الجامعة العربية: ما يحدث في غزة من أبشع حملات الإبادة الجماعية بالعصر الحديث
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
أكدت جامعة الدول العربية أنه رغم مرور أكثر من 14 شهراً أي 436 يوماً منذ بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلا أن الاحتلال مستمر في جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والذي بلغ ذروته في شمال القطاع الذي يتعرض للتطهير العرقي والتهجير القسري في واحدة من أبشع حملات الإبادة الجماعية في العصر الحديث.
وقال السفير سعيد أبو علي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، في مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة، أن هذا العدوان أسفر عن ابادة أكثر من 10% من سكان القطاع ما بين شهيد ومفقود وجريح واسير، وجرى شطب حوالي 1410 عائلة فلسطينية من السجل المدني بلغ عدد افرادها 5444 شهيدا، وتدمير ما يقارب من 80% من المباني السكنية، حيث ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 9900 مجزرة مروعة، واستخدام حوالي 90 ألف طن من المتفجرات.
وأشار إلى أن الوضع في قطاع غزة يجتاز المرحلة الأخطر منذ بدء العدوان في ظل انتشار المجاعة بمستو مروعة، وما يدخل للقطاع من مساعدات حالياً لا تكفي سوى 6 في المائة من أبناء القطاع، ومن المتوقع أن تزداد حدة هذه المجاعة والكارثة الإنسانية تدهوراً خلال فصل الشتاء، حيث بات أكثر من 96% من سكان القطاع يواجهون انعداما حادا في مستويات الأمن الغذائي، كما أصبح كل سكان قطاع غزة يعانون الفقر مع بلوغ نسبته حاجز المئة في المئة.
وأوضح أن خطورةَ الوضعِ الحالي تُؤَكِّدُ الحاجةَ المُلحَّةَ لضمان وصولِ الموادِّ الغذائيةِ والإمداداتِ الأخرى إلى جميع سكانِ غزة، عبر تسريع عملية تقديم المساعدة وتبسيطها وتسريعها، وتحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية، وتحديد التدابير والإجراءات الموحدة الفعالة لتقديم جميع المساعدات اللازمة إلى غزة، وتحديد الاحتياجات التشغيلية واللوجستية وأنواع الدعم اللازم في هذا الصدد، ومناقشة الاستعدادات للإنعاش المبكر وتحقيق الالتزام بعملية جماعية منسقة، في استجابة لمعالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وشدد على أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة لا يقل خطورة وكارثية من حيث مواصلة سلطات الإسرائيلي التصعيد في تنفيذ سياساته العدوانية في مدينة القدس وكافة المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، حيث تواصل عصابات المستوطنين المسلحة وبدعم مباشر من جيش الاحتلال ممارسة الإرهاب والاعتداءات المتواصلة في إطار سياسة الاحتلال الرسمية الممنهجة في حرق واقتلاع وتدمير للممتلكات، وفرض العزل والاغلاقات إلى تنفيذ الاعدامات الميدانية والتهويد وممارسة التمييز العنصري والتطهير العرقي والتهجير القسري، والتمدد الاستعماري.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فلسطين القدس جامعة الدول العربية الجامعة العربية اللاجئين الفلسطينيين المزيد قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
القمة الإفريقية تنتصر لفلسطين: هل تجرؤ القمة العربية على اتخاذ موقف مماثل؟
في خطوة غير مسبوقة، خرج الإتحاد الإفريقي ببيان ختامي شديد اللهجة، يعلن فيه رفضه القاطع للتطبيع مع إسرائيل، ويطالب بمحاكمتها دولياً على جرائم الإبادة الجماعية في غزة. القرار، الذي أجمعت عليه 55 دولة إفريقية، من ضمنها دول عربية كبيرة، شكّل سابقة دبلوماسية في الموقف الدولي تجاه القضية الفلسطينية، إذ لم يصدر منذ عقود عن الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي بيان بهذه القوة والوضوح.
هذا التحرك الإفريقي الجريء يفتح باب المقارنة الحتمية مع الموقف العربي، الذي لطالما اتّسم بالضعف والتردد، بل وأحياناً التواطؤ الضمني مع الاحتلال، عبر مسارات التطبيع أو تجاهل الجرائم المستمرة بحق الفلسطينيين.
وهنا يبرز السؤال الأكثر إلحاحاً:
•هل ستتمكن القمة العربية المقبلة من إتخاذ قرارات تاريخية تنتصر للأمة ولفلسطين، أم أنها ستواصل دورة التسويف والمواقف الرمادية؟
•هل يمكن للجامعة العربية أن تتبنى موقفاً يعكس نبض الشارع العربي، أم أنها ستبقى أسيرة الحسابات السياسية لبعض الأنظمة؟
•لماذا أصبح الموقف الإفريقي أكثر جرأة في مواجهة إسرائيل، بينما تتراجع العواصم العربية عن مسؤولياتها التاريخية؟
مفارقة المواقف:
إفريقيا تتقدم، والعرب يتراجعون
القضية الفلسطينية ليست قضية إفريقية بالدرجة الأولى، لكنها باتت قضية عربية مُهمَلة! هذا ما تعكسه مواقف الاتحاد الإفريقي الذي تعامل مع العدوان الإسرائيلي على غزة كملف أخلاقي وقانوني وسياسي لا يقبل المساومة، في حين أن الجامعة العربية، رغم أنها معنية مباشرة بالقضية، لم تصدر حتى الآن أي موقف حقيقي يعكس خطورة ما يحدث على الأرض.
فما الذي جعل إفريقيا تتخذ هذا الموقف؟
1- إرث مناهضة الاستعمار:
معظم الدول الإفريقية خرجت من تحت نير الاستعمار الغربي، وتدرك تماماً معنى الاحتلال والاستيطان والتمييز العنصري، ما يجعلها أكثر حساسية تجاه القضية الفلسطينية.
2- غياب الهيمنة السياسية:
الاتحاد الإفريقي، رغم إختلاف دوله، لا يخضع لسيطرة دولة أو دولتين تُملِي عليه قراراته، على عكس الجامعة العربية التي أصبحت أداة بيد بعض العواصم العربية التي تتحكم في مخرجاتها.
3- الوعي بخطر إسرائيل في إفريقيا:
إسرائيل لا تمارس الاحتلال في فلسطين فقط، بل تسعى لاختراق القارة الإفريقية عبر مشاريع اقتصادية وأمنية، ما دفع بعض الدول إلى إعادة تقييم علاقتها بها، والوقوف في وجه سياساتها التوسعية.
4- تحرر إفريقيا من الضغوط الأمريكية:
على عكس الدول العربية التي تتعرض لابتزاز سياسي واقتصادي مستمر من واشنطن، فإن العديد من الدول الإفريقية لم تعد ترى في الولايات المتحدة شريكاً موثوقاً، ما منحها مساحة أوسع لاتخاذ قرارات مستقلة.
هل ستتجرأ القمة العربية على إتخاذ موقف مشابه؟
إذا كانت القمة الإفريقية قد استطاعت فرض موقف حازم وواضح تجاه إسرائيل، فإن السؤال الأهم الآن هو:
هل يمكن للقمة العربية القادمة أن تحذو حذوها؟
المؤشرات حتى الآن لا تدعو للتفاؤل.
•الجامعة العربية لم تعد تُمارس أي دور فعلي في دعم فلسطين، واقتصرت مواقفها على بيانات شكلية وعبارات دبلوماسية لا تؤثر في الواقع.
•بعض الدول العربية لم تكتفِ بالتطبيع مع إسرائيل، بل أصبحت تقف ضد أي تحرك دولي لمحاسبتها، وكأنها أصبحت تدافع عن الاحتلال بدلاً من مقاومته!
•القرارات العربية غالباً ما تكون أسيرة التوازنات السياسية والاقتصادية، حيث تخشى بعض الدول على مصالحها وتحالفاتها مع القوى الكبرى، ما يجعلها تتردد في إتخاذ مواقف حازمة.
ما الذي يمكن أن تفعله القمة العربية إن أرادت إتخاذ موقف جاد؟
إذا كانت القمة العربية تريد استعادة هيبتها ومصداقيتها أمام شعوبها وأمام العالم، فإن عليها إتخاذ إجراءات عملية واضحة، وليس مجرد الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة.
ومن بين هذه الإجراءات:
1- تعليق العلاقات مع إسرائيل فوراً، ووقف أي شكل من أشكال التعاون الاقتصادي أو الأمني معها.
2- تفعيل المقاطعة العربية لكافة الشركات والمؤسسات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، كما تفعل بعض الدول الإفريقية وأمريكا اللاتينية.
3- تقديم ملف جرائم إسرائيل إلى المحكمة الجنائية الدولية من خلال فريق قانوني عربي متخصص.
4- إنشاء صندوق دعم عربي لغزة، يوفر تمويلاً مستداماً لإعادة إعمار القطاع ودعم سكانه في مواجهة الحصار.
5- العمل على توحيد الصف الفلسطيني، بدلاً من دعم الانقسامات التي تُضعف المقاومة وتجعل الاحتلال أكثر ارتياحاً في تنفيذ مخططاته.
القضية الفلسطينية في خطر:
إما موقف شجاع.. أو تواطؤ مستمر
الوضع اليوم لم يعد يحتمل المراوغات الدبلوماسية أو الخطابات الإنشائية.
إسرائيل لا تنفذ مجرد عدوان على غزة، بل تمارس حرب إبادة تهدف إلى محو فلسطين من الخارطة.
وفي ظل هذا الخطر الوجودي، فإن القادة العرب مطالبون باتخاذ مواقف واضحة وجريئة، وليس تكرار السيناريو المعتاد من القمم العقيمة التي تخرج ببيانات لا يقرأها أحد.
الخلاصة:
الكرة في ملعب القادة العرب
إذا كان الإتحاد الإفريقي قد استطاع كسر حاجز الصمت الدولي، فإن الجامعة العربية أمام اختبار حقيقي.
إما أن تكون في مستوى الحدث، وتتخذ قرارات تُغيّر قواعد اللعبة، أو تستمر في دورها الهامشي، لتصبح شاهد زور على أكبر عملية تطهير عرقي وإبادة جماعية في العصر الحديث.
القمة الإفريقية قالت كلمتها بوضوح:
لا تطبيع، محاكمة لإسرائيل، ودعم كامل لغزة.
فهل تستطيع القمة العربية أن تقول كلمتها أيضاً؟
أم أن العرب سيخذلون فلسطين مرة أخرى؟
انتظروا
إني معكم من المنتظرين