لبنان ٢٤:
2024-12-15@11:36:25 GMT

المنطقة في حالة غليان… والتسويات لن تكون حاسمة!

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

ينطلق التعامل اليوم مع التطورات الحاصلة في المنطقة من فكرة أن الأحداث المفصلية قد انتهت، خصوصاً أنّ الحرب في لبنان وصلت الى نهايتها مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، كذلك الحرب على غزّة تشارف على نهايتها ضمن تسوية مقبولة من جميع الأطراف ومرضية نسبياً للمقاومة الفلسطينية "حماس" والملفّ السوري الذي كان معلّقاً قد حُسم تماماً.

 

وعليه فإنّ النقاش اليوم يبدو منطلقاً من فكرة أن الخاتمة الفعلية هي التسوية، غير إنه من غير المنطقي الحديث عن نهاية الأحداث بشكل كامل في المرحلة الراهنة، سيّما وأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يزال يرفع سقفه وقد يتّجه نحو مزيد من التصعيد قبل وصول الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض وبدء ولايته الرئاسية. وبالتالي فإنّ كل النقاشات التي تدور اليوم تأتي خارج السياق. 

وفق مصادر سياسية مطلعة، فإنّ لا شيء يضمن بأن لا تتجرأ اسرائيل وتقوم بتوجيه ضربة عسكرية قاسية لإيران، وفي المقابل فلا أحد يضمن أيضاً حجم ردّ الفعل من الجانب الايراني وكيفية تعامل الايرانيين مع أي تجاوز للخطوط الحمر. وهذه الأسئلة تعتبر أساسية ومفصلية على صعيد المرحلة المقبلة، فهل يترك نتنياهو إيران قوية وقادرة على اعادة تكوين وتمكين حلفائها في المنطقة وتعزيز نفوذهم وتعيد ترتيب أوراقها في الساحة السورية للحصول على مكانة جدية، أم أنه سيقوم بتوجيه ضربة تؤدي الى إضعاف النظام الايراني الذي خسر جزءاً كبيراً من قوته في المنطقة. 

هذا الامر كلّه يعتمد على قاعدة واحدة، وتتركز حول مدى قدرة اسرائيل على المخاطرة بالمواجهة مع إيران، إذ إن هذه المواجهة اليوم وفي ظل عودة ترامب الى البيت الأبيض قد تشكّل مغامرة اسرائيلية كبرى تتلقى فيها "حكومة الكيان" ضربات قاسية، الامر الذي يدور ضمن فلك الاحتمالات في الحسابات السياسية. اضافة الى ذلك، فإنّ إيران قد تردّ في احدى الساحات على كل ما تلقّته من ضربات دفعة واحدة، فمن يضمن أن لا يذهب العراق الى الحضن الايراني بالكامل في الأشهر او السنوات القليلة المقبلة لتعويض خسارة سوريا. 

لذلك فإنّ التسوية اليوم قد لا تكون نهائية، إذ من الواضح أن المنطقة قد دخلت في نفق الصراع الكبير ولن تخرج منه بالسهولة المتوقعة، خصوصاً أنّ أعداء اسرائيل الذين تلقّوا ضربات قوية جداً في الاشهر الماضية لم يتمّ القضاء عليهم، الامر الذي كان على رأس أهدافها في حربها على غزّة ولبنان، ولعلّ المقاومة الفلسطينية "حماس"، الأكثر تعرّضاً للهجمات الاسرائيلية، لا تزال موجودة عسكرياً وتنظيمياً في قطاع غزّة ولديها بيئة حاضنة واسعة رغم كل الظروف القاسية التي واجهها الشعب الفلسطيني في غزّة، وعليه فهي قادرة على ترميم نفسها من جديد. 

الأمر نفسه ينطبق أيضاً على "حزب الله" وعلى كامل القوى التي تلقّت ضربات قاسمة. وعليه تبقى المنطقة في حالة غليان بانتظار المفاجآت، ويبقى الترقب سيد الموقف.  
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أنبوب الغاز التغير السياسي في سوريا

13 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة:

بلال الخليفة

ان للاحداث الحالية الجارية في سوريا هي نتيجة ارهاصات قديمة وكبيرة حدثت في السابق.

الامر لا يخلوا من الحرب بالإنابة وحرب باردة بين الولايات المتحدة الامريكية وبين وريث الاتحاد السوفييتي وهو روسيا الاتحادية،
عملت الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو الى إيجاد بديل عن الطاقة التي تزود بها روسيا الاتحاد الأوربي (مثل الغاز والنفط الخام والمنتجات النفطية) والسبب هو تخليص أوروبا من هيمنة روسيا ، وان البديل عن ذلك هو الغاز الواصل من تركمنستان الى أوروبا عن طريق الانبوب وليس الغاز المسال كحال الغاز المسال الواصل من قطر

حيث ان الفرق بالسعر كبير بين الاثنين وقد يتجاوز اكثر من 20 دولار لكل مليون وحدة حرارية (mmbtu) وكان البديل عن انابيب الغاز الروسية ومنها النورد ستريم هو أنبوب غاز نابوكو الذي يصل الغاز من تركمنستان واوزبكستان كازخستان ويمر بطاجسكتان وأرمينيا ثم تركيا ورومانيا والنمسا.

وكان المفروض ان يتصل به أنبوب غاز من العراق واخر من قطر وكذلك ان امكن من مصر.

اما الغاز المصري فهو محجوز لمدة 12 عام مقبل الى الكيان الصهيوني ولا يوجد فائض لبيعة الى أوروبا واما الغاز الإيراني فمن غير الممكن ربطة نتيجة العقوبات الغربية المفروضة عليهم.

اما العراق فقد تأخر كثير في انجاز مشاريع تستغل الغاز المصاحب ووصل الامر ان الغاز المنتج هو غير كافي للاستهلاك المحلي حتى لو استغل كل الغاز المنتج والذي يتم حرقة حاليا وحتى أيضا لو تم اكمال المشاريع المحالة قريبا مثل الغاز المنتج من قبل حقل عكاز وحقل المنصورية ومشروع ارطاوي والحلفاية.

نعود الى الغاز
ان قطر تنتج كمية كبيرة من الغاز تبيعة مسال الى أوروبا ويصل سعر الغاز الى اكثر من 27 دولار لكل مليون وحدة حرارية وبالتالي ان السوق المستهدف هو السوق الأوربي وان افضل طريقة لتسويقة هو بمد أنبوب كي يكون السعر الواصل اقل بكثير وكذلك الهدف الاخر من مد الانبوب هو الاستغناء عن الغاز الروسي.

ان طريق الانبوب القطري يجب ان يمر بسوريا او العراق، ان العراق كان ولا زال غير مستقر امنيا وبالإضافة الى ان القائمين على الحكم في العراق هم لا يعتبرون محط ثقة من قبل قطر والخليج لاعتبارات سياسية وغير ذلك.

لذلك الطريق الباقي لانبوب الغاز هو سوريا والكل يعلم ان سوريا هي حليف سترتيجي لروسيا ولذلك رفضت الطلب بالسماح بمد الانبوب الغازي وهذا يعني انها وقفت بالضد من المخطط المحاك ضد روسيا وبالتالي يجب تغيير النظام الموالي لروسيا باخر موالي للغرب.

فحدثت الاضطرابات الأولى في عام 2011 ولكن تم السيطرة الوضع بتدخل حلفاء سوريا، لكن الوضع الان مختلف كثيرا، وحلفاء سوريا لديهم مشاكل كبيرة تشغلهم عن نصرة سوريا ان العدة والعدد التي اعدها الغرب للنظام السوري يفوق مقدرة النظام الروسي وحلفائة وهذا ما مكنهم من اسقاط النظام السوري.

ان تركيا هي مستفيدة بشكل كبير من أنبوب نابوكو القادم من الشرق وانبوب الغاز القطري القادم من الجنوب وان طول الانبوب المار في تركيا هو اكثر من 2000 كم وتستفيد من أجور الترانزيت الغاز وبالتالي سيكون لها مردود اقتصادي كبير جدا ولهذا السبب نرى ان تركيا صاحبة اليد الطولى في تغيير النظام في سوريا.

الان اصبحث الأمور سهلة وبالامكان مد الانبوب القطري للغاز وايصالة الى أوروبا وبالتالي الاستغناء عن الغاز الروسي ، لكن الامر أيضا ليس بتلك البساطة فالامور الى الان غير مستقرة وان الانقلابيين يتكونون من عدة فصائل غير متوافقة والامر قد يأخذ وقت اكبر.

وخلاصة الامر ان الغرب فاز في هذه الحرب من أخطاء خطوة مهمه هي اقتصادية بإمكانية مد أنبوب الغاز لاوروبا وسياسية بالقضاء على حليف روسي مهم يقع على شرق البحر الأبيض (المياه الدافئة) وان الامر يعني اشتداد التنافس والحرب الغير معلنة بين الطرفين اكثر.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • معهد “فلسطين للأمن القومي”: صفقة تبادل الأسرى قد تكون قبل وصول ترامب للبيت الأبيض
  • سعد الحريري يعلق على سقوط بشار الأسد: هذا هو اليوم الذي انتظرته منذ تلك الساعة السوداء
  • سياسة إيران تجاه سوريا الجديدة.. ترقب وخطوط حمراء
  • ترامب يدرس تنفيذ ضربات استباقية ضد نووي إيران
  • ترامب يدرس تنفيذ "ضربات استباقية" ضد نووي إيران
  • ترامب يدرس تنفيذ "ضربات استباقية" ضد نووي إيران
  • المستقبل الذي يراد للمنطقة انطلاقا من سوريا
  • الحكومة اليمنية: السلام مرهون بهذا الامر
  • أنبوب الغاز التغير السياسي في سوريا