ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب كبار رجالات نظام الأسد؟
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
#سواليف
ما زال مصير أبرز #قادة #الأجهزة_الأمنية لنظام #بشار_الأسد غامضا، وسط تكهنات بمغادرتهم #سوريا، فيما راجت أخبار أخرى حول عودة بعضهم إلى بلداتهم ومسقط رأسهم.
وذكرت وكالة الأسوشيتد برس، نقلا عن مصادر أمنية لبنانية وقضائية، أن الآلاف من السوريين عبروا إلى لبنان، حيث وصل عددهم طبقاً للأرقام التي صرحت بها أجهزة الأمن اللبنانية، إلى 8 آلاف شخص، عبر معبر المصنع الحدودي.
وتشير الأرقام التي حصلت عليها الوكالة، إلى أن 5 آلاف مواطن سوري مروا عبر مطار بيروت الدولي، خلال الأيام القليلة التي تلت سقوط نظام الأسد.
مقالات ذات صلةوسبق أن نفى وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، دخول أي مسؤول سوري رفيع إلى أراضي بلاده، وتم تداول أخبار عن تلقي الضابط المسؤول عن معبر المصنع أمراً بالدخول في إجازة مفتوحة، بسبب الاشتباه بعلاقته الوثيقة بشقيق الأسد.
من جانبه، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن هناك مسؤولين سوريين رفيعي المستوى نجحوا بالفعل في دخول الأراضي اللبنانية، مستخدمين هويات مزورة.
وأضاف أن #ماهر_الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق، قد وصل فعلاً إلى روسيا.
ويواجه ماهر الأسد تهماً تتعلق بالأوامر التي أصدرها بصفته قائداً لفرقة الرابعة المدرعة، التي ذاع صيتها خلال الحرب السورية.
تشمل تلك التهم التعذيب والقتل خارج إطار القانون، والابتزاز، وتصنيع المخدرات والاتجار بها على نطاق واسع.
ومنذ سنوات، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على ماهر الأسد وعدد من كبار الضباط السوريين، بسبب تهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب، عقب الهجمات الكيميائية ضد المناطق المدنية عام 2013.
وتضم قائمة المطلوبين المستشار الأمني والعسكري للأسد، اللواء علي مملوك. وهو مطلوب في كل من لبنان وفرنسا. إذ يتهم مملوك بالوقوف وراء التفجيرات التي شهدتها مدينة طرابلس شمال لبنان.
كما يواجه مملوك تهما جنائية في فرنسا بسبب تورطه في إيقاف وتعذيب مواطن فرنسي من أصول سورية صحبة ابنه، قتل كلاهما بسبب التعذيب الذي تعرضا له.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقلا عن مصادر، قولها إن مملوك دخل إلى الأراضي اللبنانية، لكن لا يعرف بعد ما إذا كان ما زال يتمتع بحماية حزب الله، أم أنه غادر لبنان إلى وجهة أخرى.
ومن أبرز المسؤولين السابقين المطلوبين للعدالة، اللواء سهيل الحسن، الذي كان قائداً للفرقة 25 للقوات الخاصة في جيش نظام الأسد، والتي كانت تعرف بقوات النمر.
وبرز اللواء حسام لوقا، رئيس شعبة المخابرات السورية، بعدما عرف بقمعه الشديد لكل الحركات الاحتجاجية أو المعارضة السياسية طيلة مسيرته المهنية، التي تضمنت تعيينه في منصب رئيس فرع أمن الدولة في حلب، ثم رئيسا لفرع الأمن السياسي في حمص، عام 2004.
كما سلط الضوء على إدارة المخابرات الجوية، التي كان يقودها اللواء قحطان خليل، المسؤول عن الهجوم الدامي على منطقة داريا، الذي نتج عنه مقتل المئات من المدنيين، ما جعل المراقبين ينعتون خليل بأنه “جزار داريا”، الذي لا يعرف مكانه حتى الآن.
وما زال مصير القائد السابق للمخابرات الجوية، اللواء جميل الحسن، غامضا، حيث يواجه تهما جنائية في فرنسا في القضية ذاتها التي شملت المستشار الأمني والعسكري للأسد، اللواء علي مملوك.
وتوارى عن الأنظار أيضا وزير دفاع نظام الأسد، الفريق علي عباس، ومدير مكتب الرئيس السوري السابق، الفريق بسام الحسن، الذي خدعه بشار الأسد وغادر البلاد دون إعلامه، حسب الروايات التي تناقلتها وسائل الإعلام.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف قادة الأجهزة الأمنية بشار الأسد سوريا ماهر الأسد نظام الأسد
إقرأ أيضاً:
الذكرى الرابعة عشر للثورة.. سوريا بدون نظام الأسد
يصادف الخامس عشر من آذار/ مارس 2025 الذكرى السنوية الرابعة عشر لانطلاق الثورة السورية، والذي كان في نفس هذا اليوم من العام 2011. لكن في الوقت نفسه فإن هذا اليوم يصادف أيضا الذكرى الأولى للثورة السورية بدون بشار الأسد ونظامه.
نعم.. لقد سقط النظام وهرب الأسد، وانتصرت الثورة السورية بعد مخاض عانى فيه السوريون طيلة ما يقرب الأربعة عشر عاما من القتل والتدمير والتهجير والمجازر والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية؛ معاناة لا يمكن اختصارها بمجرد كلمات عابرة، إنما تحتاج آلاف الكتب وزيادة.
لن تكون سنوات الثورة السورية أو المِحنة السورية مجرد سنين عابرة في التاريخ السوري، والتاريخ الإنساني، فقد كتب السوريون بدمائهم أحداث واحدة من أعظم الثورات على مرّ التاريخ.
إن كلمة ثورة وإن كانت تستخدم في هذه الأوقات وفي أحيان كثير في غير موضعها، إلا أنها في سوريا أخذت المعنى الحقيقي لهذه الكلمة؛ "ثورة" بجميع تفاصيلها.
ملخص الثورة السورية في سطور
كانت التركة التي خلّفها هذا النظام المجرم كبيرة جدا، مع مئات الألوف من الشهداء والمختفين قسريا، وفاقدي الأطراف واليتامى، وأكثر من ستة عشر مليونا بين لاجئ في الخارج ونازح في الداخل، ومئات ألوف المنازل المهدّمة، ناهيك عن البنية التحتية المتهالكة والمدمّرة لدرجة كبيرة
مرت سوريا أو الثورة السورية، بالكثير من الإرهاصات منذ آذار/ مارس 2011، مع بداية التظاهرات السلمية في غالبية المدن السورية، ثم سقوط أول شهيد في درعا في 18 آذار/ مارس 2011، ثم تحولت لثورة مسلحة تهدف لحماية المدنيين وتحرير البلاد، من خلال تأسيس الجيش السوري الحر، وموجة الانشقاقات في صفوف قوات الجيش والشرطة والأمن السورية، مرورا بمنعطفات كبيرة، كظهور تنظيم الدولة، ومشروع روج آفا، إضافة إلى التدخل الروسي وما ارتكبه من مجازر وإجرام، ناهيك عن تدخل المليشيات الشيعية العراقية والأفغانية والباكستانية والإيرانية وحزب الله، واستعاد النظام السيطرة على غالبية المناطق التي كانت تحت سيطرة الثوار في العام 2013.
بعد ذلك دخلت الثورة السورية في مرحلة من الجمود، من خلال القرارات الأممية خاصة القرار 2254؛ شعر الكثير من السوريين خلالها أن الثورة قد انتهت، وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هو الطرف الذي يمثل الثورة من الناحية السياسية. فقد أدخل النظام وروسيا من يسمون "بالمعارضة" في دوامة المحادثات، في جنيف وأستانة وسوتشي، وأغرقوهم بالتفاصيل دون أن يقدّم النظام أي خطوة حقيقة نحو الحل.
في هذا الوقت العصيب من عمر الثورة، كانت هناك المناطق التي أطلق عليها السوريون "المناطق المحررة" أو "الشمال المحرر" في شمال غرب سوريا في إدلب، ومناطق العمليات العسكرية التركية في ريف حلب، والتي تجمع فيها المقاتلين من كافة المناطق السورية الرافضين لأي حل أو تصالح مع نظام الأسد.
لقد كان السوريون المؤيدون للثورة في هذه الأثناء منقسمين بين من يؤيد العملية السياسية مع النظام وهم قلة، ومن يؤيد الثورة المسلحة لإسقاط النظام وهم ثوار الداخل في "المناطق المحررة".
الحرب الروسية-الأوكرانية وطوفان الأقصى
لا يمكننا إنكار الفائدة التي استفادتها الثورة السورية من الظروف الدولية والإقليمية، خاصة تلك المرتبطة باللاعبين الدوليين والإقليميين المؤثرين على الساحة السورية.
لقد كان للحرب الروسية-الأوكرانية التي بدأت في شباط/ فبراير 2022، أثر كبير على الثورة السورية فيما بعد، حيث إن طول أمد الحرب بين الجانبين، والدعم الغربي المكثف للأوكرانيين، واشتداد المعارك أجبر الروس على سحب غالبية الضباط والجنود المتواجدين في سوريا، بالإضافة للآليات العسكرية، والطيران الحربي، في حين أبقت روسيا على جزء بسيط فقط في سوريا، حيث تحولت أولوية روسيا إلى الحفاظ على مكتسباتها على حدودها الغربية مع أوكرانيا.
وعندما بدأ الثورة معركة ردع العدوان، أدرك الروس أن أي إمكانية لدعم الأسد ستبوء بالفشل، ناهيك عن الحديث عن اتفاقات ومباحثات مع تركيا حول ضرورة رحيل الأسد.
أما الحدث الذي كان له بالغ الأثر على تطورات الأوضاع في سوريا وصولا إلى سقوط النظام؛ فهو عملية "طوفان الأقصى" التي قامت بها حماس والفصائل الفلسطينية في السابع مع تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وما تلاها من استهدافات "إسرائيلية" للضباط الإيرانيين في سوريا، وصولا إلى الحرب مع حزب الله والتي دَمّرت من خلالها "إسرائيل" قدرات حزب الله في وقت قياسي، بالإضافة إلى اغتيال قادته من الصف الأول والثاني والثالث.
كان لهذه الأحدث على الساحتين الإقليمية والدولية دور مهم في انتصار الثورة خلال أحد عشر يوما بين السابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر، والثامن من كانون الأول /ديسمبر؛ تاريخ سقوط الأسد وانتصار الثورة.
لقد كانت التركة التي خلّفها هذا النظام المجرم كبيرة جدا، مع مئات الألوف من الشهداء والمختفين قسريا، وفاقدي الأطراف واليتامى، وأكثر من ستة عشر مليونا بين لاجئ في الخارج ونازح في الداخل، ومئات ألوف المنازل المهدّمة، ناهيك عن البنية التحتية المتهالكة والمدمّرة لدرجة كبيرة.
ماذا بعد انتصار الثورة
في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، بدأت مرحلة جديدة في تاريخ سوريا والسوريين، سوريا بدون الأسد ونظامه.
لم يكن انتصار الثورة في سوريا من خلال معركة ردع العدوان مجرد حدث جاء ضمن سياقات وتطورات متلاحقة يمكن التنبؤ بها على مدى منظور، إنما كان مفاجئا صادما حتى لأكثر المتفائلين من الثوار والقادة على الأرض، حيث إن سرعة انهيار قوات النظام والمليشيات المرافقة لها في ريفي إدلب وحلب، وتحرير حلب في وقت قياسي، فتح الباب واسعا نحو التقدم باتجاه الجنوب، فكان أن تحررت حماة وحمص ثم كان طريق دمشق مفتوحا، من دون قتال أو معارك. لقد كان السوريون طيلة الأحد عشر يوما متسمرين أمام الشاشات لا يكادون ينامون إلا القليل.
نعم، انتصرت الثورة وسقط النظام، لكن ما زال الطريق طويلا نحو تحقيق أهداف الثورة، وبناء سوريا المستقبل، لا يزال أمام السوريين تحديات كثيرة، من أمنية واقتصادية، واجتماعية، وخدمية، وقانونية وغيرها. على السوريين الآن العمل على بناء دولة جديدة تكاد تكون من الصفر وفي كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة. لازال أمام السوريين الكثير، فالاقتصاد شبه مدمر، والبنية التحتية أيضا، بالإضافة إلى تحديات الطاقة والكهرباء، وبناء المشافي والمدارس، ومئات ألوف الأبنية المدمرة، وملايين اللاجئين في الخارج والنازحين في الداخل، وأوضاع المخيمات وغيرها ذلك الكثير.
يُجمع كل من زار سوريا بعد النصر على أمرين، الأول هو الواقع المعيشي الصعب الذي يعيشه جميع السوريين، في كافة شؤون حياتهم، وانهيار على مستوى الخدمات الأساسية التي تمسّ حياة المواطنين. أما الأمر الثاني هو السعادة التي رآها كل من زار سوريا بعيون السوريين، بالرغم من الظروف الصعبة جدا التي يعيشون فيها، إلا أن وجوههم مليئة بالسعادة والفرح والراحة النفسية من ضغوط النظام السابق
هناك الكثير من التحديات التي واجهتها -ولا تزال- الثورة السورية تكاد تكون وجودية. لقد كانت أحداث تمرد الساحل في السادس من آذار/ مارس اختبارا أمنيا حقيقيا للدولة الوليدة، واختبارا حقوقيا أيضا من ناحية التعامل مع هكذا أحداث. كما أن الاتفاق الذي عدّه كثير من السوريين "بالتاريخي" بين الدولة وقوات سوريا الديمقراطية، أعطاهم الأمل بوحدة التراب السوري، دون إراقة الدماء، وكذلك محاولات الحوار مع الأقلية الدرزية في السويداء. لكن الحذر يبقى ضروريا في هذه الملفات طالما أنها لم تنته بشكل تام. ولا ننسى التوغل "الإسرائيلي" في الجنوب، واستمرار الانتهاكات "الإسرائيلية" من قصف واستهداف داخل سوريا.
منذ سقوط النظام شهدت سوريا مجموعة من الأحداث على طريق بناء الدولة إن صحّ التعبير، فكان "مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية" في التاسع والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2025، وتعيين أحمد الشرع رئيسا للبلاد.، ثم الدعوة إلى مؤتمر للحوار الوطني في الخامس والعشرين من شباط/ فبراير 2025، إلى توقيع الرئيس الشرع على وثيقة الإعلان الدستوري في الثالث عشر آذار/ مارس 2025.
لسنا هنا في معرض الحديث عن الخطوات التي تمت بعد انتصار الثورة من تحليل أو نقض أو موافقة أو رفض، إنما نقدم سردية بسيطة للأحداث التي مرت بها سوريا منذ انطلاق الثورة.
في الختام، يُجمع كل من زار سوريا بعد النصر على أمرين، الأول هو الواقع المعيشي الصعب الذي يعيشه جميع السوريين، في كافة شؤون حياتهم، وانهيار على مستوى الخدمات الأساسية التي تمسّ حياة المواطنين. أما الأمر الثاني هو السعادة التي رآها كل من زار سوريا بعيون السوريين، بالرغم من الظروف الصعبة جدا التي يعيشون فيها، إلا أن وجوههم مليئة بالسعادة والفرح والراحة النفسية من ضغوط النظام السابق، فلم يعد هناك خوف من اعتقال أو قتل أو قصف. تلك هي المفارقة العجيبة والمقاربة بين الأوضاع الصعبة جدا والسعادة بسقوط النظام.
على أمل أن تكون سوريا المستقبل أجمل، سوريا دولة القانون والحرية والعدالة والكرامة، سوريا دولة المواطنة، سوريا العدالة الاجتماعية، سوريا الاقتصاد القوي، على أمل أن تأخذ سوريا مكانتها على الساحة العربية والدولية.
دمتم ودامت سوريا بخير.