عندما يُسكَت صوت الشعب في تقاطع الطرق
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
كتب الدكتور عزيز سليمان أستاذ السياسة والسياسات العامة
العالم يراقب مستقبل السودان من خلف الستار، حيث تحتدم قاعات الاجتماعات الدولية بالنقاشات حول إنهاء الصراعات المدمرة التي تجتث جسد الوطن، وكأن السودان ليست سوى قطعة في لعبة شطرنج تتحكّم بها المصالح الدولية الكبيرة، حيث تقود دول حلف شمال الأطلسي هذه المسرحية بينما تلعب تركيا دور وسيط يحضر في صوغ اتفاقيات قد تشكّل خارطة طريق لمستقبل البلاد، ومع كامل هذه التحديات والتجارب، أين يكون صوت شعب السودان في كل هذه الموائد والأحداث التاريخية التي تُشكَّل من خلالها مصير بلدهم.
الصوت الذي فُقد لم يكن ذلك بسبب الصدفة، بل كان ذلك نتيجة لظهوره في الساحة عن عمد، حيث قامت الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام المحلية بخلق صورة تافهة حول الشعب السوداني، ما جعلهم ينشغلون بالتفاهات التي تحيط بهم وتشغل انتباههم بعيدا عن المسألة الأساسية: كيف ستنتهي هذه الحرب، وعلى أي أساس ستُبنى حلا لها ۔ يعرّف التاريخ لنا أن طغيان أراء قادة المجتمعات على حساب إرادات شعوبها لا يُفضِي إلى سلام دائم، بَل يستَدعِى نزوّلا جديدا في طرق الترويج للاستيلاء والقضاء على حقوق شعب منهك. إذ نشير إلى سورية كمثال، فإن توقف الصراع هناك جاء على حِساب حروق شديدة تكبدها شَطْر من شَجْوْ به خصائص شخصية مستثارة لأول مرة في هذ المربع..
اليوم، يواجه السودان خطرا كبيرا حيث إذا استمرت النخب الدولية والمحلية في إقصاء الشعوب السودانية، فإن البلاد لن تخسر فقط في حروبها، بل ستفقد حقها في تحديد مستقبلها، وحتى على المدى البعيد أيضا. يطالب “مركز دراسات الليبرالية والاستنارة” بضرورة حضور صوت الشعب الفاعل في صنع القرارات المصيرية، وأن يكون لصوتهم وزن في أية اتفاقات أو تسويات يُعدها آخرون، حيث إن صوت الشعب هو ضامن مهم ضد التضليل والفساد وضياع البلاد..
في الوقت الحالي، يتطلب الوضع الوطني إدراكا واعيا، استفاقة لا تستسلم للهزيمة. فالصمت يعني التخلي عن السودان لقدر يحدده أصحاب مصالح غير معروفة بمصلحة الشعب، وكما يقول التاريخ: من يغيب عن رسم مستقبله، فإنه لن يجد مكانا له فيه.
quincysjones@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
«الدعم السريع» تجدد رفضها استبدال العملة وتتحدث عن «مؤامرة خبيثة»
قوات الدعم السريع وصفت قرار استبدال العملة السودانية بأنه يأتي في سياق مخطط الحركة الإسلامية لتنفيذ مؤامرة خبيثة تستهدف تقسيم البلاد.
الخرطوم: التغيير
جددت قوات الدّعم السريع، موقفها الرافض لقرار تبديل العملة السودانية، وأكدت منع التعامل مع أي إجراءات لاستبدال العملة، فيما وصفت الإجراءات بأنها مؤامرة خبيثة تستهدف تقسيم البلاد.
وفي 9 نوفمبر الماضي، أعلن بنك السودان المركزي طرح عملة نقدية جديدة لفئة الألف والخمسائة جنيه، وطالب بإيداع الفئات المتداولة حالياً في حسابات الأشخاص بالبنوك دون السماح بالاستبدال، على أن يوقف التعامل بالطبعات الحالية لاحقًا.
وجددت قوات الدعم السريع اليوم الخميس، موقفها بمنع التعامل مع أي إجراءات لاستبدال العملة، وقالت إن “الفئات الجديدة المطروحة من قبل عصابة بورتسودان لن تكون مبرئة للذِمة المالية ويمنع تداولها والتعامل بها، وأكدت سريان التعامل بالعملات الحالية في المناطق الخاضعة لسيطرة قواتها.
وأصافت في بيان: “تأكيداً لمواقفنا المعلنة إزاء الإجراءات غير القانونية بشأن استبدال العملة وما ينطوي عليه الموقف من مؤامرة خبيثة تستهدف تقسيم البلاد في سياق مخطط تقوده مجموعة نافذة داخل منظومة الحركة الإسلامية الإرهابية بالتنسيق مع جهات خارجية تسعى لتفكيك السودان؛ فقد شهدت العديد من البنوك وأفرع المصارف في بعض الولايات، ربكة واعتراضات من المواطنين في أول يوم لعمليات الاستبدال المشوّه”.
وأشار البيان إلى أن عدداً من البنوك رفضت منح المواطنين المقابل لإيداعاتهم بنظام الـ(كاش) بدعاوى عدم توفر السيولة الكافية، بجانب توجيهات للبنوك بإيداع المبالغ في حساب مصرفي على أن يتم السحب منه لاحقاً.
ووصف الأمر بأنه يعد مخالفة صريحة للقوانين المالية المعمول بها عالمياً ومحاولة لنهب أموال المواطنين وتحويلها لتمويل الحرب وجيوب “عصابة بورتسودان”.
وقالت قوات الدعم السريع، “إن الإجراءات المتخذة من قبل عصابة الانقلابيين، تظل حبراً على ورق ومحض قرار سياسي بلا قيمة”- حسب وصفها.
وشددت على أنه لن تستطيع جهة التعدي على ممتلكات الناس واستغلال ظروف البلاد وانعدام حالة الأمن لمضاعفة معاناة السودانيين.
وأكدت قوات الدعم السريع اتخاذ تدابير وإجراءات كافية لحفظ حقوق المواطنين وفقاً للقوانين.
الوسوماستبدال العملة الحركة الإسلامية السودان بنك السودان المركزي بورتسودان قوات الدعم السريع