صحيفة التغيير السودانية:
2025-03-22@18:19:47 GMT

مكالمة الوداع!!

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

مكالمة الوداع!!

أطياف

طيف أول:

ما بين البُعد والمسافة ساعة تضبط ذاتها للرحيل

بعد أن ضللت عقاربها حواس الكون بالزحف إلى الوراء

أحيانا تربكك فكرة صلبك على الحائط، ويتعبك استيعاب قدر الرحيل الذي لا بد منه!!

وتركيا كانت أول الملوحين بالوداع للرئيس المخلوع بشار الأسد، وأول الذين سلموا المفتاح لدك الأسوار والحصون، حتى تتمكن المعارضة السورية من إسقاط أكبر إمبراطورية للتعذيب والقتل والتشريد التي شيدها بشار الأسد تعديا على شعبه والإنسانية.

وأردوغان كان آخر المتصلين ببشار الأسد في مكالمة كانت الأخيرة قدم فيها خيارات التنحي والنصح له، ولكن كان بشار من الذين وضعوا أصابعهم في آذانهم واستكبروا استكبارا.

ولم يسمعه، وذلك لغروره كحالة طبيعية وصفة وسلوك للطغاة، الذين يزين لهم الشيطان ملكهم على جثث الشعب، ولكن ماذا حدث بعد المكالمة التي جمعت بين الرئيس التركي والرئيس السوري المخلوع، انهارت بعدها الإمبراطورية على رأسه.

ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يهاتف أردوغان فيما يتعلق بسوريا، ويحدثه عن ضرورة الحفاظ على الأمن القومي الإقليمي.

وأردوغان بعدها يهاتف الفريق عبد الفتاح البرهان ليخبره رغبته في التوسط بينه ودولة الإمارات “حسب الأخبار”، وهو بلا شك عنوان حركي للمكالمة فالحديث عن الوساطة بينهم والإمارات ليس هو ما دفع أردوغان لمهاتفة الجنرال فتركيا تقود هذه الأيام خطا هجوميا على الأنظمة الدكتاتورية برغبة ورعاية أمريكية، لذلك بادرت بمكالمة الوداع كصافرة أخيرة، والتي تكشف بلا شك إخطار الجنرال بوصوله محطة النهاية!! وله أن يختار الخروج آمنا، أو يختار أن يكون بشار

فالعنوان الحقيقي هو طلب أردوغان من البرهان الذهاب إلى التفاوض

فالحوار مع الإمارات يعني التوجه إلى منبر التفاوض حتى ينتهي به، ولكن قد يكون عنوان الوساطة مقصوداً حتى يمنح البرهان فرصة لحفظ ماء الوجه ولقبوله التفاوض بصيغة أخرى، حتى لا يأتي القبول في وقت ظلت فيه لا الرفض.

وتركيا، بالرغم من أنها الدولة الحاضنة للفلول، لكنها واحدة من الدول التي تدعم خط التغيير ووقف الحرب في السودان وفقا لما يجمعها من علاقة بالكبار.

حتى إنها ظلت طوال فترة الحرب ممتنعة عن الدعم السياسي للبرهان في المنابر الدولية، وتحفظت حكومتها عن أي تصريح يدعم حكومة الأمر الواقع، ولم تتضامن في يوم مع نظام الإخوان المقيمين على أراضيها، أو تواسيهم في قضيتهم، ولم تقدم دعما معنويا للعسكريين في السودان، ولم تدوا حكومتها أي انتقاد أي طرف، ظلت تتمتع بالحصافة السياسية في تعاطيها مع القضية السودانية، ونظرت إلى قضية الإخوان من زاوية اقتصادية بحتة، وجردتهم من أموالهم لصالح بلدها، ودعم خطة الاستثمار هناك، دون أن تمد لهم يد العون سياسيا.

هذه الحصافة هي التي جعلت تركيا، تجلس “موجب” طول فترة الحرب الأمر الذي يجعل حضورها الآن مقبولاً، وعليه أن يمكنها من قيادة دور مؤثر سيغير في النتائج بصفتها لاعب جديداً على مستطيل الحل السياسي.

فعندما سمحت تركيا لمنابرها ببث تصريحات عبد الحي يوسف عنها بأنها لم تدعم البرهان.

لم يكن هذا مجرد “نكران جميل” لعبد الحي للبلد التي آوته وفتحت له أبواب التجارة والاستثمار، ولكنها كانت تصريحات بموافقة الحكومة التركية للتمهيد لتبرئة أوردغان من علاقته بالبرهان وتسويق دوره الحالي

لذلك ذكرنا وقتها أن تصريحات عبد الحي تقف خلفها جهات خارجية أرادت أن تقدم تركيا بأيادي بيضاء للمساهمة في الحل السياسي الذي يضّعف إن كان للدولة دور في دعم ميدان الحرب ويقوى كلما ابتعدت عن الصراع، وفي ذات الوقت تصور البرهان كمخطئ يستحق أن يرفع عنه الغطاء.

والآن يظهر أردوغان في الوقت المناسب ليخدم خط التحالف التركي الأمريكي الإسرائيلي لتشكيل الوجه الجديد للشرق الأوسط.

خطوة بلا شك تقطع آخر خيوط العشم عن العسكريين، وتأتي ضد رغبة الفلول التي تأخذ من بلاد أردوغان مهربا ومخبأ لها.

ومكالمة الوداع تعني أن تركيا الآن سيكون لها دور فاعل وكبير ليس في وضع أسس الحل، ولكن في رسم خارطة الطريق المؤدية للنهايات بالنسبة للفريق عبد الفتاح البرهان، وستتبعها روسيا في أيام قليلة بذات النهج في عملية التخلي كما تبعتها في سوريا، ولأننا تحدثنا بعد حق الفيتو الروسي أن القضية قضية صفقات وليس صفعات، فيبدو أن أمريكا تعمل الآن على “خلخلة” سقوف الأنظمة المتجبرة من أعمدة وزوايا الحلفاء!!

فالقادم لا يبشر بالنسبة للقيادات العسكرية ونظام الإخوان، وقد تشهد أيام قليلة قادمة انسحاب قيادات عسكرية وإخوانية من الملعب، أو أن يسارع البرهان بالسفر إلى واحدة من دول الجوار لبحث كيفية تنفيذ الخطوة المطلوبة برؤية مختلفة.

هذا إن لم تكن السعودية الآن تضيء قاعة التفاوض، وتعيد ترتيب المقاعد حول الطاولة سيما أن الأنباء تتحدث عن وجود قيادات عسكرية الآن من الطرفين هناك بعيدا عن قاعة التفاوض.

طيف أخير

عقار السودان ليس بحاجة إلى مساعدات إنسانية بقدر احتياجه أولاً إلى حماية مواطنيه والدفاع عن السيادة وأراضي البلاد من الاحتلال.

(بسيطة.. اعملي العليكم واتركوا المنظمات تعمل العليها)

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صباح محمد الحسن

إقرأ أيضاً:

إيران بين مطرقة التفاوض مع ترامب وسندان الضربة المحتملة

تشهد التطورات الإقليمية عودة النقاش حول الملف النووي الإيراني الى واجهة الاحداث مجدداً مع إعطاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طهران مهلة شهرين للتفاوض على اتفاق نووي جديد، وتهديده بشن ضربات عسكرية على البرنامج النووي الإيراني في حال عدم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.

ووفقاً للتقارير الإعلامية، من المتوقع أن يزور وفد إسرائيلي رفيع المستوى البيت الأبيض الأسبوع المقبل لإجراء مشاورات استراتيجية بشأن طريقة التعامل إيران، وذلك كجزء من عمل المجموعة الاستشارية الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية ( (SCG، وهي مجموعة تمّ انشاؤها ابان عهد الرئيس أوباما لتنسيق التعاون بين الجانبين بشأن السياسة الأمثل للتعامل مع برنامج إيران النووي.

يعتقد نتنياهو وفريقه أنّ هناك فرصة ذهبية الآن لتدمير برنامج إيران النووي وسحب هذه الورقة من يد طهران وذلك بعد تقويض قدرات أذرع إيران العسكرية في المنطقة، وإضعاف قدراتها الدفاعية الصاروخية، وتراجع نفوذ وتأثير طهران مع الإطاحة بنظام الأسد، ومحاولات الحكومة العراقية تحييد نفسها عن الصراع.ومنذ توليه منصبه في بداية هذا العام، تأرجح موقف ترامب بين الدبلوماسية والإكراه. وقد أعرب في غير مرّة عن تفضيله للتوصل إلى اتفاق بين الجانبين، حيث صرح في الأسبوع الأوّل من مارس قائلا، "آمل أن تتفاوضوا لأنه إذا اضطررنا إلى التدخل عسكريًا، فسيكون ذلك أمرًا فظيعًا". ومع هذا، فقد كانت كل دعوات ترامب للحوار مع إيران مغلّفة بالتهديد العسكري، وهو ما يتطابق مع التهديد الذي أصدره مستشار الأمن القومي مايكل والتز حينما قال انّ "جميع الخيارات مطروحة". ويمكن قراءة التصعيد الإسرائيلي المدعوم أمريكيا مؤخراً في فلسطين، ولبنان، واليمن كجزء من حملة الضغوط التي تمارسها إدارة ترامب على إيران للذهاب الى طاولة المفاوضات.

ويعتقد نتنياهو وفريقه أنّ هناك فرصة ذهبية الآن لتدمير برنامج إيران النووي وسحب هذه الورقة من يد طهران وذلك بعد تقويض قدرات أذرع إيران العسكرية في المنطقة، وإضعاف قدراتها الدفاعية الصاروخية، وتراجع نفوذ وتأثير طهران مع الإطاحة بنظام الأسد، ومحاولات الحكومة العراقية تحييد نفسها عن الصراع. ويضغط نتنياهو وفريقه على إدارة ترامب لإستغلال النافذة المفتوحة للقيام بعمل مشترك. ويدعم مثل هذا الاتجاه فريق من المسؤولين رفيعي المستوى الموالين لإسرائيل الذين عيّنهم ترامب في مناصب رفيعة وحسّاسة داخل إدارته.

من جانبها، تعارض إيران من الناحية العلنيّة التوجّه إلى طاولة المفاوضات من موقع ضعيف و/أو تحت التهديد خاصّة أنّ ذلك لن يحرمها فقط من إمكانية التوصل إلى اتفاق متوازن وإنما سيظهرها بمظهر الخاضع للإملاءات الأمريكية ـ الإسرائيلية الذي يخشى من التهديدات الموجّهة إليه. ويتصدّر هذا الإتجاه داخل إيران المرشد الأعلى علي خامنئي. ولذلك، فقد عارض خامنئي علناً رسالة ترامب ودعوة الأخير للحوار والتفاوض. وأكّد خامنئي يوم الجمعة الماضي أنّ التهديدات الأمريكية لبلاده لن تجدي نفعاً، مشيراً إلى أنّه يتعيّن عليهم وعلى آخرين أن يعرفوا أنّهم سيتلقون صفعة قويّة إذا قاموا بأي تحرّك يضرّ بايران.

ويخفي هذا الموقف المتشدّد علناً موقفاً مبطّناً مفاده أنّ إيران لا تمانع التفاوض مع إدارة ترامب لكنّها تريد أن تتجنّب أن يبدو ذلك وكأنّه استسلام. بمعنى آخر، من وجهة النظر الإيرانية، فإنّ صورة النظام الإيراني مهمّة بالنسبة للنظام داخلياً وإقليمياً، وإذا كان ترامب يريد التفاوض فعلاً فلا مانع، لكن ضمن معطيات مقبولة للطرفين. وفي هذا السياق، أشار وزير الخارجية الإيراني عبّاس عراقجي، في مقابلة له في الأسبوع الأوّل من شهر مارس الحالي إلى أنّ إيران لن تتعامل مع الولايات المتحدة طالما استمر هذا الضغط، مؤكدًا أن طهران ترد على "الاحترام والكرامة"، وليس التهديدات. وقد أتبع عراقجي تصريحه هذا بتصريح آخر الخميس الماضي أشار فيه إلى أنّ بلاده ستدرس الفرص وأيضا التهديدات الواردة في رسالة ترامب.

ويتّسق هذا الموقف مع استراتيجية إيران التي تقوم على ضرورة تفادي الانخراط في حرب مع إسرائيل أو أمريكا تنتهي بتدمير البرنامج النووي الإيراني وربما سقوط النظام، وتفادي الانخراط في محادثات جدّية من موقف ضعيف تفرض على إيران شروطاً أشبه بالاستسلام. ويقتضي تحقيق هذين الهدفين إبقاء الباب موارباً إزاء إمكانية الحوار مع ترامب، ومحاولة إشراك اطراف أخرى كروسيا وأوروبا، وإطالة المفاوضات والمماطلة بشكل يسمح بمرور السنوات الأربع لإدارة ترامب دون الاضطرار الى الدخول في حرب تدمّر إيران. وربما يتطلّب هذا الأمر من إيران أيضاً في مرحلة من المراحل أن تقوم بالتفاوض على أمور ثانويّة أو أقل أهمّية من الموضوع الرئيسي اذا خفّفت واضنطن من حدّة موقفها، وذلك كي تكسب إيران ثقة ترامب وتضيّع الوقت وتتفادى المواضيع الكبرى.

نتنياهو يرى في استهداف البرنامج النووي الإيراني الآن وسيلة لتحويل أزمة 7 أكتوبر 2023 إلى انتصار استراتيجي. وتتضمّن سيناريوهات الضربة هجوماً باستخدام صواريخ باليستية أو هجمات جوّية أكثر خطورة باستخدام قنابل خارقة للتحصيناتلكنّ مهلة ترامب تشير إلى أنّ الأخير يريد كذلك تفادي سيناريو تذهب فيه إيران للمماطلة، وفي نفس الوقع يتحاشى الإنخراط المبكّر في حرب مدمّرة معها تريدها إسرائيل له. ولذلك، يُعتقد أنّ ترامب يريد إعطاء فرصة دبلوماسية حتى منتصف عام 2025، وبعد ذلك قد يؤدي عدم إحراز تقدم إلى تحول الديناميكيات نحو الخيارات العسكرية. ومع هذا، قد ترى القيادة الإيرانية في التحدي وسيلةً للحفاظ على الشرعية المحلية وردع العدوان، لا سيما في ظل أسلوب ترامب غير المتوقع وأفعاله السابقة.

وتشير معلومات إلى أنّ نتنياهو يرى في استهداف البرنامج النووي الإيراني الآن وسيلة لتحويل أزمة 7 أكتوبر 2023 إلى انتصار استراتيجي. وتتضمّن سيناريوهات الضربة هجوماً باستخدام صواريخ باليستية أو هجمات جوّية أكثر خطورة باستخدام قنابل خارقة للتحصينات، وكلاهما يتطلب دعمًا أمريكيًا من تزويد بالأسلحة والمعدات والأنظمة الدفاعية والتزود بالوقود جوًا والاستطلاع، وربما المشاركة عملياً أيضاً. وتُؤكّد موافقة إدارة ترامب على بيع المزيد من هذه القنابل لإسرائيل في أوائل فبراير ٢٠٢٥ بالإضافة إلى المناورة الجوية المشتركة بين واشنطن وتل أبيب في 4 مارس 2025، والتي شملت قاذفات بي-52 وطائرات إف ـ 15 آي/إف ـ 35 آي الإسرائيلية، على هذا التوجّه.

وبهذا المعنى، فإنّ رفض إيران التفاوض قد يزيد بشكل كبير من فرص اتخاذ إجراء أمريكي و/أو إسرائيلي. وتشير التقييمات إلى أن الضربة قد تؤخر برنامج إيران لأشهر فقط، مما قد يدفعها إلى السعي للحصول على القنبلة النووية بأي ثمن، وهو خط أحمر لكلا البلدين، من شأن التأكّد من صحّته أن يعجّل على الأرجح من ضربة محتملة في ظل موقف نتنياهو المتشدد ونفوذه داخل الإدارة الأمريكية إذا استمرت إيران في تصلبها.

مقالات مشابهة

  • إيران بين مطرقة التفاوض مع ترامب وسندان الضربة المحتملة
  • الولايات المتحدة: نشهد الآن العديد من الأخبار الإيجابية القادمة من تركيا
  • إسرائيل: على حماس التفاوض أو قتل قياداتها واحدا تلو الآخر
  • رافينيا يكشف: مكالمة فليك أنقذت مستقبلي في برشلونة
  • رئيس تركيا لن نسمح أبداً لعصابة القتل هذه التي تزداد وقاحة يوماً بعد يوم بتحويل منطقتنا إلى بحر من الدماء
  • اهداف كبرى من لجنة التفاوض المدنية..
  • خطة وقف إطلاق النار فى أوكرانيا إلى أين؟.. موسكو تهاجم كييف بعد ساعات من مكالمة بوتين وترامب
  • شرطة دبي: 264 ألف مكالمة في النصف الأول من رمضان
  • شرطة دبي تستقبل أكثر من 264 ألف مكالمة خلال النصف الأول من رمضان
  • بيان أميركي بعد مكالمة ترامب وزيلينسكي