النازي برونر في خدمة النظام السوري.. كيف استخدم الأسد أساليب التعذيب النازية لبناء منظومة قمعية وحشية؟
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
منذ أن تم فتح سجن صيدنايا، وهو السجن السوري الشهير بممارسات التعذيب القاسية، كشف للعالم حجم الفظائع التي كانت تُرتكب تحت حكم عائلة الأسد، بدءًا من الأب حافظ وصولًا إلى ابنه بشار.
وكانت الصدمة كبيرة لدى الرأي العام عندما تبين أن ما كان يُعرف بـ "المسالخ البشرية" لم يكن مجرد شعار، بل واقعًا مروعًا عايشه آلاف المعتقلين في السجون السورية، حيث تعرضوا لأنواع وحشية من التعذيب والقتل.
والتحقيقات الأخيرة كشفت عن استخدام النظام السوري لمجموعة من الضباط النازيين الذين شاركوا في تنفيذ الهولوكوست، وجلبوا معهم أساليب التعذيب التي دُرّبوا عليها في معسكرات الاعتقال النازية.
وبين هؤلاء كان الضابط النازي ألويس برونر، الذي كان يُعتبر من أكثر الشخصيات النازية شناعة، وقد تعاون مع النظام السوري منذ الستينيات في بناء شبكة من سجون التعذيب وأساليب القمع الممنهجة.
سوريا ملاذ للنازيين بعد الحرب العالمية الثانية
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تحولت سوريا إلى ملاذ آمن للعديد من الضباط النازيين الهاربين، وذلك بسبب التحولات السياسية الكبيرة في المنطقة وغياب الرقابة الدولية.
وكان من أبرز هؤلاء ألويس برونر، الذي كان يشغل دورًا محوريًا في ترحيل آلاف اليهود إلى معسكرات الموت.
وفي خمسينيات القرن الماضي، لجأ برونر إلى سوريا، حيث لم يكن مجرد لاجئ سياسي، بل مستشارًا أمنيًا للنظام السوري، وذلك بعد أن تمتع بحماية كاملة من قبل النظام السوري، خاصة بعد وصول حافظ الأسد إلى السلطة.
خبرة النازيين في بناء نظام القمع السوري
من خلال تقرير نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية، تم التأكيد على أن النظام السوري لم يستفد فقط من وجود برونر، بل استفاد من خبراته العملية في مجال التعذيب والاستجواب، وهو ما مكنه من بناء شبكة من أجهزة الأمن والمخابرات التي استخدمت أساليب من شأنها سحق أي معارضة.
وبرونر لم يكن فقط يقدم استشارات فنية، بل ساهم في تطور أساليب التعذيب والإعدام التي اعتمدها النظام السوري، والتي يمكن أن نجد تجسيدًا لها في سجن صيدنايا العسكري، الذي أصبح رمزًا للإرهاب والتعذيب في سوريا.
أساليب التعذيب التي نقلها برونر إلى سوريا
من بين الأساليب القمعية التي نقلها برونر إلى سوريا كان "الكرسي الألماني"، وهي أداة تعذيب تهدف إلى تدمير العمود الفقري للضحايا عن طريق تمديد ظهرهم إلى حدٍ غير طبيعي.
هذا كان جزءًا من استراتيجية أكثر شمولًا لاستخدام التعذيب الممنهج للسيطرة على الشعب السوري وتخويفه.
بالإضافة إلى ذلك، طبق النظام السوري أساليب مشابهة لتلك التي استخدمتها ألمانيا الشرقية، مثل استخدام التعذيب النفسي، حيث تم حرمان المعتقلين من النوم، ومنعهم من التواصل مع العالم الخارجي، وتعرضوا لرؤية أهوال المعاملة القاسية بحق المعتقلين الآخرين.
ممارسات مماثلة للنازية في السجون السورية
أدوات التعذيب والقتل في السجون السورية كانت تشبه إلى حد كبير تلك التي كانت مستخدمة في معسكرات الاعتقال النازية.
وفي سجن تدمر، على سبيل المثال، استخدمت العقوبات الجماعية والتعذيب الجسدي بشكل ممنهج. في سجن صيدنايا، تم اكتشاف "غرف المكبس"، وهي غرف مصممة لقتل العشرات من المعتقلين في وقت واحد عبر الضغط المكاني.
كما كانت هناك مقابر جماعية تُستخدم للتخلص من جثث الضحايا، وأدلة على استخدام المواد الكيميائية لتسريع تحلل الجثث وإخفاء الآثار.
الأثر المستمر لبرونر على النظام السوري
استمرت العلاقة بين ألويس برونر ونظام الأسد لفترة طويلة، حتى بعد أن كشف الأمريكيون هويته في عام 1961.
حيث مكّن الأسد، طوال سنوات حكمه، من الاستفادة من الأساليب الوحشية التي تعلمها من النازيين، لتأسيس منظومة أمنية تميزت بالقسوة والدموية.
وقد كشف المؤرخون أن هذه الأساليب استمرت طوال فترة حكم بشار الأسد، حيث كانت تعكس نهجًا في قمع الشعب السوري باستخدام كافة وسائل التعذيب المتاحة.
وتستمر تقارير منظمات حقوق الإنسان بالكشف الأهوال التي تعرض لها المعتقلون في سجون النظام السوري، وتوثق ممارسات القتل الجماعي، والتعذيب النفسي والجسدي.
ووفقًا للتقديرات، قُتل ما بين 13 إلى 20 ألف معتقل في سجن صيدنايا بين عامي 2011 و2015 وحدهما.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: استشارات استفادة استخدام استجواب الاستجواب الاستفادة الاسد الاعتقال الهاربين البشرية التحولات السياسية التحقيقات الحرب العالمية الثانية الحرب العالمية السجون السورية السجن السوري السلطة الصدمة العقوبات القمع الممنهج المعتقلين في السجون المعتقلون النظام السوري بشار
إقرأ أيضاً:
“لا أعرف عدد الأشخاص الذين قتلتهم”: أمجد يوسف يروي مجزرة التضامن نيابة عن النظام السوري .. فيديو
سرايا - إنها مجزرة تستمر لحوالي 25 دقيقة، 25 دقيقة كافية لقتل 41 مدنياً ولا نعلم أن المجزرة انتهت إلا حين يسأل أحد الجناة: “في غيرو؟”، لكن في تلك اللحظة لم يكن هناك ضحية أخرى، كان الجميع في حفرة الموت الكبيرة.
بدا الفيديو كـ”لعبة” للوهلة الأولى، رجلٌ بلباسه العسكري وقبعة صيد وضعها على رأسه، يطلب من الضحايا الجري وهم معصوبو الأعين، ثم يطلق النار على بعضهم أثناء جريهم بينما يسقط آخرون في الحفرة المعدّة لتكون مقبرة جماعية ثم يطلق رفيقه النار عليهم. كأنها “لعبة”، تتهاوى الأجساد فوق الإطارات المعدّة لإشعالها لاحقاً. مجزرة التضامن، واحدةٌ من عشرات المجازر التي ارتكبها نظام الأسد وكان ضحاياها أوفر حظاً فلم يبقوا قيد النسيان.
مجندٌ يسرّب التسجيلات
الفيديو الذي نشرته صحيفة الغارديان بدا كإعلان لفيلم طويل من القتل والتنكيل، رافقه تقرير مطول عن حكاية، لن يكون تصديقها سهلاً لولا أن القاتل لم يتردد في إظهار وجهه. قصة بدأت مع صدفة جمعت مجنداً بفيديو صادم على كمبيوتر أحد قادته، حين طلب منه إصلاحه، لم يمنع الخوف ذلك المجند من القيام بخطوة أولى في طريق كشف جرائم النظام، فاحتفظ بالتسجيلات، في حركة متهورة كانت لتكلّفه حياته بكل بساطة.
بدأت الحكاية في العام 2019 حين وصلت التسجيلات إلى أور أوميت أونغر وهو متخصص هولندي وباحث في هذا النوع من الإبادات، وأنصار شحود وهي متخصصة في دراسة العنف في سوريا، إلا أن التسجيلات كانت صادمة حتى لأولئك الذين يبحثون منذ سنين في أعمال العنف والابادة الجماعية.
في وقتٍ تسعى دول عربية لتعويم نظام الأسد وإعادته إلى الساحة العربية والدولية يظهر فيديو مجزرة التضامن ليشير إلى القاتل من دون مواربة أو شكّ، تنظر عيون القاتل في الكاميرا بينما عيون الضحايا معصوبة، وأيديهم مُقيّدة، ينزلون من ميكروباص أبيض، الواحد تلو الآخر، ليلقوا مصيرهم، والضحايا هم مدنيون بحسب التقرير، ممن اعتقلوا في حي التضامن أو على الحواجز المحيطة به، ليتم نقلهم إلى موقع المجزرة وتصفيتهم.
الجريمة هنا أكثر قسوة وأشد وطأة، لأن القاتل لا يجعل الضحية تشك للحظة في مصيرها، الضحية تهرب لأنها تعتقد أنها ستنجو فالقاتل أخبرها بذلك وهي صدقته ولذلك سقطت في حفرة الموت الكبيرة، لم يكتف القاتل بجريمته بل سكب الوقود على الجثث وأشعلها، هل اعتقد أن النار تخفي الجرائم؟ وأن التراب لو انهال فوق الجثث لن تنبشه العدالة في يوم ما؟
لا تنتهي القصة بالتسجيلات. لا بد من الوصول إلى معلومات أدق حول المجرمين والجهات التي يتبعون لها، وكانت لدى أور وأنصار خطة إلى جانب بحثهم الحثيث عن المعلومات وهي خداع عناصر النظام عن طريق شخصية وهمية تدعى آنا، تأملوا الوصول من خلالها إلى القاتل. خلقت الباحثتان شخصية آنا منذ سنوات في سبيل دراسة عناصر النظام، وهي فتاة علوية من حمص تقيم في الخارج وتعمل على بحث أكاديمي عن النزاع السوري، وبدأت آنا نشاطها على فيسبوك بإضافة وملاحقة كل من يمكن أن ينتمي إلى منظومة الأسد على مدار سنتين، وفي كل الأحوال لن يشكّ عناصر النظام بفتاة علوية من الطبقة الوسطى قادمة من حمص تبدي حماسها لانتصارات النظام، وبعد بحث مضنٍ وفي يوم ما تمكنت أنصار من الوصول إلى القاتل الرئيسي في الفيديو، كان قد تغير بعض الشيء لكن ندبة فوق حاجبه الأيسر مكنتها من التأكد منه، وهكذا أرسلت إليه آنا أو أنصار طلب صداقة، وبدأت رحلة كسب ثقة المجرم أمجد يوسف سعياً للوصول إلى معلومات أو أي اعتراف حول مجزرة التضامن، ومع الوقت بدأت القصة تصبح أكثر وضوحاً وتمكنت آنا من الوصول إلى أسماء القتلة الآخرين في الفيديو.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 996
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 13-12-2024 12:11 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...