مكالمة الوداع!!
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
أطياف
طيف أول:
ما بين البُعد والمسافة ساعة تضبط ذاتها للرحيل
بعد أن ضللت عقاربها حواس الكون بالزحف إلى الوراء
أحيانا تربكك فكرة صلبك على الحائط، ويتعبك استيعاب قدر الرحيل الذي لا بد منه!!
وتركيا كانت أول الملوحين بالوداع للرئيس المخلوع بشار الأسد، وأول الذين سلموا المفتاح لدك الأسوار والحصون، حتى تتمكن المعارضة السورية من إسقاط أكبر إمبراطورية للتعذيب والقتل والتشريد التي شيدها بشار الأسد تعديا على شعبه والإنسانية.
وأردوغان كان آخر المتصلين ببشار الأسد في مكالمة كانت الأخيرة قدم فيها خيارات التنحي والنصح له، ولكن كان بشار من الذين وضعوا أصابعهم في آذانهم واستكبروا استكبارا.
ولم يسمعه، وذلك لغروره كحالة طبيعية وصفة وسلوك للطغاة، الذين يزين لهم الشيطان ملكهم على جثث الشعب، ولكن ماذا حدث بعد المكالمة التي جمعت بين الرئيس التركي والرئيس السوري المخلوع، انهارت بعدها الإمبراطورية على رأسه.
ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يهاتف أردوغان فيما يتعلق بسوريا، ويحدثه عن ضرورة الحفاظ على الأمن القومي الإقليمي.
وأردوغان بعدها يهاتف الفريق عبد الفتاح البرهان ليخبره رغبته في التوسط بينه ودولة الإمارات “حسب الأخبار”، وهو بلا شك عنوان حركي للمكالمة فالحديث عن الوساطة بينهم والإمارات ليس هو ما دفع أردوغان لمهاتفة الجنرال فتركيا تقود هذه الأيام خطا هجوميا على الأنظمة الدكتاتورية برغبة ورعاية أمريكية، لذلك بادرت بمكالمة الوداع كصافرة أخيرة، والتي تكشف بلا شك إخطار الجنرال بوصوله محطة النهاية!! وله أن يختار الخروج آمنا، أو يختار أن يكون بشار
فالعنوان الحقيقي هو طلب أردوغان من البرهان الذهاب إلى التفاوض
فالحوار مع الإمارات يعني التوجه إلى منبر التفاوض حتى ينتهي به، ولكن قد يكون عنوان الوساطة مقصوداً حتى يمنح البرهان فرصة لحفظ ماء الوجه ولقبوله التفاوض بصيغة أخرى، حتى لا يأتي القبول في وقت ظلت فيه لا الرفض.
وتركيا، بالرغم من أنها الدولة الحاضنة للفلول، لكنها واحدة من الدول التي تدعم خط التغيير ووقف الحرب في السودان وفقا لما يجمعها من علاقة بالكبار.
حتى إنها ظلت طوال فترة الحرب ممتنعة عن الدعم السياسي للبرهان في المنابر الدولية، وتحفظت حكومتها عن أي تصريح يدعم حكومة الأمر الواقع، ولم تتضامن في يوم مع نظام الإخوان المقيمين على أراضيها، أو تواسيهم في قضيتهم، ولم تقدم دعما معنويا للعسكريين في السودان، ولم تدوا حكومتها أي انتقاد أي طرف، ظلت تتمتع بالحصافة السياسية في تعاطيها مع القضية السودانية، ونظرت إلى قضية الإخوان من زاوية اقتصادية بحتة، وجردتهم من أموالهم لصالح بلدها، ودعم خطة الاستثمار هناك، دون أن تمد لهم يد العون سياسيا.
هذه الحصافة هي التي جعلت تركيا، تجلس “موجب” طول فترة الحرب الأمر الذي يجعل حضورها الآن مقبولاً، وعليه أن يمكنها من قيادة دور مؤثر سيغير في النتائج بصفتها لاعب جديداً على مستطيل الحل السياسي.
فعندما سمحت تركيا لمنابرها ببث تصريحات عبد الحي يوسف عنها بأنها لم تدعم البرهان.
لم يكن هذا مجرد “نكران جميل” لعبد الحي للبلد التي آوته وفتحت له أبواب التجارة والاستثمار، ولكنها كانت تصريحات بموافقة الحكومة التركية للتمهيد لتبرئة أوردغان من علاقته بالبرهان وتسويق دوره الحالي
لذلك ذكرنا وقتها أن تصريحات عبد الحي تقف خلفها جهات خارجية أرادت أن تقدم تركيا بأيادي بيضاء للمساهمة في الحل السياسي الذي يضّعف إن كان للدولة دور في دعم ميدان الحرب ويقوى كلما ابتعدت عن الصراع، وفي ذات الوقت تصور البرهان كمخطئ يستحق أن يرفع عنه الغطاء.
والآن يظهر أردوغان في الوقت المناسب ليخدم خط التحالف التركي الأمريكي الإسرائيلي لتشكيل الوجه الجديد للشرق الأوسط.
خطوة بلا شك تقطع آخر خيوط العشم عن العسكريين، وتأتي ضد رغبة الفلول التي تأخذ من بلاد أردوغان مهربا ومخبأ لها.
ومكالمة الوداع تعني أن تركيا الآن سيكون لها دور فاعل وكبير ليس في وضع أسس الحل، ولكن في رسم خارطة الطريق المؤدية للنهايات بالنسبة للفريق عبد الفتاح البرهان، وستتبعها روسيا في أيام قليلة بذات النهج في عملية التخلي كما تبعتها في سوريا، ولأننا تحدثنا بعد حق الفيتو الروسي أن القضية قضية صفقات وليس صفعات، فيبدو أن أمريكا تعمل الآن على “خلخلة” سقوف الأنظمة المتجبرة من أعمدة وزوايا الحلفاء!!
فالقادم لا يبشر بالنسبة للقيادات العسكرية ونظام الإخوان، وقد تشهد أيام قليلة قادمة انسحاب قيادات عسكرية وإخوانية من الملعب، أو أن يسارع البرهان بالسفر إلى واحدة من دول الجوار لبحث كيفية تنفيذ الخطوة المطلوبة برؤية مختلفة.
هذا إن لم تكن السعودية الآن تضيء قاعة التفاوض، وتعيد ترتيب المقاعد حول الطاولة سيما أن الأنباء تتحدث عن وجود قيادات عسكرية الآن من الطرفين هناك بعيدا عن قاعة التفاوض.
طيف أخير
عقار السودان ليس بحاجة إلى مساعدات إنسانية بقدر احتياجه أولاً إلى حماية مواطنيه والدفاع عن السيادة وأراضي البلاد من الاحتلال.
(بسيطة.. اعملي العليكم واتركوا المنظمات تعمل العليها)
الوسومصباح محمد الحسنالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: صباح محمد الحسن
إقرأ أيضاً:
أردوغان في آسيا.. استدعاء العثمانية وتعزيز النفوذ التركي
في عام 2019 أعلنت تركيا عن مبادرة "آسيا من جديد" ضمن إطار رؤيتها لسياستها الخارجية في المئوية الجديدة. حيث أكدت وزارة الخارجية أن المبادرة تهدف إلى "الاستفادة من الفرص المحتملة للتعاون مع الدول الآسيوية، بما يتناسب مع الظروف والاحتياجات المتطورة". وأضافت أنها تركز على "تحسين علاقات تركيا مع هذه الدول من خلال النهج الإقليمي ودون الإقليمي والخاص بكل دولة، على أساس المصالح والأهداف المشتركة".
وعلى ضوء ذلك، شهدت السنوات الماضية إجراءات عملية من قبل أنقرة، لبلورة هذه المبادرة في شكل تعاون بناء وفعال مع الدول الآسيوية في مختلف المجالات.
حيث طورت العمل داخل "المجلس التركي" الذي تحول نهاية عام 2021 إلى "منظمة الدول التركية" والذي يضم دولًا من آسيا الوسطى، وهي: كازاخستان، وأوزبكستان، وقرغيزستان، إضافة إلى أذربيجان، وهذه الدول ترتبط مع تركيا بروابط ثقافية ولغوية وعرقية ودينية.
كما عززت تركيا علاقاتها مع رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، حيث أكد وزير الخارجية، هاكان فيدان، خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية دول الرابطة في يوليو/تموز الماضي، أن تركيا "تهدف إلى أن تكون شريك حوار لآسيان. وذلك لإجراء حوار وتعاون أكثر شمولًا وتنظيمًا".
إعلانفي هذا الإطار الإستراتيجي، الذي رسمته أنقرة، يمكننا قراءة الأهداف والآثار المرتقبة من الجولة الآسيوية التي قام بها أردوغان مؤخرًا، وشملت ماليزيا، وإندونيسيا، وباكستان.
استدعاء العثمانيةقبل الحديث عن أهداف الزيارة، والتي كان الاقتصاد عنوانها الأبرز والأهم، فإن ما لفت الأنظار هو الاستدعاء المكثف للتاريخ، وذلك للتأكيد على عمق العلاقات التي تربط هذه الدول بتركيا حتى من قبل تأسيس الجمهورية 1923.
ففي مؤتمر صحفي مع نظيره الإندونيسي، برابوو سوبيانتو، قال أردوغان: "هذا العام نحتفل بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس علاقاتنا الدبلوماسية".
ثم أردف مؤكدًا: "ومع ذلك، فإن روابطنا التاريخية والإنسانية مع إندونيسيا تعود إلى 400 عام".
هذه القرون الأربعة التي ذكرها أردوغان، يشير بها إلى الحملة العسكرية التي أرسلتها الدولة العثمانية إلى إقليم آتشيه الإندونيسي في القرن السادس عشر لدعم سلطانها آنذاك في مواجهة الإمبراطورية البرتغالية.
وخلال مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس الإندونيسي، على شرف نظيره التركي، كان لافتًا عزف الفرقة الموسيقية نشيد الجيش العثماني المعروف باسم "المهتر"، حيث شاركهم أردوغان بترديد بعض مقاطعه.
وفي المحطة الباكستانية، أشاد رئيس الوزراء، شهباز شريف، بعلاقة البلدين، مشيرًا إلى أن "هذه العلاقة الثنائية لم تنشأ فقط بعد استقلال باكستان، بل على العكس، كانت هناك علاقة صداقة وأخوّة كبيرة بينهما تعود إلى قرون مضت". مذكرًا بأن"مسلمي شبه القارة (الهندية) بذلوا كل ما في وسعهم لدعم أولئك الذين كانوا يناضلون من أجل استقلالهم في تركيا خلال حرب الاستقلال".
ومن المعروف تاريخيًا أن مسلمي الهند: "باكستان وبنغلاديش والهند حاليًا" أرسلوا مساعدات كبيرة للدولة العثمانية في حرب الاستقلال، ومن قبلها في حروب البلقان. هذا الاستدعاء حمل أردوغان على القول للصحفيين الموجودين معه على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من الجولة: " كل الإطراءات التي تلقيناها أتت بسبب إرث العثمانيين. ولولا إرثهم العظيم، لما وجهت إلينا هذه الإطراءات".
إعلان التعاون الاقتصاديوَفق المقاربة التي أعلنها أردوغان من قبل، وشكلت أساس علاقات تركيا بغيرها من الدول، والمعروفة باسم "اربح- اربح"، كان الاقتصاد هو العنوان الأبرز في الزيارة.
فتعداد سكان الدول الثلاث أكثر من 555 مليون نسمة، وتبلغ قيمة صادرات كل من ماليزيا وإندونيسيا قرابة 600 مليار دولار، بمعدل نمو تجاوز 5% في كلا البلدين.
من هنا حرص أردوغان خلال زيارته على تعظيم التعاون الاقتصادي معهما، إضافة إلى باكستان رغم ما يعانيه اقتصادها من تعثرات، إذ لا يزال في طور التعافي.
وقد انعكس هذا التعاون في توقيع 49 اتفاقية مختلفة مع الدول الثلاث، إلا أن أهم هذه الاتفاقيات كان من نصيب الصناعات الدفاعية، حيث اصطحب أردوغان معه مسؤولي كبرى الشركات التركية العاملة في هذا المجال، مثل شركة بايكار المصنعة للمسيرة المشهورة بيرقدار، وشركة توساش المسؤولة عن إنتاج المقاتلة "KAAN" والتي تصنف ضمن مقاتلات الجيل الخامس، كما تختص الشركة بإنتاج وتطوير عدة أنواع من الطائرات، منها المروحية والتدريب، وإف- 16 المقاتلة.
التعاون في مجال الصناعات الدفاعية بين هذه الدول الإسلامية، سيمثل على المستوى الإستراتيجي، تطورًا مهمًا صوب التخفف من الاعتماد على الدول الغربية في التسليح، وما يستتبعه من رهن القرار الوطني لتلك الدول، وهي الأزمة التي عانت منها تركيا كثيرًا في فترات زمنية سابقة.
كما سيشهد ملف التبادل التجاري بين تركيا وهذه الدول تطورًا مهمًا، حيث تشير الاتفاقيات الثنائية إلى رفع قيمة التبادل إلى نحو 10 مليارات دولار مع كل من ماليزيا وإندونيسيا.
الحضور الفلسطيني- السوري
حرص أردوغان خلال مؤتمراته الصحفية مع زعماء الدول الثلاث، أو لقاءاته الصحفية، على حشد تأييد تلك العواصم الإسلامية، لدعم الشعبين: الفلسطيني والسوري، وذلك من خلال تأكيده على المحاور التالية:
أولًا: رفض خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للاستيلاء على قطاع غزة، واعتبارها تهديدًا صريحًا للسلام العالمي، مشددًا على أن " إندونيسيا وباكستان وماليزيا تتشاطر وجهات النظر نفسها مع تركيا فيما يخصّ السلام العالمي". ثانيًا: تحميل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مسؤولية ما يحدث في قطاع غزة والضفة الغربية، ووصفه صراحة بأنه "رجل عصابات"، وأكد أردوغان احترام تركيا قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن اعتقال نتنياهو. ثالثًا: وصف إسرائيل بالدولة الاستبدادية، نافيًا عنها تمتعها بنظام ديمقراطي، بسبب تهديدها الدول الأخرى بالقوة التي في حوزتها، والدعم الأميركي المفتوح. رابعًا: دعا الدول الأعضاء في رابطة جنوب شرق آسيا "آسيان" إلى التعاون من أجل توفير المساعدات الإنسانية اللازمة لقطاع غزة. خامسًا: بالنسبة للملف السوري، قال أردوغان: إنه "لم يعد هناك شيء اسمه بنية تحتية أو فوقية في سوريا، فقد تم تدمير كل مكان" مؤكدًا أن بلاده ستتعاون مع ماليزيا لاتخاذ التدابير اللازمة إزاء ذلك التدمير. إعلان إعادة التموضع آسيويًالا يمكن فصل زيارة أردوغان للدول الثلاث، عن مجمل التحركات الجيوستراتيجية التي انتهجتها تركيا في قارة آسيا وفق المبادرة التي أعلنتها في 2019، كما أشرنا إليها من قبل.
فتركيا فرضت عليها الحرب الباردة تقوقعًا داخل الأناضول، والابتعاد عن العمق الآسيوي، لوجود الاتحاد السوفياتي آنذاك، بكل ثقله العسكري والإستراتيجي.
لكنها احتاجت أكثر من عقد من الزمان عقب تفكك الإمبراطورية السوفياتية، لتعيد تلمس طريقها داخل آسيا، انطلاقًا من ميزاتها الجغرافية من خلال موقعها في قلب أوراسيا، وارتباطها الجيوثقافي، والجيوعرقي بالعديد من الدول الآسيوية، كما في آسيا الوسطى، وجنوب شرق آسيا.
فموقع تركيا في قلب أوراسيا، منحها ميزة الوجود على طريق التجارة الواصل بين آسيا وأوروبا، حيث أكد وزير الخارجية التركي في يناير/ كانون الثاني الماضي، أن: "الطريق الاقتصادي الأكثر موثوقية والأسرع بين القارتين الآسيوية والأوروبية هو خط آسيا الوسطى – بحر قزوين – جنوب القوقاز وتركيا".
كما أن إعادة التموضع آسيويًا، تؤشر إلى رغبة أنقرة، في بناء إستراتيجية متوازنة، في عصر تحولات النظام العالمي، حيث تشير التقديرات إلى الصعود الصيني المتوقع في عالم ما بعد القطبية الواحدة، الأمر الذي تريد معه تركيا امتلاك القدرة على التأثير في ذلك العالم، وعدم تكرار ما حدث في فترة الحرب الباردة، حينما تحولت إلى مجرد حارس لبوابة حلف الناتو الجنوبية، دون امتلاك القدرة على التأثير.
أيضًا لا يمكننا فصل هذا التموضع الآسيوي، عن مجال التنافس الإقليمي بين تركيا وإيران، إذ نجحت أنقرة في إقامة تحالفات موثوقة مع معظم دول الطوق المحيطة بإيران، مثل باكستان، وأفغانستان، وتركمانستان، كما عززت تأثيرها في منطقة القوقاز بتحالفها الإستراتيجي مع أذربيجان، الذي قاد إلى إلحاق الهزيمة بأرمينيا في حرب تحرير ناغورني قره باغ 2020.
إعلانوهكذا فإنه من الواضح أن التقديرات التركية تشير إلى الصعود الآسيوي المرتقب في مقابل المركزية الأوروبية التقليدية منذ القرن التاسع عشر، وهذا ما دفعها إلى تعزيز وجودها داخل القارة عبر آليات متعددة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline