بعد سقوط الأسد..قدماء الانتفاضات العربية يحذرون السوريين
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
فيما يحتفل السوريون المبتهجون بسقوط الرئيس بشار الأسد، تنتشر تحذيرات مخيفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي العربية من مستقبل قاتم محتمل.
وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن نهاية آل الأسد جاءت على أيدي جماعة مسلحة لها صلات سابقة بتنظيم "القاعدة" هي هيئة تحرير الشام، ما زاد حدة الفزع بين العرب الذين يدركون جيدًا السجل الدموي لنظام الأسد.وكتب عز الدين فشير، أستاذ العلوم السياسية المصري في جامعة دارتموث في الولايات المتحدة، على فيس بوك "المتفائلون بمستقبل سوريا، ألم يكونوا معنا خلال السنوات الأربع عشرة الماضية؟".
Veterans of Arab uprisings warn Syrians of perils ahead https://t.co/xxKVtYQaNT
— Middle East & Africa (@FTMidEastAfrica) December 15, 2024وكتب مستخدم مصري آخر على وسائل التواصل الاجتماعي: "أليس ما حدث في العراق، وبعد ذلك الانتفاضات العربية كافياً للخوف من القادم؟"
في 2011، اجتاحت موجة من الانتفاضات الشعبية العالم العربي، وأطاحت بالطغاة في مصر وليبيا وتونس وأشعلت الآمال في الحكم الديمقراطي، والازدهار الاقتصادي، الا أن تلك الآمال تحطمت لاحقاً بسبب الأنظمة المستبدة الجديدة أو الحروب الأهلية. وفي نفس الوقت، بدأت انتفاضة سوريا، لكن حكومتها لم تسقط إلا بعد 13 عاماً.
وقالت زينة إرحيم، وهي صحافية سورية انتقلت إلى لندن في 2017، إن التحذيرات التي تلقتها من أصدقاء تونسيين ومصريين كانت "تبسيطية ولم تأخذ السياق السوري في الاعتبار. وكأنهم يقولون: هؤلاء الفقراء سعداء لكنهم لا يعرفون ما ينتظرهم".
وأضافت "أنا متفائلة بعض الشيء. فنحن السوريون ندرك إخفاقاتنا أكثر مما ندرك إخفاقات الآخرين. وآمل أن نتعلم ليس فقط من دروس الآخرين، بل وأيضا من تجاربنا الخاصة".
Veterans of Arab uprisings warn Syrians of perils ahead via @FT
https://t.co/l17uIUDx6Z
وبالنسبة للسوريين، هذه لحظة من الأمل الشديد، حتى وإن كانت مشوبة بالخوف والقلق. فالكثير من السوريين يشعرون بنفس النشوة التي شعر بها آخرون في المنطقة عندما تخلصوا من مضطهديهم في 2011.
وعندما تنحى الرئيس المصري حسني مبارك، الذي حكم مصر 30 عاماً، في 2011 بعد 18 يوما من الاحتجاجات السلمية، تدفقت الحشود المبتهجة إلى ميدان التحرير في القاهرة، مرددة: "ارفع رأسك عالياً، أنت مصري".
وفي وقت لاحق، فازت جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية، وفي 2012، انتُخِب محمد مرسي، أحد زعماء الجماعة، رئيساً بأغلبية ضئيلة. وأدى حكمه القصير إلى نفور العديدين، بما في ذلك الجماعات المؤيدة للثورة. وثارت الأحزاب العلمانية، والنخب من عهد مبارك، ومجموعة من المصريين الذين شعروا بالفزع من صعود الإسلاميين، ضد حكمه.
وقال هشام قاسم، الناشر المصري، إن التحول فشل لأن الإسلاميين "كانوا يحاولون احتكار الوضع، ولم يتم التعامل مع الاقتصاد على محمل الجد".
وأضاف "كان الجيش يقف على الحياد ولم يكن مستعدًا حقًا للتخلي عن السلطة، لكن الفشل كان يرجع إلى حد كبير إلى الأداء السيئ للقوى السياسية في البلاد".
وبعد انتفاضة تونس، نجت الديمقراطية الوليدة لمدة عقد، لكنها انهارت عندما أغلق قيس سعيد، الرئيس الشعبوي المنتخب ديمقراطياً، البرلمان في 2021، وأعاد كتابة الدستور لتركيز السلطة في يديه وبدأ في سجن المنتقدين.
ورحب التونسيون بذلك بعدما سئموا السياسة الفوضوية وانخفاض مستويات المعيشة والحكومة غير الفعّالة. في أكتوبر(تشرين الأول)، فاز سعيد في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بـ90 % من الأصوات بعد سجن المرشح الأكثر مصداقية من بين اثنين سُمح لهما بالترشح ضده.
وقالت ألفة لملوم، عالمة السياسة في تونس، إن الدرس المستفاد من تونس هو أن "الحريات الديمقراطية لا يمكن أن تبقى دون أساسيات الحياة الكريمة".
وأضافت "كانت الاحتجاجات في السنوات العشر الماضية من العاطلين عن العمل وغيرهم حول الحقوق الاجتماعية والاقتصادية. على الناس أن يروا أن حياتهم تتغير للأفضل".
وبعدما أطاحت انتفاضة في ليبيا بمعمر القذافي في 2011، انقسمت البلاد بين حكومتين متنافستين. وخاضتا حربًا أهلية في 2019، حيث قامت روسيا والقوى الإقليمية بتسليح ودعم أطراف مختلفة.
ومنذ ذلك الحين، استقرت النخب الحاكمة المتنافسة في تعايش غير فعال، وتمول نفسها من خلال سحب عائدات النفط الليبية.
ويقول المحللون إن مسار سوريا يبدو من غير المرجح أن يتتبع خطوات دول ما يسمى "الربيع العربي". إن تفتتها تحت مجموعات متمردة مسلحة مختلفة، إلى جانب فسيفساء من الأقليات، يعني أن التحديات ستكون مختلفة.
كما جاء انهيار نظام الأسد بعد حرب أهلية استمرت 13 عامًا قُتل فيها نصف مليون، معظمهم على يد النظام، وأصبح الملايين لاجئين.
وأدى القمع الشرس من الأسد للمظاهرات السلمية في 2011 إلى تحويل الثورة السورية إلى انتفاضة مسلحة أصبحت فيها الفصائل الإسلامية في نهاية المطاف أقوى المجموعات. ودعا الأسد حلفاء أجانب، في البداية إيران والمسلحين الذين تدعمهم إيران بما في ذلك حزب الله، ثم روسيا، التي قصفت قواتها الجوية المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد
إقرأ أيضاً:
أردوغان يعلن بدء عودة السوريين بعد سقوط الأسد ويهاجم المعارضة بشدة (شاهد)
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن عملية عودة السوريين إلى بلادهم قد بدأت، مشيرا إلى أن من يرغبون في البقاء في تركيا هم ضيوف. كما هاجم المعارضة التركية على خلفية سقوط نظام المخلوع بشار الأسد.
في كلمته خلال المؤتمر الإقليمي العادي الثامن لحزب العدالة والتنمية الحاكم في ولاية ساكاريا شمال غرب تركيا، الجمعة، قال أردوغان إن قيادات المعارضة التركية كانوا يسألون دائمًا ماذا تفعل تركيا في سوريا. وأضاف: "أقول لهم، هل عرفتم الآن لماذا تركيا في سوريا، ولماذا كانت هذه مواقفها؟ وأين هو قائد سوريا/الأسد حاليًا؟ وأين هم المعارضة الذين دعمناهم نحن؟".
Dünyada bizden başka hiçbir ülkenin altından kalkamayacağı siyasi ve toplumsal bir yükü hiç tereddüt etmeden sırtlandık. Allah’a hamdolsun, biz haklı çıktık.
Türk’ü Türk yapan, bizi biz yapan haslet işte budur. pic.twitter.com/ddLwzRFSvu — Recep Tayyip Erdoğan (@RTErdogan) December 13, 2024
وتابع أردوغان: "مدن حلب، والشام، وحماة، وحمص، تمامًا مثل غازي عنتاب وإسطنبول وباقي المدن التركية. ولو لم يتم تقسيم المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية، لكنا لا زلنا في بلد واحد."
وأكد الرئيس التركي أن بلاده ستواصل طريقها في محاربة الإرهاب والقضاء عليه. وأشار إلى أن عملية عودة السوريين إلى بلادهم قد بدأت بعد التغييرات الأخيرة، مضيفًا أن السوريين الذين يرغبون في البقاء في تركيا هم ضيوف وسيبقون فوق رؤوسنا.
كما قال أردوغان: "السجون السورية في عهد نظام الأسد تظهر بوضوح حجم الظلم الكبير الذي مارسه النظام بحقهم. الجواب على سؤال لماذا لم يعد السوريون لبلادهم طوال السنوات الماضية هو ما رأيناه في السجون السورية من مشاهد، والتي كانت مسالخ بشرية وأماكن تعذيب كبيرة."
Son 22 yılda muhalefetin isabetli tavır sergilediği neredeyse tek bir uluslararası olay yok… pic.twitter.com/2I4klGn5AS — Recep Tayyip Erdoğan (@RTErdogan) December 13, 2024
وتابع: "أنا أسأل الآن، زعيم المعارضة التركية، لماذا كنت تدعم الأسد وتريد اللقاء به، وهو يمارس كل هذا الظلم ضد شعبه؟ المعارضة التركية تفكر دائما بمصلحتهم الخاصة، وليست لديهم قضية، وانطلقوا من مفاهيم مسممة. نترك الأمر لشعبنا، فإما أن يختار هذه العقلية التي لا تفهم شيئًا بالسياسة، أو أن يختار السياسة التي تختار القيم السامية".
وأضاف أردوغان أن "الرد الأمثل على من يتغاضى عن الثورة في سوريا ويمجد عهد الأسد هو السجون تحت الأرض في دمشق".
وقال أردوغان إن تركيا تطرق الأبواب الجديدة وتستغل الفرص المتاحة لها مع القرن الثاني للجمهورية التركية، مشيرًا إلى أن البلاد على أعتاب حقبة جديدة. وأوضح أن هناك مشاكل يجب حلها وعقبات يجب التغلب عليها، مؤكدًا على ضرورة إظهار الإرادة لتقييم الفرص المتاحة أمام تركيا.
كما واصل انتقاده قائلا: "إن أكبر أحزاب المعارضة التركية لا يستطيع حتى إدارة عربة بيع كعك بالشارع".
وصرح أردوغان بأن كوادر حزب الشعب الجمهوري في تركيا ومنتسبوه اتخذوا مواقف عنصرية متأثرين بأفكار غربية. وتابع قائلاً: "حتى الآن لا يزالون يتبعون نفس السياسة التي اتبعوها في سوريا منذ بداية الأزمة، ولا يعرفون ما هي المستجدات التي تحدث في سوريا أو العالم".
وأكد أردوغان أن الدول والقوى الكبرى تبحث عن موطئ قدم لهم بالمنطقة، للحصول على نصيبها من الكعكة.