صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-15@06:58:48 GMT

مكالمة الوداع!!

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

مكالمة الوداع!!

أطياف

طيف أول:

ما بين البُعد والمسافة ساعة تضبط ذاتها للرحيل

بعد أن ضللت عقاربها حواس الكون بالزحف إلى الوراء

أحيانا تربكك فكرة صلبك على الحائط، ويتعبك استيعاب قدر الرحيل الذي لا بد منه!!

وتركيا كانت أول الملوحين بالوداع للرئيس المخلوع بشار الأسد، وأول الذين سلموا المفتاح لدك الأسوار والحصون، حتى تتمكن المعارضة السورية من إسقاط أكبر إمبراطورية للتعذيب والقتل والتشريد التي شيدها بشار الأسد تعديا على شعبه والإنسانية.

وأردوغان كان آخر المتصلين ببشار الأسد في مكالمة كانت الأخيرة قدم فيها خيارات التنحي والنصح له، ولكن كان بشار من الذين وضعوا أصابعهم في آذانهم واستكبروا استكبارا.

ولم يسمعه، وذلك لغروره كحالة طبيعية وصفة وسلوك للطغاة، الذين يزين لهم الشيطان ملكهم على جثث الشعب، ولكن ماذا حدث بعد المكالمة التي جمعت بين الرئيس التركي والرئيس السوري المخلوع، انهارت بعدها الإمبراطورية على رأسه.

ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يهاتف أردوغان فيما يتعلق بسوريا، ويحدثه عن ضرورة الحفاظ على الأمن القومي الإقليمي.

وأردوغان بعدها يهاتف الفريق عبد الفتاح البرهان ليخبره رغبته في التوسط بينه ودولة الإمارات “حسب الأخبار”، وهو بلا شك عنوان حركي للمكالمة فالحديث عن الوساطة بينهم والإمارات ليس هو ما دفع أردوغان لمهاتفة الجنرال فتركيا تقود هذه الأيام خطا هجوميا على الأنظمة الدكتاتورية برغبة ورعاية أمريكية، لذلك بادرت بمكالمة الوداع كصافرة أخيرة، والتي تكشف بلا شك إخطار الجنرال بوصوله محطة النهاية!! وله أن يختار الخروج آمنا، أو يختار أن يكون بشار

فالعنوان الحقيقي هو طلب أردوغان من البرهان الذهاب إلى التفاوض

فالحوار مع الإمارات يعني التوجه إلى منبر التفاوض حتى ينتهي به، ولكن قد يكون عنوان الوساطة مقصوداً حتى يمنح البرهان فرصة لحفظ ماء الوجه ولقبوله التفاوض بصيغة أخرى، حتى لا يأتي القبول في وقت ظلت فيه لا الرفض.

وتركيا، بالرغم من أنها الدولة الحاضنة للفلول، لكنها واحدة من الدول التي تدعم خط التغيير ووقف الحرب في السودان وفقا لما يجمعها من علاقة بالكبار.

حتى إنها ظلت طوال فترة الحرب ممتنعة عن الدعم السياسي للبرهان في المنابر الدولية، وتحفظت حكومتها عن أي تصريح يدعم حكومة الأمر الواقع، ولم تتضامن في يوم مع نظام الإخوان المقيمين على أراضيها، أو تواسيهم في قضيتهم، ولم تقدم دعما معنويا للعسكريين في السودان، ولم تدوا حكومتها أي انتقاد أي طرف، ظلت تتمتع بالحصافة السياسية في تعاطيها مع القضية السودانية، ونظرت إلى قضية الإخوان من زاوية اقتصادية بحتة، وجردتهم من أموالهم لصالح بلدها، ودعم خطة الاستثمار هناك، دون أن تمد لهم يد العون سياسيا.

هذه الحصافة هي التي جعلت تركيا، تجلس “موجب” طول فترة الحرب الأمر الذي يجعل حضورها الآن مقبولاً، وعليه أن يمكنها من قيادة دور مؤثر سيغير في النتائج بصفتها لاعب جديداً على مستطيل الحل السياسي.

فعندما سمحت تركيا لمنابرها ببث تصريحات عبد الحي يوسف عنها بأنها لم تدعم البرهان.

لم يكن هذا مجرد “نكران جميل” لعبد الحي للبلد التي آوته وفتحت له أبواب التجارة والاستثمار، ولكنها كانت تصريحات بموافقة الحكومة التركية للتمهيد لتبرئة أوردغان من علاقته بالبرهان وتسويق دوره الحالي

لذلك ذكرنا وقتها أن تصريحات عبد الحي تقف خلفها جهات خارجية أرادت أن تقدم تركيا بأيادي بيضاء للمساهمة في الحل السياسي الذي يضّعف إن كان للدولة دور في دعم ميدان الحرب ويقوى كلما ابتعدت عن الصراع، وفي ذات الوقت تصور البرهان كمخطئ يستحق أن يرفع عنه الغطاء.

والآن يظهر أردوغان في الوقت المناسب ليخدم خط التحالف التركي الأمريكي الإسرائيلي لتشكيل الوجه الجديد للشرق الأوسط.

خطوة بلا شك تقطع آخر خيوط العشم عن العسكريين، وتأتي ضد رغبة الفلول التي تأخذ من بلاد أردوغان مهربا ومخبأ لها.

ومكالمة الوداع تعني أن تركيا الآن سيكون لها دور فاعل وكبير ليس في وضع أسس الحل، ولكن في رسم خارطة الطريق المؤدية للنهايات بالنسبة للفريق عبد الفتاح البرهان، وستتبعها روسيا في أيام قليلة بذات النهج في عملية التخلي كما تبعتها في سوريا، ولأننا تحدثنا بعد حق الفيتو الروسي أن القضية قضية صفقات وليس صفعات، فيبدو أن أمريكا تعمل الآن على “خلخلة” سقوف الأنظمة المتجبرة من أعمدة وزوايا الحلفاء!!

فالقادم لا يبشر بالنسبة للقيادات العسكرية ونظام الإخوان، وقد تشهد أيام قليلة قادمة انسحاب قيادات عسكرية وإخوانية من الملعب، أو أن يسارع البرهان بالسفر إلى واحدة من دول الجوار لبحث كيفية تنفيذ الخطوة المطلوبة برؤية مختلفة.

هذا إن لم تكن السعودية الآن تضيء قاعة التفاوض، وتعيد ترتيب المقاعد حول الطاولة سيما أن الأنباء تتحدث عن وجود قيادات عسكرية الآن من الطرفين هناك بعيدا عن قاعة التفاوض.

طيف أخير

عقار السودان ليس بحاجة إلى مساعدات إنسانية بقدر احتياجه أولاً إلى حماية مواطنيه والدفاع عن السيادة وأراضي البلاد من الاحتلال.

(بسيطة.. اعملي العليكم واتركوا المنظمات تعمل العليها)

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صباح محمد الحسن

إقرأ أيضاً:

بعد كيكل والكنابى والكيماوى هل هذا جيش يحترمه ذو عقل

بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم: بولاد محمد حسن

من أسوا وأخطر جيش على وجه البسيطه لم ولن يقدم خير لشعبه وسوف أفصل هذا فى ثلاث نقاط:-
أولا.... خطه برهان كيكل التى لا يستطيع أكبر معاهد الدراسات العسكريه وألأستراتيجيه لن يجد لها تفسيرا فقائد الحاميه هرب وسلمها تسليم مفتاح ثم ظهر كيكل قائد لمليشيا الدعم السريع ثم بدأت الأنتهاكات من قتل ونهب وسرقه وأغتصابات ونزوح ولجوء وهرج ومرج. لهذا تفسيران
ألأول أن البرهان هدف لسحب الجنجويد للجزيره ليتمكن من العوده للعاصمه حيث تحركت قواتها من الخرطوم دون أن تضرب بالطائرات لا يأبه بأمن وسلامه مواطنى الجزيره واستخدمهم ككبش فداء لطموح السلطه المجنون.وقام بزرع كيكل والذى أصبح قائد لمليشيا الجنجويد حيث ارتكبت تلك الفظاعات وهى تحت أمرته وبصره وبذا المسئوليه تقع على عاتق البرهان وكيكل أولا بوصفهم المجرم ألاصلى وحميتى المجرم الشريك.
ثانيا أو أن يكون كيكل تابع أصلا لمليشيا الدعم السريع وكان قائدها فى الجزيره وعندها تواصل معه البرهان وأنسحب وأنضم للجيش تحت مسمى (درع البطانه) وقابله البرهان حيث أصبح مجرم ألأمس بطل اليوم وهكذا قلب البرهان كل معايير المنطق والعقلانيه. وفى الحالتين البرهان مسئول ومجرم وكذلك كيكل. وحميتى أذ يتحمل مسئوليه جنوده.
بعد أن زود كيكل بالسلاح والمستنفرين والدواعش والبراءون أرتكب جرائم تطهير عرقى وجرائم ضد ألأنسانيه فمارس القتل على أساس اللون والعرق والقبيله ضد اهل الكنابى وظهرت فديوهات مروعه حيث أطلق الرصاص على الذين أطلق عليهم ( المتعاونين) أمام جمع من الناس وهم يهللون ويكبرون بعقليه قطيع مجنونه وأستخدم أيضا ألأسلحه الكيماويه وأدانته المم المتحده والمنظمات الدوليه وحقوق ألأنسان التى تملك كل ما يمكنها من التعرف وأثبات ذلك.
جيش ترك كل مهامه وواجباته التى بداهه تؤسس من أجلها الجيوش (يثف)85 فى الميه من ميزانيه البلاد وطرح عطاءات للمليشات القبليه ووصل به ألأمر لللأستعانه بمليشيات (التقراى) الأثيوبيه للقتال نيابه عنه . متخصص فى أذى وأباده شعبه حيث دمر بالطيران عدد من المنشئات والكباري وضرب الأهالى العزل على أساس أنهم (حواضن للدعم السريع )وقبل يومين وبالبراميل المتفجره قريه (طره) شمال دارفور وقتلت أربعمائه من شيخ وطفل وأمرأه . جيش بحربه المجنونه هذه أحال العاصمه الى رماد والبلاد الى مزبله وفتت النسيج ألأجتماعى المتسامح والمتعايش .
الذى لا أكاد فهمه تنسحب قوات الدعم السريع من العاصمه وتتوجه للشماليه ولا يعترضها طيران الجيش. هناك مؤامره مدروسه خلفها جاره السوء مصر وما البرهان الا أذن لها بأن ترتهنه حتى تحقق كل ما تريد ويصبح مصير البرهان بيدها.على كل حال أذا تمكنت كتيبه الجيش ومقاتلى البراء والدواعش من ألأنتصار الساحق وتسيدت أن لم يكن فى الوطن كله بل فى جزء فسيشهد الشعب المسكين عهد غيهب جديد وليل مظلم مدلهم بهيم يتمنى فيها الشعب أن يكون فى القبور .
تاريخ مخزى وغير مشرف للجيش وهو سرطان لا بد من أستئصاله لتتعافى البلاد وبناء وطن معافى ديمقراطى تعددى فدرالى علمانى . رأينا هذا ألأسبوع تدحرج البلاد بسرعه الضوء للهاويه بمهزله الجنائيه .ورجم صنم. حميتى وضرب خزان مروى بالمسيرات. بنهايه هذا العام ستشهد البلاد تغيرات دراماتيكيه فى المشهد السياسي السودانى.بعد كل هذا هل هناك ذو عقل وطنى متجرد وموضوعى غير ذى هوى وغرض ومرض يحترم هذا الجيش ويرجى خير من وأشغالها بالغنائم وهو لا يهتم بسلامه وأمن وحياه المواطن ليكون قائدا وزعيما على جماجم ودماء شعبه

aandsinvalidcoach@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • دبلوماسية الصمت
  • سيدة تضع مولودها وسط السيول بمساعدة ممرض عبر مكالمة فيديو
  • طرد مبابي يربك ريال مدريد..ما المباريات التي سيغيب عنها؟
  • مكالمة تشعل النيران بين موظف وعامل فى قليوب.. «الأول» يتهم «الأخير» بإصابته بجرح
  • شايف حملة ممنهجة اليومين ديل ضد منّاوي
  • أي الطرق نسلك؟
  • بعد كيكل والكنابى والكيماوى هل هذا جيش يحترمه ذو عقل
  • البرهان يشارك في ملتقى دبلوماسي بتركيا ويلتقي أردوغان
  • الرئيس التركي: نقف إلى جانب الشعب والحكومة السودانية لتجاوز التحديات الراهنة
  • الوداع الأخير.. زوجة إبراهيم شيكا تنهار من البكاء أثناء تشييع جنازته