نهال علام تكتب: زوجات النبي (1)
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
كلما استبدّ بي الشوق إليك، أجد نفسي تهفو لقولٍ مِنك، يا حبيبي أتعجل لقائي بك، وإن لم استحقّه فحسبي شفاعتك.. فهي طوقي، ومحبتي لك.. ملاذي، ويقيني بك وبمولاك ستكتب نجاتي، يا أغلى عندي من حياتي، وكيف لا وفي بُعدَك هلاكي، يا طيب القلب وسيد الخَلق ومن عَلم البشرية فضاء التفكير الطَلق، أعيش بين ما تركته من سيرة عطرة، وأتلمس ما صنعته من إرث إنساني وكأنه حديقة نضرة، كلما قطفت ثمارها زادت بركتها ووسع ريعها، وتطاير عبق ريحانها وأريج ووردها ونثرات ياسمينها، حبيبي أنت.
يا هادي البشرية ومعلم الإنسانية، من بين فلجاتك علمتنا أثر الكلمة في صلاح الدنيا، وبابتسامتك نبهتنا أن نتقي النار ولو بشق تمرة، ولو قامت القيامة أزرع ما في يدك ليطرح يوماً ثمرة، يا خاتم المرسلين والنور الحق للموحدين سيدي ورسولي الكريم، ابن عبدالله القرشي وآمنة العدنانية، محمد رسول الله الصادق الأمين، هادي الخلائق مما يلاحقهم من ضلال مبين، تهفو الروح لصحبته يوم الفِرار العظيم، سيبقى هو ليكون عوضاً عن الأهل والولد وحزن النفس وتوقها لسند.
فتقبلني يا الله وأجعلني في زمرة المرحومين ولحبيبك ونبيك لأكن ممن في صحبته أصبحوا شاكرين مطمئنين، فهو السراج المنير الداعي لمسالك الحق اليقين، وبرحمتك أكتب لنا جنات النعيم وبعفوك أمحو ذلة نفسي مما ظننته سوءاً في حياة ابن عبدك المُقفى المنزه عن الهوى، والمصطفى لكل الفضائل المحمود الخلائق، الحاشر لرحمتك لذا طهرته من النقائص والمعصوم بأمرك، فكيف يناله ظناً من عبد دنيوي مهموم بذنوب ملأته وعن تحرّي الحقيقة شغلته، فاكتفى بما قالوا ولم يسعَ لفهم لما قالوا!
لكني كنت طفلة صغيرة، وكانت السيرة النبوية لا تربو عن بعض قصص قصيرة، غايتها عدد من الدرجات القليلة لتكتمل بها أركان الشهادة الصفية لتمر السنة الدراسية باجتياز التربية الدينية ولا يُهم ما إذا كان ذلك بصورةٍ حقيقية أو دفترية شكلية، ومرّت السنون وتعاقبت زيارتي لحرم النبي اللطيف الحنون، وصلاتي في روضته الفتون، وتعاظم صراع نفسي لأجاهد سؤال يدور بنفسي، والحيرة تفتك بصفاء روحي التي استردها كلما وطأ قلبي مدينته المنورة التي أكرمته في حياته فكرمها بشرف أن تشهد وفاته وتضم جسده بعد مماته، فكيف لهذا النبي الكريم صاحب الرحمة المهداة التي نستشعرها في جنبات مسجده العظيم، وفي طرقات مدينته المزدانة بأطواق النخيل، أن يكون مزواجاً ونقطة ضعفه.. حاشاه هي الحريم!
سأعترف لعل الله يغفر لي ما اقترفت من ذنب، وهذا يقيني وحسبي إني كنت طفلة غايتها اللعب، وسعادتها في تلك الحصة التي لن يحاسبها عليها أحد، وهي حصة التربية الدينية التي غالباً كانت تتكرر بصفة شهرية قبل كل الامتحانات الدورية، لذا لم أكن أبالي، فالنجاح مضمون والتفوق ليس بمطلوب، فكما كنا نتهامس أنا وزملائي ومعلمي اللغة العربية .. "ده امتحان دين يا جماعة متكبروهاش"، واختلفت الأزمان وتعاقبت الأجيال لكن لازال ذات الهمس دائراً!
حتى كانت تلك الحصة وحدها دون غيرها استرعت انتباهي، واستحوذت ألبابي وفتحت باباً لسؤالاتي، التي لم تجد على مرّ السنوات ما يطفئ لهيب فضولها، ويسد ظمأ قناعتها ورمق منطقية إجابتها، فقد كان الدرس عن زوجات النبي البالغ عددهن عدد أصابع اليدين مجتمعتين، غير أمنا خديجة خيرة نساء المسلمين، فكيف كان ذلك، ولم حدث ما يعرفه زماننا بأنه درب من المهالك!
وكلما سألت عن السبب بدا وكأني ارتكب قلة أدب، وكان الجواب ثابتاً وإن تغيرت الشخوص أن حكمة النبي الذي لا ينطق عن الهوى ليست بمجال للمناقشة ولا درب للمماحصة ولا سبيل للمجادلة، ويكفي اليقين بأن كل زوجة لها ظرف وكل زيجة حدثت لأمر ما يضمن خدمة الرسالة، دون الدخول في سفسطائية خداعة.
ولكن حقاً لم يكن هذا الأمر الملتبس بالنسبة لي إلا تشويشاً على الرسالة وعائقاً للدفاع عن الحبيب ضد بعض الأفكار المضللة والمُدعية الهدامة، التي استغلت تلك النقطة لنقد سيرته ونقض عهده وسوء وِده، والرَغب عن وعده، لذا لم أكتف باليقين، فالحقيقة حق لمن سأل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السيرة النبوية زوجات النبي التربية الدينية المزيد
إقرأ أيضاً:
وصايا النبي : دعاء مستجاب لك إذا استيقظت فجأة في الليل
تعد الأذكار والدعاء من الأعمال المستحبة التي أوصى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مختلف أوقات اليوم، بما في ذلك عند الاستيقاظ ليلاً.
وفقاً لنصوص السُنَّة النبوية، يمكن اغتنام هذا الوقت بالدعاء والذكر لتقوية الصلة بالله والاستفادة من بركات الليل.
الأذكار المستحبة عند الاستيقاظ ليلاًورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث عديدة توضح الأذكار التي يمكن ترديدها عند الاستيقاظ.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هبّ من الليل كبّر عشرًا، وحمد عشرًا، وقال: سبحان الله وبحمده عشرًا، وسبحان الله الملك القدوس عشرًا، واستغفر عشرًا، ولبّى عشرًا، ثم قال: اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة عشرًا، ثم يفتتح الصلاة."
دعاء مستجاب عند الاستيقاظفي حديثٍ رواه عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استُجيب له، فإن توضأ وصلى قُبلت صلاته."
هذا الدعاء يشير إلى أهمية استثمار لحظات الاستيقاظ بالدعاء، حيث تعد تلك اللحظات فرصة عظيمة للحصول على الاستجابة والدعاء المقبول.
أهمية هذه الأذكاريعد الليل وقتًا مميزًا للتقرب إلى الله، إذ تغمره السكينة والهدوء، مما يسهل الخشوع والتأمل. أذكار الاستيقاظ من النوم تعمل على تقوية الإيمان وتنقية النفس من الغفلة، بالإضافة إلى تعزيز الشعور بالطاقة الإيجابية والرضا.
استثمار الوقت في الصلاةتشير الأحاديث النبوية إلى أن الاستيقاظ ليلاً يمكن أن يكون مقدمة للصلاة، حيث إن من توضأ وصلى بعد الدعاء نال الأجر العظيم وقُبلت صلاته.
هذه الوصايا النبوية تذكرنا بضرورة أن تكون لحظاتنا مليئة بالذكر والشكر لله، وخاصة في أوقات الليل التي تحمل بركات وتجليات ربانية.