ماذا يعني انهيار الأسد للشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
تناول الخبير في شؤون الشرق الأوسط جوشوا يافي انهيار نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا وتداعياته العميقة على المنطقة، مسلطاً الضوء على الأحداث التي أدت إلى سقوطه، والعواقب المباشرة، والتأثيرات المتتالية فيها.
انهيار الأسد سيؤدي إلى تعطيل خطوط إمداد حزب الله
وقال جوشوا يافي، في مقاله بموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إن سقوط دمشق السريع في أيدي "هيئة تحرير الشام" وهروب الأسد من البلاد لم يكن مفاجئاً لروسيا أو إيران، اللتين ورد أنهما كانتا غير راضيتين عنه منذ أشهر.فقد انتشرت شائعات في وقت مبكر من شهر سبتمبر(أيلول) مفادها أن موسكو وطهران تستكشفان إمكانية استبدال الأسد بزعيم أكثر فعالية.
How does the collapse of the #Assad regime impact #Turkey, #Iran, #Lebanon and #Israel? What does it mean for the future of #Syria?
Our @myacoubian has the latest in @nytopinion: https://t.co/SMJLXXCVJW
وسارعت الدولتان إلى إجلاء رعاياهما من سوريا، في إشارة إلى افتقارهما إلى النية للتدخل. ورأى الكاتب أن هذا لم يكن مجرد نتيجة لعوامل تشتت الانتباه ونقص الموارد مثل حرب روسيا في أوكرانيا أو تركيز إيران على إسرائيل، بل كان نابعاً من فقدان الثقة في قيادة الأسد.
عيوب منهجية وأضاف الكاتب أن الانهيار يعكس عيوباً منهجية عميقة في الحكم والاستراتيجيات العسكرية في سوريا. واعتمد الأسد بشكل كبير على مجموعة ضيقة من المقاتلين العلويين لحماية نظامه بدلاً من تطوير جيش وطني موحد.وأدى هذا إلى خلق انقسامات ونفور السكان على نطاق أوسع. وأثبتت تكتيكات مكافحة التمرد العتيقة التي ورثها النظام عن والد الأسد أنها غير كافية لمعالجة تعقيدات الصراع الحديث. كما أدى عدم الاستقرار الاقتصادي وإرهاق الحرب بين الشعب السوري إلى تفاقم هذه المشاكل، مما جعل النظام غير قادر على الحفاظ على الولاء العام أو التماسك العسكري. ما بعد رحيل الأسد
وتابع الكاتب: من المتوقع أن تسود الفوضى بعد رحيل الأسد؛ فتكون الأصول الروسية مثل قاعدتها في طرطوس عُرضة للخطر، وينال الانتقام من الميليشيات المدعومة من إيران في المحافظات المتنازع عليها مثل دير الزور، مع احتمال أن تحاول تركيا ضم المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.
The effects of the Bashar al-Assad regime’s demise will extend far beyond Syria’s borders, write @NatashaHallDC and @JoostHiltermann. “The end of Assad seems certain to transform the Middle East’s balance of power.” https://t.co/X2vNNX7pv1
— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) December 12, 2024ومضى الكاتب يقول إن انهيار الأسد سيؤدي إلى تعطيل خطوط إمداد حزب الله، بما يفاقم آلام الجماعة بعد سلسلة من النكسات الأخيرة. ويتوقع أن يحاول "تحالف 14 آذار" المنقسم في لبنان، على الرغم من عدم تنظيمه، استغلال موقف حزب الله الضعيف تحت الضغط الدولي. وتشمل النتائج المحتملة جر الجماعة لتقديم تنازلات بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 أو التعيينات الرئاسية في لبنان.
الميزة الاستراتيجية لإسرائيل وأوضح الكاتب أن إسرائيل تبرز بوصفها مستفيداً رئيسياً من الاضطرابات الحالية. فقد استغل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عدم الاستقرار في سوريا، وقامت القوات الإسرائيلية بتدمير المنشآت العسكرية بالقرب من مرتفعات الجولان واستهداف منشآت الأسلحة الكيميائية السورية.وقال الكاتب إن نتانياهو في موقف قوي يسمح له بترجمة الانتصارات العسكرية إلى مكاسب سياسية، خاصة مع الدعم المتوقع من إدارة أمريكية متشابهة التفكير. ومن المرجح أن تشمل أهداف نتانياهو تأمين مناطق عازلة على طول الحدود الإسرائيلية.
في هذا السياق، أشار الكاتب أيضاً إلى اهتمام نتانياهو المحتمل بتوسيع السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية، وهي الخطوة التي لا تصل إلى حد الضم الصريح ولكنها تشير إلى تحول كبير في السياسة الإسرائيلية. ويمكن استخدام هذا كوسيلة ضغط لتثبيت استقرار ائتلاف نتانياهو أو كورقة مساومة في المفاوضات مع الشركاء الدوليين. نفوذ إيراني متضائل لقد قُوض موقف إيران في المنطقة بشدة بسبب انهيار الأسد. ويبدو أن طهران تفتقر إلى خطة طوارئ تواجه بها الإطاحة بحليفها بشار في سوريا والمأزق العسكري والسياسي لجماعة حزب الله، وكيلها في لبنان. وحذر يافي من احتمال حدوث "انقلاب ناعم" داخل طهران نفسها، حيث قد تدفع الفصائل العسكرية المحبطة نحو نظام أكثر تشدداً.
وجهات نظر غربية وخطوات استراتيجية خاطئة
وانتقد الكاتب صناع السياسات والمحللين الغربيين بسبب رواياتهم المفرطة في التبسيط حول إيران وسوريا، مشيراً إلى أن الغرب يخاطر بتجاهل الحقائق الدقيقة للنظام الإيراني الهش ووكلائه من خلال تأطير إيران إما كخصم لا يمكن إصلاحه أو كفاعل براغماتي. وعلى نحو مماثل، قلل المراقبون الغربيون من تقدير هشاشة موقف الأسد، وفشلوا في توقع سرعة انهيار نظامه. الآثار الأوسع نطاقاً وعد الكاتب انهيار نظام الأسد لحظة فاصلة في الشرق الأوسط، مع عواقب تمتد إلى ما هو أبعد من سوريا. وقال إنه يمثل إعادة تنظيم لديناميكيات القوة الإقليمية، مع استعداد دول مثل تركيا والسعودية وإسرائيل لتشكيل المشهد ما بعد الأسد.
وأكد يافي أن هذه اللحظة تشكل تحدياً وفرصة للمجتمع الدولي، الذي يتعين عليه أن يبحر عبر شبكة معقدة من المنافسات والتحالفات لمنع المزيد من زعزعة الاستقرار.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "لم يؤد سقوط الأسد إلى إعادة تشكيل مسار سوريا فحسب، بل أدى أيضاً إلى تعطيل توازن القوى الأوسع، من طهران إلى القدس. وتواجه المنطقة الآن فترة من عدم اليقين، مع انهيار التحالفات القديمة وظهور تحالفات جديدة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد انهیار الأسد حزب الله فی سوریا
إقرأ أيضاً:
هكذا اتفقوا في سوريا على إنهاء الحريري!
كتبت" النهار": قبل بضعة أشهر من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عقد اجتماع سرّي في منزل دمشقي ضمّ مجموعة من الضباط السوريين ومعهم شخصيات سورية من صلب تركيبة نظام الأسد، وتقرّر إنهاء دور الحريري.
في المعلومات أن منزلا يقع في محلّة الشعلان في دمشق قرب مدرسة الفرنسيسكان، استضاف قبل بضعة أشهر من اغتيال الحريري، اجتماعا ترأسه محمد سعيد بخيتان الذي شغل مناصب عديدة في تركيبة البعث، فكان الأمين القطري المساعد لحزب البعث ورئيس فرع أمن الدولة في حلب وغيرها من المناصب الأمنية. ضمّ هذا الاجتماع، إلى بخيتان شخصيات سوريّة وضباطا في المخابرات السوريّة.
تشارك المجتمعون آنذاك في تفاصيل تقرير أعدّه فريق من المقرّبين من بشار الأسد. جدول أعمال هذا الاجتماع تضمّن ثلاث نقاط أساسية: القرار الدولي 1559، كيفية قطع الارتباط العضوي بين الحريري والبيروقراطية السورية، وعلاقة الحريري مع المملكة العربية السعوديّة. تقرّر إنهاء دور الحريري من خلال منعه من الترشح للانتخابات النيابية اللبنانية إلى جانب المعارضة، وبكل الوسائل. كانت الترجيحات توحي باكتساح الحريري ومعه المعارضة اللبنانية للأكثرية النيابية، الأمر الذي قد يشكّل تهديداً جدياً لمصير سوريا في لبنان، بحيث أن هذه الاكثرية كانت لتنتج حكومة برئاسة الحريري. حكومة مشرفة على تحرير لبنان من القبضة السورية، تسعى إلى تطبيق القرار الدولي 1559. التوصية الأخيرة لذاك لإجتماع التي أتت على شكل ورقة من 16 صفحة رُفعت إلى آصف شوكت ثم إلى الرئيس بشار الأسد، وسلكت طريقها إلى لبنان، فكان "الزلزال في 14 شباط 2005 وما تبعه من اعتراض لبناني واسع حمله اللبنانيون بتظاهرة تاريخية مليونية أسقطت عرش الأسد في لبنان، قبل أن يسقط في سوريا أواخر العام المنصرم.