سواليف:
2025-03-20@00:02:23 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. أبحث عن وطن

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

#أبحث_عن_وطن

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 5 / 5 / 2018

لا يهمّني في أي القارات يقع، ولا اللغة الرسمية فيه، لا المناخ يعنيني، ولا الديانة الأولى، فقيراً كان أم غنياً لا يهمّ، يهمّني أن يكون وطناً وحسب، نشيده تغريد العصافير أو صوت المطر على ورق الشجر العريض، أريد وطناً يشبهني، يغضب عندما أغضب، يبتسم عندما أبتـــــسم، يبكي عندما أحزن.

. ويكون حنوناً على جسدي عندما أموت. 
أبحث عن وطن قيد التشكّل، ليس له سجل في الأمم المتحدة، ولم تدخل قدمه مجلس الأمن أبداً، لم يحتّل أرضاً ولم تحتّل أرضه، أبحث عن وطن لم تتعمّق فيه مؤسسات الفساد، ولم تنبت للقوانين أنياب تنهش الفقير والضعيف فقط، الحياة فيه سهلة والموت نادراً، لا تمارس الشمس شروقها بتثاقل، ولا ينخسف القمر غضباً، أبحث عن وطن يتزّعمه رجل حكيم وطيب له تقاسيم أبي وعيون أبي وضحكة أبي أهتف له في ميلاده، وفي ظهوره السنوي لأنني أحبه لا لأنني أخافه، لأنني أؤمن به لا لأنني أنافقه، يفرح عندما يرى شعبه سعيداً هانئاً، مسالماً، ليس لديه شهوة القصور، ولا يصدّق أكذوبة الدم النقي، لا يسقي الأسلاك الشائكة بينه وبين شعبه بالغياب والنفور، ولا يكترث برصيده الملياري في بنوك السادة، مجلسه مفتوح للمظلومين والمكلومين والخائفين والوطنيين الحقيقيين، يأكل مما نأكل ويشرب مما نشرب يتألم مثلنا ويمشي بيننا، أريده آدمياً طينياً لا الاهاً مصطنعاً من هروات الأجهزة..

مقالات ذات صلة تداول واسع لفيديو بني مصطفى بعد كارثة البحر الميت .. هل تستقيل وزير التنمية ؟ / شاهد 2024/12/15

أبحث عن وطن لم يكن يوماً حليفاً لأحد، لا تابعاً ولا خانعاً ولا رأساً في قطيع، لا مرهوناً ولا مختطفاً، أريده قطعة من أرض كتلك التي نزل عليها سيدنا آدم، برياً نقياً لم تنزل على ترابه قطرة دم، تتفاعل الحياة فيه كما يجب، تعتبره الكائنات وطناً كما يعتبره الإنسان كذلك، لا يتغوّل مخلوق على مخلوق، ولا يصادر كائن حياة كائن فيمحوه انقراضاً عن وجه الحياة، أبحث عن وطنٍ لا يحتضن العصابات، ولا يكرّم المارقين، لا يمنح السفلة ألقابا مزيّفة لا يستحقّونها فيستعبدوا الأحرار ويتبادلون الأدوار، لا يعطى اللصوص دور الحراسة، ولا الإمعات قُمر القيادة.

أبحث عن وطن أحبه لأنني أحبه، لا يشوّه صورته دعي أو مرتزق يصرف لي متى شاء وأنى شاء كوبونات وطنية لا تمر الا بتوقيعه، أبحث عن وطنٍ فيه العشب أهم من الطريق، والشجر أعلى من البنايات، والفَراش أثمن من الطائرات، وبتلات الورد أهم من كل التيجان والرتب العسكرية، أبحث عن وطن يبني المدارس ويهدم السجون، يزرع الحب ويقتلع الخوف، يشيد العدالة وينسف الظلم، أبحث عن وطن أكبر من كل القامات والهامات والهالات والخطابات الخادعة، أستنشقه صباحاً أملأ رئتيّ بهوائه لأقول له شكراً أنك وطني..
  
أبحث عن وطن شجاعٍ لا يخاف أحداً، لا يعطي معصميه لقيد، أو يحني ظهره لأحد، أو يربط اسمه بأحد، لا يخجل من أن يصارح كل الموهومين بعظمتهم أنكم لا شيء دوني، أنا البداية والوجود، أنا بوابة الخلود، لا تزوروا التاريخ باسمي لا تظلموا أبناء الأرض باسمي، لا تستعبدوا الشعوب باسمي، فأنا ها هنا موجود.. أن كنت تعتقد أنك آلهة من طين فانا مزيج الخلق كله.. طين ونار ونور وماء، أنا يابسة السماء.. 
أبحث عن وطنٍ قيد التشكّل، لم يتّخذ اسماً بعد.. أتلعثم بلفظ حروفه كلما اشتقت إليه.. وعندما يسألونني من أي البلاد أنت يا غريب؟ أقول لهم: من هناك.. من وطني!!

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

#167يوما

#الحرية_لاحمد_حسن_الزعبي

#أحمد_حسن_الزعبي

#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحرية لاحمد حسن الزعبي أحمد حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

فشرتوا

بقلم : فالح حسون الدراجي ..

يتذكر الأخوة القراء الذين تشرفت بمتابعتهم لمقالاتي سواء في جريدة الحقيقة أو في مواقع التواصل الإجتماعي، أني كتبت عشرات المقالات ضد نظام الأسد بعهديه ( الأب والابن)، وانتقدت بها مرات كثيرة تصرفات المسؤولين الأمنيين في سوريا آنذاك، خصوصاً العلويين الذين كانوا مستقوين برئيس الدولة ( العلوي) !

كما كان لي أكثر من مقال حاد ضد جريمة قوات سرايا الدفاع التي كان يقودها رفعت الأسد ضد المواطنين ( السنّة ) في مدينتَي حمص وحماه .. رغم أن هجمات قوات سرايا الدفاع لم تكن بعنوان طائفي، إنما كانت تتم بعنوان سياسي صرف بمعنى أنها تحصل تحت عنوان سلطة تابعة لحزب البعث ضد معارضة تابعة لأحزاب سلفية تسعى لإسقاط هذه السلطة .. ولكن في كل الأحوال، كانت عملية القصف عملية عدوانية فاشية ضد مدن آمنة، قتل فيها عدد غير قليل من الأبرياء.

والموقف نفسه وثقته بمقالاتي ضد نظام بشار الأسد عندما كان يلقي البراميل المتفجرة من الطائرات على رؤوس معارضيه في المدن السورية الآمنة، رغم أن معارضيه كانوا يرفعون السلاح ضد الجيش !!

ولأني لم أكن أفرق في المظلومية بين سني وشيعي ودرزي ومسيحي.. كنت أصرخ بكل صوتي ضد أي عمل مسلح ينال مواطناً مدنياً مهما كانت هوية الفاعل، وهوية الضحية، فالظلم واحد والمظلومية لا تتجزأ قط ..

واليوم حين يأتي الجولاني للسلطة في سوريا، وتأتي قبله أخباره الإجرامية، لا سيما وأن الرجل يحمل بين يديه تاريخاً دموياً مرعباً، يبدأ من جرائمه عندما كان عضواً كبيراً في تنظيم القاعدة، مروراً بما ارتكبه حين كان قائداً بارزاً في تنظيم داعش، لاسيما جرائمه بحق الأبرياء في العراق.. وانتهاءً بما فعله من فظائع عندما أسس تنظيم النصرة الإرهابي.. ورغم كل هذا ( الارث) الدموي الرهيب، فإني لم أتعجل الحكم على الرجل، رغم وثوقي من فظاعة وبشاعة ودموية عقيدته الآيدلوجية المتطرفة، وقد ساعد في تأجيل حكمي عليه أنه استبدل ولو- شكلياً – كل ما كان عليه عندما كان إرهابياً !!

وإذا كان الجولاني قد ضحك على ذقون ساسة اوربا وأمريكا والبلدان العربية الذين صدقوا به، ووثقوا بكلامه الحلو عن العدالة، وبوعوده بتحقيق المساواة بين الطوائف، وأعجبوا بحلاقة ذقنه، وحسن مكياجه، و(بدلته الإنگليزية وربطة عنقه الفرنسية).. اقول إذا كان شياطين السياسة قد صدقوا به، فمن أنا كي لا امنحه مع المانحين فرصة لتفعيل وعوده وعهوده.. لذلك اوقفت الأفكار والنوايا التي حملتها وأعددتها لكتابة سلسلة من المقالات ضد الجولاني وعصابته ..!

لكن الجولاني لم ينتظر كما انتظرنا، إذ سرعان ما كشّر عن أنيابه الإرهابية، فراح بعض قطيعه المدججين بالآيداوجية الإرهابية، والأسلحة الفتاكة التي مولهم بها السلطان العثماني الحالم بثلث سوريا وثلث العراق، يجوبون الشوارع والأزقة والبيوت في المحافظات ( غير البيضاء ) بحثاً عن ( العلويين – أيّ علوي)، وليس مهماً أن يكون هذا العلوي بريئاً أو ملطخة يده بدماء الضحايا عندما كان متربعاً على كرسي المسؤولية إبان عهد الاسد.. فحدثت على يد ذئاب الجولاني المتعطشة للثأر، والمفتوحة شهيتها للدم، جرائم يندى لها الجبين، حتى أن عصابات الجولاني المختلفة عناوينها، قتلت من أبناء الساحل في ساعات معدودة أكثر من ألف مواطن مدني أعزل .. أما الحديث عن نوعية الحكومة المؤقتة، والإعلان الدستوري، وصلاحيات رئيس الجمهورية فهذه تحتاج إلى كتاب وليس إلى ثلاثة سطور في مقالة عابرة ..

إن الذين ظنوا أن سوريا ستصبح على يد ( الشرع) مثل إمارة موناكو، او مثل سنغافورة، وفتحوا له الخزائن والبنوگ والآمال الوردية، حتى انهم اليوم يحاولون بقوة شطب اسمه واسم منظمته من قوائم الإرهاب الأجنبي !!

أعرض لهؤلاء المتأملين الواهمين، ولغيرهم، مشهداً واحداً .. مشهداً رآه العالم كله من سوء حظ القتلة الإرهابيين ، بل وأبكى العالم من عربه إلى عجمه ومن افرنجه الى مكسيكه، وهذا المشهد يتمثل بالسيدة السورية العلوية العظيمة التي قتل الجولانيون ولديها سهيل وكنان مع حفيدها أمام عينيها، والمصيبة أنهم لم يكتفوا بهذا القتل البشع أمام أنظار أمّ مكلومة، إنما راحوا يشمتون بها تارة، ويهزؤون بقتلاها تارة أخرى، بل ويُسمعونها كلاماً فظيعاً، بينما هي تقف أمامهم بصلابة عجيبة، ورباط جأش فريد، كأنها أسد جريح، ولا أخفي عليكم، فقد تذكرت بمحنتها هذه، محنة أمي الصابرة التي أخبرها السفلة الصداميون بإعدام ولدها الشيوعي، مع وابل من كلماتهم التهديدية، وعباراتهم الشامتة، ولغتهم العفنة القذرة .. كما تذكرت معها جميع أمهاتنا المفجوعات اللائي تعرضن لمثل هذا الموقف الكربلائي الزينبي. إن أمَّ أيمن- وهذا اسمها- لم تقف مكسورة الجناح ولا دامعة العين، ولا خائفة أو مرعوبة من أسلحتهم أو من تهديدهم، إنما كانت ترد عليهم بكلمة واحدة، وهي: ( فَشرتوا فَشرتوا )، أي خسئتوا، ولها معنى سوري آخر ( كذبتوا )..!
ولعل الأعظم في الأمر أنها وقفت كالجبل لثلاثة أيام تحرس ولديها وحفيدها، كي لا تنهش جثثهم الكلاب، أو تعبث باجسادهم الذئاب الطائفية ..

والمضحك المبكي، أن جماعة الجولاني ادّعوا أن ابناء هذه السيدة من فلول الأسد، وأنهم نالوا عقابهم لأنهم قاوموا الثورة، لكن كذبتهم فُضحت، عندما ظهر أن أحد القتلى الثلاثة واسمه سهيل، كان من دعاة الثورة على الأسد، وانصار التغيير، وقد عثر على عشرات المنشورات في تويتر والفيس بوك يدعو فيها العلويين إلى دعم الحكومة الجديدة !!

والمضحك ايضاً، أن إعلام عصابة الجولاني وبعد أن فضح الناس كذبته عبر اعادة نشر تغريدات (سهيل ) وكتاباته، اضطر إلى تغيير ادعاءاته، فظهر بكذبة جديدة مفادها أن أبناء السيدة قُتلوا على يد جماعة من ( العمشات ) وجماعة من ( الحمزات ) وهما جماعتان مسلحتان متحالفتان مع هيئة تحرير الشام، وإن القوات الأمنية الجولانية بريئة من دمهم.

لكنّ السيدة لم تنثنِ عن تشخيصها وتأكيدها بأن قتلة ولديها وحفيدها هم افراد من القوات الامنية التابعة للجولاني وليس غيرهم .. !

إن تعاطف الشعوب مع هذه السيدة دفع الجولاني إلى ارسال أحد أزلامه – محافظ اللاذقية – إلى زيارة الأم المكلومة في بيتها وتقديم العزاء لها، لكنها لم توافق على قبول العزاء إلا بالاعتراف علناً والاعتذار أمام العالم بأن قوات ( الشرع) قتلت اولادها والكف عن اتهام الآخرين، فنفذ لها ما أرادت بعد أن اتصل بالجولاني وأخبره بما اشترطته عليه المفجوعة أم أيمن .. !!

لقد سقط المجرم صدام، وسقط المجرم بشار، وسقط قبلهما عشرات الطغاة في التاريخ، وسيسقط الجولاني ونظامه حتماً، لأن حق الشعوب، و (حوبة) دماء الأبرياء، ودموع الأمهات أقوى من كل الجيوش الحربية، وقوى الأمن والمخابرات والميلشيات، مهما كانت قوية وشرسة وعنيفة، حتى لو كانت بحجم عنف ( النصرة)..!

فالح حسون الدراجي

مقالات مشابهة

  • إدارة ترامب تنشر دفعة جديدة من أرشيف اغتيال الرئيس جون إف كينيدي
  • حوارات ثقافية| الكاتب أحمد عبدالعليم يكشف لـ «البوابة نيوز» استعدادات «القومي لثقافة الطفل» لشهر رمضان وعيد الفطر المبارك
  • تحدي النهايات!!
  • عهد الزعبي.. قصة مدربة فريق ليغانيس بمخيم الزعتري للاجئين السوريين
  • حسن أحمد حسن الزعبي .. كل عام وأنت بخير
  • ذمار : الإفراج عن الكاتب والأديب الحراسي بعد أسبوعين من اعتقاله 
  • يحتاج نقل دم.. تعرض الكاتب صنع الله إبراهيم لوعكة صحية طارئة
  • فشرتوا
  • الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة يزور مؤسسة البوابة نيوز الإعلامية
  • رحيل الكاتب والمفكر الكوردي عبدالله حمه باقي في السليمانية