أرقام الأفرع الأمنية.. رموز قهر وعذاب لن تمحى من ذاكرة السوريين
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
عاش السوريون منذ سيطرة حافظ الأسد على السلطة، تحت قهر أجهزة أمنية محاطة بجدران من السرية والغموض، وتمارس الوحشية بحق السوريين بصورة لا يمكن تخليها، والتي كشفت الكثير من أسرارها مع سقوطها وتبين من بداخلها.
وتميزت أجهزة أمن نظام الأسد الاستخبارية باسم الفروع، وكان كل فرع منها يحمل رقما، باتت تشكل رعبا للسوريين بمجرد سماع اسمها، وبعض تلك الأرقام، يعرف بأن المعتقل الداخل إليها مفقود وكثير منها لا يخرج أحد منها بالمطلق ليقال إن الخارج مولود.
وتنقسم تلك الإدارة الأمنية إلى شعب ترتبط جميعا بالقائد الأعلى للجيش منذ زمن حافظ الأسد وطرأت عليها تعديلات طفيفة وبقي جوهر الإجرام والقهر فيها بحق السوريين في زمن الرئيس المخلوع بشار الأسد، وهي المخابرات الجوية، والأمن العسكري والأمن السياسي والمخابرات العامة أو أمن الدولة.
وتتركز مقرات هذه الشعب في العاصمة دمشق، وينتج عنها فروع في كافة المحافظات تحمل رموزا، ونستعرض في هذا التقرير أسوأ الأفرع التي يحتاج السوريون إلى أجيال لتمحى تلك الأرقام ودلالاتها من ذاكرتهم:
الفرع 235 أو ما يعرف بفرع فلسطين، أحد أسوأ وأبشع الفروع الأمنية التابعة للمخابرات السورية، تأسس عام 1969، ليكون حلقة وصل بين النظام السوري والمنظمات الفلسطينية في سوريا، لكنه تحول لاحقا إلى مسلخ بشري، ومقر لزنازين تحت الأرض، وصلت إلى حد إرسال الولايات المتحدة لمعتقلين بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر إليه لانتزاع اعترافات بسبب بشاعة العاملين فيه.
يعتبر فرع فلسطين من أكثر فروع المخابرات السورية إخفاء للمعتقلين، ومورست فيه أبشع عمليات التعذيب حتى الموت والاغتصاب للمعتقلين رجالا ونساء، كما كشفت شهادات لمعتقلين خرجوا منه.
فرع 248، التحقيق العسكري وهو بمثابة هيئة التحقيق الرئيسية لجهاز الأمن العسكري حيث يعتبر ثاني أسوء فرع في الجهاز من حيث الانتهاكات بعد فرع فلسطين، يعتبر من أهم الفروع الأمنية التي قلت فيها آلاف السوريين والعرب ممن دخلوه في فترة الثورة السورية، وظهر رقمه على أجساد الضحايا الذين سرب قيصر صورهم إلى العالم.
فرع 215، أو ما يعرف رسميا بسرية المداهمة والاقتحام، ويتبع جهاز المخابرات العسكرية، يطلق عليه السوريون اسم "هولوكوست سوريا"، بسبب أساليب التعذيب البشعة المستخدمة فيه، وحجم القتل الذي كان يمارس بداخله، جراء وحشية التعذيب، وثقت منظمات حقوقية سورية، أنه كان من أكثر الفروع قتلا للمعتقلين المحتجزين فيه، مقارنة بالعدد الذي يفرج عنه.
فرع 251، أو ما يعرف بفرع الخطيب، وهو فرع أمني مرعب يتبع جهاز المخابرات السورية، ويختص بالشؤون الداخلية الخاصة بالسوريين، ويحتوي على زنازين تحت الأرض، وكان عبارة عن مسلخ للتعذيب والقتل بطرق بشعة، كما كشفت الصور التي سربها قيصر.
فرع 216، أو ما يعرف بفرع الدوريات، وهو أحد فروع المخابرات العسكرية، ويحتوي على زنازين للتعذيب وارتكب خلال سنوات الثورة جرائم قتل بفعل التعذيب بحق المعتقلين، وكشفت وثائق مسربة عنه كيفية ملاحقته للسوريين والفلسطينيين ومراقبتهم بطريقة سرية بسبب تقارير ترد عنهم حول اشتراكهم في التظاهرات ضد النظام.
فرع 227، أو ما يعرف بفرع المنطقة، وهو جزء من جهاز الاستخبارات العسكرية، وكان يرأسه رستم غزالة، والذي وجهت اتهامات له بالمسؤولية عن أعمال قتل وقمع وتعذيب بحق السوريين خاصة في دمشق، خلال سنوات الثورة السورية، وكشفت صور قيصر عن قتل المعتقلين بداخله بطرق بشعة جراء التعذيب والتجويع.
فرع 285، أو ما يعرف بفرع التحقيق، يتبع إدارة المخابرات العامة، وهو فرع مركزي مختص بالتحقيق بالمعلومات المحالة من الأفرع الأخرى، وتمارس فيه أنواع بشعة من التعذيب للمعتقلين خاصة وأنهم قدموا من أفرع سيئة الصيت، عثر على أكثر من 1500 معتقل داخل هذا الفرع بعد سقوط النظام بدمشق.
فرع 295، أو ما يعرف بفرع مكافحة الإرهاب، ويتبع إدارة المخابرات العامة، ومهمته الرئيسية عمليات المداهمة الأمنية الخاصة والاغتيالات وما يسمى بمكافحة الإرهاب، وتدريب المتطوعين للعمل في الجهاز، لكن خلال سنوات الثورة، مورست بداخله أعمال تعذيب وحشية وفقا لما كشفته شهادات معتقلين دخلوه، وظهر رقم الفرع في العديد من صور قيصر المسربة لضحايا التعذيب في السجون السورية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الأسد سوريا التعذيب الثورة السورية سوريا الأسد الثورة السورية تعذيب المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف: إطلاق برنامج علمي لتكريم رموز الأزهر في إفريقيا.. صور
شهد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، فعاليات إطلاق برنامج «شموس أزهرية في سماء العالم»، الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وذلك في القاعة الكبرى بمسجد مصر الكبير ومركزه الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة.
يهدف البرنامج إلى إبراز دور العلماء الأزهريين الوافدين الذين تلقوا تعليمهم في الأزهر الشريف، ثم عادوا إلى أوطانهم ليسهموا في النهضة العلمية والتربوية والوطنية، ويتركوا أثرًا راسخًا في مجتمعاتهم. وأسهم هؤلاء العلماء في توطيد العلاقات بين مصر والدول الشقيقة، لا سيما في العمق الإفريقي، من خلال نشر العلوم الأزهرية وبناء جسور المعرفة والتواصل.
وقد خُصِّصت فعاليات اليوم لتكريم الشيخ محمد عليش عوضة (رحمه الله)، أحد أبرز علماء تشاد في القرن العشرين، الذي تلقى تعليمه في الأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية، وكان له دور رائد في تطوير التعليم العربي النظامي في تشاد، إذ نقل إليها التجربة الأزهرية وأسهم في ترسيخها، فأسس أول معهد علمي في مدينة أبشة على غرار المعاهد الأزهرية، ووضع مناهج متكاملة تسهل دراسة العلوم، ومنها علم النحو.
وقد قدّم للحفل الدكتور أسامة رسلان، المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف، الذي استهل اللقاء بالترحيب بالحضور، مؤكدًا أن هذا البرنامج يُعد خطوة رائدة في إبراز الدور الريادي للمؤسسة الدينية في مصر بمكوناتها -وعلى رأسها الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف- في نشر العلم والمعرفة في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما في إفريقيا،
وخلال كلمته، أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن هذا اللقاء يُعد انطلاقة جديدة للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية لتعزيز التواصل العلمي مع الدول الشقيقة، وتكريس لبرنامج علمي متكامل ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف، يُعقد شهريًا لاستعراض رموز الأزهر من مختلف الدول وإعادة بناء جسور التواصل بين مصر والدول الشقيقة، لا سيما في إفريقيا. وأضاف أن هذا الملتقى يمثل بداية جديدة للمجلس، الذي تأسس عام ١٩٦٠م برؤية حكيمة من الدولة المصرية، بهدف توطيد أواصر الأخوة والتعاون خارج مصر.
وأشار الوزير إلى استضافة المجلس اليوم لرمز علمي بارز من تشاد، مع تنظيم سلسلة من الندوات التي تُسلط الضوء على رموز الأزهر في القارة الإفريقية، مع ترجمة اللقاءات إلى اللغة المحلية لتشاد وإلى لغات عالمية. كما أعلن عن إطلاق فيلم وثائقي وفيلم تسجيلي يرويان سيرة العالم الجليل الشيخ محمد عليش عوضة -رحمه الله-، الذي نقل علمه وأثره إلى تشاد والسودان ومصر رغم التحديات.
ووجّه الوزير رسالة تقدير ودعم للدارسين بالأزهر، خصوصًا أبناء جمهورية تشاد الذين يدرسون بمنح المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، داعيًا إياهم إلى الاقتداء بسيرة الشيخ محمد عليش عوضة في الصبر والاجتهاد لنقل رسالة الأزهر للعالم.
كما أعرب عن شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي لدعمه المتواصل لوزارة الأوقاف، مؤكدًا موقف مصر الرافض لأي تهجير قسري للأشقاء الفلسطينيين، داعيًا لإقامة دولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧م وعاصمتها القدس الشرقية.
واختتم الوزير كلمته بتجديد الترحيب حار بالدكتورة عفاف محمد عليش عوضة وبجميع الحضور، مع تقدير خاص لأبناء تشاد، معبّرًا عن ثقته بأن هذا البرنامج سيكون منطلقًا لمزيد من العطاء العلمي والثقافي بين مصر والدول الشقيقة.
من جانبها، أعربت الدكتورة عفاف محمد عليش عوضة، عن بالغ شكرها لوزارة الأوقاف على هذا التكريم، مؤكدةً أن والدها كرّس حياته لنشر التعليم العربي والإسلامي في تشاد، ووضع الأسس الأولى لنهضة علمية استمرت حتى اليوم.
وأضافت أن الشيخ محمد عليش واجه تحديات كبيرة، بما في ذلك مضايقات الاستعمار الفرنسي، الذي نفاه إلى السودان عام ١٩٤٧م، لكنه لم يتوقف عن نشر رسالته التعليمية والتربوية. وأشارت إلى أن مشروع المعهد العالي للشيخ محمد عليش عوضة للعلوم الإسلامية والتكنولوجيا، الذي تم اعتماده عام ٢٠٢٥م، هو استمرار لمسيرته في نشر العلم.
وفي كلمته، أكد الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن هذا اللقاء استدعى ذكريات المحبة والوفاء، حيث إن العلماء الربانيين يحملون الوفاء على عاتقهم، ويعترفون بفضل من سبقهم.
وأشار إلى أن الأزهر الشريف كان دائمًا حاضنًا للعلماء، ومن بينهم الشيخ محمد عليش عوضة، الذي حمل راية العلم ونشر مناهج الأزهر في إفريقيا. وأضاف أن وزارة الأوقاف ترفع ذكر العلماء في الحياة وبعد الممات؛ تقديرًا لدورهم في نشر العلم والوسطية في العالم.
من جانبه، عبّر السيد شريف الجبلي، رئيس لجنة الشئون الإفريقية، عن سعادته بالمشاركة في هذا الاحتفال، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف خرّج العديد من الطلاب الأفارقة الذين أصبحوا سفراء له في بلادهم، يحملون منهجه الوسطي وينشرون تعاليمه السامية.
وأضاف: "كلما ذهبنا إلى بلدٍ إفريقي، وجدنا علماء الأزهر حاضرين في مختلف المجالات، ولهم دورٌ كبير في نهضة المجتمعات الإفريقية، وهذا الدور يجب أن يستمر بقوة، فهو مصدر اعتزاز لنا جميعًا".
وأكد أن مجلس النواب يدعم الأزهر الشريف في هذا الدور بكل قوة، باعتباره أحد أهم ركائز القوة الناعمة لمصر، مشيدًا بجهود الأزهر الكبيرة في إفريقيا.
وفي مداخلته، أكد السيد هارون جانيه، مفوض المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في تشاد، أن الشيخ محمد عليش عوضة كان أيقونةً علميةً متميزة في تشاد، إذ نشر التعليم الإسلامي والعربي، وأسهم في بناء أجيال قادت النهضة العلمية في البلاد.
وأشار إلى أن المعهد الذي أسسه الشيخ أصبح منارةً علميةً بارزة، تخرّج فيه المئات من العلماء الذين حملوا رسالة الأزهر في إفريقيا، مشددًا على ضرورة استكمال هذه المسيرة من خلال دعم المؤسسات العلمية القائمة على النهج الأزهري في تشاد وسائر الدول الإفريقية.
وفي كلمته عن الشيخ محمد عليش عوضة، رحّب الشيخ يوسف عتمان، عضو الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة، بالأستاذ الدكتور أسامة الأزهري والحضور، مؤكدًا أن وزير الأوقاف يحيي مجد أمةٍ بإحياء سيرة سفرائه الذين تعلموا بالأزهر وأثروا الحياة العلمية والثقافية في بلدانهم.
وأشار إلى أن الشيخ محمد عليش عوضة كان أحد أعلام المالكية في إفريقيا، وأحب الأزهر وعلماءه، وكان نموذجًا للعالم الأزهري الذي يجمع بين العلم والعمل والدعوة.
حضر الفعالية كل من: الدكتورة عفاف محمد عليش عوضة، كريمة الشيخ محمد عليش عوضة -رحمه الله-؛ والسيد السفير ياسر شعبان، مساعد وزير الخارجية للشئون الثقافية؛ والسيد شريف الجبلي، رئيس لجنة الشئون الإفريقية؛ والسيدة ثاني نانا عائشة أنديا، سفيرة جمهورية النيجر لدى القاهرة؛ والسيد المفوض محمد إبراهيم، نائب سفير جمهورية جيبوتي بالقاهرة؛ والدكتورة سماء سليمان، وكيل لجنة العلاقات الخارجية والعربية والإفريقية بمجلس الشيوخ؛ والدكتور حسن يحيى، الأمين المساعد للجنة العليا لشئون الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية؛ والدكتور سيمور نصيروف، رئيس الجالية الأذربيجانية بالقاهرة؛ والسيد هارون جانيه، مفوض المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بتشاد؛ والأستاذ الدكتور محمد المحمدي، رئيس قسم اللغات الإفريقية بكلية الدراسات الإفريقية العليا، نائبًا عن عميد الكلية؛ والأستاذ الدكتور محمد البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعدد من قيادات وزارة الأوقاف.