سر الاعتراف والتوبة في الكنيسة القبطية: طريق المصالحة مع الله
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
سر الاعتراف والتوبة هو أحد أسرار الكنيسة السبعة، ويُعد من أهم الوسائل الروحية التي تمنح المؤمنين فرصة للتوبة والمصالحة مع الله. يمثل هذا السر دعوة مستمرة لمراجعة الذات، والاعتراف بالخطايا أمام الله من خلال الكاهن، وطلب الغفران لتجديد العلاقة الروحية مع الله ومع الآخرين.
ترصد الفجر مفهوم سر الاعتراف والتوبة من جانب الكنيسة القبطية الارثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية:
وفقا للعقيدة الارثوذكسية، يُعدّ سر الاعتراف من الوسائل الروحية المهمة لتجديد العلاقة بين الإنسان والله.
اولا المفهوم الروحي:
سر الاعتراف هو لقاء بين التائب والله من خلال الكاهن. الكاهن لا يحكم على التائب، بل يرشده ويمنحه الغفران باسم المسيح، ثانيا أهمية التوبة: التوبة هي الأساس في هذا السر. يجب أن يكون التائب نادمًا بصدق على خطاياه ومصممًا على تغيير حياته للأفضل، ثالثا دور الكاهن:الكاهن هو الوسيط الروحي في السر، يستمع إلى الاعترافات، ويقدم الإرشاد الروحي، ثم يمنح التائب الحلّ (الغفران) باسم المسيح.
وتتمثل خطوات الاعتراف:
فى التحضير الشخصى حيث يبدأ التائب بالصلاة والتفكير العميق في خطاياه، وطلب معونة الله للتوبة، ويقوم التائب بذكر خطاياه بصراحة ووضوح، ويقدم الكاهن إرشادات روحية، ثم يمنح الغفران باسم الثالوث القدوس، تعزيز العلاقة مع الله، الاعتراف في الكنيسة الأرثوذكسية يتمتع بسرية مطلقة. لا يحق للكاهن بأي حال من الأحوال الكشف أي تفاصيل من الاعتراف، سر الاعتراف يُعتبر وسيلة مهمة للتوبة والنمو الروحي، وهو فرصة للتجديد المستمر في الحياة المسيحية.
في الكنيسة الأرثوذكسية، لا يوجد مكان محدد أو ثابت يشبه "غرفة الاعتراف" كما هو الحال في الكنيسة الكاثوليكية. بدلًا من ذلك، يتم الاعتراف عادة في أماكن بسيطة داخل الكنيسة أو في إحدى قاعاتها أو غرفة صغيرة أو المكتب الخاص بالكاهن متوفر به كرسيين بسيطين أحدهما للكاهن والآخر للشخص الذي يعترف، حيث يتوفر جو من الهدوء والخصوصية. يتم التركيز على الجانب الروحي أكثر من الشكل التنظيمي، الهدف هو توفير الخصوصية للتائب والكاهن بعيدًا عن أعين أو آذان الآخرين، وفي بعض الأحيان، يجري الاعتراف بالقرب من الهيكل المقدس أو أمام أيقونة السيد المسيح، للتأكيد على أن الاعتراف موجّه لله وليس للكاهن، يقوم الكاهن فى البداية بصلاة تمهدية، وفى الانتهاء يضع الكاهن يده على راس المعترف لصلاة الحل وغفران الخطايا.
تسعى الكنيسة دائمًا لتوفير الراحة والخصوصية حتى يشعر التائب بحرية وأمان أثناء الاعتراف، إذا لم يكن داخل الكنيسة مكان مناسب، يمكن أن يتم الاعتراف في مكان آخر يختاره الأب الكاهن مع التائب، شريطة الحفاظ على قدسية السر وسريته.
وفقا للعقيدة الكاثوليكية:
سر الاعتراف، الذي يُطلق عليه أيضًا سر المصالحة، هو طقس ديني يجسد رحمة الله اللامتناهية تجاه الخطاة، منح السيد المسيح سلطته للكنيسة من خلال الرسل ليغفروا الخطايا باسمه، كما جاء في إنجيل يوحنا (20: 23): "من غفرتم خطاياهم تُغفر لهم، ومن أمسكتموها عليهم أُمسكت." والهدف الروحي منها هو تجديد علاقة المؤمن بالله.
تتم خطوات الاعتراف اولا:
بفحص الضمير وهى مراجعة النفس وتحديد الخطايا التي ارتُكبت،ثانيا الندم الحقيقي، وهو الإحساس بالحزن على الخطايا والرغبة الصادقة في التغيير،ثالثا الاعتراف بالخطيئة، التوجه إلى الكاهن والإقرار بالخطايا، بداخل المكان المخصص للاعتراف ويكون عادة فى منتصف القداس يتواجه الكاهن إلى كرسي الاعتراف وهو مكان مخصص داخل الكنيسة ويكون عادا فى اخر جزء فى الكنيسة خلف المقاعد حيث يُمارَس سر الاعتراف، يتكوّن عادةً من قسمين أو ثلاثة، مكان للكاهن: يجلس في الجزء الأوسط ولم يرى المعترف يسمعه فقط، مكان للمُعتَرِف: يجلس أو يركع في أحد الجانبين، ويُفصل بينه وبين الكاهن حاجز أو ستارة للحفاظ على السرية، فيتيح هذا التصميم سرية كاملة وراحة نفسية للمُعتَرِف أثناء تقديم اعترافه، واخبرا الغفران: ينطق الكاهن بصيغة الحل التي تعلن مغفرة الخطايا باسم المسيح.
لماذا يُستخدم كرسي الاعتراف؟
كرسي الاعتراف يُمثل "عرش الرحمة الإلهية"، حيث يقدم الله غفرانه من خلال الكاهن، تصميمه يُشجع المُعتَرِف على التوجه إلى الله دون خوف، مع التركيز على النعمة والشفاء الروحي.
اولا للسرية التامة: يضمن الخصوصية للمُعتَرِف ويمنع التعرف عليه.
الراحة النفسية: يساعد على إزالة الخجل والرهبة، خاصة إذا كان المُعتَرِف يشعر بصعوبة في التحدث عن خطاياه.
الطقس الرسمي: يعكس قدسية السر وأهميته الروحية.
في بعض الحالات، يمكن أن يتم الاعتراف في مكان آخر غير كرسي الاعتراف، وجهًا لوجه: في غرفة مخصصة إذا كان المُعتَرِف يرغب في الاعتراف مباشرة للكاهن،وفي الحالات الطارئة: مثل المستشفيات أو المنازل، إذا تعذّر على الشخص الوصول إلى الكنيسة.
دور الكاهن
يلعب الكاهن دورًا محوريًا باعتباره وسيطًا بين المؤمن والله، حيث يلتزم الكاهن بالحفاظ التام على سرية ما يُقال خلال الاعتراف، ويقدم الكاهن الإرشاد والنصح للمؤمنين لتجنب السقوط في الخطايا مجددًا، وتدعو الكنيسة الكاثوليكية المؤمنين إلى ممارسة سر الاعتراف بانتظام، خاصة خلال زمن الصوم والاستعداد للأعياد، ويُعتبر الاعتراف جزءًا لا يتجزأ من التحضير الروحي للاحتفال بسر الإفخارستيا (التناول)،ويُشجع المؤمنون على الاعتراف حتى بالخطايا البسيطة، لتعميق النقاء الروحي.
سر الاعتراف والتوبة في الكنيسة الكاثوليكية هو رمز عظيم لرحمة الله وحبه الذي لا حدود له. إنه دعوة دائمة للعودة إلى حضن الله، وتأكيد على أهمية التوبة في حياة المؤمنين. عبر هذا السر، يجد المؤمنون في كل مرة بداية جديدة، تتجدد فيها قلوبهم وتنير حياتهم بالسلام الإلهي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المصالحة مع الله الكنيسة القبطية
إقرأ أيضاً:
مواجهة بين جمال سليمان والشيطان.. أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل أهل الخطايا
الحلقة الأخيرة من مسلسل أهل الخطايا.. بدأت أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل أهل الخطايا بمباراة تمثيلية بين نوح «جمال سليمان» وروح الدجال درغام «محمود السراج»، والتي تمثلت في هيئة الشيطان، ليكون كلاهما وجها لوجه، وإلصاق خطاياه بالآخر.
ويبدأ المشهد باصطحاب هند «فرح الزاهد» للطفل يوسف، إلى منزل ثم يتبعها نوح، ليتفاجأ بروح درغام، وجميع أرواح الشر، ويخبره درغام، أنه يتبرأ من خطايا عائلة أبو زيد، التي ارتكبوها وتسببت في هلاكهم، وهنا يبدأ الحوار الجدلي والأزلي حول سبب الخطيئة في الأرض.
ويدافع نوح عن الإنسان، ويخبر درغام بأن الإنسان اختصه الله بنعمة التوبة بشرط الاستغفار، ثم يقرأ آيات القرآن الكريم المحصنة من السحر، فتبدأ أرواح الشر في الاحتراق.
الحلقة الأخيرة من مسلسل أهل الخطاياوتكشف الحلقة الأخيرة من مسلسل أهل الخطايا عن جانب مظلم من الخيانة والغضب، حيث تخدع هند، التي تؤدي دورها فرح الزاهد، نوح (جمال سليمان) بذكاء ماكر، مقنعة إياه بأن ابنته ليلى «وئام مجدي» اعتدت عليها وتسببت في فقدان جنينها.
وتغمر نوح موجة من الغضب العارم، فيتجه مسرعًا وهو يحمل سكينًا، ويطعن ابنة ليلى بعدة طعنات حتى تسقط أرضًا، في مشهد يسلط الضوء على خطورة الخداع وكيف يمكن للغضب أن يدفع الإنسان إلى ارتكاب جريمة لا تُغتفر.
ويعيش إلهامي «محمد ثروت» صدمة عنيفة بعد اكتشافه سرقة كل مدخراته التي جمعها عبر سنوات طويلة.
وتأخذه الصدمة إلى أزمة قلبية قاتلة، ليفارق الحياة وهو ينظر إلى وجه ابنه، الذي عاش تحت بخل والده واضطر إلى بيع كليته لعلاج والدته.
وكشفت الحلقة الأخيرة من مسلسل «أهل الخطايا» أن وردة «رانيا يوسف»، شقيقة نوح وأدم، هي من قامت بذبح يوسف نجل شقيقها أدم «أحمد فهيم»، لتقديمه قربان للجن حتي تستطيع فتح مقبرة أثرية تحت منزل درغام «محمود السراج»، والتي كانت السبب هي وصفية في تحريض عائلة نوح «جمال سليمان» على قتل درغام واشعال النار في منزلة، لكونه هو قاتل يوسف نجل شقيقهم أدم.
واعترفت وردة لـ نوح «جمال سليمان، بأنها اتفقت مع صفية «سوسن بدر» على ذبح نجل شقيقهم آدم «أحمد فهيم»، لتقديمه قربانل للشيطان الذي يحرس المقبرة حتى يسمح لهم بفتحها، وأن يتم اتهام درغام فيها، وقتله ومن ثم تأخذ هي وصفية كل الذهب والآثار الموجودة في المقبرة.
مسلسل أهل الخطايا، يشارك في بطولته جمال سليمان، رانيا يوسف، سوسن بدر، محمد ثروت، أحمد فهيم، فرح الزاهد، إسلام جمال، مطرب المهرجانات اسلام كابونجا، ولاء الشريف، وئام مجدى، سارة درزاوى، دكتور أشرف زكى، هنادى عبد الخالق، عايده فهمى، عبير منير، شريف عمر، محمود السراج، هذا إلى جانب مجموعة من أهم خريجى أكاديمية الفنون الحاصلين على عديد من الجوائز، تأليف أحمد أنور، ومحمد عبد القوي، وإخراج رؤوف عبد العزيز.
اقرأ أيضاًالصراع مع توفيق التمساح.. أحمد العوضي يتصدر الترند بعد عرض الحلقة 15 من فهد البطل
مسلسل فهد البطل الحلقة 15.. أحمد العوضي يكشف شقيقته وتوفيق التمساح يطلب منه الزواج من آسيا
تجارة الأثار.. مصيبة جديدة يكتشفها الجارحي في مسلسل سيد الناس الحلقة 15