المنطقة في حالة غليان… والتسويات لن تكون حاسمة!
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
ينطلق التعامل اليوم مع التطورات الحاصلة في المنطقة من فكرة أن الأحداث المفصلية قد انتهت، خصوصاً أنّ الحرب في لبنان وصلت الى نهايتها مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، كذلك الحرب على غزّة تشارف على نهايتها ضمن تسوية مقبولة من جميع الأطراف ومرضية نسبياً للمقاومة الفلسطينية "حماس" والملفّ السوري الذي كان معلّقاً قد حُسم تماماً.
وعليه فإنّ النقاش اليوم يبدو منطلقاً من فكرة أن الخاتمة الفعلية هي التسوية، غير إنه من غير المنطقي الحديث عن نهاية الأحداث بشكل كامل في المرحلة الراهنة، سيّما وأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يزال يرفع سقفه وقد يتّجه نحو مزيد من التصعيد قبل وصول الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض وبدء ولايته الرئاسية. وبالتالي فإنّ كل النقاشات التي تدور اليوم تأتي خارج السياق.
وفق مصادر سياسية مطلعة، فإنّ لا شيء يضمن بأن لا تتجرأ اسرائيل وتقوم بتوجيه ضربة عسكرية قاسية لإيران، وفي المقابل فلا أحد يضمن أيضاً حجم ردّ الفعل من الجانب الايراني وكيفية تعامل الايرانيين مع أي تجاوز للخطوط الحمر. وهذه الأسئلة تعتبر أساسية ومفصلية على صعيد المرحلة المقبلة، فهل يترك نتنياهو إيران قوية وقادرة على اعادة تكوين وتمكين حلفائها في المنطقة وتعزيز نفوذهم وتعيد ترتيب أوراقها في الساحة السورية للحصول على مكانة جدية، أم أنه سيقوم بتوجيه ضربة تؤدي الى إضعاف النظام الايراني الذي خسر جزءاً كبيراً من قوته في المنطقة.
هذا الامر كلّه يعتمد على قاعدة واحدة، وتتركز حول مدى قدرة اسرائيل على المخاطرة بالمواجهة مع إيران، إذ إن هذه المواجهة اليوم وفي ظل عودة ترامب الى البيت الأبيض قد تشكّل مغامرة اسرائيلية كبرى تتلقى فيها "حكومة الكيان" ضربات قاسية، الامر الذي يدور ضمن فلك الاحتمالات في الحسابات السياسية. اضافة الى ذلك، فإنّ إيران قد تردّ في احدى الساحات على كل ما تلقّته من ضربات دفعة واحدة، فمن يضمن أن لا يذهب العراق الى الحضن الايراني بالكامل في الأشهر او السنوات القليلة المقبلة لتعويض خسارة سوريا.
لذلك فإنّ التسوية اليوم قد لا تكون نهائية، إذ من الواضح أن المنطقة قد دخلت في نفق الصراع الكبير ولن تخرج منه بالسهولة المتوقعة، خصوصاً أنّ أعداء اسرائيل الذين تلقّوا ضربات قوية جداً في الاشهر الماضية لم يتمّ القضاء عليهم، الامر الذي كان على رأس أهدافها في حربها على غزّة ولبنان، ولعلّ المقاومة الفلسطينية "حماس"، الأكثر تعرّضاً للهجمات الاسرائيلية، لا تزال موجودة عسكرياً وتنظيمياً في قطاع غزّة ولديها بيئة حاضنة واسعة رغم كل الظروف القاسية التي واجهها الشعب الفلسطيني في غزّة، وعليه فهي قادرة على ترميم نفسها من جديد.
الأمر نفسه ينطبق أيضاً على "حزب الله" وعلى كامل القوى التي تلقّت ضربات قاسمة. وعليه تبقى المنطقة في حالة غليان بانتظار المفاجآت، ويبقى الترقب سيد الموقف.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
خبير: إسرائيل تعتمد على تدوير الصراع لإبقاء المنطقة في حالة توتر
قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تعتمد على استراتيجية "تدوير الصراع" في المنطقة، حيث تعمل على تحريك بؤر التوتر بشكل متتالٍ للحفاظ على حالة عدم الاستقرار، موضحًا أنه بعد وقف العمليات العسكرية في غزة، وسّعت إسرائيل نطاق عملياتها في الضفة الغربية، حيث شهدنا للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عامًا دخول الدبابات الإسرائيلية إلى الضفة، إضافة إلى تهجير ما لا يقل عن 50,000 فلسطيني من هناك.
وأشار فارس، خلال مداخلة مع الإعلامية آية لطفي، ببرنامج "ملف اليوم"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن إسرائيل فتحت جبهة لبنان بشكل مكثف، حيث ردّت بأكثر من 50 غارة جوية على جنوب لبنان، ما يكشف عن رغبتها في جرّ حزب الله ولبنان إلى مواجهة مباشرة.
وأضاف أن إسرائيل تسعى لعدم الانسحاب من الجنوب اللبناني، حيث تحتفظ بأكثر من خمسة مواقع عسكرية على الحدود، متجاهلة تنفيذ القرار الدولي 1701، معتبرًا أن إسرائيل غير معنية بالتهدئة في المنطقة، بل تعمل على تحقيق حلم "إسرائيل الكبرى"، كما يتصوره اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية.
وأكد فارس أن المنطقة تقف عند مفترق طرق خطير، فإما العمل على إنهاء الحرب ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة، أو مواجهة تصعيد واسع قد يمتد ليشمل أطرافًا أخرى.
وشدّد على أن إسرائيل لا تستهدف فقط المقاومة الفلسطينية، بل تسعى أيضًا إلى "تقليم أظافر" إيران في المنطقة، من خلال توجيه ضربات مباشرة لأذرعها مثل الحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى محاولة القضاء على ما تبقى من حماس وحزب الله.