قصة سقوط نظام امتد نصف قرن.. لماذا فر الأسد إلى روسيا؟
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
في مشهد دراماتيكي أعاد تشكيل الخارطة السياسية في سوريا، أُطيح بالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر لينتهي بذلك عهد امتد لقرابة 24 عاماً من حكمه، و50 عاماً من سيطرة عائلته على البلاد.
كان هذا التحول جزءاً من انتفاضة معارضة نجحت أخيراً في إسقاط النظام السوري، مدعومة بتغيرات دولية ومحلية قلبت موازين القوى.
ومنذ عام 1970، تركزت السلطة في يد عائلة الأسد، بدأ مع حافظ الأسد، والد بشار، الذي حكم سوريا لثلاثة عقود بقبضة من حديد، استلم بشار الأسد زمام السلطة عام 2000، لكن فترة حكمه شهدت حرباً أهلية دامت أكثر من عقد، تاركة البلاد في حالة من الفوضى والتدمير.
تفاصيل الفرار إلى روسيا
مع تقدم المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام وسيطرتها السريعة على دمشق في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر لم يجد بشار الأسد وعائلته خياراً سوى الهروب.
أكدت تقارير إعلامية روسية أن الطائرة التي نقلت عائلة الأسد إلى موسكو انطلقت بشكل سري من مطار دمشق تحت حماية روسية مباشرة، مما يعكس الاستعدادات الروسية المسبقة لهذا السيناريو.
وكانت روسيا الداعم الأساسي للأسد خلال الحرب الأهلية؛ تدخلها العسكري في عام 2015 قلب موازين المعركة لصالحه، إلا أن انشغال موسكو بحربها في أوكرانيا وتراجع مواردها جعلها غير قادرة على دعم الأسد في لحظاته الأخيرة.
تشير تقارير إلى أن روسيا كانت تعلم بتحركات المعارضة المسلحة، لكنها فضلت الحفاظ على قواعدها ومصالحها في سوريا بدلاً من التدخل لإنقاذ النظام.
علاقات الأسد بروسيا
تمتد العلاقة بين عائلة الأسد وروسيا تمتد لعقود، حيث اعتبرت موسكو الملاذ الآمن للعائلة في أحلك الظروف، في عام 2019، كشفت صحيفة فاينانشال تايمز أن عائلة الأسد امتلكت ما لا يقل عن 20 شقة فاخرة في موسكو، بقيمة عشرات الملايين من الدولارات، هذه الاستثمارات كانت جزءاً من استراتيجية طويلة الأمد لتحصين العائلة مالياً خارج سوريا.
كما أن الابن الأكبر للأسد، حافظ، يدرس للحصول على درجة الدكتوراه في موسكو، مما يعكس عمق العلاقة بين الجانبين. يُذكر أن حافظ كان الوجه العام للعائلة في الأوساط الأكاديمية الروسية، حيث كان يظهر في مناسبات عدة تعكس القرب بين الأسرة والنخبة الروسية.
مصير العائلة بعد الفرار
أسماء الأسد: زوجة بشار الأسد، المولودة في بريطانيا، تحمل جواز سفر بريطانياً، مما يتيح لها العودة إلى المملكة المتحدة إذا رغبت. مع ذلك، تشير التقارير إلى أنها قد تفضل البقاء في موسكو بسبب العقوبات الغربية المفروضة على عائلتها، بما في ذلك والدها.
الأبناء: لدى بشار وأسماء ثلاثة أبناء: حافظ، زين، وكريم. الابن الأكبر حافظ، الذي يبلغ من العمر 22 عاماً، يواصل دراسته في موسكو، بينما يظل مستقبل الأبناء الآخرين غير واضح، يعتقد أن الأسرة تعتمد على ثروتها الموزعة دولياً لضمان مستوى معيشة عالٍ في روسيا.
هل ستتم محاكمة الأسد؟
أثار سقوط نظام الأسد تساؤلات حول إمكانية محاكمته بجرائم حرب، وفقاً لمنظمة العفو الدولية، يُتهم نظام الأسد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية والتعذيب والاختفاء القسري، وفرنسا، على سبيل المثال، سعت لإصدار مذكرة توقيف دولية بحق الأسد بتهمة التواطؤ في جرائم حرب.
رغم ذلك، تظل فرص محاكمته ضئيلة طالما بقي في روسيا، كون موسكو لا تسلم مواطنيها أو اللاجئين السياسيين تحت حمايتها، كما أن الحماية التي توفرها روسيا للأسد تندرج ضمن مصالحها الاستراتيجية للحفاظ على نفوذها في المنطقة.
موقف روسيا من المعارضة
مع سقوط نظام الأسد، بدأت موسكو محادثات مع المعارضة لتأمين مصالحها الاستراتيجية في سوريا، بما في ذلك قواعدها العسكرية والبعثات الدبلوماسية. يبدو أن روسيا تحاول التوصل إلى اتفاقيات تضمن استمرارية وجودها في المنطقة، مع الحفاظ على علاقات متوازنة مع القوى الجديدة في سوريا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية سوريا الأسد بشار الأسد المعارضة روسيا سوريا الأسد روسيا بشار الأسد المعارضة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عائلة الأسد بشار الأسد فی سوریا فی موسکو
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تكشف حصيلة السوريين العائدين إلى ديارهم منذ سقوط الأسد
كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن حصيلة السوريين العائدين منذ سقوط نظام بشار الأسد أواخر العام الماضي، مشيرة إلى أن أكثر من مليون و400 ألف سوري عادوا إلى ديارهم.
وقالت المفوضية في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، الجمعة، "عاد حوالي 400 ألف سوري من دول الجوار منذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول /ديسمبر 2024.
Since December 2024, over 1.4 million Syrians have returned home, including about a million who were displaced inside Syria.
But without urgent funding, many won’t get the support they need to rebuild — and fewer returns will be possible.
Learn more: https://t.co/XLIESB2soF pic.twitter.com/tuWNd3DEVZ — UNHCR, the UN Refugee Agency (@Refugees) April 11, 2025
وأضافت أنه "خلال الفترة نفسها عاد أكثر من مليون نازح داخلي داخل سوريا، ليصل إجمالي عدد السوريين الذين عادوا إلى ديارهم إلى أكثر من 1.4 مليون شخص".
وأشارت المفوضية إلى أنه مع اقتراب العام الدراسي على نهايته، سيكون فصل الصيف من الفترات المهمة جدا للعودة الطوعية وفرصة لا يمكن تفويتها، مشددة على حاجة السوريين إلى الدعم في مجالات المأوى وسبل العيش والحماية والمساعدة القانونية لجعل عودتهم إلى ديارهم ناجحة ومستدامة.
كما شددت على ضرورة التمويل الكافي لتحقيق عودة متوقعة لنحو 1.5 مليون سوري إلى وطنهم هذا العام، موضحة أن "دعم المفوضية والجهات الفاعلة الإنسانية يعتبر من الأمور بالغة الأهمية لتحقيق الاستقرار".
وقالت المفوضية، إن "النقص الحاد في التمويل الذي نواجهه يعرض حياة الملايين للخطر، إذ يحتاج ما يقرب من 16.7 مليون شخص داخل سوريا، أي حوالي 90 بالمئة من السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، بينما لا يزال أكثر من 7.4 ملايين سوري في عداد النازحين داخليا".
وحثت المفوضية الجهات المانحة التقليدية على "بذل جهد إضافي"، داعية "الدول الغنية التي لم تسهم بعد لدعمها في ضمان العودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريين الراغبين في العودة إلى ديارهم".
وأوضحت أنه "منذ سقوط نظام الأسد، أصبحت العودة إلى الوطن وبدء حياة جديدة ممكنة للسوريين"، مشددة على أنه من الممكن "خلق الفرص والحفاظ على أمل السوريين من خلال الاستثمار في المساعدات والإنعاش المبكر".
وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.
وفي 29 كانون الثاني/ يناير، أعلنت الإدارة السورية الجديدة عن تعيين قائد قوات التحرير أحمد الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية، بجانب العديد من القرارات الثورية التي قضت بحل حزب البعث العربي الاشتراكي ودستور عام 2012 والبرلمان التابع للنظام المخلوع.