موقع 24:
2025-01-15@09:46:48 GMT

ماذا يعني انهيار الأسد للشرق الأوسط؟

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

ماذا يعني انهيار الأسد للشرق الأوسط؟

تناول الخبير في شؤون الشرق الأوسط جوشوا يافي انهيار نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا وتداعياته العميقة على المنطقة، مسلطاً الضوء على الأحداث التي أدت إلى سقوطه، والعواقب المباشرة، والتأثيرات المتتالية فيها.

انهيار الأسد سيؤدي إلى تعطيل خطوط إمداد حزب الله

وقال جوشوا يافي، في مقاله بموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إن سقوط دمشق السريع في أيدي "هيئة تحرير الشام" وهروب الأسد من البلاد لم يكن مفاجئاً لروسيا أو إيران، اللتين ورد أنهما كانتا غير راضيتين عنه منذ أشهر.

فقد انتشرت شائعات في وقت مبكر من شهر سبتمبر(أيلول) مفادها أن موسكو وطهران تستكشفان إمكانية استبدال الأسد بزعيم أكثر فعالية.

How does the collapse of the #Assad regime impact #Turkey, #Iran, #Lebanon and #Israel? What does it mean for the future of #Syria?

Our @myacoubian has the latest in @nytopinion: https://t.co/SMJLXXCVJW

— U.S. Institute of Peace (@USIP) December 14, 2024

وسارعت الدولتان إلى إجلاء رعاياهما من سوريا، في إشارة إلى افتقارهما إلى النية للتدخل. ورأى الكاتب أن هذا لم يكن مجرد نتيجة لعوامل تشتت الانتباه ونقص الموارد مثل حرب روسيا في أوكرانيا أو تركيز إيران على إسرائيل، بل كان نابعاً من فقدان الثقة في قيادة الأسد.

عيوب منهجية  وأضاف الكاتب أن الانهيار يعكس عيوباً منهجية عميقة في الحكم والاستراتيجيات العسكرية في سوريا. واعتمد الأسد بشكل كبير على مجموعة ضيقة من المقاتلين العلويين لحماية نظامه بدلاً من تطوير جيش وطني موحد.
وأدى هذا إلى خلق انقسامات ونفور السكان على نطاق أوسع. وأثبتت تكتيكات مكافحة التمرد العتيقة التي ورثها النظام عن والد الأسد أنها غير كافية لمعالجة تعقيدات الصراع الحديث. كما أدى عدم الاستقرار الاقتصادي وإرهاق الحرب بين الشعب السوري إلى تفاقم هذه المشاكل، مما جعل النظام غير قادر على الحفاظ على الولاء العام أو التماسك العسكري. ما بعد رحيل الأسد

وتابع الكاتب: من المتوقع أن تسود الفوضى بعد رحيل الأسد؛ فتكون الأصول الروسية مثل قاعدتها في طرطوس عُرضة للخطر، وينال الانتقام من الميليشيات المدعومة من إيران في المحافظات المتنازع عليها مثل دير الزور، مع احتمال أن تحاول تركيا ضم المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.

The effects of the Bashar al-Assad regime’s demise will extend far beyond Syria’s borders, write @NatashaHallDC and @JoostHiltermann. “The end of Assad seems certain to transform the Middle East’s balance of power.” https://t.co/X2vNNX7pv1

— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) December 12, 2024

ومضى الكاتب يقول إن انهيار الأسد سيؤدي إلى تعطيل خطوط إمداد حزب الله، بما يفاقم آلام الجماعة بعد سلسلة من النكسات الأخيرة. ويتوقع أن يحاول "تحالف 14 آذار" المنقسم في لبنان، على الرغم من عدم تنظيمه، استغلال موقف حزب الله الضعيف تحت الضغط الدولي. وتشمل النتائج المحتملة جر الجماعة لتقديم تنازلات بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 أو التعيينات الرئاسية في لبنان.

الميزة الاستراتيجية لإسرائيل وأوضح الكاتب أن إسرائيل تبرز بوصفها مستفيداً رئيسياً من الاضطرابات الحالية. فقد استغل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عدم الاستقرار في سوريا، وقامت القوات الإسرائيلية بتدمير المنشآت العسكرية بالقرب من مرتفعات الجولان واستهداف منشآت الأسلحة الكيميائية السورية.
وقال الكاتب إن نتانياهو في موقف قوي يسمح له بترجمة الانتصارات العسكرية إلى مكاسب سياسية، خاصة مع الدعم المتوقع من إدارة أمريكية متشابهة التفكير. ومن المرجح أن تشمل أهداف نتانياهو تأمين مناطق عازلة على طول الحدود الإسرائيلية.
في هذا السياق، أشار الكاتب أيضاً إلى اهتمام نتانياهو المحتمل بتوسيع السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية، وهي الخطوة التي لا تصل إلى حد الضم الصريح ولكنها تشير إلى تحول كبير في السياسة الإسرائيلية. ويمكن استخدام هذا كوسيلة ضغط لتثبيت استقرار ائتلاف نتانياهو أو كورقة مساومة في المفاوضات مع الشركاء الدوليين. نفوذ إيراني متضائل لقد قُوض موقف إيران في المنطقة بشدة بسبب انهيار الأسد. ويبدو أن طهران تفتقر إلى خطة طوارئ تواجه بها الإطاحة بحليفها بشار في سوريا والمأزق العسكري والسياسي لجماعة حزب الله، وكيلها في لبنان. وحذر يافي من احتمال حدوث "انقلاب ناعم" داخل طهران نفسها، حيث قد تدفع الفصائل العسكرية المحبطة نحو نظام أكثر تشدداً.
وجهات نظر غربية وخطوات استراتيجية خاطئة
وانتقد الكاتب صناع السياسات والمحللين الغربيين بسبب رواياتهم المفرطة في التبسيط حول إيران وسوريا، مشيراً إلى أن الغرب يخاطر بتجاهل الحقائق الدقيقة للنظام الإيراني الهش ووكلائه من خلال تأطير إيران إما كخصم لا يمكن إصلاحه أو كفاعل براغماتي. وعلى نحو مماثل، قلل المراقبون الغربيون من تقدير هشاشة موقف الأسد، وفشلوا في توقع سرعة انهيار نظامه. الآثار الأوسع نطاقاً وعد الكاتب انهيار نظام الأسد لحظة فاصلة في الشرق الأوسط، مع عواقب تمتد إلى ما هو أبعد من سوريا. وقال إنه يمثل إعادة تنظيم لديناميكيات القوة الإقليمية، مع استعداد دول مثل تركيا والسعودية وإسرائيل لتشكيل المشهد ما بعد الأسد.
وأكد يافي أن هذه اللحظة تشكل تحدياً وفرصة للمجتمع الدولي، الذي يتعين عليه أن يبحر عبر شبكة معقدة من المنافسات والتحالفات لمنع المزيد من زعزعة الاستقرار.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "لم يؤد سقوط الأسد إلى إعادة تشكيل مسار سوريا فحسب، بل أدى أيضاً إلى تعطيل توازن القوى الأوسع، من طهران إلى القدس. وتواجه المنطقة الآن فترة من عدم اليقين، مع انهيار التحالفات القديمة وظهور تحالفات جديدة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد انهیار الأسد حزب الله فی سوریا

إقرأ أيضاً:

حاكمة المركزي السوري تتعهد بتعزيز استقلالية البنك.. ماذا عن رواتب الموظفين؟

كشفت ميساء صابرين حاكمة مصرف سوريا المكلفة بتيسير الأعمال، الثلاثاء، عن عزمها تعزيز استقلالية البنك المركزي في ما يتعلق بقرارات السياسة النقدية، مؤكدة أن البنك لديه ما يكفي من أموال لتغطية دفع رواتب موظفي القطاع العام حتى بعد الزيادة.

وتولت صابرين، التي كانت تشغل ثاني أهم منصب في مصرف سوريا المركزي، منصب القائم بأعمال الحاكم خلفا لمحمد عصام هزيمة في أواخر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عقب سقوط النظام وهروب رئيسه المخلوع بشار الأسد إلى روسيا.

وقالت لوكالة "رويترز" في أول مقابلة تجريها مع الإعلام منذ توليها منصبها، إن "المصرف يعمل على إعداد مشاريع تعديل قانون المصرف بما يعزز استقلاليته ويشمل ذلك السماح له بمزيد من الحرية في اتخاذ القرارات بشأن السياسة النقدية".

وتحتاج هذه التغييرات إلى موافقة السلطة الحاكمة الجديدة في سوريا، لكن العملية غير واضحة في هذه المرحلة. ولم تعط صابرين أي إشارة إلى توقيت حدوث ذلك.


ويرى خبراء الاقتصاد أن استقلال البنك المركزي أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي والقطاع المالي على المدى الطويل.

ورغم أن المصرف المركزي السوري كان دائما، من الناحية النظرية، مؤسسة مستقلة، فإن قرارات السياسة النقدية التي اتخذها البنك في ظل نظام الأسد كانت تحددها الحكومة فعليا.

وقالت صابرين من مكتبها في وسط دمشق، إن "البنك المركزي يبحث عن سبل لتوسيع الخدمات المصرفية الإسلامية نظرا لوجود شريحة من السوريين يتجنبون استخدام الخدمات المصرفية التقليدية"، مضيفة أنه "قد يشمل ذلك منح البنوك التي تقدم خدمات تقليدية خيار فتح فروع مصرفية إسلامية".

وكانت القدرة المحدودة على الوصول إلى التمويل الدولي والمحلي جعلت نظام الأسد يستخدم البنك المركزي لتمويل عجزه، ما أدى إلى تأجيج التضخم. وقالت صابرين إنها حريصة على تغيير كل ذلك.

وأضافت أن "البنك يريد تجنب الاضطرار إلى طباعة الليرة السورية لانعكاس أثر ذلك في معدلات التضخم".

وامتنعت صابرين عن ذكر تفاصيل عندما سئلت عن حجم احتياطيات النقد الأجنبي والذهب الحالية، مشيرة إلى ان مراجعة الميزانية العامة لا تزال جارية.

ونقلت وكالة رويترز في وقت سابق عن أربعة أشخاص وصفتهم بـ"المطلعين" على الوضع، قولهم إن المصرف المركزي لديه ما يقرب من 26 طنا من الذهب في خزائنه، بقيمة تبلغ نحو 2.2 مليار دولار، وكذلك نحو 200 مليون دولار وكمية كبيرة من الليرة السورية.

ويخضع المصرف المركزي السوري وعدد من الحكام السابقين للعقوبات الأمريكية التي فرضت بعد قمع الأسد العنيف للاحتجاجات في عام 2011.

وشددت صابرين على أن المصرف لديه ما يكفي من أموال لتغطية دفع رواتب موظفي القطاع العام حتى بعد الزيادة التي تعهدت بها الإدارة الجديدة بنسبة 400 بالمئة. ولم تذكر مزيدا من التفاصيل.

وذكرت وكالة رويترز أن قطر ستساعد في تمويل زيادة أجور القطاع العام، وهي العملية التي أصبحت ممكنة بفضل إعفاء أمريكي من العقوبات اعتبارا من السادس من كانون الثاني/ يناير، والذي يسمح بالمعاملات مع المؤسسات الحاكمة السورية.

تحدي التضخم
يقول محللون إن استقرار العملة ومعالجة التضخم سيكونان من المهام الرئيسية لصابرين، بالإضافة إلى إعادة وضع القطاع المالي على الطريق الصحيح.

وكشفت بيانات من مجموعة بورصات لندن والبنك المركزي أن قيمة العملة السورية انخفضت من حوالي 50 ليرة مقابل الدولار في أواخر عام 2011 إلى ما يزيد قليلا على 13 ألف ليرة مقابل الدولار، أمس الاثنين.

وقدر البنك الدولي في تقرير أصدره في ربيع عام 2024 أن التضخم السنوي قفز بنحو مئة بالمئة على أساس سنوي في العام الماضي.

وقالت صابرين، التي تشرف منذ فترة وجيزة على القطاع المصرفي، إن البنك المركزي يتطلع أيضا إلى "إعادة هيكلة البنوك الحكومية وتنظيم عمل مؤسسات الصرافة" والتحويلات، التي أصبحت مصدرا رئيسيا للعملة الصعبة.

وفرض نظام الأسد قيودا صارمة على استخدام العملة الأجنبية لدرجة أن العديد من السوريين كانوا يخشون حتى من نطق كلمة "دولار"، معبرين عنها بأوصاف أخرى مثل "أخضر" و"بقدونس".

وألغى قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع هذه القيود حتى أصبح السكان يلوحون الآن بكميات كبيرة من الأوراق النقدية في الشوارع ويبيعونها من الصناديق الخلفية للسيارات التي تقف إحداها خارج مدخل البنك المركزي.

وللمساعدة في استقرار البلاد وتحسين الخدمات الأساسية، وافقت الولايات المتحدة على إعفاء المساعدات الإنسانية وقطاع الطاقة وإرسال التحويلات المالية إلى سوريا من العقوبات رغم تأكيدها أن البنك المركزي نفسه لا يزال خاضعا للعقوبات.


وقالت صابرين إن "القطاع المصرفي لا يستفيد من الإعفاء من العقوبات الأمريكية الصادر يوم الاثنين، لكن السماح بالتحويلات الشخصية كان خطوة إيجابية وأعربت عن أملها في رفع العقوبات بالكامل حتى يتمكن القطاع المصرفي من الارتباط بالنظام المالي العالمي".

وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر عام 2024، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.

وقبلها في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص واللاذقية، وأخيرا دمشق.

مقالات مشابهة

  • بايدن: إيران أضعف من أي وقت مضى بفعل العقوبات والضغوط الأمريكية.. ويؤكد: الأسد كان أكبر حليفًا لهم
  • بلينكن: إيران فقدت قدرتها على تسليح حزب الله وتغير ميزان قوى الشرق الأوسط
  • بلينكن: إيران فقدت قدرتها على تسليح حزب الله وميزان قوى الشرق الأوسط تغيرت
  • بعد سقوط الأسد..لافروف: لن نغادر الشرق الأوسط
  • حاكمة المركزي السوري تتعهد بتعزيز استقلالية البنك.. ماذا عن رواتب الموظفين؟
  • الشرع: لا يمكننا بناء سوريا بالفصائل المسلحة
  • مع ابتعاد الأسد عن الطريق، هل ستختار إيران السياسة الواقعية؟
  • ماذا سيفعل ترامب إذا لم تطلق حماس الأسرى قبل تنصيبه؟
  • بولتون يحذر من تغيرات واسعة بعد سقوط الأسد ويدعو لصد نفوذ إيران وطموحات تركيا
  • مبعوث ترامب للشرق الأوسط يصل الدوحة لدفع مباحثات الهدنة