كيف تسهم استراتيجيات التسويق الفعّال في تحقيق أهداف الشركات الناشئة؟
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
يمثل التسويق الفعّال عصب الحياة للشركات الناشئة والحديثة، فهو يتجاوز كونه أداة للترويج ليصبح وسيلة أساسية لفهم احتياجات العملاء وتقديم حلول مبتكرة تلبي توقعاتهم. ففي بيئة عمل تتسم بالتنافسية المتزايدة، يلعب التسويق دورا محوريا في تعزيز وعي العلامة التجارية، وجذب العملاء الجدد، وزيادة المبيعات بما يحقق أهداف الشركات على المدى الطويل.
يتطلب التسويق الناجح رؤية واضحة واستراتيجيات مبتكرة، تبدأ بتحديد الفئة المستهدفة بدقة، مرورا باختيار القنوات الأكثر فاعلية للوصول إليها، وصولا إلى مواجهة التحديات التي قد تعيق تحقيق الأهداف. ومع التحول الرقمي المتسارع، أصبح التسويق الرقمي أداة رئيسية للشركات، إذ يتيح مرونة في الاستهداف، وتحليل الأداء، وخفض التكاليف مقارنة بالتسويق التقليدي.
في هذا الاستطلاع، نسلط الضوء على وجهات نظر مجموعة من أصحاب الشركات حول أهمية التسويق الفعّال للمنتجات والخدمات، وأبرز الاستراتيجيات التسويقية الفعالة، وكيفية التعامل مع التحديات التسويقية، بالإضافة إلى التعرف على تأثير التسويق الرقمي مقارنة بالتسويق التقليدي.
بناء الوعي وتحقيق المبيعات
في البداية أوضح علي بن نجف العجمي مهتم في مجال التسويق، أن التسويق الفعّال هو أحد الأعمدة الرئيسية لنجاح أي مشروع تجاري، حيث يلعب دورا كبيرا في بناء الوعي بالعلامة التجارية وجذب العملاء وتحقيق المبيعات والنمو المستمر.
وأضاف: يعد التسويق الفعال مفتاحا رئيسيا لنجاح المشاريع، والبدء بفهم السوق بعمق يعد الخطوة الأولى في هذا المسار؛ ولتحقيق ذلك يجب التركيز على ثلاثة عناصر أساسية، وهي: الفئة المستهدفة، والمنافسون، والموردون.
واردف: بعد تحليل هذه العناصر، يمكننا التعرف على احتياجات العملاء، ومدى قدرة المنافسين على تلبية تلك الاحتياجات، وكذلك مدى تنوع وتوافر هذه الاحتياجات لدى الموردين، وبناءً على هذا الفهم ننتقل إلى مرحلة التخطيط لبناء الاستراتيجية التسويقية الخاصة بالعمل التجاري، والتي تركز على عناصر التسويق الأساسية، مثل المنتج أو الخدمة، وطريقة بنائها، واستراتيجيات التسعير المناسبة، وتحديد مكان البيع أو تقديم الخدمة، وطرق الترويج المناسبة، فكل هذه العناصر تُعد أساسية في بناء عملية تسويقية متكاملة، وبعد ذلك يتطلب العمل التسويقي التركيز على إنشاء نموذج لتقييم العمليات التسويقية، مما يسمح بقياس الأداء التسويقي بدقة، كما يجب تطوير الأدوات الترويجية، بالإضافة إلى تطوير مهارات المسوقين لضمان تنفيذ استراتيجيات تسويقية ناجحة ومبتكرة تُسهم في تحقيق أهداف العمل بكفاءة وفاعلية".
وحول أبرز استراتيجيات التسويق المتبعة لترويج المنتجات أو الخدمات، قال العجمي: أبرزها التسويق الرقمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمشاركة في المعارض المحلية والدولية.
تحديات الشركات
وتحدث على العجمي حول التحديات التي قد تواجه الشركات وكيفية التعامل معها، قائلا: في بداية المشروع، قد يواجه رواد الأعمال عدة تحديات، منها: التحدي في الوصول إلى مستشارين مختصين في المجال، ويمكن التغلب على هذا التحدي من خلال البحث المستمر، وأؤكد على أهمية الاستعانة باستشاريين متخصصين في مجال التسويق ممن لديهم خبرة في السوق المستهدف الذي تعمل به لاتخاذ القرارات الصحيحة بخصوص المنتج، والتسعير، ونقاط البيع، والتوزيع، وطرق الترويج لبناء عمليات تسويقية ناجحة.
وأضاف: من التحديات أيضا الميزانية التسويقية، فهناك عدة طرق للتغلب على هذه المشكلة، منها استخدام التسويق بالمحتوى كوسيلة للانتشار وبناء الثقة لدى الفئة المستهدفة، ويمكن أيضاً استخدام التسويق بالعمولة، وكل ذلك يعتمد على مهارة صاحب المشروع في تحقيق أكبر تأثير بأقل تكلفة ممكنة.
موضحا تأثير التسويق الرقمي مقارنةً بالتسويق التقليدي على نمو الشركات، في قوله: يُعد التسويق الرقمي مؤثراً إيجابياً على نمو الشركات، حيث يساعد في الوصول إلى فئات واسعة ومحددة من الجمهور المستهدف بتكلفة أقل وبطرق فعالة مقارنة بالتسويق التقليدي، كما يتيح التسويق الرقمي قياس الأداء وتحديد استجابات العملاء بشكل أسرع وأكثر دقة بفضل البيانات المتوفرة، مما يسمح بتطوير الاستراتيجيات باستمرار بما يتناسب مع احتياجات السوق، بينما لا يوفر التسويق التقليدي هذه الدقة في قياس الأداء وتحليل الحملات.
وأكد العجمي على أهمية التسويق الإلكتروني في الوقت الحالي، إلا أن هناك بعض المشاريع التي يكون فيها للتسويق التقليدي دور كبير في تحقيق النمو والنجاح.
جذب العملاء الجدد
أكدت رشيدة الزدجالية، مؤسسة "اليقين للبخور والعطور"، أهمية التسويق الفعّال في جذب العملاء الجدد والحفاظ على ولاء العملاء الحاليين. مشيرةً إلى دوره الكبير في تعزيز وعي العلامة التجارية وزيادة القدرة التنافسية للشركة في السوق.
وأوضحت الزدجالية، أنه يجب على الشركات الاعتماد على استراتيجيات تسويقية متطورة، أبرزها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلانات المدفوعة، وتحسين محركات البحث، والتسويق عبر البريد الإلكتروني، والتعاون مع مشاهير التواصل الاجتماعي.
وحول التحديات التي واجهتها الشركة، أشارت إلى أن المنافسة الشديدة وتغير اهتمامات العملاء كانت من أبرز العقبات. وأكدت أن الشركة تجاوزت هذه التحديات من خلال تحديث استراتيجياتها باستمرار، وتحليل أداء الحملات، والاعتماد على آراء العملاء لفهم احتياجاتهم بشكل أفضل.
وأضافت الزدجالية: "التسويق الرقمي كان له تأثير كبير على نمو الشركة مقارنة بالتسويق التقليدي، حيث يتميز بالدقة في الاستهداف، والتكلفة المنخفضة، وإمكانية قياس النتائج وتعديل الحملات بسرعة".
وأكدت الزدجالية أن الابتكار في التسويق الرقمي سيظل ركيزة أساسية لنمو مؤسسة "اليقين للبخور والعطور" وتعزيز مكانتها في السوق.
نمو الشركات الناشئة
أكد المنذر بن بدر الريامي، مؤسس شركة "ابن الريامي لصناعة الحلوى العمانية"، أن التسويق الفعّال يلعب دورًا حيويًا في نمو الشركات الناشئة والعالمية على حد سواء، مشيرًا إلى أهميته في زيادة الإيرادات وتعزيز تبادل الأفكار والآراء مع العملاء.
وأوضح الريامي، أن شركته تعتمد استراتيجيات مبتكرة للترويج، أبرزها الاهتمام بالهوية العمانية والابتكار في المنتجات. وذكر قائلاً: "نستخدم التكنولوجيا لتعريف العملاء بمنتجاتنا وصناعتها، كما قمنا بتطوير مجموعة متنوعة من المنتجات المشتقة من الحلوى العمانية، مثل المعمول بالحلوى، وحلوى بزيت الزيتون، وحلوى حليب الإبل، بالإضافة إلى منتجات أخرى مثل الكروسان بالحلوى وحلاوة الرهش بنكهات مبتكرة".
وحول التحديات التي واجهتها الشركة، أشار إلى أن رغبة العملاء في تجربة المنتجات بشكل مباشر للتأكد من جودتها كانت من أبرز العقبات. وقال: "تعاملنا مع هذا التحدي من خلال تقديم منتجاتنا كجزء من الضيافة العمانية، مما عزز الثقة في جودتها وأصالتها".
وعن دور التسويق الرقمي، أكد الريامي أنه يمثل مستقبل النمو الاقتصادي الحديث. وقال: "تبنينا التسويق الرقمي لما له من تأثير أكبر مقارنة بالتقليدي، مع الحفاظ على هوية الحلوى العمانية وتراث أجدادنا، وهو ما يعزز مكانتنا في السوق". مؤكدا على أن الابتكار في التسويق سيظل عنصرًا رئيسيًا في تحقيق المزيد من النجاح لشركته والحفاظ على الإرث الثقافي العماني.
ركيزة أساسية للنجاح
أكد سامي البلوشي مؤسس شركة "سين للتسويق"، أن التسويق الفعّال يُعد ركيزة أساسية لنجاح أي شركة، حيث يتجاوز دوره الترويج التقليدي ليصبح وسيلة لفهم العملاء بعمق وتقديم حلول مبتكرة تلبي توقعاتهم. وأشار إلى أن التسويق يعزز وعي العلامة التجارية ويوفر ولاءً طويل الأمد، مما يدعم استمرارية الشركات ونموها بشكل مستدام.
وأوضح، أن شركته تعتمد استراتيجيات تسويق متعددة تشمل التسويق الرقمي، ووسائل التواصل الاجتماعي، والحملات الإعلانية المدفوعة، كما تركز على إنتاج محتوى غني وقيّم يجذب العملاء المحتملين ويثري تجربتهم، بالإضافة إلى بناء علاقات إعلامية متينة للتواصل المباشر والفعّال مع الجمهور المستهدف.
وحول التحديات التي واجهتها الشركة، أوضح البلوشي أن الوصول إلى الجمهور المناسب وتقديم رسائل مقنعة في سوق شديدة التنافسية كان من أبرز العقبات.
وأضاف: "تغلبنا على هذه التحديات من خلال تحليل دقيق لبيانات السوق وآراء العملاء، مما ساعدنا على تعديل استراتيجياتنا بسرعة وفعالية، كما قمنا بالاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتحسين استهداف حملاتنا التسويقية وتعزيز تأثيرها".
وعن تأثير التسويق الرقمي، بين البلوشي أن الرقمنة أحدثت تحولًا جذريًا في قطاع التسويق، حيث أتاحت مرونة وسرعة في الوصول إلى شريحة واسعة من العملاء، مع إمكانية قياس دقيق لأداء الحملات.
وقال: "بفضل التسويق الرقمي، استطعنا تخصيص رسائلنا بشكل أكبر وتحقيق نتائج أكثر فعالية وكفاءة، مما أسهم في تعزيز مكانة شركتنا وزيادة نموها بشكل ملحوظ".
وأكد على أهمية الابتكار المستمر في أساليب التسويق لمواكبة تطلعات العملاء وضمان نجاح الشركات في الأسواق الحديثة.
إبراز القيمة المضافة
من جانبه أكد محمد الساعدي، أن التسويق الفعّال يشكل حجر الزاوية لنمو وتطوير الشركات، كما يلعب دورا محوريا في زيادة الوعي بالعلامة التجارية، وجذب العملاء الجدد، وبناء الثقة مع الجمهور.
وقال: "التسويق يتيح للشركات إبراز قيمتها المضافة وتحقيق تموضعها الاستراتيجي في السوق".
وأشار إلى أن شركته تعتمد استراتيجيات متعددة للترويج، أبرزها بناء شبكة علاقات قوية مع العملاء المستهدفين، وتقديم محتوى تعليمي و توعوي يضيف قيمة حقيقية للجمهور.
وقال: "نركز على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة التفاعل ومشاركة العملاء، مع تقديم تجارب مجانية أو عروض تجريبية لجذب جمهور أكبر، كما نولي أهمية كبيرة لتوفير تجربة عميل مثرية، مما يضمن عودتهم لطلب الخدمة مرات عديدة".
وحول التحديات التي واجهتها الشركة، أوضح الساعدي أن بناء الثقة مع الجمهور والوصول إلى شرائح غير مخدومة بشكل كافٍ كان من أبرز العقبات. وقال: "تعاملنا مع هذه التحديات من خلال تقديم محتوى موثوق والتعاون مع شركاء محليين لفهم احتياجات المجتمع المستهدف بشكل أفضل، كما ساعد تقديم تجارب مجانية في كسب ثقة العملاء وتعريفهم بخدماتنا قبل اتخاذ قرار الشراء".
وفيما يتعلق بأثر التسويق الرقمي، أكد الساعدي أنه كان له تأثير كبير على نمو الشركة وتوسعها. وأضاف: "التسويق الرقمي يتيح لنا الوصول إلى شريحة أوسع من الجمهور المستهدف بسرعة وفعالية وبتكلفة أقل مقارنة بالتسويق التقليدي، هذا التحول ساعدنا على اعتماد أساليب مبتكرة عززت من تأثيرنا في السوق".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی التسویق الرقمی بالإضافة إلى نمو الشرکات الوصول إلى فی السوق فی تحقیق من خلال على نمو إلى أن
إقرأ أيضاً:
عبد الرازق يحيل دراسة بعنوان دور الشركات الناشئة وريادة الأعمال إلى رئيس الجمهورية
أحال المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ ، تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الشئون المالية والاقتصادية والاستثمار ومكتب لجنة الصناعة والتجارة والمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، عن دراسة بعنوان: دور الشركات الناشئة وريادة الأعمال في تعزيز التنمية الاقتصادية - الفرص والتحديات للاقتصاد المصري، إلى رئيس الجمهورية، وذلك بعدما وافق المجلس على التقرير والتوصيات الواردة به.
وشهدت الجلسة استعراض النائب أكمل نجاتى أمين سر لجنة الشئون المالية والاقتصادية، تقرير اللجنة مشيرا إلى أن الدراسة هدفت إلى تحليل والنظر إلى الجوانب المختلفة الداعمة لبيئة ريادة الأعمال في مصر، وارتباطها بالتنمية الاقتصادية المستدامة، ودور الشركات الناشئة وريادة الأعمال في دفع عجلة التنمية، وذلك من خلال التعرف على أهم التجارب الدولية والإقليمية، والدروس المستفادة منها، بهدف الوقوف على أبرز التحديات التي تواجه الشركات الناشئة ورواد الأعمال المصريين بالإضافة إلى الصعوبات التي قد تحول دون تهيئة البيئة الاستثمارية الداعمة للشركات الناشئة القائمة، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والريادية لهذا القطاع الحيوي.
وأضاف، أن الدراسة تسعى إلى تحقيق العديد من الأهداف التي تساهم في تسليط الضوء على أهمية ريادة الأعمال والشركات الناشئة في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في مصر، ويتم تناول ذلك من خلال: تحليل الأثر الاقتصادي للشركات الناشئة، وتقييم الوضع الحالي المساهمة هذه الشركات في تعزيز الابتكار، بهدف خلق المزيد من فرص عمل جديدة، وتنويع مصادر الدخل، وتطوير القطاعات الاقتصادية المختلفة.
وتابع: أيضا تحديد التحديات والفرص من خلال تسليط الضوء على العقبات التي تواجه بيئة ريادة الأعمال في مصر، مثل القيود التنظيمية، محدودية الوصول إلى التمويل والأسواق، وصعوبة الوصول إلى المواهب والمعلومات، مع إبراز الفرص الواعدة التي يمكن استغلالها لتحفيز هذا القطاع. وأضاف، توصلت الدراسة إلى أن ريادة الأعمال في مصر قد شهدت تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة بفضل الجهود الحكومية والمبادرات الخاصة، ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات رئيسية تتعلق بالنفاذ إلى المواهب والتمويل، والوصول إلى الأسواق، وتوفير البنية المعلوماتية اللازمة، استنادا إلى تحليل معمق وتقييم للتجارب الدولية والإقليمية.
تقدم الدراسة توصيات محددة في سباق الأربعة محاور الرئيسية التالية: الوصول ودعم المبتكرين والمواهب. النفاذ إلى التمويل. الوصول إلى الأسواق. تهيئة البنية المعلوماتية الأساسية. وتابع: انتهت الدراسة إلى التوصية بضرورة إصدار تشريع قانون باستحداث مجلس وطني الريادة الأعمال)، يكون مسئول عن صياغة السياسات والتشريعات ذات الصلة، وفك التشابكات الحالية والتنسيق والتكامل في هذا الملف الهام، وبما يضمن الاستدامة والاستقرار في دعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال في مصر، والبناء على المبادرات والقرارات الوزارية التي أصدرتها السلطة التنفيذية الحكومة المصرية خلال الفترة الأخيرة بإنشاء وحدة الريادة الأعمال المجموعة الوزارية التنسيقية المختصة بهذا الملف.