يواجهها باتيل
إن رغبة باتيل في إجراء إصلاح شامل لمكتب التحقيقات الفيدرالي تواجه تحديات كبيرة، أبرزها ثقافة المكتب العميقة التي يصعب تغييرها بسرعة.
فالبيروقراطية داخل الوكالة من الصعب أن تدار بيد واحدة دون استشارة وتوافق داخلية واسعة.
ومن المرجح أن يواجه باتيل صعوبة في تنفيذ أجندته الإصلاحية في ظل وجود معارضة قوية من داخل المكتب نفسه ومن الأوساط القانونية والإعلامية.
ومع ذلك، يبقى المراقبون متخوفين من أن وصول باتيل إلى هذا المنصب قد يعيد إلى الأذهان صورًا من تاريخ مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي شهد فترات من الانتهاكات الصارخة للسلطة، مثل تلك التي حدثت في عهد جيه إدغار هوفر، المدير الأسطوري للمكتب، الذي استخدم سلطاته لملاحقة المعارضين السياسيين وتجاوز حدود القانون في سبيل تحقيق أهدافه السياسية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اتهامات اختيارات استقالة استخدام استقالته استشارة أكثر إثارة إف بي أي الانتخابات التحقيقات الفيدرالي التحقيقات الرئيس الامريكي المنتخب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المؤهلات المسؤوليات المناصب الولايات المتحدة انتخابات انتهاء ولايته هذا المنصب دونالد ترامب مؤسسات الدولة مكتب التحقيقات الفيدرالي
إقرأ أيضاً:
اقتصادي يتوقع خفض سعر الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع البنك الفيدرالي
تترقب الأسواق العالمية قرار البنك الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه الدوري الثاني في عام 2025 لـ تحديد سعر الفائدة، في ظل حالة التوتر واحتدام الوضع الاقتصادي الذي يتسم بالتراشقات المتبادلة بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين بسبب زيادة التعريفة الجمركية الذي أقرها ترامب على سلع بعينها.
ولا شك أن قرار البنك الفيدرالي «المركزي الأمريكي» سوف ينعكس على الحالة السعرية للدولار أمام السلع التقليدية التي تواجه ارتفاعا ملحوظا في ارتفاعاتها عالميا تزامنا مع تطبيقات ترامب برفع الرسوم الجمركية على كندا والصين والمكسيك، مثل الذهب والنفط.
ووفقا لتصاريح جيروم باول، محافظ البنك الفيدرالي، أواخر عام 2024، أن صناع السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي سينتهجون سياسة التيسير النقدية في ظل وصول معدلات التضخم إلى مستويات مقبولة، مقارنة بمعدلات التضخم قبل عامين ماضيين، واعتماد خفض سعر الفائدة.
وعدل أعضاء البنك الفيدرالي عن قرار التيسير بعد ما تولى ترامب رسميا مقعد الرئاسة الأمريكية، وأرجأ البنك الفيدرالي تطبيقات الخفض التي كان ينتويها لمراقبة حالة السوق وقياس مؤشر الدولار، حيث شهد العملة الأمريكية منذ إعلان ترامب رفع الضريبة الجمركية على بعض الدول بعينها تراجعا عالميا، نتيجة ضعف الثقة في الدولار واتجاه المستثمرين للاستثمار في أفضل السلع التقليدية «المعدن الأصفر»، والتحوط به في خضم انخفاضات متتالية لـ الدولار.
قرار البنك الفيدرالي اليومقال الدكتور سمير رؤوف، الخبير الاقتصادي، إن البنك الفيدرالي قد يلجأ لـ خفض سعر الفائدة اليوم بمقدار ربع في المائة «25 نقطة أساس»، على الرغم من توقعات أغلب خبراء المال والاقتصاد عالميا باتجاه البنك الفيدرالي للإبقاء على سعر الفائدة الحالي دون تغيير، بحسب أخر تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي في محاضر البنك الأخيرة.
وأوضح رؤوف في تصريحات لـ «الأسبوع»، أن ما يحفز لجوء البنك الفيدرالي للخفض اليوم، هو تواصل سعر الذهب عالميا في الارتفاع وهو ما يتسبب في تراجعات قوية للدولار، لذا قد يلجأ البنك للخفض اليوم لتعزيز العملة الدولارية وتقويتها أمام ارتفاعات الذهب المستمرة وتخطي سعر الأونصة عالميا لـ 3000 دولار.
اقرأ أيضاًالدولار يتراجع عالميا وسط ترقب لـ قرار الفيدرالي الأمريكي غدا لـ تحديد سعر الفائدة
سعر الذهب.. الأصفر يواصل نزيفه عالميا ويستقر في مصر رغم صعود «الدولار»
مرتفع عالميا ومستقر محليا.. سعر الدولار منتصف تعاملات اليوم الاثنين 24 أكتوبر 2022