لبنان ٢٤:
2025-05-02@10:56:27 GMT

حزب الله والتحوّل السوري.. التعايش مع ما هو قائم

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT


تلقى "حزب الله" ضربة قوية بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ليس لان الاسد كان حليفاً سياسياً فقط بل لان طريق الامداد التي كانت مفتوحة من سوريا الى الحزب لا يمكن ان تتكرر لناحية الغطاء السياسي الذي تتمتع به في دمشق ولناحية الحرية التي تمتع بها "حزب الله" في نقل المعدات والأسلحة الى لبنان من دون اي نوع من انواع الرقابة.



ما فاقم الضربة التي تلقاها الحزب هو انها جاءت بعد حرب قاسية جدا، لا بل قد تكون الاقسى عليه منذ نشأته وهو بحاجة بعدها الى ترميم قدراته العسكرية على مختلف المستويات. لكن بالرغم مما حصل يتعامل "حزب الله" بهدوء كبير مع الحدث، خصوصا انه لم ينته بعد في ظل وجود احتمالات وسيناريوهات متعددة ستحكم المشهد السوري وقد تبدل الكثير من الحسابات مع مرور الوقت.


لا يتعامل "حزب الله" مع الحكم الجديد في سوريا على انه معادٍ، علما ان الحكم في سوريا لم يعلن العداء لاي طرف، سوى ايران و"حزب الله"، لكن الاخير يتعامل مع الواقع على اعتبار ممكن مع مرور الوقت فتح حوار مع دمشق والعمل على تهدئة الاجواء وان لم يؤد الامر الى اعادة فتح طريق الامداد، لكن فكرة معاداة سوريا ليست واردة في قاموس "حزب الله" وما دامت المعارضة اصبحت في الحكم فلا مجال لمحاربتها.

قد يكون رهان الحزب هلى طرفين اساسيين، الاول هو حركة حماس، حليف الحزب السني الرئيسي في المنطقة، والذي قد تربطه علاقات كبيرة واستراتيجية مع الحكم الجديد في سوريا، وعليه قد تلعب الحركة دورا فعليا في اقناع الحكم في سوريا بالقيام بتحولات كبرى بالتعامل مع المقاومة اللبنانية، وهذا قد يكون طموحا مبالغا فيه من الحزب لكنه غير مستحيل.

اما الطرف الثاني فهو تركيا الذي تربطها علاقات عميقة مع ايران وهذا ما قد يؤدي الى فرض مستوى جديد من التنسيق من اجل ترك طريق الامداد مفتوح او غض النظر عن بعض الامور، لكن كل ذلك يحتاج الى وقت، فالجولاني اليوم الذي يتعامل مع المشهد بواقعية مفرطة، لا يستطيع اظهار الود لايران و"حزب الله" وذلك لان امامه معركة داخلية كبيرة لتثبيت حكمه في ظل وجود مجموعات متطرفة تزايد عليه امام الرأي العام السوري.

لا شك بأن العلاقة معقدة جدا بين "حزب الله" والقوى السياسية التي استلمت الحكم في دمشق، لكن هذا التعقيد سيتعامل معه الحزب على قاعدة ان لا خيار سوى التعايش مع التطورات ومحاولة ايجاد حلول لها، وان الحزب اليوم ليس الحزب الذي كان موجودا في التسعينيات، لذلك فإن قدراته الاقليمية والبشرية وخبراته في مختلف المجالات تخفف من وطأة "الكارثة" التي حصلت بعد سقوط نظام الاسد.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله فی سوریا

إقرأ أيضاً:

عدوان لا يتوقف وسلاح لا يُسلم.. لبنان بين فكّي إسرائيل و»حزب الله»

البلاد- بيروت
فيما تواصل إسرائيل قصف الجنوب والضاحية والبقاع في محاولة لتفكيك البنية العسكرية لحزب الله، يراوغ الحزب في ملف تسليم السلاح، متمسكًا بشروطه، فيما تبذل الدولة اللبنانية جهودًا شاقة لبسط سيادتها دون الانزلاق إلى صدام داخلي أو استفزاز آلة القتل الإسرائيلية.
وفي أحدث تطور، زار رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز، بيروت، أمس (الأربعاء)، حيث التقى الرئيس اللبناني جوزيف عون بحضور السفيرة الأمريكية ليزا جونسون. اللقاء شهد تأكيدًا لبنانيًا على ضرورة تفعيل اللجنة والضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانسحابها من خمس تلال جنوبية لا تزال تحتلها، إضافة إلى إطلاق الأسرى اللبنانيين. كما قدم جيفرز خلفه، الجنرال مايكل جاي ليني، الذي سيتولى رئاسة اللجنة خلال المرحلة القادمة، وهو قائد قوة المهام في القيادة المركزية الأمريكية.
اللقاء جاء قبيل مغادرة عون إلى الإمارات برفقة وزير الخارجية يوسف رجّي، في زيارة رسمية تستمر يومين، تهدف إلى تعزيز العلاقات وجذب الدعم العربي لجهود الأمن والإصلاح وإعادة الإعمار، في ظل ظرف دقيق يتطلب دعمًا سياسيًا واقتصاديًا فوريًا.
بالتوازي، واصل الجيش اللبناني تنفيذ مهامه جنوب الليطاني، حيث أعلن الرئيس عون في لقاء مع وفد معهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن، الثلاثاء، أن الجيش يطبق القرار 1701 رغم العراقيل الميدانية المتمثلة ببقاء إسرائيل في خمس نقاط حدودية. وأكد أن “قرار حصرية السلاح لا رجوع عنه”، وأن عملية سحب السلاح ستتم بالحوار، تجنبًا لأي اضطرابات أمنية.
من جهته، اعتبر رئيس الحكومة فؤاد سلام أن الغارات الإسرائيلية على الضاحية وسواها تشكّل “خرقًا واضحًا لترتيبات وقف الأعمال العدائية”، مطالبًا بتفعيل آلية المراقبة الدولية. كما شدد خلال استقباله وفد نقابة الصحافة على أن لبنان ملتزم بالاتفاق وعلى إسرائيل أن تلتزم أيضًا، مضيفًا أن بقاء الدعم الأمريكي والفرنسي مهم لضمان ذلك.
ورغم إعلان حزب الله دعم الدولة، بدا موقفه أكثر تصلبًا في الخطاب الأخير لأمينه العام نعيم قاسم، الذي وضع ثلاثة شروط مسبقة قبل أي حوار حول السلاح: انسحاب إسرائيل، وعودة الأسرى، وبدء إعمار ما دمرته الحرب. وهو ما رآه مراقبون تناقضًا مع موقفَي رئيس الجمهورية والحكومة، وتراجعًا عن مضمون البيان الوزاري الذي نال ثقة “الحزب” نفسه.
السلطة الرسمية اللبنانية تراوح مكانها في ملف السلاح، متسلّحة بالتهدئة والحوار كسبيل لتفادي صدام داخلي، بينما يربط الحزب مصير سلاحه بتحولات الإقليم، خصوصًا في ضوء المفاوضات بين طهران وواشنطن. وعلى الأرض، لم تتوقف إسرائيل عن شن الغارات، متذرعة بعدم تفكيك قدرات الحزب، ومتمسكة بالبقاء في نقاط حدودية رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقّع برعاية أمريكية فرنسية أواخر نوفمبر الماضي.
وكان الاتفاق نص على وقف الأعمال العدائية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب، مقابل انسحاب الحزب من جنوب الليطاني، وتوسيع انتشار الجيش اللبناني وقوات “يونيفيل”، إلا أن التنفيذ تعثر وسط مماطلة إسرائيلية ومراوغات من حزب الله.
بين تصعيد إسرائيلي لا يهدأ، ومناورات حزب الله ومواقفه المتباينة حول حصر السلاح، تقف الدولة اللبنانية في مفترق طرق حرج. فالمضي نحو السيادة يتطلب مواجهة مزدوجة: مقاومة الضغوط الخارجية دون الخضوع لها، ومراكمة التوافق الداخلي دون الانفجار من الداخل.

 

مقالات مشابهة

  • دفع الله الحاج.. او الرجل الذي يبحث عنه البرهان ..!!
  • من التصعيد الميداني إلى التحرك السياسي.. كيف كادت شائعة أن تفجر التعايش السوري؟
  • أمر حاسم.. ماذا يريد حزب الله من رئيس الجمهورية؟
  • عدوان لا يتوقف وسلاح لا يُسلم.. لبنان بين فكّي إسرائيل و»حزب الله»
  • الدفاع التركية تؤكد رفض أنقرة مطالب الحكم الذاتي في سوريا.. تهدد الاستقرار
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • حزب الله غير راض عن الحكومة: على المعنيين ردع إسرائيل
  • وزير الطوارئ والكوارث يناقش مع المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر التحديات التي تواجه الشعب السوري
  • القصة الكاملة للمقاتل السوري مجدي نعمة الذي بدأت محاكمته اليوم بباريس
  • ‏وزير الخارجية السوري: العقوبات على سوريا تضعف قدرة البلاد على منع النزاعات