سودانايل:
2025-04-15@09:44:54 GMT
الدقة في التعامل مع الحقائق جوهر طرح المؤرخ يا د. عبد الله على إبراهيم
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
البروف عبد الله على إبراهيم مؤرخ مرموق وقامة من قامات بلادنا الثقافية السامقة. استخدم الدكتور عبد الله تلك المنزلة السامية لطرح أفكار وآراء تتعارض مع مكانته الاكاديمية. فكل من يتابع كتاباته الأخيرة يلاحظ تبريره المتكرر لمواقف قيادة الجيش الحالية. وفي نفس الوقت يهاجم تقدم، صباح مساء. وهو ينتهز قدراته اللغوية ومخزونه من المعلومات التاريخية لتقديم انصاف حقائق، ثم يضيف ما يرمي اليه من هدف.
نشر الدكتور مقالا بعنوان: الحزب الشيوعي السوداني والطريق البرلماني للاشتراكية. وهذا المقال هو امتداد لطرح عبد الله المتكرر عن الحزب الشيوعي تحت قيادة " استاذنا عبد الخالق محجوب". ولكنه لا يتوقف عند ذلك ويقدم نقده المستمر والمتواصل لمواقف الحزب الشيوعي وقياداته التي أعقبت عبد الخالق. وعبقرية عبد الخالق، لا تحتاج لإقحامه في معظم المقالات، فشعبنا يعرف قدراته العظيمة.
جاء في المقال:
" من الحقائق المغيبة عن الحزب الشيوعي أنه تبنى الطريق البرلماني للاشتراكية في مؤتمر الثالث (1956) بألمعية وحصافة لا تزال تنظر قلماً حاذقاً يسبر غور ذلك "النشوز" عما شاع إلى يومنا أن للاشتراكية طريق واحد هو ثورة البروليتاريا. ونشر الحزب ذلك الولاء للديمقراطية الليبرالية في كتاب "طريق السودان للسلم والاشتراكية" الذي تلاشى بالزمن وبقيت لمح منه في كتاب " آفاق جديدة" لأستاذنا عبد الخالق محجوب الذي صدر في أعقاب المؤتمر في 1956."
كل من يقرأ هذا المقال يخرج بانطباع، غير حقيقي، عن هذه القضية. ولقد تعرض موضوع الانتقال السلمي للاشتراكية لنقاشات كثيرة ومكثفة، وسط الماركسيين. وبعضهم أرجعها لكتابات ماركس الأولي أو كما يسميه البعض ماركس الشاب أو ماركس الإنساني. وآخرون حددوا بدايتها مع سياسة " الاشتراكية في بلد واحد" والحديث عن " المباراة السلمية بين النظامين العالميين". كما ربط آخرون الطرح بكتابات قرامشي خاصة كراسات السجن، وقالوا انها تشكل النواة الأولي للشيوعية الاوربية. التي ظهرت في سبعينات القرن الماضي، كتيار يجمع بعض الأحزاب الشيوعية في غرب أوربا. وهذا نقاش طويل وممتد، مثل كل المسائل النظرية، المتعلقة بالماركسية.
بدايات طرح الطريق البرلماني (السلمي) للانتقال للاشتراكية، بوضوح وبشكل برنامجي عام، كانت في اربعينات القرن الماضي. عندما صدرت توجيهات من ستالين للأحزاب الشيوعية حول استخدام الديمقراطية البرجوازية. وقد اضافتها عدد من الأحزاب لبرامجها، لكن لارتباطنا بالاستعمار البريطاني، وتوجيهات الكومنتيرن لدور الأحزاب الشيوعية في الدول الاستعمارية، لنشر النظرية في المستعمرات التابعة لها. فما هو موقف الحزب الشيوعي البريطاني، وكان من أول الأحزاب التي طرحتها بوضوح، ومنذ وقت مبكر.
The programme of the British Communist Party adopted in 1935 stated:
“... the building of a mass Communist Party within an all-inclusive united working class front is the sole path to the advance of the working class struggle, and ... the victory of working class revolution in Britain and the establishment of the workers’ dictatorship on the basis of Soviet power for the building of socialism”.
And in the book: The British Road to Socialism written in 1947, we read:
“... it is possible to see how the people will move towards Socialism without further revolution, without the dictatorship of the proletariat”.
توضح هذه المقتطفات ان المسألة طرحت منذ أوقات مبكرة. وستكون لاحقا أحد أهم أسباب الخلاف النظري بين الحزبين السوفيتي والصيني. وصارت القيادة الصينية تصف القيادة السوفيتية بالتحريفية. وكثيرا ما استخدمت، بعض التيارات الماركسية، النهاية المأساوية لنظام سلفادور الليندي في شيلي، لنقد استحالة تحقيق الاشتراكية عن الطريق البرلماني.
عبقرية عبد الخالق لا تحتاج لانتزاع موقف من اطاره التاريخي الصحيح. ولكنها تظهر، بوضوح وجلاء، في هذا المقتطف، من نفس كتاب " آفاق جديدة"، كتب عبد الخالق:
" جرت في الفترة الأخيرة دراسات واسعة، وتوجت باستكمال الاشتراكية العلمية التي وضعها ماركس وانجلز. وفي الفترة الثانية التي أعقبت التطور السلمي للرأسمالية وتحولها للاحتكار والاستعمار، جرت دراسات قام بها لينين وتوصل الي العهد الجديد من تطور الثورة البروليتارية. وفي هذا السبيل استبعد لينين القيم التي وضعها ماركس ولم تعد ملائمة للفترة الجديدة. والفترة الراهنة لا تقل في وزنها عن الفترتين السابقتين. ومن الطبيعي ان تذهب الدراسات والبحوث الى حدود بعيدة لإعادة النظر في معظم القيم الاشتراكية بهدف الاحتفاظ بكل ما هو ملائم واستبعاد كل ما أصبح ميتا لا يتمشى مع الظروف الجديدة"
siddigelzailaee@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحزب الشیوعی عبد الخالق عبد الله
إقرأ أيضاً:
غالبية مواقع الحزب جنوب الليطاني بيد الجيش.. وعون يسعى إلى تسليمٍ سلسٍ للسـلاح
يحبس العالم أنفاسه مع انطلاق المسار التفاوضي الأميركي الإيراني في مسقط عاصمة سلطنة عمان، فيما يبدو الحكم على الجولة الأولى من هذه المفاوضات غير المباشرة متعجلاً ومبكراً. وتتوجه أنظار الشرق الأوسط برمته وحتى معظم العالم إلى هذا التطور لما ينطوي عليه من أهمية مفصلية في مصير الشرق الأوسط. ولذا كان بديهياً أن يبدو لبنان معنياً أكثر من بلدان المنطقة كلها بترقب ما ستفضي إليه هذه المفاوضات وما ستتركه لاحقاً من تداعيات وانعكاسات عليه مباشرة أو بشكل غير مباشر. وكان بارزاً ما نقلته في الساعات القليلة الماضية، "وكالة الصحافة الفرنسية" عن مصدر مقرّب من "حزب الله" ومفاده بأنّ معظم المواقع العسكرية التابعة لـ "الحزب" جنوب الليطاني باتت تحت سيطرة الجيش اللبناني، موضحاً أنّ "الحزب" سلّم 190 نقطة عسكرية للجيش من أصل 265". مصادر سياسية متابعة أكدت لـ "نداء الوطن" دقة وصحة هذه المعلومات، مشيرة إلى أن الجيش سيواصل تنفيذ هذه المهمة، تحقيقاً لكل مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذاً لمجمل القرارات الدولية. اضافت أنّ فكرة الحوار الوطني الجامع الذي يضمّ الأطراف كافة لمناقشة ملف سلاح "الحزب" غير واردة حالياً، كما لم توجّه أي دعوة للأفرقاء السياسيين للمشاركة بأي حوار حتى الساعة، علماً أنّ الرئيس عون سيتولّى مسألة الحوار الثنائي مع "الحزب" من أجل الوصول الى تسليمٍ سلسٍ للسلاح، ومن دون مواجهات، وهذا الأمر متفق عليه مع أركان الدولة، بحسب المصادر نفسها. وكتبت "الديار": ان الحوار غير المعلن بين رئيس الجمهورية العماد جوزف عون وحزب الله حول سلاح المقاومة، سيأخذ مزيدا من مساحة الاهتمام والمتابعة في المرحلة المقبلة، لافتا في الوقت نفسه ان ليس هناك روزنامة زمنية محددة له، نظراً لارتباطه بعناصر وقضايا اساسية، تتعلق بتنفيذ اتفاق وقف النار والقرار 1701 من قبل العدو الاسرائيلي. وكشف المصدر عن ان هذا الحوار يجري بالتنسيق والتعاون المستمرين بين الرئيس عون والرئيسين نبيه بري ونواف سلام ، مكررا القول ان بحث موضوع سلاح المقاومة مرتبط بطبيعة الحال، بجهود موازية ومستمرة لدى المجتمع الدولي والدول المؤثرة، لا سيما الولايات المتحدة، من اجل وقف الاعتداءات الاسرائيلية واستكمال الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية، واستعادة الاسرى اللبنانيين وتثبيت الحدود البرية .واستبعد المصدر عقد طاولة حوار وطني برئاسة ورعاية رئيس الجمهورية في المرحلة الراهنة، لبحث موضوع استراتيجية الدفاع او الامن الوطني، لافتاً الى ان الظروف والاجواء المحمومة لا تشجع على القيام بهذه الخطوة، كما ان هناك وجهة نظر تؤيد ان يتولى الرئيس عون، الذي يحظى بثقة عالية داخليا وخارجيا هذه المهمة اليوم بحوار مباشر مع حزب الله ، وربما يتوسع لاحقا تمهيدا لعقد حوار وطني موسع. وحول مواقف بعض الاطراف لا سيما "القوات اللبنانية" التي تعارض فكرة الحوار، قال المصدر