بورصة لندن تعاني أكبر نزوح للشركات منذ 15 عاما
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
تتجه بورصة لندن إلى تسجيل أسوأ عام لها في 2024 مع زيادة عدد الشركات التي ألغت إدراجها منذ الأزمة المالية عام 2009، وتزايد المخاوف من أن مزيدا من الشركات في مؤشر "فوتسي 100" الرئيسي ستنقل إدراجها إلى نيويورك الأميركية.
وحسب مجموعة بورصة لندن، ألغت 88 شركة إدراجها أو نقلت إدراجها الرئيسي من السوق الرئيسية في لندن هذا العام، مقابل إدراج 18 شركة جديدة فقط.
ووفق صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، يعد هذا أكبر خروج للشركات من السوق الرئيسية منذ عام 2009، في حين يتجه عدد الإدراجات الجديدة إلى تسجيل أدنى مستوى له في 15 عاما، إذ تبقى الطروحات العامة الأولية شحيحة.
واستمر خروج الشركات على الرغم من الجهود التي تبذلها حكومة بريطانيا والهيئات التنظيمية وبورصة لندن لتعزيز جاذبية السوق من خلال إصلاح قواعده ونظام المعاشات التقاعدية المحلي.
وأصبحت شركة "أشتيد" لتأجير المعدات -قيمتها 23 مليار جنيه إسترليني (29 مليار دولار)- هذا الشهر أحدث شركة كبرى تعتزم نقل إدراجها الأساسي من لندن إلى نيويورك.
وستنضم الشركة إلى 6 مجموعات أخرى من مؤشر "فوتسي 100" تخلت عن مؤشر الأسهم القيادية من أجل الإدراج في مؤشرات أخرى منذ عام 2020.
إعلانوبلغت القيمة السوقية المجمعة لهذه الشركات، بما يشمل أشتيد، نحو 280 مليار جنيه إسترليني (353.45 مليار دولار) يوم الجمعة أي نحو 14% من القيمة الإجمالية الحالية لمؤشر "فوتسي 100".
وتشمل الشركات المغادرة لبورصة لندن "فلوتر" البالغة قيمتها 39 مليار جنيه إسترليني (49.23 مليار دولار)، والتي تمتلك شركة "بادي باور"، ومجموعة مواد البناء "سي آر إتش" بقيمة 55 مليار جنيه إسترليني (69.4 مليار دولار)، وقد نقلت كلتاهما الإدراج الرئيسي إلى نيويورك في الأشهر الـ18 الماضية.
وأدت سلسلة من عمليات الاستحواذ من قبل مقدمي العطاءات من الأسهم الخاصة إلى استنزاف البورصة، وتعد مجموعة الأمن السيبراني "داركتريس" ومنصة الاستثمار "هارغريفز لانسداون" من بين تلك التي وافقت أن تباع هذا العام.
88 شركة ألغت إدراجها أو نقلت إدراجها الرئيسي من السوق في لندن هذا العام، مقابل إدراج 18 شركة جديدة فقط (الفرنسية) مغادرة المزيدوقال تشارلز هول، رئيس الأبحاث في شركة بيل هنت للسمسرة، إنه لا يمكن النظر إلى بريطانيا على أنها سوق عالمية للتمويل إن لم تكن لديها سوق أسهم مزدهرة، مضيفا أن سوق الأسهم في لندن تتطلب الرعاية والدعم لتحقيق النجاح.
وتوقع أن تغادر مزيد من الشركات لندن، ما لم يتم اتخاذ إجراء.
وتشمل العوامل التي ذكرتها الشركات التي تنقل إدراجها الرئيسي إلى نيويورك الوصول إلى مجموعة أكبر من المستثمرين واحتمال تحسن السيولة في أسهمها.
بالنسبة لبعض الشركات، تعكس هذه الخطوة نمو عملياتها في أميركا الشمالية، إذ تحقق شركة أشتيد 98% من أرباحها التشغيلية في الولايات المتحدة، بينما تحصل مجموعة فيرغوسون -التي انتقلت إلى نيويورك عام 2022- على نحو 99% من إيراداتها من هناك.
وفقا لبنك أوف أميركا، تحصل 9 شركات في مؤشر "فوتسي 100" على أكثر من نصف إيراداتها من الولايات المتحدة، بما في ذلك مجموعة البيانات إكسبيريان وشركة التعليم "بيرسون".
إعلانوأشار تحليل أجرته فايننشال تايمز العام الماضي إلى لندن باعتبارها البورصة الأوروبية الأكثر عرضة لخطر انتقال الشركات الكبرى إلى الولايات المتحدة.
وصنف التحليل الشركات على أساس تراجع تقييمها مقارنة بمجموعة من نظيراتها في الولايات المتحدة، وحصة إيراداتها المحققة في الولايات المتحدة ونسبة المستثمرين في أميركا الشمالية المسجلين لديها.
وشملت المجموعات الـ18 الكبيرة المدرجة في لندن والتي تم تحديدها على أنها معرضة لمخاطر الانتقال "ريو تينتو" و"بريتيش أميركان توباكو"، وقد تعرضت الشركتان لضغوط من المستثمرين لنقل إدراجهما الأساسي إلى أستراليا والولايات المتحدة على التوالي.
وقال بنك غولدمان ساكس في مذكرة يوم الجمعة إن مزيدا من الشركات البريطانية تفكر في نقل إدراجها إلى الولايات المتحدة، مشيرا إلى اتساع فجوة التقييم بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وارتفع مؤشر "فوتسي 100" البريطاني، الموجه نحو قطاعات "الاقتصاد القديم" مثل الطاقة والتعدين، ما يقرب من 8% هذا العام، وفي المقابل حقق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" القياسي الأميركي، حيث توجد الأسهم ذات النمو الأعلى مثل مجموعات التكنولوجيا السبع الكبرى، ما يقرب من 27% خلال الفترة نفسها.
بورصة لندن تعاني نزوح الشركات إلى بورصة نيويورك بحثا عن السيولة (الفرنسية) تقييمات أعلىفي المقابل، قد تصل قيمة شركة "كانال بلس" الفرنسية للتلفزيون المدفوع إلى أكثر من 6 مليارات يورو (6.3 مليارات دولار) بعد إدراجها في لندن الاثنين الماضي ضمن انفصالها عن مجموعة "فيفيندي" الإعلامية، وفق ما نقلته فايننشال تايمز عن محللين ومصادر مقربة من العملية، مما يجعل هذا التقييم أكبر إدراج أولي في لندن منذ انفصلت شركة هاليون عن مجموعة غالاكسو سميث كلاين عام 2022.
لكن أحد كبار المصرفيين في لندن توقع نقل مزيد من الإدراجات إلى الولايات المتحدة العام المقبل، خاصة بين الشركات سريعة النمو، قائلا: "أصبحت الولايات المتحدة الآن سوقا رأسمالية كبيرة نسبيا مقارنة بأي مكان آخر لدرجة أن الناس يشعرون عموما أنهم سيحصلون على صفقة أفضل في الولايات المتحدة".
إعلانمن جهتها، قالت شارون بيل، إستراتيجية الأسهم الأوروبية في غولدمان ساكس، إن عديدا من الشركات التي تبحث عن تقييمات أعلى شعرت بأنها مجبرة على الابتعاد عن المملكة المتحدة بسبب نقص اهتمام المستثمرين المحليين.
وقال أحد الرؤساء التنفيذيين لمؤشر "فوتسي 100" في أعقاب إعلان شركة أشتيد نقل الإدراج: "إنه أمر محزن للغاية"، مضيفا أن خطاب "أميركا أولا" للرئيس المنتخب دونالد ترامب قد يدفع الشركات كذلك إلى تسريع أي خطط لشطبها من البورصة.
ويقول عديد من المستشارين والمسؤولين التنفيذيين بشكل خاص إن الإصلاحات الأخيرة، بما في ذلك التغييرات المخطط لها في نظام التقاعد وإصلاح قواعد الإدراج في المملكة المتحدة، لم تحدث أثرا بعد.
لكن رئيس بورصة لندن ديفيد شويمر قال العام الماضي إن فكرة أن الإدراج في الولايات المتحدة قدم تقييما أعلى كانت "أسطورة".
ويأمل مستشارو بورصة لندن في الحصول على دفعة إذا مضت مجموعة "شين" الصينية للأزياء قدما في طرح عام أولي مخطط له في لندن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ملیار جنیه إسترلینی فی الولایات المتحدة إلى نیویورک ملیار دولار بورصة لندن من الشرکات هذا العام فی لندن
إقرأ أيضاً:
مدبولي يلتقي رئيس أكبر شركة صينية لتصنيع إطارات السيارات
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، اجتماعًا مع وانج جي جون، رئيس الشركة الصينية الوطنية للإطارات (China National Tire & Rubber Co., Ltd)، أكبر شركة صينية متخصصة في مجال تصنيع إطارات سيارات النقل الثقيل والملاكي والمعدات الهندسية وغيرها، وسون دينج، نائب رئيس الشركة الصينية الوطنية للإطارات، وذلك بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، وحسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة.
كما حضر الاجتماع وفد شركة "بروميتون للإطارات إيجيبت"، المملوكة بالكامل للشركة الصينية الوطنية للإطارات. وضمّ الوفد كلًا من عُمر مهنا، رئيس شركة "بروميتون للإطارات إيجيبت"، ويون ليان، نائب رئيس "شركة بروميتون للإطارات".
واستهل رئيس الوزراء الاجتماع بالترحيب برئيس الشركة الصينية الوطنية للإطارات والوفد المرافق له من مسئولي شركة "بروميتون للإطارات إيجيبت"، مُشيرًا إلى أن الشركة لديها بالفعل نشاط قائم في السوق المصرية، حيث تقوم بتصنيع إطارات سيارات النقل الثقيل، فيما تسعى الشركة الصينية لإجراء المزيد من التوسّعات في مصر خلال الفترة المقبلة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: تُولي الحكومة أهمية قُصوى لصناعة إطارات السيارات، بوصفها واحدة من أهم الصناعات الاستراتيجية بالنسبة للسوق المصرية؛ نظرًا لتزايد الطلب المحلي على منتجات الإطارات، مؤكدًا ترحيبه ودعمه لجميع الشركات الراغبة في العمل في هذا المجال المهم، سواء من خلال ضخ استثمارات جديدة أو التوسّع في استثماراتها القائمة.
وأضاف رئيس الوزراء أن شركة "بروميتون للإطارات إيجيبت" المملوكة بالكامل للشركة الصينية الوطنية للإطارات، تمتلك مصنعًا لها في العامرية بمحافظة الإسكندرية، لإنتاج إطارات سيارات النقل الثقيل، وتبلغ الطاقة الإنتاجية لهذا المصنع نحو 1.1 مليون إطار، ويُصدّر إنتاجه للخارج بنسبة 70%، كما يوفر المصنع ألفي فرصة عمل.
وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تطلعه إلى أن تبدأ الشركة في توسيع نشاطها في السوق المصرية ليشمل تصنيع إطارات السيارات الملاكي، مُشيرًا إلى أن هناك اجتماعات تمت بين الشركة والحكومة المصرية مُمثلة في وزارات الصناعة والاستثمار وقطاع الأعمال العام، بشأن إقامة مصنع جديد لإنتاج إطارات السيارات الملاكي.
بدوره، رحّب الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، بوفد الشركة الصينية، موضحًا أن شركة "بروميتون للإطارات إيجيبت" تنتج ما يتراوح بين 1.1 مليون و1.2 مليون إطار لسيارات النقل الثقيل والمعدات الهندسية.
وأضاف : توافقنا خلال اجتماع مُطول مع مسئولي الشركة الصينية على إتاحة قطعة أرض جديدة للشركة على مساحة 180 ألف متر مربع، بجوار مصنع الشركة القائم في العامرية، لإقامة نشاط تصنيع إطارات السيارات الملاكي، كما اتفقنا مع الشركة على توسيع أعمالها من أجل مضاعفة إنتاجها الحالي من إطارات سيارات النقل الثقيل؛ بما يُسهم في تغطية الطلب المحلي بالكامل وتوجيه النسبة المتبقية للتصدير.
وأكد نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية أنه تم توفير جميع البيانات اللازمة للشركة لمساعدتها في دراسة المشروع، قائلًا: أكدت لرئيس الشركة أهمية ألا تطول مدة دراسة المشروعين.
وخلال الاجتماع، تقدّم وانج جي جون، رئيس الشركة الصينية الوطنية للإطارات، بالشكر لرئيس الوزراء على مقابلته لوفد الشركة، إلى جانب اللقاءات التي تمت اليوم بين مسئولي الشركة ووزراء الصناعة والاستثمار وقطاع الأعمال العام.
وقال وانج جي جون إن الفريق مهندس/ كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، حرص خلال لقائه مع وفد الشركة اليوم على إتاحة جميع البيانات اللازمة حول صناعة الإطارات وحجم الطلب عليها سواء لسيارات النقل الثقيل أو الملاكي، كما أن وزير الاستثمار والتجارة الخارجية قدّم لنا معلومات كافية عن حجم سوق الاستثمارات في مصر والحوافز التي تمنحها الدولة المصرية للاستثمارات في القطاعات المختلفة.
وأضاف: بناءً على ما حصلنا عليه من معلومات زادت رغبتنا في توسيع أنشطتنا في السوق المصرية.
وتابع: موقفنا إيجابي للغاية تجاه دراسة إقامة مصنع جديد لتصنيع إطارات السيارات الملاكي على قطعة أرض مساحتها 180 ألف متر مربع بجوار مصنعنا الحالي في العامرية.
وأوضح أن خطة استثمارات الشركة المقبلة في مصر من المُقرر أن تكون على مرحلتين؛ الأولى سيتم خلالها مضاعفة الطاقة الإنتاجية لمصنع إطارات النقل الثقيل القائم، أمّا المرحلة الثانية فستشمل إقامة نشاط تصنيع إطارات السيارات الملاكي على الأرض المجاورة بمساحة 180 ألف متر مربع.
وفي هذا الصدد، قال السيد/ وانج جي جون: سنعمل جاهدين من أجل إسراع الخطى لتنفيذ خطة استثماراتنا المقبلة في مصر، مضيفًا: بعد مقابلتنا لرئيس الوزراء زادت ثقتنا بالسوق المصرية.
وفي غضون ذلك، أوضح السيد/ عمر مهنا، رئيس شركة "بروميتون للإطارات إيجيبت" أن الشركة تمتلك مصنع الإسكندرية للإطارات بالعامرية بإجمالي مساحة ٣٠٠ ألف متر مربع وبطاقة انتاجية حوالي 1,1 مليون إطار لسيارات النقل الثقيل خلال عام ۲۰۲٤.
وفي ختام الاجتماع، أكد رئيس الوزراء أن الحكومة المصرية حريصة على تقديم مختلف صور الدعم الممكنة التي تضمن تنفيذ استثمارات الشركة المقبلة في مصر سواء مشروع مضاعفة الطاقة الإنتاجية لإطارات النقل الثقيل أو إقامة مصنع إطارات السيارات الملاكي، في ظل الطلب المتزايد بالسوق على هذه المنتجات المُهمة والتي يتم استيراد معظمها من الخارج.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي إنه يتطلع إلى أن يتم تنفيذ المشروعين بالتوازي، على أن يُقدم الدعم اللازم للمشروعين، موجهًا الجهات المعنية بتيسير جميع الإجراءات التي تضمن سرعة تنفيذ المشروعين.
وأضاف:نأمل أن تعودوا إلينا بالدراسات الخاصة بالمشروعين في أسرع وقت، وأن نشهد توقيع العقود النهائية الخاصة بالمشروعين قريبًا.وتابع: بالنسبة للأرض المجاورة للمصنع، التي سيُقام عليها نشاط تصنيع إطارات السيارات الملاكي، نحن منفتحون على جميع الخيارات، سواء عبر إقامة شراكة بين الحكومة، من خلال وزراة قطاع الأعمال العام، وبين الشركة أو عبر شراء الشركة للأرض.