لم يستبعد خبراء ومحللون تحدثوا لبرنامج "سيناريوهات" احتمال أن تواجه تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان صعوبات في إطار مساعيها لإحياء اتفاق تصدير الحبوب، في ظل إصرار روسيا على تحقيق شروطها، وتمسك الدول الغربية بموقفها الذي يرفض تلبية هذه الشروط.

وتتواصل المساعي التركية مع كل الأطراف المعنية لإحياء اتفاق تصدير الحبوب، وسط أنباء عن لقاء مرتقب نهاية الشهر الجاري بين الرئيس أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وأشار الباحث في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الدكتور محيي الدين أتامان إلى أن القيادة الروسية عازمة هذه المرة على عدم العودة إلى طاولة المفاوضات.

وقال إن الأمور تزداد سوءا، وإن أنقرة تدرك أن الأمور ستكون صعبة، لكنها ستواصل جهودها والدفع باتجاه اتفاقية مستدامة تؤدي إلى حل أزمة الحبوب، مؤكدا أن الأنظار تتجه للقاء مرتقب بين أردوغان وبوتين نهاية أغسطس/آب الجاري، ولو أن الجانب الروسي لم يؤكد رسميا أن بوتين سيزور تركيا في هذا الموعد.

وشدد أتامان -في حديثه لحلقة (2023/8/17) من برنامج " سيناريوهات"- على أن تركيا لا تريد التصعيد في منطقة البحر الأسود، مشيرا إلى أن الطريق الوحيد للمحافظة على تصدير الحبوب للأسواق العالمية هو طريق البحر الأسود عبر تركيا.

محادثات مكثفة

وكثفت تركيا محادثاتها مع أوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقية الحبوب استعدادا للاجتماع المحتمل بين الرئيسين، وقال أردوغان -في اتصال هاتفي سابق مع نظيره الروسي- إنه يمكن التوصل إلى حل، مؤكدا أن الحل يبقى رهن الدول الغربية التي عليها الوفاء بوعودها.

من جهته، أكد الباحث والمحلل السياسي الروسي رولاند بيجاموف أن موسكو اتخذت قرارا حازما بانسحابها من اتفاق الحبوب في 17 يوليو/تموز الماضي، وهي تصر على تلبية مطالبها التي رفض الغرب الاستجابة لها.

واستبعد المتحدث نفسه إمكانية إنعاش اتفاق الحبوب قريبا، وقال إن روسيا تدرك أن الرئيس التركي لا يملك القوة الكافية للضغط على الولايات المتحدة والأمم المتحدة.

وقلل الضيف الروسي من أهمية الحبوب الأوكرانية، وقال إن الدول الأفريقية -مثلا- لم تحصل سوى على 4 ملايين طن من مجموع 33 مليونا من الصادرات الأوكرانية العام الماضي.

مكاسب اقتصادية وسياسية

أما الدكتور فاضل الزعبي، خبير الأمن الغذائي بمركز جنيف للدراسات والممثل السابق لمنظمة الفاو في منطقة الشرق الأوسط؛ فتوقع أن يعود اتفاق الحبوب بشكل آخر، إذ إن روسيا تعطي إنذارا للجهة الأخرى، مؤكدا أن الكل يبحث عن الاستفادة وتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية.

وقال إن الأمن الغذائي بات يستخدم سلاحا وورقة سياسية للضغط، مبينا أن عدم تجديد هذا الاتفاق سيؤثر على الأمن الغذائي، خاصة في بعض الدول التي تعتمد بشكل كبير على واردات القمح، ومنها الصومال.

وفي يوليو/تموز 2022، وقّعت روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة مبادرة البحر الأسود المعروفة "باتفاقية الحبوب"، التي تقضي بإخراج الحبوب والمنتجات الغذائية الأوكرانية عبر البحر الأسود من 3 موانئ، بما فيها ميناء أوديسا. ​​​​​​​

وكانت موسكو أعلنت انسحابها من اتفاق الحبوب، وبررت قرارها بعدم تنفيذ الجزء الثاني من الصفقة المتعلق بوصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، نظرا لوقوف العقوبات الغربية حجر عثرة في طريق تطبيق الاتفاق. وتطالب روسيا بأن يسمح لها بتصدير منتجاتها الزراعية التي تخضع لعقوبات غربية فُرضت عليها منذ بدء حربها على أوكرانيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: البحر الأسود تصدیر الحبوب اتفاق الحبوب وقال إن

إقرأ أيضاً:

«مدبولي »: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة شاهد قوي على الجهود التي تبذلها مصر للتهدئة بالمنطقة

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة شاهد قوي على الجهود التي تبذلها الدولة المصرية للتهدئة بالمنطقة ووقف دماء الفلسطينيين.

وأضاف رئيس الوزراء، في تصريحات نقلتها قناة «القاهرة الإخبارية»، اليوم الأربعاء، أن مصر ستواصل السعي بكل جدية لتنفيذ وقف إطلاق النار في غزة بالكامل سعيا لحقن دماء الفلسطينيين وإعادة وصول الخدمات للقطاع.

من جانبه، علق الإعلامي مصطفى بكري عضو مجلس النواب على تصريحات الرئيس السيسي حول رفضه مجددًا خطة تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن.

وأشاد مصطفى بكري بموقف الرئيس السيسي المبدئي من القضية الفلسطينية عبر موقع «إكس»، قائلا: «الرئيس السيسي يؤكد موقفه مجددا.. لا يمكن السماح بتهجير الفلسطينيين، قالها ليرد على كل من يدعو مصر لفتح حدودها لتهجير الفلسطينيين».

وأضاف مصطفى بكري، «هذا هو القائد الوطني الذي لايخاف في الحق لومة لائم، فما بالك، وهو يدافع عن الأمن القومي المصري، رافضا تصفية القضية الفلسطينية».

وختم مصطفى بكري تغريدته بالقول: «أتمنى أن تعي الإدارة الأمريكية رسالة الرئيس التي كررها خلال المؤتمر الصحفي مع الرئيس الكيني. مصر لا يمكن أن تفرط في ذرة تراب واحدة من أراضيها، ولايمكن أن تشارك في تصفية القضية الفلسطينية مهما كان الثمن».

وكان الرئيس السيسي قال في مؤتمر صحفي مع نظيره الكيني، إن تهجير الفلسطينيين ظلم لهم وللقضية، ومصر موقفها ثابت ولا يمكن أن تساهم في هذا الظلم.

اقرأ أيضاً«السيسي» مطمئنا الشعب: لا يمكن أبدا المساس بالأمن القومي المصري.. «نص كلمة الرئيس» في المؤتمر الصحفي

بعد رفض السيسي مجددًا تهجير الفلسطينيين.. مصطفى بكري: هذا هو القائد الذي لا يخشى في الحق لومة لائم

الرئيس السيسي: بحثنا مع الرئيس الكيني الأوضاع في السودان الشقيق وتبادلنا الرأي حول سبل إنهاء الصراع

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تعلن تدمير منشأة عسكرية في روسيا
  • روسيا تقلل من تهديدات ترامب ضد بريكس
  • هل تنجح روسيا فى البقاء بسوريا؟.. تحديات متزايدة فى ظل الأوضاع المتغيرة
  • 20 مليار دولار صادرات تركيا إلى أفريقيا العام الماضي
  • هذه هي الرسائل التي بعثت بها الولايات المتحدة لنتنياهو بشأن مراحل اتفاق غزة
  • روسيا: عقوبات الاتحاد الأوروبي على السفن أضرت بصادرات الحبوب
  • تراجع إنتاج روسيا من النفط 2.8% وارتفاع إنتاج الغاز 7.6%
  • «مدبولي »: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة شاهد قوي على الجهود التي تبذلها مصر للتهدئة بالمنطقة
  • ما البنود الإنسانية التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
  • الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش متهم بخداع الدول الأوروبية بملايين اليوروهات.. ما القصة؟