عين ليبيا:
2024-09-17@13:11:35 GMT

الطوارق الجدار العازل بين شمال القارة وجنوبها

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

الطوارق الجدار العازل بين شمال القارة وجنوبها الذي بدأ يتهاوى أمام إرهاصات الحرب بين الرجل الأسود والأبيض على جانبي البحر الأبيض المتوسط

نظرة بديلة للحروب القادمة

إذا كان جل كتاب الحرب قد صنفوا الحروب إلى حروب تقليدية تديرها الجيوش النظامية (الجيل الأول) وحروب إلكترونية ومعلوماتية أو ( الحرب السيبرانية) (الجيل الثاني) وحروب غير متكافئة (البشر والروبوتات، والفضاء الإلكتروني (الجيل الثالث) إلخ،  وإذا كان صموئيل هنتغتون قد ذهب في كتابه المثير للجدل “صدام الحضارات” إلى أن الحروب القادمة لن تكون بين دول ودول (حروب قومية) ولكن بين الثقافات والمعتقدات الدينية المختلفة، فإننا يقينا يمكن لنا أن نضيف إلى هذه الآراء جميعا نظرة جديدة وهي أن الحروب القادمة ستكون حتما بين “الرجل الأبيض والأسود” وسيكون القسط الأكبر من هذه الحروب الحزام الساحلي الصحراوي (الصحراء الكبرى) التي ستكون بلا منازع مسرحا لأحداث الحرب القادمة بين الرجل الأبيض والاسود.

بينما تتجه عيون العالم ووسائل إعلامه المختلفة صوب الحرب الأوكرانية واحتمالات الحرب النووية بين التكتل الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والتكتل الشرقي بقيادة روسيا والصين وإيران وانشغال الجزء الآخر من العالم بخطر التغيرات المناخية، فإن هناك حرب عرقية شاملة يحضر لها على نار هادئة بعيدا عن الأنظار وعن النقاشات الجادة والمعتادة.

ففي توقع لزمن غير بعيد تُشير القرائن إلى أنه سيكتوي فيه سكان جانبي البحر الأبيض المتوسط بنار حروب عرقية مدمرة تأتي على اليابس والأخضر. إن الشواهد الملموسة على الأرض وقراءات المستقبل، تقودنا جميعا إلى أن دولا مثل ليبيا والجزائر وتونس وموريتانيا وهي دول كانت تنعم حدودها الجنوبية منذ قرون بسلام وحماية مجانية بفضل تمركز القوة بأيدي أسياد الصحراء (الطوارق) ولكن مع تزايد تراجع هذه القوة في العقود الأخيرة، سوف تشهد هذه الدول مستقبلا ثورات وحروبا عرقية تقودها قبائل الزنوج القادمة من جنوب الصحراء، في اجتياح كاسح وشامل للمدن والشواطئ الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، وستطال نيران هذه الحروب المؤكدة الشواطئ الشمالية للمتوسط بعد قرون من المحاولات ومن الحروب الأهلية الدامية التي اتخذت عبر العقود الأخيرة أوجها كثيرة في مواجهة مصيرية مع حراس الحدود الجنوبية التقليديين (الطوارق)، والجدير بالذكر هنا، هو أن دول الشمال الأفريقي على الشواطئ الجنوبية للمتوسط (ليبيا والجزائر تحديدا) تهيمن عليها منذ تأسيسها أيدولوجيات وأنظمة عنصرية تنتهج سياسية عدوانية أقل ما توصف به أنها سياسية جوفاء وغير مدروسة تجاه أشقاءهم الطوارق الذين شكلوا على مدى القرون الماضية جدارا بشريا عازلا وحاميا عمل دائما على فصل الجزء  الشمالي من الصحراء عن جنوبه.

والغريب حقا، أن هذه الدول وفي مقدمتها الجزائر، عملت على إضعاف وتدمير ما بات نطلق عليه اليوم “الجدار العازل” (الطوارق) مما أدى تدريجيا إلى تمدد الخطر نحو مناطق الشمال، وإذا لم تدرك هذه الدول المسألة وتسرع في تصحيح سياستها العدائية مع إخوانهم في العرق وجيرانهم التاريخيين الطوارق فستجد نفسها وفي وقت غير بعيد على خط المواجهة، بل ستكون ساحة لحروب أهلية مدمرة مع أقوام جنوب الصحراء الذين يعدون أنفسهم لهذه المعركة المصيرية.

وقد تبدو للبعض هذه القراءة مجرد تكهنات أو حتى ضرب من الخيال خصوصا لمن ليس لديه إطلاع جيد على تاريخ المنطقة وعلى دور الطوارق فيها بدءا بالعصور القديمة ومرورا بنشر الإسلام وتعاليمه السمحة وحمايتهم للشمال من أقوام إفريقيا المختلفة القادمين من جنوب الصحراء.

ولقد عاشت الصحراء قبل الترسيم المشؤوم للحدود في ستينيات القرن الماضي، تحت رحمة وحراسة محكمة من قبل الطوارق، وكان كل من يتحرك فيها ابتداء من قلاع مرزق شرقا ومرورا بواحات الحمادة الحمراء وغداميس شمالا إلى حافة نهر النيجر غربا حيث مدينة (تين بكتو) وجبال آير-ازواغ جنوبا، إما تحت حمايتهم أو تحت رحمة سيوفهم الحادة.

وتخبرنا الروايات والسجلات التاريخية، أن أول مغامرة وتمرد على أسياد الصحراء في العصر الحديث، تلك التي قادها الكومندان الفرنسي المشهور فلاترس في عام 1881 حيث انتهى به مصيره هو وكافة أفراد فرقته المكونة من 400  مقاتل إلى إبادة جماعية على يد فرسان منطقة الهقار (جنوب الجزائر)، هذه الحادثة تسببت في تأخير تقدم الفرنسيين في دخولهم إلى إفريقيا قرابة 45 عاما إضافية كما أجبرت في نهاية المطاف الرئيس الفرنسي شارل ديجول إلى عرضه على الطوارق استقلال صحراءهم كأول منطقة تنال الاعتراف والاستقلال في إفريقيا، ولكن هذا العرض قوبل برفض تام من قبل الطوارق الذين فضلوا مواصلة القتال بجانب شعوب المنطقة الثائرة ضد فرنسا.

سياسة الأرض المحروقة و”تطهير الأرض من البيض” 

تاريخيا عُرِفت منطقة الصحراء الكبرى حروبا دموية كثيرة حاولت من خلالها قبائل الزنوج من الفولان والهوسا والسونغاي والزارمة والبانبارا التمدد شمالا في محاولة مستميتة للزحف على العنصر الأبيض تحديدا في منطقة أزواغ -آيار (حاليا النيجر) وأزواد (حاليا شمال مالي) سيما في منطقة آربندا ومنكا ولكن قوبلت تلك المحاولات الدموية جميعا بفشل ذريع.

ولعل أبرز هذه الحروب الحديثة العهد، المعركة الدموية الشهيرة التي درات رحاها بين الطوارق من جهة وقبائل الهوسا والفولان من جهة أخرى، حيث تقول لنا الروايات التاريخية، أن قائد قبائل الفولان أوسمان فوديو حاول في إحدى حملاته الاستيلاء على منطقة منكا الخاضعة آنذاك لحكم قبائل ايموشاغ-الطوارق وزعيمهم القائد المشهور صريم أغ غبدي أغ خوا، وتقول ذات الرواية، أن هذا الأخير خاض حروبا استنزافية ضد أقوام الزنوج القادمين من وراء نهر النيجر وكانت من أشهر حروب تلك المعركة الدامية معركة “جبنقري” عام 1817 التي درات أحداثها على ضفاف بحيرة “تاغجيت”.

حيث تقول إحدى الروايات الشعبية المتداولة لدى الفلان والطوارق معا، أن قبائل الفولان قد اقبلت بقرابة 5000 محارب وقتل منهم في تلك المعركة 1700 رجل مقابل رجل واحد من قبائل إيموشاغ يدعى الصافي أغ خوا، وكانت هذه آخر محاولة في العصر الحديث لقبائل الزنوج الرامية إلى التمدد شمالا والتوغل داخل أراضي الطوارق التقليدية، ومنذ ذلك اليوم فإن قادة الفولان وحلفاءهم من قبائل الزنوج المختلفة، لم يتخلوا عن فكرة إبادة العنصر الأبيض وإخضاع المنطقة وسكانها لسلطتهم، بل وتهجيرهم إلى شواطئ المتوسط.

وفي عام 2015م وعلى حين غرة، برز تنظيم “داعش” المتطرف بالقرب من منطقة منكا (شمال مالي) وكان أغلب أفراد وقادة هذا التنظيم الدموي من إثنية الفلان والسونغاي الزنجيتين، وبعد فترة وجيزة من تأسيسه شرع التنظيم في قتل مئات الأبرياء من الطوارق والعرب البيض وتدمير قراهم وحرق الغابات وردم الآبار في هجمة دموية لم تستثن أيا من المناطق التي يقطنها الطوارق في الشريط الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو والذي عرف فيما بعد “بمثلث الموت”، وارتكبت قبائل الفولان وحلفاءهم من السود الذين يرفعون في كل معاركهم شعارات تقول “تطهير الأرض من العنصر الأبيض” جرائم بشعة في حق سكان المنطقة الأصليين، ويعقد أصحاب هذا التيار المتطرف العزم على إعادة البيض إلى الشمال (ليبيا والجزائر) في سياسة تشبه سياسة “الأرض المحروقة” التي تستهدف ذوي البشرة البيضاء دون غيرهم، ومن بين أحدث هذه الإبادات الجماعية في حق الإنسان الأبيض، هو حادثة “تيليا” في مارس 2021 والتي راح ضحيتها في يوم واحد 200 شخص مدني جميعهم من البيض العزل المسالمين، وكان في كل مرة يرفع فيها الزنوج راية “تنظيم الدولة الإسلامية” لغرض تبرير أفعالهم وتنفيذ استراتيجيتهم التي تهدف في الأساس إلى إحداث تغيير ديموغرافي في منطقة الصحراء الكبرى وخلق فجوة سكانية للتوغل شمالا.

حركات السود في العالم.. بداية معركة الرجل الأسود مع الأبيض

تعيش منطقة الساحل الأفريقي أزمات سياسية واقتصادية وأوضاع أمنية هشة وانقلابات عسكرية متلاحقة تعتبر مبعث قلق لدى الجميع، ووسط ثوران وهيجان أفريقي غير مسبوق ضد التواجد الفرنسي والأجنبي عموما، وفي الجهة الأخرى من التل، يتزايد الكره والحقد ضد الرجل الأبيض الذي تربطه الذاكرة الأفريقية السوداء عموما بالعبودية وبالاستعمار وبالفقر وكمسبب رئيسي للأوضاع السيئة التي تعيشها القارة، ناهيك عن تصويره كشخصية مستبدة وعنصرية متعالية متغطرسة، هذا التنامي المتزايد ضد الرجل الأبيض، قد تجاوز اليوم ساحات ومنابر القارة السمراء التي تدعو إلى الثورة والتغيير وعبر بقوة إلى العواصم الغربية التي أضحت ساحة نشطة وفاترة وعامرة بالحركات التحريرية التي يدعو أغلب أصحابها إلى الانتقام من الميراث التاريخي السيء للرجل الأبيض ومن أفعال المستعمر المقيت.

ولعل أبرز هذه الحركات التي تنشط اليوم في الغرب حركة “بلاك لايفز ماترس Black Lives Matters” والتي يدعو أصحابها إلى إنهاء التمييز العنصري ضد السود وإلى تصحيح المناهج الدراسية والتاريخ في حقهم، وأحيانا يذهب بعض أعضاء هذه الحركة إلى أبعد من ذلك بكثير، حيث يقولون بضرورة إبادة العنصر الأبيض وإلى رفض التزاوج والاختلاط والإنجاب من البيض، هذه الحركات والدعوات المتطرفة بالتأكيد ستكون حتما مدعاة للقلق وقد تصل في نهاية المطاف إلى حروب أهلية وإلى احتكاك مباشر بين الرجل الأبيض والأسود من داخل العواصم الأوروبية وهو أمر كان مستبعدا حتى وقت قريب.

بالإضافة إلى ما ذكرنا فإن أقوام جنوب الصحراء يشهدون هجرات من بيئاتهم الطاردة للاستيطان والهيمنة على  مناطق الذهب في كل من النيجر ومالي وكذلك على مراكز الغذاء ومصادر المياه الرئيسية في هذه المناطق، بينما تتجه مجموعات أخرى عبر مسالك وبوابات “الصحراء” المختلفة نحو القارة العجوزة (أوروبا)، بين هذا وذاك، أخذت مجموعات معتبرة منهم بالتخلي عن فكرة العبور إلى الضفة الأخرى من المتوسط والأخذ في الاستيطان بالمناطق الشمالية، وقد رأينا الكثير من مشاريع  الاستيطان في كل من موريتانيا وليبيا وتونس والجزائر مما ولد تشنجا واحتقانا دائما يصل أحيانا إلى صدامات ومواجهات بين السكان الأصليين من البيض في هذه المناطق والزنوج القادمين من جنوب الصحراء.

وأبرز صور هذا التشنج الأحداث الخطيرة تلك التي عاشتها مدينة صفاقس التونسية في بداية يوليو الماضي، حيث عاشت هذه المدينة الساحلية أحداث دموية بين السود الأفارقة الذين يرفعون شعار “تونس للأفارقة” وسكان المنطقة الأصليين، كما أن بعض الدول مثل الجزائر اضطرت في السنوات الأخيرة تحديدا في منطقة “تامنغست” (مدينة في جنوب الجزائر) إلى منح قبائل “الهوسا” الزنجية القادمين من جنوب الصحراء إذاعة محلية ناطقة بلسانهم في محاولة يآسة من النظام الجزائري إلى إيجاد منافس جديد وتوازن ديمغورافي بين الطوارق السكان الأصليين للمنطقة، والزنوج القادمين من جنوب الصحراء.

هذه التطورات المتسارعة على كل المستويات، توحي بما لا يدع مجالا للشك إلى أن بوادر المعركة بين الرجل الأبيض والأسود باتت وشيكة، أو هذا على الأقل ما تؤكده وتدعو إليه معظم حركات السود في العالم التي تخرج بين الفينة والأخرى في مظاهرات مناهضة للتمييز العنصري كما هو الحال لمنتسبي حركة “الأفروسنتريك Afrocentric” في الغرب التي يطالب منتسبوها بتصحيح المناهج وكذلك السردية السائدة حول الرجل الأسود، وقد ظهر أعضاء هذه الحركة المتطرفة، في مناسبات عديدة من خلال تسجيلات حية موثقة على مواقع التواصل الاجتماعي في كل من تونس وليبيا والجزائر وهم ينادون بأعلى أصواتهم إلى وجوب استعادة القارة من الرجل الأبيض لأصحابها السود، بل بعض الأصوات ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير وصل إلى حد طرد البيض وإعادتهم إلى شبه الجزيرة العربية أو إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط.

ويؤمن أصحاب هذا التوجه المتطرف بأنه لا وجود تاريخي للعنصر البشري الأبيض في أفريقيا، وأن كل من وجد فيها إما أنه قدم من الشرق أو من الجهة الأخرى من المتوسط، ولازلنا نتذكر جيدا أول احتكاك بين الأفارقة السود والليبيين في عام 2003 تحديدا في منطقة “الزاوية” الواقعة غرب العاصمة الليبية طرابلس، حيث شهدت آنذاك الزاوية أعمال شغب خطيرة بين السكان المحليين ومجموعات من المهاجرين السود القادمين من جنوب الصحراء، وراح ضحية ذلك الصراع الدامي عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، أما في موريتانيا فتنشط منذ سنوات حركة قوية للسود والتي تحمل عنوان “حركة تحرير الزنوج الموريتانيين” التي يطالب أصحابها بالانفصال عن البيض وبحكم ذاتي يضمن حقوقهم السياسية وكشرط وحيد في عدم الاحتراب المباشر الذي باتت بوادره ومخاطره تتزايد يوم بعد يوم بين الرجل الأبيض والأسود في موريتانيا، ويحمل أغلب دعاة هذه الحركة فكرا متطرفا لا يقل تطرفا من الحركات الأخرى التي يدعو أصحابها إلى طرد البيض من دول الشمال وأحيانا إلى إبادة العنصر الأبيض.

حركة “قندا كوي” المعادية للبيض في مالي

في بداية التسعينات من القرن الماضي برزت مجموعة من الحركات العنصرية في الصحراء وتحديدا في منطقة أزواد (شمال مالي) والتي كان شعارها “إبادة العنصر الأبيض”، ومن أبرز هذه الحركات حركة قندكوي التي تعني بلغة “السونغاي” “أصحاب الأرض” أو “ملاك الأرض”، وقد ارتكبت هذه الحركة جرائم بشعة في حق العزل من البدو الطوارق والعرب البيض وقامت في عدة حملات نظمتها بإحراق المراعي والحيوانات وتسميم الآبار وهجرت مئات من الطوارق والعرب إلى داخل أزواد وخارجه وتحديدا إلى الجارتين موريتانيا وبوركينا فاسو، ويقول قادة هذه الحركة المتطرفة، بأنه لا يمكن التعايش مع العنصر الأبيض وأنه لابد من إفنائه من على الأرض أو إعادته إلى شبه الجزيرة العربية، وكان أحد شعارات هذه الحركة العنصرية المتطرفة، يتجسد في صورة شخص أسود يقوم بما يشبه عملية قيصرية في انتزاع مولود أبيض من بطن أمه الحية في رسالة واضحة لمنع خطر تكاثر النسل الأبيض في المنطقة، وقد أسس هذه الحركة العنصرية المدعومة من الجيش المالي، سيديو سيسي وهو أحد قيادات إثنية السونغاي المعادية للطوارق وكل من هو أبيض، كما يتكون أغلب قيادات هذه الحركة من قبائل الفولان والسونغاي والبانبرا وأغلبهم تعود أصولهم إلى دول نيجريا والسنغال وبوركينا فاسو وتلقى التأييد من دول تدعم السود ضد البيض بالمنطقة، علما أن الحكومة المالية تعتمد على هذه الحركة العنصرية في التصفيات العرقية وتهجير الطوارق والعرب من الإقليم، وتحظى بدعم كبير من باماكو ومن دول غرب أفريقيا.

تـــــــــوصــــــــيات:

أ‌. على دول مثل ليبيا والجزائر تحديدا، تصحيح نظرتها وسياستها العدائية في حق الطوارق والتي تعمل دائما على إضعافهم وتقوية دول جنوب الصحراء على حسابهم، وإذا لم تتحرك هذه الدول بشكل سريع في هذا الاتجاه فسوف تجد نفسها في وقت قريب في خط المواجهة مع أقوام جنوب الصحراء وستكتظ عواصمها بالمهاجرين والمستوطنين الأفارقة كما ستواجه حروبا أهلية مدمرة.

ب‌. على فرنسا على وجه الخصوص، تصحيح أخطائها التاريخية الفادحة في حق الطوارق والتي كان أولها منحها أراضيهم لدول وأقوام غير مؤهلة لمفهوم الدولة تختلف جغرافيا وعرقيا وثقافيا مع الطوارق، وعلى فرنسا أيضا الاعتراف بمطالب الطوارق في حق تقرير المصير والاستقلال في كل من مالي والنيجر كما أن على دول الشمال دعم هذا المنحى.

ت‌. على دول الشمال عموما مراجعة حساباتها عن طريق دعم الطوارق وتقويتهم سياسيا وعسكريا كونهم الجدار العازل والحامي لحدودهم الجنوبية، فإذا انهار هذا الجدار، انهار معه الأمن والاستقرار في الشمال.

ث‌. على دول المنطقة العمل على توطيد الثقة بينها وبين مواطنيها الطوارق من خلال محاربة التهميش والعنصرية وكذلك من خلال تشجيع برامج التنمية في مناطقهم الغنية بالموارد الطبيعية والسياحية.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الأبیض المتوسط لیبیا والجزائر هذه الحرکة هذه الدول الأخرى من من البیض فی کل من على دول إلى أن

إقرأ أيضاً:

تداعيات تغير المناخ.. مستويات الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية تتراجع مجددًا (تقرير)

تواصل تداعيات تغير المناخ إلقاء ظلالها على كل مكان في الكوكب، إذ تكرر تراجُع مستويات الجليد البحري المحيط بالقارة القطبية الجنوبية هذا العام، بعد انهيار استمر 6 أشهر متتالية في العام الماضي 2023.

وقال باحث الجليد البحري في جامعة تسمانيا الأسترالية، الدكتور ويل هوبز: “إن الأمر قد يستغرق عقودًا حتى يتعافى النظام البيئي في القارة القطبية الجنوبية مما حدث خلال العام الماضي”.

ويشير بعض العلماء إلى أن الجليد البحري المحيط بالقارة القطبية الجنوبية على وشك الوصول إلى أدنى مستوى قياسي في الشتاء للعام الثاني على التوالي، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

تجدر الإشارة إلى أن منطقة القارة القطبية الجنوبية خضعت لتحول مفاجئ في عام 2023 بسبب تغير المناخ، إذ انهار الغطاء الجليدي البحري المحيط بالقارة لمدة 6 أشهر متتالية.

تراجع مستويات الجليد البحري المحيط بالقارة القطبية الجنوبية

في شتاء عام 2023، غطى نحو 1.6 مليون كيلومتر مربع أقل من المتوسط طويل الأجل، وهذا يعادل تقريبًا مساحة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا مجتمعة، بسبب تغير المناخ.

وقال علماء في شراكة برنامج أنتاركتيكا الأسترالي، إن أحدث البيانات أظهر أن هذا تكرر في عام 2024. وفي 7 سبتمبر/أيلول الجاري، كانت كمية المحيط المتجمد أقل مما كانت عليه في التاريخ نفسه من العام الماضي، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian).

وعلى الرغم من أن سجل الشتاء لم يكتمل بعد، وبالتالي ليس من الواضح ما إذا كانت مساحة الجليد البحري للموسم ستكون أقل من العام الماضي، قال العلماء إنه جزء من مجموعة من الأدلة على أن نظام القارة القطبية الجنوبية انتقل إلى “حالة جديدة”.

وقال باحث الجليد البحري في جامعة تسمانيا الأسترالية، الدكتور ويل هوبز: “ما نتحدث عنه هو حدثان متطرفان… فقد كان العام الماضي قاسيًا وحدث مرة أخرى”.

تأثير الغلاف الجوي

أوضح باحث الجليد البحري في جامعة تسمانيا الأسترالية، الدكتور ويل هوبز، أن الغلاف الجوي كان المحرك الرئيس للتغيرات الإقليمية على أساس شهري وسنوي، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وقال: “الأمر المختلف الآن هو أن درجات حرارة المحيط الجنوبي الأكثر دفئًا لها تأثير حقيقي في الجليد البحري”.

وأردف: “نحن نعلم أن العامين الماضيين كانا الأكثر دفئًا على الإطلاق بالنسبة إلى الكوكب، حيث كانت درجات الحرارة العالمية أعلى من 1.5 درجة مئوية فوق ما قبل الصناعة لفترات طويلة، وينعكس هذا الاحترار العالمي الآن في المحيطات المحيطة بالقطب الجنوبي”.

وفي يوم السبت 7 سبتمبر/أيلول الجاري، غطّى الجليد البحري في المحيط الجنوبي 17 مليون كيلومتر مربع، وهو أقل من أدنى مستوى سابق بلغ 17.1 مليون كيلومتر مربع في العام الماضي.

ويبلغ المتوسط طويل الأمد ليوم 7 سبتمبر/أيلول الجاري بناءً على بيانات الأقمار الاصطناعية 18.4 مليون كيلومتر مربع، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian).

شتاء القطب الجنوبي

يبدأ الشتاء في القطب الجنوبي عادة في شهر مارس/آذار، ويستمر حتى أكتوبر/تشرين الأول.

وقال عالم المناخ ومصمم النماذج الجوية لدى المكتب الأسترالي للأرصاد الجوية، الدكتور فيل ريد: “إنه من السابق لأوانه القول بشكل قاطع ما إذا كان الجليد البحري الشتوي قد وصل إلى أقصى مستوى سنوي له، لكن من المفاجئ أنه انخفض إلى ما دون المتوسط في سنوات متتالية”.

وأكد أنه في حين بدأ العلماء في فهم تأثير انخفاض مستويات الجليد البحري في الطقس والمناخ، فقد أشارت دراسات حديثة إلى أنها أسهمت في زيادة هطول الأمطار في الصيف وأيام الشتاء الجافة في أستراليا.

وأضاف ريد: “يُعتقد أن تفاعلات المحيط والغلاف الجوي الناجمة عن فقدان الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية هي التي تدفع هذه التغييرات”.

الجليد البحري المحيط بالقارة القطبية الجنوبية – الصورة من Getty Images

بدوره، قال باحث الجليد البحري في جامعة تسمانيا الأسترالية، الدكتور ويل هوبز: إن الأمر قد يستغرق عقودًا حتى يتعافى الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية من حدث العام الماضي، وبحلول ذلك الوقت سيكون التأثير طويل الأمد للاحتباس الحراري العالمي واضحًا.

وأكد أن “هناك المزيد والمزيد من الأدلة على أن (متوسط غطاء الجليد البحري على المدى الطويل) من غير المرجح أن يعود”.

وعلى الرغم من أن فقدان الجليد البحري لا يغيّر بصورة مباشرة مستويات سطح البحر العالمية، يقول العلماء إنه قد يكون له تأثير غير مباشر كبير، خصوصًا في الصيف.

ووجدت دراسة، نُشرت في مجلة نيتشر Nature العام الماضي، أن المياه الذائبة من الصفائح الجليدية في القارة يمكن أن تبطئ الدورة الانقلابية للمحيط الجنوبي -وهو تيار محيطي عميق- بحلول عام 2050 إذا استمرت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي عند مستواها الحالي.

وقدرت ورقة بحثية لاحقة أن الدورة الانقلابية، التي تؤثر في أنماط الطقس العالمية ودرجات حرارة المحيطات، قد تباطأت بنحو 30% منذ تسعينيات القرن الماضي، وهو ما يرجع إلى تداعيات تغير المناخ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

مقالات مشابهة

  • شهداء وإصابات في غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة اليوم
  • تونس والآفروسنترك … الغضب من قيس سعيد
  • تداعيات تغير المناخ.. مستويات الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية تتراجع مجددًا (تقرير)
  • نفوذ خليجي في القارة السمراء.. كيف أعاق حلفاء السيسي مصالح مصر؟
  • إلقاء منشورات صهيونية تطالب سكان بلدة بجنوبي لبنان بإخلائها فورا بدون موافقة الجيش
  • في اليوم الـ345 للعدوان.. عشرات الشهداء والجرحى في قصف العدو المستمر على غزة
  • داتو ويندسور: «القارة الصفراء» على موعد مع «عصر جديد»
  • ماريو دراغي يحذر: أوروبا تواجه خطرًا اقتصاديًا حقيقيًا
  • شهداء في النصيرات وجباليا وأحزمة نارية على جنوب غزة
  • بتقديم أدلة جديدة.. جنوب إفريقيا تصر على إدانة “إسرائيل” في قضية “الإبادة الجماعية” التي رفعتها