يعتبر مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق رمزاً مهماً للشتات الفلسطيني، حيث كان يُعدّ مركزاً حيوياً للثقافة والحياة الفلسطينية في سوريا قبل أن تدمّره الحرب السورية. حيث كانت شوارعه تعج بالحياة، مع أكشاك الفلافل والمساجد والصيدليات، لكن الحروب والمواجهات العسكرية حولت المخيم إلى أطلال.

اعلان

منذ عام 2018، وبعد أن استولى على المخيم عدد من الجماعات المسلحة، تعرض المخيم للقصف من الطائرات الحربية السورية، ليصبح مهجوراً تقريباً.

أما المباني التي لم تتدمّر بالقنابل، فقد هدمتها الحكومة أو سرقها اللصوص. وعانى السكان الذين كانوا يرغبون في العودة من الإجراءات البيروقراطية المعقدة والمتطلبات الأمنية، ما جعل من الصعب إعادة بناء حياتهم.

لكن رغم هذه الظروف، بدأ عدد من سكان المخيم السابقين بالعودة بشكل تدريجي. ومع سقوط نظام بشار الأسد ، يتزايد الأمل بين اللاجئين الفلسطينيين في إمكانية العودة وإعادة بناء ما تم تدميره.

أشخاص يسيرون تحت الأعلام الفلسطينية في مخيم اليرموك في دمشق سوريا الذي شهد قتالًا عنيفًا خلال الحرب الأهلية، الأربعاء، 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2022AP

ورغم التحديات الأمنية والاقتصادية، يشهد المخيم عودة لبعض العائلات التي فقدت منازلها لفترات طويلة. في شوارع المخيم، عادت النساء والأطفال ليلعبوا بين الأنقاض، بينما يستمر بعض الأسواق المحلية في مزاولة أعمالها، وتبدأ بعض العائلات في التفكير جدياً بإعادة بناء منازلهم.

Relatedبالفيديو: الدمار في مخيم اليرموك يحول دون عودة اللاجئين الفلسطينيين إليهشاهد: مخيم اليرموك.. شوارع خالية وأبنية سويت بالأرضنازحون من مخيم اليرموك في دمشق يأملون بعودة قريبة إلى منازلهمشاهد: رسامون فلسطينيون يعودون لمخيم اليرموك لرسم الأمل

وقال أحمد حسين، أحد السكان السابقين للمخيم، عاد مؤخراً للعيش مع أقاربه بعد مغادرته في عام 2011 في بداية الأزمة السورية، : "لقد كانت عملية العودة صعبة في ظل حكم الأسد، حيث كان يتطلب الأمر الحصول على العديد من الموافقات الأمنية لدخول المخيم، لكن الآن نتمتع بالحرية، ونسمع عن الكثير ممن غادروا ويخططون للعودة."

عمال ينظفون الدمار الذي لحق بمخيم اليرموك في دمشق سوريا الذي شهد قتالاً عنيفاً خلال الحرب الأهلية، الأربعاء، 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2022Omar Sanadiki/AP

في الوقت نفسه، يعيش أكثر من 8,000 لاجئ فلسطيني في المخيم اليوم، مع ما يقرب من 450,000 فلسطيني في سوريا بشكل عام. ورغم أنهم لا يتمتعون بالجنسية السورية، كان لهم في الماضي حقوق مشابهة لحقوق المواطنين السوريين، باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

ويعكس الوضع الحالي في المخيم معقداً تاريخياً لفصائل فلسطينية كانت قد حاولت الحفاظ على الحياد في بداية الحرب السورية، قبل أن تنخرط لاحقاً في الصراع إلى جانب أطراف مختلفة.

امرأة تمشي في مخيم اليرموك في دمشق سوريا الذي شهد قتالاً عنيفاً خلال الحرب الأهلية، الأربعاء، 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2022Omar Sanadiki/AP

بعد سقوط النظام السوري، بدأت هذه الفصائل بتقوية علاقاتها مع الحكومة الجديدة التي تقودها جماعة "هيئة تحرير الشام"، ولكن لم تصدر أي تصريحات رسمية حول وضع اللاجئين الفلسطينيين أو موقف الحكومة الجديدة من إسرائيل.

المصادر الإضافية • أب

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد الإطاحة بالأسد.. تركيا تنهي عقدا من القطيعة الدبلوماسية وتعلن استئناف عمل سفارتها في سوريا نعيم قاسم: الشعب السوري صاحب القرار وأحداث سوريا لن تؤثر على لبنان اجتماع دبلوماسي في الأردن من أجل سوريا وبلينكن يكشف عن تواصل مباشر بين واشنطن وهيئة تحرير الشام محمد البشير مخيمات اللاجئينإعادة إعمارالحرب في سوريادمشقهيئة تحرير الشام اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next غزة: مقتل نحو 45 ألف فلسطيني منذ بدء الحرب الإسرائيلية والضفة الغربية تتحول إلى جبهة رئيسية يعرض الآن Next عاجل. وزارة الداخلية الفرنسية: مقتل 11 شخصاً على الأقل في جزيرة مايوت بعد إعصار "شيدو" يعرض الآن Next ميقاتي يدعو اللاجئين السوريين في لبنان للعودة إلى ديارهم بسبب الضغوط الاقتصادية يعرض الآن Next زيلينسكي: روسيا تستعين بمزيد من الجنود الكوريين الشماليين في كورسك لمواجهة القوات الأوكرانية يعرض الآن Next اشتباك في ريف اللاذقية يودي بحياة 15 مقاتلاً من "فيلق الشام" اعلانالاكثر قراءة الجولاني: لسنا بصدد الخوض في صراع مع إسرائيل ولا نعتبرها جزءاً من معركتنا من هو إيلي كوهين؟ الجاسوس الذي أعدمه النظام السوري وإسرائيل تسعى لاستعادة رفاته بعد 55 عامًا عشرات المفقودين في حادث غرق سفينة مهاجرين قبالة سواحل جافدوس باليونان مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز دروز سوريا في رسالة إلى إسرائيل: "قوموا بضمنا إلى هضبة الجولان" اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومسورياإسرائيلالحرب في سوريابشار الأسدهيئة تحرير الشام روسياعيد الميلادبرلمانأبو محمد الجولاني قطاع غزةاللاجئون السوريونضحاياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: سوريا إسرائيل الحرب في سوريا بشار الأسد هيئة تحرير الشام روسيا سوريا إسرائيل الحرب في سوريا بشار الأسد هيئة تحرير الشام روسيا محمد البشير مخيمات اللاجئين إعادة إعمار الحرب في سوريا دمشق هيئة تحرير الشام سوريا إسرائيل الحرب في سوريا بشار الأسد هيئة تحرير الشام روسيا عيد الميلاد برلمان أبو محمد الجولاني قطاع غزة اللاجئون السوريون ضحايا فی مخیم الیرموک یعرض الآن Next تحریر الشام فی سوریا

إقرأ أيضاً:

ماذا يعني تحرير الخرطوم؟

ماذا يعني تحرير الخرطوم؟
“هَبَّت الخرطوم في جُنح الدُجى
ضَمَّدت بالعزم هاتيك الجراح
وقَفَت للفجر حتى طَلَعَا
مُشرِقَ الجبهةِ، مخضوبَ الجناح
يَحمل الفكرةَ والوعدَ معًا
والأماني في تباشير الصباح”**
عبد المجيد حاج الأمين
انتهت معركة تحرير الخرطوم بنصرٍ وفتحٍ مُبين… فرَّ الجنجويد فُرادى وأفواجًا، وحيثما ذهبوا سيدركهم الموت. هذا النصر، الذي نطرب على إيقاعاته المتسارعة اليوم، إنما جاء بفضل تلك الأرواح الطاهرة التي صعدت إلى ربها راضيةً مرضية، وبفضل تلك الدماء التي سُكبت في كل شبرٍ من العاصمة المُثلثة. قبل معركة الخرطوم، كان بالعاصمة نهران، فافترع الشهداء في قلبها وحولها نهرًا ثالثًا فجَّروه بدمائهم. وكما ظل النيل خالدًا فينا، سيظل نهر تلك الدماء يتدفق بذكرى بطولاتهم، خالدين بإذن الله في تاريخ وطنهم الذي فَدَوه بأرواحهم.
الآن، ماذا يعني تحرير الخرطوم؟ يعني أن الحرب لم تنتهِ، لأن عصابات الجنجويد والمرتزقة لم تستهدف الخرطوم وحدها، فلا يزالون يعيثون في الأرض فسادًا في أجزاء من كردفان وغالب دارفور. لذا، فإن تحرير الخرطوم يعني نقلة نوعية وجغرافية للحرب تبدأ منذ الآن، وهي مرحلة جديدة بحاجة إلى خطط جديدة، وتعبئة مختلفة، وإعلام أكثر وعيًا بخطابٍ نوعيٍّ لحواضن الميليشيا، بعيدًا عن خطاب الكراهية. كما أن الحرب الآن بحاجة إلى تكتيكات عسكرية مختلفة تمامًا عن حرب المدن.
تحرير الخرطوم ينقلنا من مواجهةٍ شاملة مع التمرد إلى التعامل مع متمردين في منطقة جغرافية محدودة في بعض أجزاء البلاد. من المعلوم أننا اعتدنا على حركات التمرد في الأقاليم منذ فجر الاستقلال، ولنا خبرة طويلة في التعامل معها حربًا وسلمًا. لقد تجاوزنا مرحلة الحرب الشاملة، أو الحرب في أكثر من عشر ولايات، لتتقلص مساحات الحرب مع تقلص سيطرة التمرد على كثير من المناطق التي كان يحتلها.
يعني تحرير الخرطوم عودة روح الدولة ومنطقة سيادتها، وعنوانها ورمزها الأهم. الخرطوم ليست كأي مدينة، فهي العاصمة السياسية والتجارية، وهي المدينة التي تضم أكبر كثافة سكانية في البلاد، وفيها تمتزج كل أعراق السودانيين.
نعم، نحن أمام تحرير عاصمة محطمة، ولكن هذه ليست المرة الأولى التي تتحطم فيها الخرطوم. في التاريخ أيضًا، تحطمت العاصمة على يد قوات المهدي (1885) التي اجتاحت المدينة، ودمرتها، ونهبتها، وشفشفت كل شيء. (متعودة دائمًا!) ما أشبه الليلة بالبارحة! ، ثم استُبيحت ودُمِّرت مرة أخرى بعد اجتياح كتشنر للعاصمة (1898) وسقوطها بيد قواته الغازية، فاستُبيحت، وفُعِل بها مثلما فعلت الجنجويد الآن.
ولكن في كل مرة، تهب الخرطوم من تحت الدُجى، وتنهض من رُكامها، وتعود مزهرةً، عاصمةَ المدائن جمالًا وفنًّا وثقافة. كلما تهدمت، يعرف أهلها كيف يعيدونها كما كانت وأفضل. ومن يشك، فلينظر إلى مسيرة التعمير الآن في أم درمان وبحري. سينهض ذات الشباب الذين دحروا الجنجويد، بذات الهمة، لبناء العاصمة عبر لجان المقاومة الشعبية التي بدأت تتشكل الآن من المستنفرين الذين ساهموا في تحرير وطنهم من الأوباش.
يعني تحرير الخرطوم أن زحفًا عظيمًا ينتظر القوات المسلحة والمستنفرين باتجاه دارفور. سيكون بداية مواكب الزحف من العاصمة المحررة، وآخرها في الضعين المحتلة. إنه زحفٌ مقدس، لأجل ألا يُسمح للعدو بالتقاط أنفاسه جراء الهروب الكبير. يعني أن مهمة تخليص البلد من دنس آخر متمرد هي المهمة التي ينتظرها الشعب السوداني من قواته المسلحة.
في الخرطوم المحررة، تنتظرنا معركة أشد ضرورةً وأطول، بحاجة إلى فدائيين مقاتلين حقيقيين، وبحاجة إلى عقول وطنيين مخلصين. ليست المسألة تحالفات سياسية فقط، بل تحالفات من أجل الإعمار والتنمية، تضم الجميع: عسكرًا مستنفرين، ورجال أعمال، وإعلاميين، وساسة، وكل أصحاب المهن، لا بد من حضورهم جميعًا في ساحة البناء. تحرير الخرطوم لا يعني أن المعركة انتهت. ومن يظن أننا سنغني ونرقص في شارع النيل الآن، ثم نذهب لننام مطمئنين في بيوتنا المحررة، فهو واهم. لا يزال الطريق طويلًا… طويلًا جدًا، حتى نبلغ نصرنا النهائي.
المهم الآن، في هذه اللحظة:
“انتصرنا يا بلادي
بالدماء،
بجراحات الضحايا،
بالفداء.”
ألف مبروك!
أخيرًا،
“فإن سألوا عنِ الخرطوم،
فقُل قد أمطرت فرحًا،
وولَّى عهدُها المشؤوم،
وذَلَّت كلُّ آلِ دقلو،
وكُسِرَت شوكةُ “المرحوم”،
وعادت تكتسي مجدًا،
لها أبدَ الزمانِ يدوم.
فإن سألوكَ: هل عادت؟
فقُل: عادت…
أجل، عادت!”
عادل الباز عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إعادة إعمار غزة..مصير مجهول وسط الدمار والأزمات
  • ماذا يعني تحرير الخرطوم؟
  • أيها الفلسطينيون.. يا أهل غزَّة
  • السيد .. العدو الإسرائيلي يسعى للسيطرة على حوض اليرموك في سوريا
  • منظمة دولية: على مدى 10 سنوات عانى اليمنيون من صراع لا هوادة فيه وانهيار اقتصادي
  • تحديات ما بعد تحرير الخرطوم.. خبراء سودانيون يحذرون من تكرار الأخطاء
  • إبراهيم هنانو.. قصة الثائر الذي أحرق أثاثه من أجل سوريا
  • شاهد| حركة حماس تنشر: نتنياهو مجرم الحرب الذي لا يشبع من الدماء وأول الضحايا أسراه
  • مدبولي: مصر تواصل جهودها لوقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة
  • لا وقت في الحرب لمشاهدة النجوم