أمين مجمع الفقه بجدة يثمن دور الرئيس السيسي في تعزيز الوسطية
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
كتب- محمود مصطفى أبوطالب:
قال الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة، المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي، إن الفتوى الصحيحة تعدُّ أحد الأسس المحورية لتعزيز الأمن الفكري في المجتمعات الإسلامية، مشيرًا إلى أن الأمن الفكري هو صمام أمان المجتمع وضمان استقراره وحمايته من الانحرافات الفكرية والغلو.
وقدم خلال كلمته في فعاليات الندوة التي انطلقت صباح الأحد، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، تحت رعاية الرئيس السيسي، الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي على رعايته الكريمة لهذه الندوة التي تُعقد في توقيت بالغ الأهمية، مثنيًا على الجهود الحثيثة التي تبذلها القيادة المصرية لتعزيز الوسطية الفكرية ومواجهة التطرف والغلو الفكري.
وأشار إلى أن الفكر يمثل الأساس الذي تقوم عليه قرارات الإنسان وأفعاله وسلوكياته، مؤكدًا أن القرآن الكريم قد أولى عناية فائقة للفكر ودَوره المحوري في تحديد مصير الإنسان، مستشهدًا بقوله تعالى: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ}.
وأضاف أن هذه الآيات تشير بوضوح إلى تأثير الفكر في حياة الإنسان، بَدءًا من مرحلة التقدير والتأمل وصولًا إلى التنفيذ والتصرف، واستدلّ بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"، موضحًا أن الفكر هو لب هذه المضغة التي تحدد مسار الإنسان، سواء نحو البناء والإعمار أو الانحراف والدمار.
الأمن الفكري ركيزة لتحقيق الاستقرارأكد الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي أن الأمن الفكري يشكل ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار في جميع جوانب الحياة، مشددًا على أن الفكر المنحرف والغلو الفكري يمكن أن يقودا إلى تدمير المجتمعات.
وأوضح أن الفتوى الصحيحة تسهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الفكري، مشيرًا إلى الدور المهم الذي يضطلع به العلماء والمفتون بوصفهم "الموقِّعين عن رب العالمين"، وداعيًا إلى الالتزام بضوابط الإفتاء التي تضمن نشر الوسطية والاعتدال وتواجه الفكر المتطرف.
جهود دار الإفتاء المصريةأعرب عن تقديره البالغ لجهود دار الإفتاء المصرية في تنظيم هذه الندوة الدولية، مؤكدًا أهمية التعاون بين المؤسسات العلمية والدينية، مثل الأزهر الشريف ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين مختلف أطياف المجتمع. وفي ختام كلمته، دعا الأمينُ العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي اللهَ عزَّ وجلَّ أن يحفظ مصر قيادةً وشعبًا، وأن يحقق لهذه الندوة أهدافها في تعزيز الأمن الفكري، وأن تكون مخرجاتها مساهمة فعَّالة في بناء مجتمعات آمنة ومستقرة تقوم على قيم الوسطية والاعتدال.
الدكتور قطب مصطفى سانو أمين مجمع الفقه بجدة الرئيس السيسيتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةالمصدر: مصراوي
كلمات دلالية: هروب بشار الأسد سعر الدولار سكن لكل المصريين الإيجار القديم أسعار الذهب الحرب على غزة سعر الفائدة المحكمة الجنائية الدولية نوة المكنسة مهرجان القاهرة السينمائي دونالد ترامب تصفيات أمم إفريقيا 2025 داليا فؤاد أمين مجمع الفقه بجدة الرئيس السيسي الفقه الإسلامی الدولی التی ت
إقرأ أيضاً:
في اليوم الدولي للغابات.. رئة الكوكب التي باتت تتقلص
رغم بوادر تحسن طفيفة، مازال الكوكب يخسر 10 ملايين هكتار سنويا بسبب إزالة الغابات، فيما يتأثر70 مليون هكتار بالحرائق. ويستمر ضغط تغير المناخ على الغابات لتصبح أكثر عرضة للضغوطات البيئية، حيث تتزايد شدة وتواتر حرائق الغابات، بما في ذلك في المناطق التي لم تتأثر من قبل.
وتحيي الأمم المتحدة سنويا في 21 مارس/آذار اليوم الدولي للغابات على اعتبار أنها أهم مواطن الغذاء و التنوّع البيولوجي الأكثر استثنائية على كوكبنا، وتلعب دورا حيويا في مكافحة تغيّر المناخ. لكن غابات العالم التي يعتمد على منتجاتها نحو 5 مليارات شخص، باتت اليوم عرضة للتّهديد بسبب وتيرة إزالتها، فضلا عن تأثيرات الاحتباس الحراري.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2المانغروف.. كنز بيئي نادر تتهدده المشاريع الساحليةlist 2 of 2"غرينبيس" تستأنف حكما بغرامة ضخمة لشركة نفط أميركيةend of listويشير تقرير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لعام 2024 إلى أن تغير المناخ يزيد من تعرض غابات العالم لعوامل الإجهاد مثل حرائق الغابات والآفات والأنشطة البشرية ذات الصبغة الصناعية.
وحسب تقرير لمنظمة "غرينبيس" تعدّ الغابات موطنا لما لا يقل عن 80% من التنوّع البيولوجي البرّي في العالم، بما في ذلك العديد من أنواع الأشجار والنباتات والحيوانات والطيور والحشرات والفطريات التي تعمل معا في أنظمة بيئية متناسقة ومعقّدة.
إعلانكما تعد الغابات من ركائز الأمن الغذائي والتغذية العالمية، فهي تتيح الأغذية الأساسية من الفاكهة والبذور والجذور واللحوم، والموارد الأساسية للمجتمعات الأصلية والريفية.
رئة الكوكب ومستقبل توازنه
وتغطي الغابات حاليا نسبة 31% من مساحة اليابسة على الأرض، لكنها موزّعة بشكل غير متساو على جميع أنحاء العالم.
وتشير التقديرات إلى أن نحو نصف هذه الغابات سليم نسبيا، وأكثر من ثلثها عبارة عن غابة أولية، تكاد تخلو تماما من علامات واضحة للنشاط الإنساني ولم تتعرّض لأي نوع من أنواع الاستغلال أو التّغيير البيئي.
ويؤكد تقرير الفاو أن 4.06 مليارات هكتار من الأراضي مغطاة بالغابات أي أن هناك حوالي 0.52 هكتار من الغابات لكل شخص على كوكب الأرض.
تتركز 54% من غابات العالم في 5 بلدان فقط، وهي روسيا والبرازيل وكندا والولايات المتحدة والصين، بينها 815 مليون هكتار في روسيا، و497 مليون هكتار في البرازيل، و347 مليون هكتار في كندا، و 310 ملايين هكتار في الولايات المتحدة، و220 مليون هكتار في الصين، و870 مليون هكتار في باقي أنحاء العالم.
كما تتوزع المناطق الحرجية بنسبة 45% في المناطق الاستوائية، و27% في المناطق الشمالية، و16% في المناطق المعتدلة و11% في المناطق شبه الاستوائية، كما أن 93% من مساحة الغابات في العالم تتجدد طبيعيا، مقابل 7% مؤلّفة من غابات مزروعة. وفيما تراجعت مساحة الغابات المتجددة طبيعيا منذ عام 1990، توسعت مساحة الغابات المزروعة بمعدل 123 مليون هكتار.
وتغطّي المزارع الحرجية حوالي 131 مليون هكتار، أي 3% من مساحة الغابات في العالم ونسبة 45% من إجمالي مساحة الغابات المزروعة. وتسجل أميركا الجنوبية أعلى نسبة من المزارع الحرجية بواقع 99% من إجمالي مساحة الغابات المزروعة و2% من إجمالي مساحة الغابات، بحسب تقرير منظمة الفاو.
إعلانوتوجد في القارة الأوروبية أدنى نسبة من المزارع الحرجية التي تشكّل نسبة 6% من الغابات المزروعة ونسبة 0.4% من إجمالي مساحة الغابات. وما زال هناك في العالم ما لا يقل 1.1 مليار هكتار من الغابات الأوّلية، توجد معظمها في البرازيل وكندا وروسيا.
ضبط المناخ وخفض الانبعاثات
تساعد الغابات في استقرار المناخ العالمي، وذلك عن طريق امتصاص ما يمثّل ثلث انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري سنويا، أي نحو 2.6 مليار طن تقريبا، ولأن الغابات تقوم أيضا بتخزين الكربون، فإن إزالتها مسؤولة أيضا عن إطلاق ما يقارب ربع انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية في الغلاف الجوي.
وتقدر الانبعاثات العالمية من حرائق الغابات في عام 2023 بنحو 6687 ميغا طن من ثاني أكسيد الكربون، ويساهم التغير المناخي بجعل الغابات أكثر عرضة للأنواع الغازية، حيث تهدد الحشرات والآفات ومسببات الأمراض نمو الأشجار وبقاءها.
مخاطر تدمير الغابات؟
حسب بيانات موقع "غلوبال فورست" (Gobal Forest) بلغ إجمالي فقدان الغابات الأولية الاستوائية في عام 2023 ما مجموعه 3.7 ملايين هكتار، وهو ما يعادل تقريبا فقدان ما يقرب من 10 ملاعب كرة قدم من الغابات في الدقيقة.
ورغم الانخفاض بنسبة 9% عن عام 2022، فإن المعدل في عام 2023 كان مطابقا تقريبا لمعدل عامي 2019 و2021. وقد أنتج كل هذا الفقد في الغابات 2.4 غيغا طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في عام 2023، أي ما يعادل نصف انبعاثات الوقود الأحفوري السنوية في الولايات المتحدة على سبيل المثال
وحسب أرقام منظمة الفاو، سجلت أفريقيا أعلى خسارة في الغابات خلال العقد 2010-2020، بواقع 3.9 ملايين هكتار سنويا. كما ارتفع معدّل الخسارة الصافية في الغابات في أفريقيا في كل عقد من العقود الثلاثة الماضية منذ عام 1990.
إعلانوسجّلت أميركا الجنوبية خسارة في الغابات بواقع 2.6 مليون هكتار سنويا خلال العقد 2010-2020، ومع ذلك تراجع معدّل الخسارة الصافية في الغابات بشكل ملحوظ في القارة إلى حوالي نصف المعدّل مقارنة بالعقد 2000-2010.
وإضافة إلى الحرائق، تمثل الأنشطة البشرية وإزالة الغابات السبب الرئيسي في تدهور الغابات، ولا يزال الإنتاج العالمي من الأخشاب عند مستويات قياسية بلغت حوالي 4 مليارات متر مكعب سنويا بعد تراجع قصير خلال جائحة كوفيد-19.
وتشير التقارير إلى أن ما يقرب من 6 مليارات شخص يعتمدون على المنتجات الحرجية غير الخشبية، مع توقعات بارتفاع الطلب العالمي على الأخشاب بنسبة تصل إلى 49% بين عامي 2020 و2050، ويمثل ذلك تهديدا جوهريا للغطاء الغابي.
ويمثل التوسع العمراني خطرا على الغابات، لكن غالبا ما يتم قطع غابات العالم الاستوائيّة أو حرقها لخدمة الإنتاج الصناعي للأغذية وصناعة مستحضرات التجميل والأثاث وغيرها.
وفي حالة غابات الأمازون المطيرة وغيرها من غابات أميركا الجنوبية، يُشعل المزارعون الحرائق بشكل متعمد أحيانا بهدف تطهير الأراضي لتربية الماشية من أجل اللحوم ومنتجات الألبان، أو لزراعة فول الصويا المستخدم في تغذية الحيوانات.
وفي أميركا الجنوبية تُعد مزارع زيت النخيل سببا رئيسيا لإزالة الأشجار في الغابات الاستوائية المطيرة وكذلك في كل من إندونيسيا والكونغو. وفي الغابة الشمالية الكبرى (التايغا)، والتي تخزّن كميات ضخمة من الكربون تفوق ما تخزّنه جميع الغابات الاستوائية في العالم، ومع ذلك تتعرض للقطع بوتيرة أقل.
ويأتي الاحتفال باليوم الدولي للغابات تذكيرا بالمخاطر التي تهدد النظم البيئية الأساسية في العالم، وتأكيدًا على ضرورة حماية الغطاء النباتي والغابي، وإدارته بشكل مستدام ومنظم، من أجل تحقيق استدامة الكوكب، وتقليص المخاطر التي تتهدده.
إعلان