ألقى الدكتور محمود صدقي الهباش، قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس الفلسطيني، في افتتاح أعمال الندوة الدولية الأولى التي نظَّمتها دار الإفتاء المصرية، كلمةً بارزة عبَّر فيها عن تقديره لجهود دار الإفتاء في جمع العلماء والمفكرين لمناقشة قضايا الأمة الإسلامية، معربًا عن شُكره العميق لفضيلة الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية، على تنظيم هذه الفعالية التي تفتح الأُفق للتشاور حول ما يُصلح حال الأمة.

كما وجَّه تحياته للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مشيدًا برعايته لهذه الندوة التي تساهم في تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية ودعم القضايا المصيرية للأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

ونقل الدكتور الهبَّاش في كلمته شكرَ الشعب الفلسطيني وقيادته لمصر، لما تقدِّمه من دعمٍ مستمر وثابت للقضية الفلسطينية، سواء من خلال مواقفها السياسية الثابتة أو من خلال دعمها الشعبي والعلمي، مؤكدًا أن مصر تمثل صمام الأمان لفلسطين ولقدسها ومقدساتها. وقال: "إن دعم مصر لفلسطين وحمايتها من التهجير والعدوان، هو مصدر قوة وصمود لنا في وجه المحاولات المستمرة لتدمير ما تبقى من هويتنا الوطنية والدينية."

وواصل الهباش حديثه عن التحديات الكبيرة التي تواجه الأمة الإسلامية في الوقت الراهن، مستعرضًا وضع المنطقة العربية التي تشهد صراعاتٍ مستمرةً، والتهديدات التي تواجه الشعب الفلسطيني. وذكَّر الحضورَ بحديثين نبويين شريفين يقدمان وصفًا دقيقًا لواقع الأمة الإسلامية، الأول، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها"، مبيِّنًا التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في ظل الانقسامات والتدخلات الأجنبية في شؤونها. أما الحديث الثاني فكان عن فقدان العلم، حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا، ولكن يقبضه بقبض العلماء." مستعرضًا بذلك أهمية دَور العلماء في حفظ القيم والثوابت الإسلامية في وجه محاولات تحريف الوعي.

وأشار الهباش إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لمحاولات مستمرة لانتزاع هويته وحقوقه من خلال الاحتلال الصهيوني الذي يسعى إلى محو الوعي الفلسطيني وإجبار الشعب على الاستسلام. وقال: "إن الاحتلال يسعى من خلال قتل الأطفال، وتدمير المساجد والمستشفيات، وتخريب المنشآت، إلى زرع الإحباط في نفوس الفلسطينيين ودفعهم إلى الاستسلام. لكنهم، رغم كل ما يمارس عليهم من ظلم، لن ينكسروا ولن يتخلوا عن أرضهم."

وأكد الهباش أن الشعب الفلسطيني، كما هو الحال مع الأجيال السابقة، سيظل متمسكًا بأرضه ولن يغادرها، وأنه سيظل يدافع عن المقدسات الإسلامية، وعلى رأسها المسجد الأقصى، قائلًا: "كما بقي التين والزيتون في أرضنا، سيظل المسجد الأقصى حاملًا لآمالنا، وسننتصر في النهاية، إن شاء الله."

وفيما يتعلق بالتهديدات التي يواجهها الشعب الفلسطيني من جانب الكيان الصهيوني، أشار الهباش إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها إن "إسرائيل" يجب أن تبقى قائمة لـ 100 عام، مضيفًا: "لكن هذا الأمل الذي يراوده بعيد المنال، لأن وعد الله في سورة الإسراء حاسم وواضح: {إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} [الإسراء: 108]، وكل ما يفعله الاحتلال لن يغير من هذه الحقيقة".

وأكمل الهباش متحدثًا عن التحدي الثاني الذي يواجهه الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية، وهو التحدي الداخلي المتعلق بالوعي، حيث أشار إلى محاولات الاحتلال الصهيوني لتغيير وعي الأجيال الفلسطينية، وزرع أفكار تدفع إلى الاستسلام وإضعاف الهوية الوطنية. وأوضح أن هناك جهودًا مكثفة من قِبل بعض القوى الخارجية لاستغلال الفكر الإسلامي وتحريفه لصالح مصالح الاحتلال، من خلال حملات إعلامية وفكرية تسعى إلى غزو العقول وتضليل الشباب العربي والفلسطيني، وخلق حالة من الإحباط والتنازل عن الحقوق. وقال: "إن محاولات تغيير الوعي الفلسطيني تندرج ضمن مخطط استعماري طويل الأمد يهدف إلى تدمير فكرة المقاومة والتمسك بالأرض."

وأكد الهباش أنَّ هذه المحاولات يجب أن تواجَه بتعزيز الوعي الديني والسياسي، وتربية الأجيال القادمة على فهم تاريخهم ومقدساتهم، وعلى أن فلسطين ستظل قلب العالم العربي والإسلامي، وأن الطريق الوحيد هو المقاومة والصمود في وجه كل محاولات الاحتلال وأعوانه.

وفي ختام كلمته، أكد الهباش أن الشعب الفلسطيني ماضٍ في نضاله ولن ينهزم، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني لا يترقب إلا وعد الله بالنصر، مؤكدًا: "نحن ماضون في دربنا، ولن ننهزم، وسنبقى على عهدنا بالدفاع عن أرضنا ومقدساتنا. وإننا ننتظر وعد الله في النصر القريب، حيث سيكون المسجد الأقصى مسرحًا لصلاة المسلمين بأمان، وسنصلي في المسجد الإبراهيمي في الخليل، بإذن الله، لنحقق وعده سبحانه."

وتوجه الدكتور الهباش بالدعاء إلى الله أن يكتب لفلسطين النصر القريب، وأن يعيد للأمة الإسلامية عزتها وكرامتها، وأن يتمكن المسلمين من أداء صلواتهم في المسجد الأقصى الشريف، وفي المسجد الإبراهيمي في الخليل.

اقرأ أيضاًدار الإفتاء تطلق ندوتها الدولية الأولى بعنوان «الفتوى وتحقيق الأمن الفكري»

دار الإفتاء المصرية تُنهي استعداداتها لندوتها الدولية الأولى «الفتوى وتحقيق الأمن الفكري»

ضمن حملة «بداية جديدة لبناء الإنسان».. 6 رسائل من دار الإفتاء للتنمية الذاتية والروحية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مستشار الرئيس الفلسطيني قاضي قضاة فلسطين قضايا الأمة الإسلامية الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية العلماء والمفكرين أن الشعب الفلسطینی الأمة الإسلامیة المسجد الأقصى دار الإفتاء من خلال

إقرأ أيضاً:

جامعة إب تنظم ندوة ثقافية بذكرى عيد جمعة رجب

الثورة نت|

نظمت جامعة إب اليوم ندوة ثقافية بمناسبة ذكرى عيد جمعة رجب بعنوان “الإيمان يمان والحكمة يمانية” .

وفي الندوة أكد مسؤول التعبئة العامة بالمحافظة عبدالفتاح غلاب أن هذه المناسبة العطرة تجسد تمسك الشعب اليمني بسيرة ومسيرة النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم منذ بعثته المباركة .

وأوضح أن الهوية الإيمانية منحت الشعب اليمني العزة والكرامة والصمود في مواجهة قوى الاستكبار العالمي ..لافتا إلى مكانة جمعة رجب في نفوس اليمنيين لعلاقتها بإسلامهم وهويتهم الإيمانية.

وبين غلاب أن اليمنيين يحيون جمعة رجب، كونها حدثاً مهماً في تجديد العهد والولاء والارتباط بالإسلام وتعزيز القيم والمبادئ واستحضار الفضائل التي سار عليها أجدادنا منذ القدم

وخلال الندوة التي أدارها نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلبة الدكتور أحمد أبو لحوم تطرق الدكتور محمد زيد مرشد إلى دور الشعب اليمني في حمل راية الدعوة ونصرة النبي الكريم وموقف قبيلتي الأوس والخزرج في مهد دعوته المباركة.

كما قدم نائب عميد كلية التربية الدكتور أبو بكر المنصور في ورقته الثانية جانبا من سيرة الإمام علي عليه السلام كمبعوث للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ودخول أهل اليمن في الإسلام.

عقب ذلك قدم عرضا مرئيا أعدته الإدارة العامة للأنشطة الطلابية عن مكانة هذه المناسبة العطرة في وجدان الشعب اليمني.

وقد أكدت الندوة أهمية تعزيز الهوية الإيمانية لما لها من أثر بالغ في بناء الأجيال وفقا لقيم ومثل وتعاليم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وترجمتها في نصرة قضايا الأمة ومواصلة الصمود والثبات والتلاحم والتكاتف لمواجهة قوى الإستكبار العالمي.

حضر الندوة نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور فؤاد حسان وأمين عام الجامعة عبدالملك السقاف وعدد من مسؤولي الجامعة وجمع من الأكاديميين والإداريين والطلبة.

مقالات مشابهة

  • أسباب رحلة الإسراء والمعراج
  • جامعة إب تنظم ندوة ثقافية بذكرى عيد جمعة رجب
  • قوات صنعاء تستهدف “وزارة دفاعِ” الاحتلال الإسرائيليِّ في تل أبيب بصاروخ “فلسطين 2”
  • الاحتلال ينفذ سلسلة تفجيرات في بلدتي عيتا الشعب وعيترون بجنوب لبنان
  • نادي الأسير الفلسطيني: الاحتلال يشن حرب إبادة جماعية بحق شعبنا
  • الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: أصبحنا أقرب لإتمام صفقة بين حماس وإسرائيل
  • «الدولية لدعم فلسطين»: مؤشرات كبيرة بقرب إتمام الصفقة بين حماس وإسرائيل
  • فعاليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في عدد من المحافظات
  • انتشال شهداء ونسف بيوت مستمر جنوب لبنان
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يفجر 5 منازل في بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان