بعد الفوز في سوريا..ماذا تريد أنقرة من دمشق؟
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
يرى المحلل غالب دالاي أن لا أزمة أعادت تحديد موقع تركيا في السياسات الإقليمية والدولية مثل الصراع السوري.
وتشترك تركيا مع سوريا في أطول حدود برية بطول أكثر من 900كيلومتر. وبالتالي، فإن سوريا ليست مجرد قضية سياسة خارجية لتركيا ولكنها أيضاً قضية داخلية.وقال دالاي، وهو زميل استشاري أول في معهد تشاتام هاوس وباحث دكتوراه في كلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد، وزميل أول غير مقيم في مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمي:"بينما شكلت تركيا مسار الصراع السوري، فإن هذا الصراع شكل بدوره ديناميكيات السياسة الداخلية التركية وعلاقاتها الدولية على مدار أكثر من عقد".
وأضاف دالاي ، في تقرير نشره معهد تشاتام هاوس أن العلاقة بين تركيا والأزمة السورية قصة اعادة تشكيل متبادلة. فكل الانقسامات العرقية والطائفية والهوية الأيديولوجية في سوريا ، موجودة أيضاً في تركيا. وتستضيف تركيا أيضاً قرابة 3.6ملايين لاجئ سوري ما أدى إلى ظهور أحزاب يمينية متطرفة، ومعادية للأجانب وأعادت تحديد طبيعة السياسة القومية في البلاد.
وبين كل الفاعلين الخارجيين في سوريا، ظلت تركيا الداعم الأكثر ثباتاً للمعارضة السورية.
وكانت هذه سياسة غير شعبية على نحو متزايد، مع الوضع في الاعتبار التكاليف الباهظة للصراع لتركيا من الناحية الأمنية والسياسية والاقتصادية وفي شكل تدفقات للاجئين.
وأيدت المعارضة التركية، المنتقدة العلنية لسياسة الحكومة، منذ فترة طويلة أن تطبيع أنقرة العلاقات مع نظام الأسد المخلوع الآن ووقف دعم مجموعات المعارضة.
Turkey feels its longstanding support for the Syrian opposition has been vindicated. But its increased influence in Damascus comes with significant challenges, writes @GalipDalay (@CH_MENAP).https://t.co/3rTIApo1t1
— Chatham House (@ChathamHouse) December 13, 2024ومع سقوط الأسد، يشعر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته أن سياستهما كان لها مايبررها وثبت صحتها. وفي الوقت الذي تستعد فيه القوى الفاعلة ،التي طورت معها تركيا علاقات وثيقة على مر السنين، للحصول على مزيد من النفوذ والسلطة في دمشق، من المقرر أن تكسب أنقرة آليات أساسية للنفوذ في سوريا.
4أهدافوقبل سقوط الأسد، كانت سياسة تركيا في سوريا تتضمن 4 أهداف رئيسية هى إعادة قسرية جزئية للاجئين السوريين، وأمن الحدود، وتجريد قوات سوريا الديقراطية قسد بقيادة الأكراد من المكاسب السياسية والميدانية على الأرض التي حققتها ، وانتزاع بعض التنازلات من النظام لصالح مجموعات المعارضة السورية المتحالفة مع أنقرة في أي مفاوضات.
وبسقوط الأسد، لم يعد الهدف الرابع موجوداً، ولكن أنقرة ستحاول تحقيق اهدافها الأخرى بنفوذها على الزعماء الجدد في دمشق وصلاتها بالمجتمع العربي، والقبائل العربية، بينما تحتفظ بضغط عسكرى على قسد.
ومع زوال نظام الأسد، هناك توقعات داخل تركيا بأن يعود اللاجئون السوريون إلى بلادهم. ورغم أن السوريين الذين يعيشون في دول مجاورة منذ زمن بما فيها تركيا، بدأوا بالفعل في العودة إلى سوريا، فإن البلاد قد دمرت بحرب أهلية وحشية على مدار 13عاماً، والأوضاع لاتزال مروعة. ومن ثم، لن يتمكن السوريون من العودة بشكل جماعي إلى بلادهم على الأقل في المدى القريب. وعلى الساسة الأتراك، والمعارضة، والشخصيات العامة الامتناع عن المبالغة في التوقعات لعودة اللاجئين السوريين.
قبل سقوطه.. الأسد اشتكى لإيران من دعم تركيا للمعارضة - موقع 24قال مسؤولان إيرانيان لرويترز، إن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد اشتكى لوزير الخارجية الإيراني في الأيام الأخيرة التي سبقت الإطاحة به؛ من أن تركيا تدعم بقوة قوات المعارضة لإسقاطه تحديد علاقات تركياوأضاف دالاي أن الأزمة السورية أعادت تحديد علاقات تركيا الدولية. وأدت قدرة الأسد على البقاء في سدة الحكم، بشكل كبير بفضل روسيا، وإيران، وحزب الله ، إلى تقارب أنقرة وموسكو وطهران، خاصةً بعد محاولة الانقلاب في تركيا في2016 و دق إسفين بين تركيا والغرب.
ومن المحتمل أن يكون لسقوط الأسد تأثير عكسي، ومن المرجح أن يضع المزيد من الضغط على علاقات تركيا مع روسيا وإيران، ويؤدي لتقارب بين تركيا والغرب.
ورغم ذلك، سيتعين على موسكو أن تدير استياءها من تركيا لأنها تحتاج إلى دعم أنقرة للحفاظ على مصالحها في سوريا خاصةً قواعدها البحرية والجوية الحيوية في البلاد.
وخلال حكم الأسد، نصبت روسيا بشكل فعال نفسها حارس بوابة لأي تطبيع محتمل بين تركيا ونظام الأسد وكانت تلعب دوراً مماثلاً بين النظام وقسد.ومنح دور حارس البوابة روسيا بعض النفوذ في مواجهة تركيا.
وعندما توقفت عملية أستانا، وهى آلية لإدارة وتجميد الصراع في الأزمة السورية والتي همشت عملية جنيف بقيادة الأمم المتحدة، وكانت تقودها تركيا وروسيا وإيران، أرادت موسكو أن تستخدم دورها حارس البوابة لاعادة هيكلة علاقاتها والاحتفاظ بديناميكية الاعتماد المتبادل مع أنقرة.
وأصبحت هذه الديناميكية مع روسيا في سوريا عاملًا رئيسياً شكل سياسة تركيا في قضايا آخري تتعلق بروسيا مثل أوكرانيا، أوليبيا، أو البحر الأسود. وعلى مدار وقت طويل، استغلت روسيا بمهارة سوريا ونقاط ضعف تركيا هناك، للتأثير على خيارات سياسة أنقرة في أماكن أخرى. والآن، حدث انقلاب في الأدوار . وربما تلعب أنقرة دور حارس بوابة لموسكو للتواصل مع دمشق.
ومن المرجح أن يحدث نفس الشئ مع إيران.ومع تولى شركائها وحلفائها السلطة في دمشق، فإن أنقرة لها الآن اليد العليا في مواجهة موسكو وطهران، ويتقلص اعتمادها عليهما.
ويمكن أن تكون سوريا أيضاً نقطة مصالح مشتركة لتركيا والدول العربية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للدخول في حوار والتعاون، في سوريا وغيرها.
تركيا تعيد فتح سفارتها في سوريا - موقع 24أكد وزير الخارجية التركي، الجمعة، أنّ بلاده ستعيد فتح سفارتها في دمشق السبت بعد إغلاق طويل منذ العام 2012. المهمة الحقيقيةوبعد 13عاماً من الحرب في سوريا، تشعر أنقرة بأنها فازت في النهاية. ولكن المهمة الحقيقية مستقبلاً هي كسب مرحلة ما بعد الصراع وتأمين السلام في سوريا، ومنع الانزلاق مرة أخرى إلى صراع.
وأختتم دالاي تقريره بالقول إن هذه المسؤولية تقع بشكل كبير على عاتق الفاعلين السوريين. ولكن تركيا بوصفها كما يقال الداعم الخارجي الأكثر التزاماً لمجموعات المعارضة، يجب أن تستخدم نفوذها لدفعها لتطوير نظام سياسي وشرعي وشامل على نحو أكبر في سوريا. وسيكون تحقيق هذا تطوراً ايجابياً كبيراً ليس لسوريا والمنطقة الأوسع نطاقاً فحسب، بل أيضا فوزاً آخر لتركيا أيضاً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تركيا سوريا سقوط الأسد تركيا سوريا سقوط الأسد بین ترکیا ترکیا فی فی سوریا فی دمشق
إقرأ أيضاً:
وفد سوري بقيادة وزير الخارجية يزور تركيا
أنقرة (زمان التركية) – أعلن وزير الخارجية السوري بالحكومة المؤقتة، أسعد الشيباني، أنه سيتوجه غدا الأربعاء إلى العاصمة التركية، أنقرة، رفقة كل من وزير الدفاع، مرهف أبو قصرة، ورئيس المخابرات، أنس خطاب.
وذكر الشيباني في تغريدة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي أن تلك الزيارة ستكون أول زيارة رسمية إلى الجمهورية التركية التي لم تتخلى عن الشعب السوري لأربعة عشر عاما لتمثيل الإدارة السورية الجديدة.
هذا ولم يصدر الجانب التركي أي بيان رسمي بشأن هذه الزيارة بعد.
جدير بالذكر أن أول زيارة خارجية للشيباني منذ توليه المنصب كانت للمملكة العربية السعودية.
وعقد هاكان فيدان اجتماعًا ثنائيًّا مع أسعد الشيباني بعد قمة الرياض يوم الأحد، لكن لم يتم الكشف عن تفاصيل اللقاء.
Tags: أنس خطابالتطورات في سورياالعلاقات التركية السوريةحسن الشيبانيرئيس المخابرات السوريةمرهف أبو قصرةوزير الخارجية السوريوزير الدفاع السوري