أكد حمد بن يعقوب الجهوري أمين سر اللجنة العمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية، أن مستقبل الرياضة الإلكترونية العمانية مليء بالفرص المهنية والعلمية والاحترافية، فالمجال لا يقتصر على اللاعبين فحسب، فهناك فرص كبيرة للاستثمار فيها كصنّاع المحتوى، والمحللين والحكام والمعلقين والمنظمين والمصورين وغيرها من الفرص، والمتابع للمتغيرات التي شهدتها الرياضة خلال السنوات الماضية يجد أنها جميعها مؤشرات أداء يمكن قياس مدى تطورها محليا وانعكاسها عالميا من خلال زيادة عدد اللاعبين والمتابعين والمهتمين، بالإضافة إلى تكثيف البطولات الملحية، والمشاركة في مختلف البطولات الدولية، مما أتاح توسيع شريحة منتخباتنا الوطنية مما كان له -بكل تأكيد- الدور الكبير في كسب الخبرات والاحتكاك بأعلى المستويات العالمية لمختلف الألعاب ونقل تلك الخبرات وتجويدها في النطاق المحلي لإيجاد أبطال عمانيين مبدعين عالميا.

جزء من الاقتصاد الرقمي

وتابع في حديثه لـ «عمان»: منذ إشهار اللجنة بتاريخ 17 مايو 2021 وذلك تماشيا مع «رؤية عمان 2040»، مندرجا تحت محور مجتمع إنسان مبدع معتز بهويته ومنافس عالميا، ومتزامنا مع محور اقتصاد متنوع ومستدام من خلال تطوير قطاع الألعاب كجزء من الاقتصاد الرقمي، فقد مثل هذا القطاع صناعة متنامية عالميًا، وفرصة حقيقية لتمكينه مصدرا جديدا للدخل الوطني عبر صناعات الألعاب الإلكترونية بهوية عمانية وتنظيم بطولات عالمية واستقطاب استثمارات خارجية، ونحن نؤمن أن هذه الرياضة صناعة حقيقية وهذا قد تم البدء فيه مؤخرا بوجود فرق تقنية متخصصة في صناعة ألعاب إلكترونية بهوية عمانية منافسة، وهذا ما نعول عليه بأن تكون هذه الرياضة قناتنا المتصلة بالعالم الرقمي.

مجتمع داعم ومثقف

وقال الجهوري: دور العائلة شريك أساسي ومحوري في تنظيم إطار هذه الرياضة، بداية من شراء أي لعبة تحتوي على التصنيف المناسب لكل فئة عمرية، ومن خلال تعاملنا مع أولياء الأمور خلال السنوات السابقة نستطيع القول: إننا نحظى بمجتمع داعم ومثقف ومطلع لما يدور في عالم الرياضات الإلكترونية وذلك من خلال الدعم الذي يتم تقديمه لأبنائهم في مختلف المشاركات المحلية والدولية، وعلى اللاعبين أنفسهم معرفة أساليب ممارسة هذه الرياضة بشكل إيجابي وأن العبرة في الكفاءة والتطوير في أوقات مناسبة ومعتدلة أجدى من ممارسة ساعات طويلة سلبية، ويبقى دور العائلة ركيزة في توجيه ممارستها بشكل صحيح ومفيد إيجابا للاعب والمجتمع.

تعزيز الرياضة محليا وعالميا

وأشار حمد الجهوري إلى أن ظروف جائحة كورونا كانت سببا رئيسيا في زيادة عدد اللاعبين وممارستهم لمختلف الألعاب الإلكترونية عن بعد، والفترة التي ولدت فيها اللجنة العمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية التي أتت لتنظم هذا المجال وتحقيق طموحات اللاعبين العمانيين في هذه الرياضة، والتغيير هو زيادة قنوات التواصل بين اللاعبين مما أدى إلى وجود أنماط لعب مختلفة، فردية وزوجية وفرق ومنتخبات، وهو ما ساهم بشكل مباشر في تعزيزها محليا وعالميا كرياضية حقيقية.

وحول تأثير الألعاب الإلكترونية على العلاقات الاجتماعية، قال: الممارسات الإيجابية للألعاب والرياضات الإلكترونية هو أكبر مساند لزيادة التواصل الاجتماعي، مع العائلة والأصدقاء والعالم الافتراضي، وذلك بديهيا من خلال الألعاب والمنصات التي يتواصل اللاعبون فيها، خصوصا أن معظم الألعاب أصبحت تلعب بشكل جماعي، وحتى إذا تحدثنا عن العائلة، فالحاضر تغير جدا وأصبحت العائلة جزءا من اللعبة، حيث أصبح الكل يجتمع لممارسة الألعاب والرياضات الإلكترونية وهو ما شهدناه مؤخرا في آخر بطولة نظمتها اللجنة التي شهدت مشاركة أب وأبنائه الثلاثة، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على دور الألعاب والرياضات الإلكترونية في تعزيز العلاقات الاجتماعية.

دور المرأة

وقال أمين سر اللجنة العمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية: المرأة العمانية شريكة في نجاح مختلف المجالات، وإذا تحدثنا عن الرياضة العالمية التي تحظى بمتابعة الملايين! بالطبع وجود العنصر النسائي داعم لنا لنجاح هذه المنظومة، والأعداد متزايدة بشكل متواصل ويمكننا أن نستشعر دور المرأة العمانية من خلال وجودها واحترافها في أندية خارجية، وتجدر الإشارة عن وجود صالات خاصة بالعنصر النسائي لممارسات الرياضات الإلكترونية بكل أريحية ومرونة ومواصلة تطوير مستوياتهن الفنية، وهذه كلها مؤشرات على مدى شغف المرأة العمانية وطموحها المستمر والمنافسة الدائمة في جميع المحافل الرياضية المحلية والعالمية، وشاركنا بمنتخبات نسائية دوليا في بطولات مختلفة، مثل البطولة العربية للرياضات الإلكترونية، وبطولة غرب آسيا لكرة القدم الإلكترونية، وبطولة كأس العالم للاتحاد الدولي للرياضات الإلكترونية، والتي أثبتت حقا جدارتها بتحقيق الأرقام والإنجازات المميزة.

ألعاب تعليمية وتثقيفية

واسترسل الجهوري في حديثه بالقول: إيمانا من اللجنة العمانية بضرورة أن تكون هذه الألعاب مشوقة وممتعة وإيجابية وتعليمية، حرصنا أن نطور هذا الجانب بشكل أكاديمي وفق أعلى المعايير الدولية، وهو يتلخص في اعتماد محدثكم في برنامج الزمالة الدولية التابع للاتحاد الدولي للرياضات الإلكترونية، البرنامج الذي يُعنى بالتعليم من خلال الرياضات الإلكترونية، ونوجز هذا المفهوم في توضيح أن الألعاب التعليمية أو التثقيفية هي تلك التي تجمع بين الترفيه والتعليم، حيث تُستخدم كأداة لتطوير مهارات معينة لدى اللاعبين سواء كانت معرفية، اجتماعية، أو حتى حركية. هناك عدة أنواع من الألعاب التعليمية، وكل نوع يساهم في تطوير مهارات محددة.

وتابع: هناك أمثلة على بعض الألعاب وتأثيرها، مثل ألعاب التفكير وحل الألغاز وهي لعبة «Portal» وتعتمد على التفكير النقدي وحل المشكلات من خلال الفيزياء والمفاهيم الهندسية، ولعبة «The Witness» تُعزز مهارات التحليل وحل الألغاز المنطقية، وكذلك ألعاب بناء وإدارة الموارد مثل لعبة «Minecraft» وهي تعلم اللاعبين كيفية التخطيط والتفكير المبدع، بالإضافة إلى تطوير المهارات الهندسية عبر بناء الهياكل المختلفة، وأيضا لعبة «SimCity» أو «Cities: Skylines» وهدفها تطوير مهارات إدارة الموارد والتخطيط العمراني والبيئي.

أيضا هناك ألعاب تعلم البرمجة والمنطق، ومنها لعبة «Human Resource Machine» وهي تعزز مهارات البرمجة الأساسية وحل المشكلات، وأيضا لعبة TIS-100 وهي تعلم اللاعبين كيفية البرمجة باستخدام مفاهيم العمليات الحسابية والتحليل المنطقي.

وهناك كذلك ألعاب تعلم اللغات، مثل لعبة «Duolingo» وعلى الرغم من أنها ليست لعبة تقليدية ولكنها تستخدم أسلوب الألعاب، وتساعد على تعلم لغات جديدة من خلال تحديات ومراحل تعليمية، أيضا هناك ألعاب التاريخ والاستراتيجيات، مثل لعبة «Civilization» التي تقدم للاعبين تجربة استكشاف التاريخ والثقافات المختلفة وتطوير استراتيجيات قيادة الحضارات، وأيضا لعبة «Assassin's Creed Discovery Tours» التي توفر جولات تاريخية تفاعلية في الحضارات القديمة، مما يساعد اللاعبين على فهم الجوانب التاريخية والجغرافية، أيضا لدينا ألعاب تعليم العلوم والرياضيات، مثل لعبة «Kerbal Space Program» وهي لتعلم مفاهيم الفيزياء والميكانيكا المدارية من خلال بناء الصواريخ والقيام بمهام فضائية، ولعبة «Prodigy» وهي لعبة تعليمية في الرياضيات مصممة للأطفال، تقدم تحديات رياضية في بيئة ممتعة.

وقال حمد الجهوري: هناك العديد من فوائد التعليم من خلال الرياضات الإلكترونية، مثل تنمية مهارات حل المشكلات مثل الألعاب التي تعتمد على الألغاز والتفكير الاستراتيجي، وكذلك تعزيز القدرة على التعلم الذاتي حيث يتعلم اللاعبون من أخطائهم ويبحثون عن حلول جديدة، أيضا تنمية التفكير الإبداعي من خلال الألعاب التي تتطلب بناء وإنشاء هياكل أو إدارة عوالم افتراضية، وأيضا تطوير مهارات التواصل والعمل الجماعي، خاصة في الألعاب التعاونية أو متعددة اللاعبين التي تتطلب تواصلا فعالا وتنسيقا.

تمثيل الثقافة والتراث العماني

كما أكد الجهوري أن جميع خطط وبرامج اللجنة متواكبة مع «رؤية عمان 2040»، وقال: نتحدث عن مجتمع معتز بهويته ومواطنته وثقافته، يعمل على المحافظة على تراثه وتوثيقه، ونشره عالميا، وما يميز الألعاب الإلكترونية مرونتها وسهولة ربطها بمختلف الغايات الثقافية، والتاريخية، والتراثية، ونحن على ثقة بأن الألعاب الإلكترونية إحدى الوسائل الداعمة لنشر الهوية العمانية وتراثها الأصيل، من خلال تصميم ألعاب إلكترونية تمثل بعض الألعاب الشعبية وإيجاد شخصيات إلكترونية تحاكي اللبس العماني وإضافة بعض النغمات التقليدية التي ستضيف نكهة تقليدية ممزوجة بجانب إلكتروني ترفيهي تعليمي، وإضافة إلى إيجاد ألعاب تحتوي على مناطق السلطنة وأشهر معالمها التاريخية والحديثة كجانب إرشادي ترفيهي ثقافي بطابع عصري ممتع وجاذب.

تحديات تواجه اللاعبين

وحول التحديات التي تواجه محبي الألعاب الإلكترونية في سلطنة عمان، مثل قضايا الإنترنت السريع أو توفر المنصات المناسبة، قال: نتحدث عن أكثر الرياضات والألعاب شعبية، فلا يوجد أي منزل لا يحتوي على جهاز بلايستيشن أو جهاز حاسوب أو جهاز لوحي أو هاتف أو غيرها من الأجهزة التي تتم ممارسة الرياضة الإلكترونية عن طريقها، التحديات بطبيعة الحال موجودة في مختلف المجالات، وإذا تحدثنا عن الرياضات الإلكترونية العمانية فأبرز التحديات هي تفرغ اللاعبين الكلي ودعمهم بمختلف المتطلبات اللازمة لممارسة هذه الألعاب بشكل احترافي بالإضافة إلى وجود رعاة مخصصين لدعم وتطوير المستويات الفنية للاعبين، ومن ناحية تغطية الإنترنت فجميعنا نرى أن معظم المناطق في السلطنة أصبح لديها سرعة إنترنت مناسبة للعب والمنافسة وهو ما ينعكس على الأعداد الكبيرة المشاركة في مختلف البطولات، علاوة على ذلك اللجنة تعمل على إيجاد مساحة خاصة للمنافسات الدولية بسرعات عالية مما يتيح سهولة اللعب بشكل مهيأ ومناسب للاعبين، وأعتقد أن المرحلة القادمة ستفرض أن تتوسع دائرة أعمال ومهام اللجنة وصولا لطموحات اللاعبين وتجاوز التحديات.

موهبة بالفطرة

وأشار أمين سر اللجنة العمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية، إلى أن الخامة العمانية موهبة بالفطرة وهذا ما ينعكس على مختلف الرياضات وتحديدا على مستوى الرياضات الإلكترونية، فالمتابع يلتمس الحراك الحاصل على مستوى منافسات الرياضة الإلكترونية العمانية من خلال وجود نخبة من اللاعبين في صدارة مختلف الألعاب وتحقيق أفضل المراكز في المشاركات الخارجية، وأنه لفخر عظيم أن يرفرف علم السلطنة في مختلف المحافل وميادين التنافس، وهو مؤشر قوي على وجود فرص كبيرة للاعبين واحترافهم هذا المجال بشكل مستقل والبدء في رحلة الإنجاز والإبداع والعمل بشغف ومتعة، ولا نتحدث عن لاعبين فحسب، فهذا المجال يحتضن شريحة واسعة ويفتح آفاقا رحبة للاعبين وصنّاع المحتوى ومديري الفرق والمدربين والحكام والمنظمين والمصممين وغيرهم من المهتمين ذوي الصلة تجمعهم يد التحكم تحت سقف الرياضة الإلكترونية.

مستقبل اللعبة

وختم حمد بن يعقوب الجهوري أمين سر اللجنة العمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية، حديثه لـ «عمان» بالقول: نحن على يقين بأن المستقبل هو الرياضات الإلكترونية كما يُستشعر ذلك من حاضرها المتسارع، وأساس كل الألعاب وتطويرها وبرمجتها، الفرص عظيمة في هذا المجال، ونصيحتي لكل المبرمجين هو الإلمام بأحدث لغات البرمجة المختصة الحديثة والمناسبة لكل لعبة، والاطلاع على تجربة اللاعبين وتحقيق طموحات اللاعبين التي على أساسها تكتمل الحلقة، وأنصح المبرمجين بضرورة الخوض في غمار المنافسات المتعلقة ببرمجة الألعاب الإلكترونية كنوع من تبادل الخبرات والاطلاع على مختلف الأفكار والتفاصيل المتعلقة بالبرمجة الإلكترونية، ونسألهم عدم التردد في التواصل لتقديم مقترحاتهم التي تلامس تطلعاتهم أو رغبتهم في استشارات أو استفسارات متعلقة ببرمجيات الألعاب الإلكترونية، ونحن هنا كلجنة داعمين وبشغف لإمكانياتهم وإبداعاتهم واحتضان مختلف المواهب المرتبطة بالرياضات الإلكترونية العمانية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الریاضات الإلکترونیة الإلکترونیة العمانیة الریاضة الإلکترونیة الألعاب الإلکترونیة تطویر مهارات هذه الریاضة هذا المجال فی مختلف مثل لعبة من خلال

إقرأ أيضاً:

الكفاءات العربية.. صُناع القرار في «اللجان الدولية والقارية»

2-2
معتصم عبدالله (أبوظبي)‬‬‬‬
مقارنة بعراقة «دورات الألعاب العربية» التي تخطت حاجز «العقود السبعة» منذ أول نسخة عام 1953 في مصر، يحكي التاريخ عن إقامة نسخة وحيدة موجهة بصورة خاصة لأصحاب الهمم عام 1999، ممثلة في الدورة الرياضية العربية الأولى لذوي الإعاقة، والتي حملت اسم «دورة الوفاء للحسين».
 قبل أن تتواصل مشاركة «أصحاب الهمم»، إلى جانب أقرانهم في «دورات الألعاب العربية الرياضية»، بداية من النسخة الثانية عشرة في قطر 2011، وصولاً إلى النسخة الأخيرة في الجزائر عام 2023.
ارتأت «الاتحاد» طرق الملف العربي المهم، بالتزامن مع احتفال العالم في الثالث من ديسمبر من كل عام بـ«اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة»، لتتطرق في الجزء الثاني من التحقيق إلى النجاحات العربية في مجال الإدارة البارالمبية، وتنظيم البطولات الدولية.

اقرأ أيضاً: الألعاب البارالمبية العربية.. الحلم الغائب (2-1)

ويحفل فضاء «الألعاب البارالمبية العربية» بالكثير من الكفاءات الإدارية التي نجحت في وضع بصماتها الخاصة، وشقت طريقها باقتدار، لتتقلد أكبر المناصب على صعيد اللجان الدولية والقارية والإقليمية والاتحاد العالمي للقدرات الرياضية، والاتحاد الدولي لألعاب القوى البارالمبية، وغيرها.
وتضم قائمة عضوية اللجنة البارالمبية الدولية حالياً مجموعة من الأسماء الإدارية العربية اللامعة، حيث يبرز من الإمارات: محمد فاضل الهاملي، رئيس اللجنة البارالمبية الوطنية، وماجد العصيمي الذي يُعد أول عربي يحتفظ برئاسة اللجنة البارالمبية الآسيوية لثلاث دورات على التوالي.
وانتخب مؤخراً الدكتور طارق سلطان بن خادم، في منصب نائب رئيس الاتحاد العالمي للقدرات الرياضية بمسماه الجديد، بعد دمج الاتحاد العالمي لرياضة الكراسي المتحركة، والشلل الدماغي تحت مظلة واحدة، ويترأس الدكتور عبدالرزاق بني رشيد الاتحاد البارالمبي لغرب آسيا، بجانب عضوية الممثل الإقليمي لغرب آسيا في البارالمبية الآسيوية.
وتضم قائمة الكوادر العربية أسماء أخرى، من بينها عبدالرحيم آل الشيخ، رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى البارالمبية، نائب رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية، والشيخ محمد بن دعيج آل خليفة، رئيس اللجنة البارالمبية البحرينية، عضو البارالمبية الآسيوية، والمصرية حياة خطاب، نائب الرئيس الأول للجنة البارالمبية الأفريقية، والمصري إيهاب حسنين، رئيس الاتحاد العربي لرياضة الأشخاص ذوي الإعاقة، رئيس الاتحادين العربي والأفريقي للكرة الطائرة البارالمبية.
وتشمل رقعة أصحاب الكفاءات العربية مجموعة من الأسماء في المجال الفني، أمثال التونسي طارق الصويعي، المندوب الفني للجنة البارالمبية الدولية لألعاب القوى، المدير التنفيذي للجنة البارالمبية الآسيوية، رئيس اللجنة الرياضية للاتحاد الدولي لألعاب القوى البارالمبية، إضافة إلى لاعبة منتخب الإمارات سهام الرشيدي التي نالت مؤخراً عضوية لجنة اللاعبين في الاتحاد الدولي لألعاب القوى البارالمبية. 
ويمثل الوجود العربي المكثف في أرفع المناصب على مستوى اللجان البارالمبية الدولية والقارية، امتداداً طبيعياً لأجيال وضعت «اللبنات الأولى» أمثال الدكتور نبيل سالم، الرئيس السابق للجنة البارالمبية المصرية لأكثر من 20 عاماً، والذي يعد أحد الرواد في الرياضات البارالمبية، حيث شغل من قبل العديد من المناصب، منها نائب رئيس اللجنة البارالمبية الدولية، ورئيس الكونفدرالية لرياضات الأشخاص ذوي الإعاقة، واللجنة البارالمبية الأفريقية، وعضو مجلس إدارة اللجنة البارالمبية الدولية.
وتستذكر رياضة «أصحاب الهمم» مجهودات الراحل علي حرز الله، الأب الروحي لرياضة «أصحاب الهمم» في تونس، رئيس الجامعة التونسية لرياضة المعاقين، الرئيس السابق للاتحاد العربي لرياضة الأشخاص ذوي الإعاقة، العضو السابق للبارالمبية الدولية.

البطولات الدولية «فخر» التنظيم العربي
بعيداً عن «دورات الألعاب البارالمبية العربية»، تحظى البطولات الدولية التي تنظمها بعض الدول العربية بمشاركة واسعة من «أبطال العالم»، وتحظى بالاعتراف الدولي، والاهتمام الإعلامي المتعاظم، حيث تتصدر بطولات فزاع الدولية، والتي ينظمها نادي دبي لأصحاب الهمم، الواجهة على مدار 15 عاماً.
وانطلقت بطولات «فزاع الدولية» عام 2009، بتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، من أجل دمج هذه الفئة في المجتمع عبر بوابة الرياضة، ولتصبح نموذجاً رائداً وملهماً لأصحاب الهمم، ومركزاً للتميز الرياضي.
وحققت «فزاع الدولية»، على مدار السنوات الماضية، العديد من النجاحات على المستوى التنظيمي والفني والتسويقي والمجتمعي والإعلامي، وأضحت أداة لتعزيز وعي المجتمع بضرورة التكامل بين جميع أفراده، عبر الرياضة، وقدمت نموذجاً عالمياً في العطاء، وأسهمت في إعلاء شأن الإمارات على المستويين الرياضي والإنساني.
واستقطبت البطولة التي تعد واحدة من أهم بطولات العالم لأصحاب الهمم بشهادة الاتحادات الدولية والوطنية المعنية، منذ انطلاقتها الأولى عام 2009، ما يزيد عن 10723 مشاركاً في رياضاتها الـ6 من جميع دول العالم، وتشمل منافسات رفعات القوة، ألعاب القوى، كرة السلة على الكراسي المتحركة، البوتشيا، القوس والسهم، والريشة الطائرة التي تُعد أحدث الرياضات المنضمة للبطولات، فيما تجرى المشاورات لإضافة 3 رياضات جديدة على مدار العامين المقبلين، تشمل السباحة وتنس الطاولة والدراجات.
وتكتسب بطولات فزاع الدولية أهمية كبرى، باعتبارها من المحطات المهمة في التأهيل لدورات الألعاب البارالمبية، في ظل توقيت إقامتها قبل انطلاق الدورات، وكذلك بطولات العالم، بما يجعلها تستقطب مشاركات ضخمة من أبطال العالم الراغبين في التأهل إلى الأولمبياد.
في المقابل، يعد ملتقى الشارقة الدولي لألعاب القوى للمعاقين، الذي ينظّمه نادي الثقة للمعاقين، برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، من المحطات الدولية المهمة على مستوى رياضة «أصحاب الهمم» حالياً، بعدما احتفل في 2024، بتنظيم «النسخة الـ12» بمشاركة 291 لاعباً ولاعبة مثلوا 38 دولة.

الصويعي: التكاليف الباهظة «التحدي الأكبر»
يرى التونسي طارق الصويعي، المستشار الفني للجنة البارالمبية الوطنية الإماراتية، رئيس اللجنة الرياضية للاتحاد الدولي لألعاب القوى البارالمبية، المدير التنفيذي للبارالمبية الآسيوية، أن التحدي الأكبر في إعادة إحياء «دورة الألعاب البارالمبية العربية»، يكمن في التكاليف المالية الباهظة.
وقطع الصويعي بصعوبة قيام دورة منفصلة للألعاب البارالمبية العربية على الأقل في الوقت الراهن، وأوضح في حديثه لـ«الاتحاد» قائلاً: «لم تشهد الساحة العربية قيام دورة عربية منفصلة لأصحاب الهمم، منذ الدورة الرياضية العربية الأولى لذوي الإعاقة، والتي حملت اسم دورة الوفاء للحسين في العام 1999».
وأضاف: «منذ ذلك التاريخ، ظلت الألعاب البارالمبية العربية تقام في إطار دورات الألعاب العربية الأولمبية، والتي نُظمت على فترات متقطعة آخرها في (النسخة الـ13) بالجزائر عام 2023، والحديث بشأن إقامتها بحاجة إلى دراسات جدوى، نظراً لما يترتب على النواحي التنظيمية من أعباء مالية».
ولفت الصويعي إلى أن التوجه الحالي لأغلب اللجان والاتحادات الدولية والقارية على الصعيدين الأولمبي والبارالمبي، يشجع على التنظيم المشترك للفعاليات والأحداث الكبرى، بجانب نواحي الاستدامة، وتخفيف الأعباء على اللجان والدول المنظمة باستخدام المنشآت الموجودة، وتجنب إثقال كاهل الجهات المنظمة، والاستفادة من الأموال المرصودة في نواحي التطوير المختلفة.
وذكر الصويعي أن ارتفاع التكاليف المالية، وإحجام الرعاة، في ظل غياب التغطيات الإعلامية المكثفة، والنقل التلفزيوني، وغيرها عوامل تُصعب من تنفيذ فكرة إحياء «دورة الألعاب البارالمبية العربية»، وقال: «دورة بارالمبية عربية في الوقت الحالي تمثل هدراً للموارد، في الوقت الحالي، ولا أعتقد أنها من ضمن الأولويات، وربما تتغير المعطيات في وقت لاحق».
وحول رأيه في واقع رياضات «أصحاب الهمم» على الصعيد العربي في الوقت الراهن، قال: «ينطبق المثل القائل (لكل مجتهد نصيب)، على حال الرياضات البارالمبية عربياً، وهو ما انعكس على النتائج والإنجازات المتميزة لدول شمال أفريقيا، وبعض الدول الخليجية في المشاركات الدولية، والتي حققت رصيداً متميزاً من الألقاب، بفضل الاهتمام والدعم من حيث البرمجة والمدربون والبنى التحتية».
ولفت الصويعي إلى نجاحات الإمارات في مجال الألعاب البارالمبية، وقال: «الإمارات كانت من الدول السباقة في الاستثمار في هذا الجانب، لدينا 8 أندية متخصصة، بجانب تنظيم واستضافة مجموعة من البطولات الدولية، والدورات التدريبية، وحصدت في المقابل نتائج متميزة، باستثناء المشاركة الأخيرة في باريس 2024، وفي المجمل أعتقد أن التجربة الإماراتية ناجحة ورائدة على مستوى العالم، وتمضي في الاتجاه الصحيح».

عودة البطولات العربية «أمنيات راحلة»!
قبل شهور من رحيلها، في ديسمبر 2022، التقت «الاتحاد» البطلة البارالمبية السابقة مها البرغوثي، خلال مشاركتها «ضيف شرف» في دورة ألعاب غرب آسيا البارالمبية الثالثة بالبحرين، حيث قالت في كلماتها الأخيرة: «لم يكن الاتحاد العربي لرياضة الأشخاص ذوي الإعاقة فعالاً بالشكل المطلوب، وأتمنى عودة الألعاب العربية التي تجمع الأبطال من المحيط إلى الخليج»، لافتة إلى أن عدم الاعتراف الدولي بالبطولات العربية يجب ألا يشكل عائقاً أمام «ضربة البداية»، والتوسع لاحقاً لتحقيق الطموحات المرجوة.
ولا تبدو أمنيات الفقيدة الراحلة مها البرغوثي بالمستغربة على من كانت الوجه الأبرز للألعاب البارالمبية الأردنية على مدار أكثر من أربعة عقود، كونها أول أردنية تحصد ذهبية مسابقة كرة الطاولة في الألعاب البارالمبية في «سيدني 2000»، وبرونزية الفرق لمسابقة كرة الطاولة مرتين، في نسخة أثينا 2004 وبكين 2008 مع اللاعبتين ختام أبو عوض وفاطمة العزام.
وحققت الراحلة مها البرغوثي، خلال مسيرتها الرياضية التي انطلقت عام 1984، العديد من الإنجازات العربية والقارية والدولية، وحصدت 105 ميداليات، منها 50 ذهبية، و30 فضية، و25 برونزية، في سباقات الكراسي المتحركة ودفع الكرة الحديدية، ورمي القرص وكرة الطاولة.
 وتعد الفقيدة مها البرغوثي أول سيدة تتولى منصب أمين عام اللجنة البارالمبية الأردنية، وكُرمت البرغوثي من اللجنة البارالمبية الدولية بجائزة القيادات الملهمة للشخصيات المؤثرة في عالم المرأة بشكل عام ورياضة ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص عام 2020.

أخبار ذات صلة شراكة بين «دبي لأصحاب الهمم» و«إف آي إم» لكرة القدم شرطة أبوظبي تنفذ مبادرة "أنتم كفو" لأصحاب الهمم

مقالات مشابهة

  • Squid Game: Unleashed قابلة للعب من دون اشتراك في نتفليكس
  • WB Montreal Games تسرح 99 عاملاً قبل العطلات
  • ارتفاع صادرات صناعة عمان الى العراق خلال 11 شهرا
  • خبير: منظمة الصحة العالمية صنفت إدمان الألعاب الإلكترونية بأنه “مرض نفسي”
  • فضيحة اعتداء جديدة تهز الرياضة الأميركية
  • واعظ بـ«الأزهر للفتوى الإلكترونية»: دور الأسرة مهم في صناعة القدوة للأبناء
  • استقرار مالي وفرص عمل.. نواب البرلمان يكشفون مكاسب مصر من الحرف اليدوية
  • الكفاءات العربية.. صُناع القرار في «اللجان الدولية والقارية»
  • الموانئ العمانية تقود حركة التبادل التجاري وتستحوذ على 11.4 مليار ريال من الصادرات والواردات