السعودية .. 100 مليار ريال احتياجات مشاريع كأس العالم 2034
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
الاقتصاد نيوز _ متابعة
قال مدير تطوير استثمارات قطاع الرياضة في وزارة الاستثمار السعودية باسم إبراهيم، إن الفوز بتنظيم كأس العالم 2034 سيؤدي إلى ضخ مبالغ إضافية لإنجاز المشاريع والمرافق الرياضية والترتيبات النهائية لما قبل استضافة المونديال، مقدّراً هذه المبالغ بنحو 100 مليار ريال.
وذكر إبراهيم أن معظم المشروعات والاستثمارات تقوم على الدعم الحكومي في ظل ضعف مشاركة القطاع الخاص، حيث تتولى الدولة والجهات الحكومية مثل صندوق الاستثمارات العامة وشركة أرامكو السعودية، تمويل ودعم العديد من المشروعات الرياضية.
ونوّه الى أن "الدعم الحكومي للاستثمارات الرياضية سيتواصل بقوة في الفترة القادمة، حيث يتم ضخ ما لا يقل عن 60 مليار ريال سنوياً".
وتعهدت المملكة ببناء 11 ملعباً جديداً من أصل 15 ملعباً مخصصاً لاستضافة المباريات، بإجمالي سعة تتجاوز 775 ألف مقعد لاستضافة المباريات، تم توزيعها بواقع 8 ملاعب في الرياض، و4 ملاعب في جدة، وملعب واحد في كل من الخبر وأبها ونيوم.
ويُعدُّ ملعب الملك سلمان، الذي سينطلق العمل فيه العام المقبل على أن يكون جاهزاً في 2029، جوهرة تاج الملاعب الجديدة باعتبار أنه سيكون صاحب السعة الكبرى بأكثر من 92 ألف متفرج، كما أنه سيستضيف مباراتي الافتتاح والنهائي.
وستجد المدن المستضيفة للبطولة دعماً ومساندة من 10 مدن أخرى هي الباحة وجازان والطائف والمدينة المنورة وأملج والعلا وتبوك وحائل والأحساء وبريدة، وذلك باستضافتها لمعسكرات المنتخبات قبيل وأثناء البطولة.
حجم السوق الرياضية في المملكة
مدير تطوير استثمارات قطاع الرياضة في وزارة الاستثمار السعودية قدّر حجم السوق الرياضية في المملكة بنحو 30 مليار ريال بنهاية العام الجاري 2024.
إبراهيم قال في مداخلة مع برنامج "كرة المال" عبر "راديو الشرق مع بلومبرغ"، إن هذه التقديرات مدعومة بالتوسع الكبير الذي يشهده الدوري السعودي لكرة القدم من خلال استقطاب لاعبين مميزين، وخصخصة بعض الأندية الرياضية.
وأنفقت الأندية السعودية 431 مليون دولار لضم 128 لاعباً من الخارج في انتقالات صيف 2024، بحسب تقرير "ميركاتو الشرق- النسخة السعودية صيف 2024"، الصادر عن "الشرق للأخبار"، فيما بلغ حجم الإنفاق في نفس الفترة من عام 2023 نحو 875.4 مليون دولار.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أطلق مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية منتصف العام الحالي، والذي يتضمن في مرحلته الأولى مسارين رئيسيين، أولهما الموافقة على استثمار شركات كبرى وجهات تطوير تنموية في أندية رياضية، مقابل نقل ملكية الأندية إليها، والثاني طرح عدد من الأندية الرياضية للتخصيص. حيث يُقدّر تحقيق عوائد تفوق نصف مليار ريال من هذه العملية، بحسب وزير الرياضة السعودي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل.
1.3 مليار ريال لمنشآت التدريب
ملف ترشح السعودية لتنظيم كأس العالم 2034، كشف عن وجود 134 منشأة تدريب للمنتخبات التي ستشارك في البطولة البالغ عددها 48 منتخباً.
وأشار باسم إبراهيم إلى أن هذه المنشآت، التي تندرج ضمن اشتراطات "فيفا"، لا توجد تكلفة دقيقة لها حتى الآن، لكن تقديرياً تبلغ التكلفة للمركز الواحد ما بين 8 إلى 10 ملايين ريال، بخلاف قيمة الأرض التي ستقام عليها هذه المعسكرات والمرافق، وهي لها رأس مال آخر.
وأوضح أنه من المفترض أن تضم هذه المنشآت ملاعب وفندقاً من فئة 4 نجوم يضم 50 غرفة، ومسبحاً وصالة لياقة ومضمار جري وملاعب بادل تنس؛ "والدولة ستكون مسؤولة عن ذلك، لكن هناك فرصة لمشاركة القطاع الخاص في هذا الملف، ويمكن الوصول لمقترحات مناسبة مرضية للطرفين في هذا المشروع"‘ على حد قوله.
بالإضافة إلى الملاعب ومنشآت التدريب، ومع وجود 48 منتخباً مشاركاً في البطولة، من المتوقع أن يزور السعودية عدد قياسي من المشجعين، وهو ما تستعد له المملكة بتجهيز أكثر من 232 ألف وحدة فندقية لاستضافتهم، في المدن الخمس التي ستقام بها المباريات، تتناسب مع معايير "فيفا"، وهو ما يعني إضافة نحو 175 ألف غرفة فندقية على المخزون الموجود حالياً.
كما خصصت السعودية 10 ساحات لاحتفالات الجماهير في المدن الخمس المستضيفة للمباريات، تتسم بتنويع السعة الجماهيرية، أكبرها حديقة الملك سلمان بالرياض التي تتسع لنحو 80 ألف مشجع.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار ملیار ریال
إقرأ أيضاً:
ما الشاهقة المائية التي شوهدت في السعودية مؤخرا؟
في ظاهرة نادرة أشبه بمشاهد الأساطير، شهدت سواحل منطقة "رابغ" غرب السعودية ظهور شاهقة مائية، وهو حدث جوي استثنائي يسمى كذلك "التنين المائي".
وكما يتم تصوير التنين في الأساطير الشعبية بالكائن الضخم ذي الجسم الثعباني والأجنحة الكبيرة التي تمكنه من الطيران، مع قدرته على نفث النار، فإن الشاهقة المائية تتصاعد رياحها الهائجة، في حين يلتف حولها الماء كما يلتف الدخان حول التنين وهو ينفث النيران، وتمتد الشاهقة من السحاب إلى سطح الماء كعنق طويل يتراقص بعنف وسط العاصفة.
وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة نادرة، حيث يتم رصدها في دول مثل الولايات المتحدة (خاصة ساحل فلوريدا) وأستراليا، فإن السعودية وغيرها من دول الخليج لم تكن معتادة على رؤيتها إلا في فترات متباعدة.
ومع ذلك، يثير ظهورها في هذا التوقيت تساؤلات عن الأسباب التي أدت إلى حدوثها، وهل هي نتيجة التغيرات المناخية التي تركت بصماتها على طقس الخليج في السنوات الأخيرة.
الشاهقة المائية دائمة الظهور في الدول التي تطل على المحيطات المفتوحة (شترستوك) كيف تتشكل الشاهقة المائية؟يقول أستاذ علوم البحار الفيزيائية بمعهد علوم البحار المصري، أحمد رضوان، إن "شرح الظاهرة وآليات حدوثها قد يفسر ظهورها الأخير في السعودية، وكذلك ظهورها قبل ذلك في شتاء 2022 على سواحل إمارة الفجيرة بدولة الإمارات".
إعلانوتحدث هذه الظاهرة عندما تلتقي تيارات هوائية دافئة ورطبة من سطح البحر مع تيارات هوائية باردة وجافة من الطبقات العليا في الجو، مما يؤدي إلى تكون دوامة قوية تتجمع فيها المياه على شكل عمود دوار.
ويوضح رضوان أنه "عادة ما تتهيأ هذه الظروف في المياه الدافئة (حوالي 26 درجة مئوية وما فوق)، ولذلك فهي دائمة الظهور في الدول التي تطل على المحيطات المفتوحة، حيث يكون هناك تباين كبير في درجات الحرارة بين الهواء والمياه، ومع ذلك، لم تكن تحدث في دول الخليج العربي، لأن المياه، رغم أنها دافئة نسبيا، فإن حرارتها لم تكن مرتفعة بما يكفي لتوفير الطاقة اللازمة لتشكيل دوامة هوائية قوية".
والجديد الذي بدأ يطرأ على مناخ الخليج العربي هو ارتفاع درجات حرارة المياه، بسبب موجات الحرارة البحرية الناتجة عن التغير المناخي، مما ساعد على توفير البيئة المناسبة لظهور "التنين المائي"، كما يشير رضوان.
وموجات الحرارة البحرية هي فترات طويلة من ارتفاع غير طبيعي في درجات حرارة سطح البحر مقارنة بالمعدل المعتاد لهذه المنطقة في الفترة الزمنية نفسها، وتمثل هذه الظاهرة تغيرات حرارية كبيرة تدوم لفترة من الزمن.
ووفقا لدراسة نشرتها دورية "دييب سي ريسيرش بارت تو" حول "ديناميكيات موجات الحر البحرية في الخليج العربي"، تشهد مياه المنطقة زيادة ملحوظة في كل من تكرار وشدة موجات الحرارة البحرية، حيث ترتفع درجات حرارة سطح البحر في المنطقة بمعدل 0.36 درجة مئوية لكل عقد.
وتشهد بعض المناطق زيادات تصل إلى 0.7 درجة مئوية لكل عقد، وهذه الزيادة تتجاوز المعدل العالمي الذي يتراوح بين 0.06 درجة مئوية و 0.08 درجة مئوية لكل عقد، مما يجعل الخليج العربي من أكثر المناطق تأثرا بموجات الحرارة البحرية.
الفرق الرئيسي بين الشاهقة المائية والأعاصير الاستوائية هو أن الشاهقة المائية، دوامة بحرية صغيرة الحجم نسبيا وتستمر لفترة قصيرة (شترستوك) ظاهرة ليست مفاجئةويقول رضوان "مع هذه الزيادات الواضحة، ستصبح مشاهد مثل الشاهقة المائية معتادة، مثلما أصبحت الأعاصير معتادة أيضا، للسبب نفسه وهو ارتفاع درجة حرارة المياه".
إعلانوشهدت دول الخليج خلال الـ5 سنوات الماضية أعاصير غير معتادة، وهو ما توقعته دراسة أميركية نشرت قبل 10 سنوات في دورية "نيتشر كلايميت تشينج"، حيث توقعت أن تتشكل أعاصير استوائية للمرة الأولى في الخليج العربي جراء التغير المناخي وآثار ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقالت الدراسة إن المياه الضحلة والدافئة للخليج العربي، التي لم تسجل أي أعاصير من قبل، قد تولد العواصف في المستقبل كآثار جانبية لظاهرة الاحتباس الحراري.
ويوضح رضوان أنه "وفقا لما ذهبت إليه هذه الدراسة، فليس من المفاجئ بالنسبة لنا ظهور الشاهقات المائية في الخليج، لأنها تتشكل للأسباب نفسها التي تؤدي إلى تكون الأعاصير، مع اختلافات في الحجم والمفعول".
ويشرح "الشاهقة المائية تتشكل عندما تلتقي تيارات هوائية دافئة ورطبة من سطح البحر مع تيارات هوائية باردة وجافة من الطبقات العليا في الجو، أما الأعاصير الاستوائية، فتتكون عندما تلتقي تيارات هوائية دافئة ورطبة مع تيارات هوائية باردة، لكن على نطاق أكبر بكثير، وتكون الأعاصير الاستوائية عبارة عن دوامات هوائية عمودية تؤدي إلى تكوين مركز ضغط منخفض يجذب الهواء الدافئ والرطب، مما يخلق دوامة قوية".
ويوضح أنه "في كل من الشاهقة المائية والأعاصير الاستوائية، يكون هناك تيار هوائي صاعد، حيث يرتفع في الأولى الهواء الرطب إلى السماء، مما يؤدي إلى تكاثف بخار الماء وتشكيل السحب، وفي النهاية يتكون العمود المائي، أما في الأعاصير الاستوائية، فيتصاعد الهواء الرطب من سطح البحر نتيجة لارتفاع درجة حرارة المياه، مما يساهم في تكوين السحب والعواصف الشديدة".
ويضيف "الفرق الرئيسي بين الشاهقة المائية والأعاصير الاستوائية هو أن الشاهقة المائية، دوامة بحرية صغيرة الحجم نسبيا وتستمر لفترة قصيرة (من بضع دقائق إلى 10 دقائق)، وتكون الرياح أقل قوة من الأعاصير الاستوائية، ولكنها قد تسبب أضرارا إذا كانت قريبة من السواحل، أما الأعاصير الاستوائية، فهي دوامات بحرية كبيرة الحجم، تدوم لفترة أطول، ويمكن أن تؤدي إلى أضرار واسعة النطاق نتيجة الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة".
إعلان لا مجال للتوقعوكما أنه لا مجال لتحديد مكان وزمان وصول الأعاصير بدقة، فإن التحدي يكون أكبر مع الشاهقات المائية. ويقول رضوان "يمكن باستخدام نماذج الطقس العالمية وتكنولوجيا الأقمار الصناعية مراقبة الظروف الجوية التي قد تساهم في تشكيل الأعاصير، ويساعد ذلك على توقع حدوث إعصار استوائي قبل أيام أو أسابيع قليلة من وصوله إلى مرحلة تشكيله الكامل، ولكن تحديد مكان وزمان وصوله بدقة يظل تحديا".
ويضيف "الوضع يكون أصعب مع الشاهقات المائية، فعلى الرغم من أنه يمكن تحديد الظروف التي تسبق تشكيلها، فإن التنبؤ بها يصعب أكثر بسبب قصر فترة حياتها (من بضع دقائق إلى 10 دقائق)".
وعليه، فإن ظهور الشاهقات المائية أو ما يعرف بـ"التنين المائي" في السعودية، يعكس تزايد تأثيرات التغير المناخي على المنطقة، ومع ارتفاع حرارة مياه البحر نتيجة لموجات الحرارة البحرية، قد نشهد ظهور المزيد من هذه الظواهر، وهذا يفرض علينا ضرورة فهم هذه الظواهر وتحليلها بشكل دقيق لمواجهة تحديات التغير المناخي، ولحماية السواحل والنظم البيئية البحرية من تأثيراتها المتزايدة.