أول تعليق لتركيا على وجود قواتها في سوريا.. وعرض "عسكري" للحكومة الجديدة
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
صورة تعبيرية (مواقع)
أعلن وزير الدفاع التركي، يشار غولر، عن تحول ملحوظ في موقف أنقرة تجاه التطورات الأخيرة في سوريا، حيث أشار إلى ضرورة منح الإدارة الجديدة التي أطاحت بنظام الأسد فرصة لإثبات نفسها. جاء هذا التصريح في أعقاب إطلاق الإدارة الجديدة لرسائل بناءة تعبر عن احترامها للمؤسسات الدولية والالتزام بالعملية السياسية.
وشدد غولر على استعداد تركيا لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في حال طلبت ذلك، وذلك من خلال توفير التدريب والتسليح اللازمين لبناء قوات مسلحة قادرة على حفظ الأمن والاستقرار في البلاد. هذه الخطوة تعكس رغبة أنقرة في لعب دور فعال في إعادة إعمار سوريا وتشكيل مستقبلها السياسي.
اقرأ أيضاً الجولاني يعلق لأول مرة على التوغل الإسرائيلي في سوريا.. ماذا قال؟ 14 ديسمبر، 2024 لا تتأخر دقيقة عن زيارة الطبيب إن ظهرت هذه العلامة على قدميك.. مرض مميت 14 ديسمبر، 2024كما أشار الوزير التركي إلى أن أنقرة ستقوم بتقييم وجودها العسكري في سوريا بشكل مستمر، مع التأكيد على أن هذا التقييم سيكون مرتبطًا بالتطورات الميدانية والتهديدات الأمنية التي تواجه المنطقة. وأوضح أن تركيا لا ترى أي مؤشرات على عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية بشكل كبير، ولكنها ستظل يقظة حيال أي تهديدات محتملة.
تحليل:
تُعتبر تصريحات وزير الدفاع التركي مؤشراً على مرونة في السياسة الخارجية التركية تجاه سوريا، حيث تسعى أنقرة إلى تحقيق توازن بين عدة أهداف متضاربة:
الدعم للإدارة الجديدة: تسعى تركيا إلى دعم الإدارة الجديدة في سوريا بهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة وحماية مصالحها الأمنية والاقتصادية.
مكافحة الإرهاب: تظل تركيا ملتزمة بمكافحة الإرهاب، خاصة تهديد تنظيم الدولة الإسلامية، وتسعى إلى منع عودته إلى سوريا.
العلاقات مع روسيا: تحاول تركيا الحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا، وهي قوة عسكرية رئيسية في المنطقة، مع الحفاظ على مصالحها الخاصة في سوريا.
الآثار المحتملة:
تطورات في العلاقات التركية السورية: قد تشهد العلاقات التركية السورية تحسناً ملحوظاً في حال تمكنت الإدارة الجديدة في سوريا من تحقيق الاستقرار وتحقيق التطلعات الشعبية.
تغيير في المشهد الإقليمي: قد يؤدي التغير في سوريا إلى تغيير في توازن القوى في المنطقة، مع تداعيات على دول الجوار.
دور أكبر لتركيا في سوريا: قد تلعب تركيا دوراً أكبر في إعادة إعمار سوريا وتشكيل مستقبلها السياسي، وذلك بفضل علاقاتها الوثيقة مع العديد من الفصائل السورية.
المصدر: مساحة نت
كلمات دلالية: بشار الأسد تركيا حلب دمشق سوريا الإدارة الجدیدة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية: التوتر بين تركيا وإسرائيل بسوريا هو ذروة الأزمة بين الجانبين
شددت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية على تصاعد التوتر بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وتركيا في الساحة السورية، معتبرة أن ما يجري يمثل "ذروة لأزمة مستمرة بين الدولتين"، وسط مخاوف من احتكاك مباشر قد يفتح جبهة جديدة في المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أن "مركز التوتر تمثل في هجوم سلاح الجو الإسرائيلي على أربعة مطارات في سوريا، أبرزها مطار T4 بمحافظة حمص"، مشيرة إلى أن أنقرة كانت تخطط لنشر قوات وطائرات مسيّرة في تلك القواعد.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن "هناك قلقا في إسرائيل من احتمال أن تنشر تركيا رادارات ومنظومات دفاع جوي من شأنها تقييد حرية عمل الجيش الإسرائيلي".
وأكدت الصحيفة أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعث هذا الأسبوع برسالة واضحة، مفادها أن "نية تركيا إقامة قواعد في سوريا تشكل خطرا على إسرائيل، وستعمل إسرائيل ضدها"، مضيفة أن وزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس، وجه تهديدا مباشرا لأحمد الشرع، قائلا إن "إسرائيل لن تسمح بتمركز قوات معادية في سوريا وستجبي من دمشق ثمنا باهظا".
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، معتبرة أن أنقرة حاولت من خلال هذه التصريحات احتواء التصعيد.
وقال فيدان إن "أنقرة لا ترغب في مواجهة مع إسرائيل، وأن للنظام في سوريا الحق في أن يقرر إن كان يريد التوصل إلى تسوية معها".
ونقلت الصحيفة عن الخبير الإسرائيلي في الشؤون التركية، حي إيتان كوهين ينروجاك، قوله إن "الإعلان جاء بالإنجليزية، خلال اجتماع للناتو في بروكسل، ما يعني أنه كان موجها للأذن الغربية"، معتبرا أن تركيا تأخذ الهجوم الإسرائيلي في سوريا على محمل الجد، كما يتضح من "الاستدعاء العاجل للشرع إلى تركيا لتنسيق سياسة مشتركة"، على حد تعبيره.
وبيّن المحلل التركي مصطفى أوزجان أن "تركيا لا تريد صداما مع إسرائيل أو قطع العلاقات معها، لكن على نتنياهو أن يفهم أن لسوريا أهمية استراتيجية من منظور أنقرة، ولن تترك هذه الساحة لإسرائيل".
وأضاف الباحث اللبناني عمر معربوني، أن "لتركيا مصلحة اقتصادية في سوريا، وليست فقط سياسية أو أمنية. أنقرة قلقة من احتمال أن تحبط إسرائيل مشروعا استراتيجيا لمد خط غاز من قطر إلى تركيا ومن هناك إلى أوروبا، من المفترض أن يمر عبر الأراضي السورية".
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن "البلدين وقعا في موقف حساس قد يؤدي بسرعة إلى اشتعال له تبعات واسعة في الشرق الأوسط بأسره"، ما دفع واشنطن إلى التحرك، إذ صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي مع نتنياهو: "لدي علاقات ممتازة مع تركيا. أردوغان يحبني وأنا أحبه… قلت لرئيس الحكومة، إذا واجهت مشكلة معه، سأحلها لك".
وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة قلقة من تصادم بين اثنتين من حليفاتها، وقد تسعى للتوسط عبر "تقسيم لمناطق النفوذ ووضع قواعد للعبة". وأشارت إلى أن محادثات انطلقت مؤخرا بين إسرائيل وتركيا حول إقامة آلية تنسيق أمني، وعُقد أول لقاء بهذا الشأن في أذربيجان.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن التوتر مع تركيا يتزامن مع تصعيد ضد النظام السوري نفسه، حيث شنت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة سلسلة ضربات جوية وبرية خاصة في جنوب سوريا. في المقابل، تصاعدت ردود الفعل في دمشق، واندلعت مظاهرات تطالب بـ"إعلان الجهاد".
ورأت الصحيفة العبرية أن "استمرار النهج الإسرائيلي في سوريا، دون وضوح استراتيجي، قد يؤدي إلى سيناريوهات خطيرة، من بينها احتكاكات متزايدة مع القوات السورية والتركية، وصراع طائفي داخلي، وفتح جبهات جديدة".
وأنهت الصحيفة تقريرها بنقل تحذير السفيرة الإسرائيلية السابقة في القاهرة والمسؤولة عن السفارة في أنقرة، أميرة أورون، التي قالت إن "تحويل تركيا بالقوة إلى عدو على غرار إيران هو خطأ جسيم.. ينبغي لإسرائيل أن تتحاور مع أنقرة وتتوصل إلى تفاهمات بشأن هذه الساحة بدل الانحدار إلى اشتباك عسكري".