محاكمة مساعدة الفنانة هالة صدقي بعد قليل
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
تنظر محكمة جنح العمرانية اليوم الأح ، أولى جلسات محاكمة مساعدة الفنانة هالة صدقي، لاتهامها بالابتزاز والتشهير.
كانت نيابة حوادث جنوب الجيزة قررت إحالة الجنحة 13623 لسنة 2024 إلى محكمة جنح العمرانية، باتهامات التهديد والابتزاز والتشهير والسب والقذف، وذلك بعدما أنهت النيابة التحقيقات واستمعت لأقوال الضابط مجري التحريات التي أثبتت ارتكاب المتهمة للواقعة.
كما استجوبت النيابة المتهمة حول ما نسب إليها من اتهامات، وقررت إخلاء سبيلها بكفالة 3 آلاف جنيه على ذمة القضية.
و استمعت إلى أقوال الفنانة هالة صدقى فى البلاغ المقدم منها تتهم فيه مساعدتها التى عملت لديها منذ أقل من عشر سنوات بالابتزاز والتهديد، بعدما قامت المشكو فى حقها بالتشهير بالفنانة وسبها وقذفها بسبب مبلغ نقدى تدعيه.
وقالت الفنانة هالة صدقى أمام المستشار محمد حسين رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة، أنه فى تاريخ 1 مارس 2024 تم الاتفاق بينها "كطرف ثاني" وبين شركة أم فور ميديا الإمارتية "كطرف أول"، لتصوير حلقة من برنامج شكراً مليون، حيث يقومون بتقديم مبلغ بقيمة 150 ألف ريال سعودي لشخص ما "ضيف مشارك" لم يكن يتوقع ذلك، "مثيل متفق عليه" كعربون شكر لشخص أثر في حياته بشكل أو بآخر، على شرط أن يقوم هذا الضيف المشارك بإعطاء مبلغ 50 ألف ريال سعودي من قيمة المبلغ إلى شخص آخر، "اتفاق مسبق أيضا بينهم" وأن الضيف هو من يختار الشخص الأول والشخص التانى.
وأشارت الفنانة، إلى أنها في البداية رغبت في التبرع والتنازل عن ذلك المبلغ لمستشفى مجدي يعقوب للقلب، وبالفعل تواصلت مع المعدة لتسهيل كيفية التبرع للمستشفى، إلا أن الأخيرة أبلغتها بصعوبة تنفيذ رغبتها، لأن البرنامج من شروطه أن من يستحق المبلغ النقدي هم أشخاص فقط، وأشارت الفنانة إلى أنها اضطرت للاستعانة بمساعدتها لتمثيل البرنامج أمام الكاميرات فقط "وهي تعلم ذلك تمام"، وأن المبلغ المدفوع أمام الكاميرات "إكسسوار" وليس حقيقي كما هو معروف لجميع العاملين بذلك المجال، أما المبلغ الحقيقي سيحول علي حساب أملكه في بنك بدبي، على أن أقوم لاحقاً بسحبه والذهاب للتبرع لمستشفي مجدي يعقوب كما أرغب وكما يعلم الجميع بما فيهم "المشكو في حقها" ، وبالرغم من ذلك دفعت مبلغ مالي كبير كهدية للمساعدة المشكو فى حقها ، وللمساعدة القديمة المدعوة محروسة.
وأضافت "صدقى" خلال التحقيقات، أن المشكو في حقها بعد البرنامج ظلت تضغط عليها أنها تريد مبلغ التبرع بالكامل لأن أهلها وجيرانها شاهدوا البرنامج ويتهموها أنها لديها أموال كثيرة كما شاهدوا بالبرنامج، وبالفعل دفعت لها مبلغ 820 ألف جنيه مصري بما يعادل 100 ألف ريال سعودي وقت التصوير، وبدأت أخطاءها واسلوبها في العمل والتعامل يتغير معى ومع الجميع وانتهت علاقه العمل بيننا علي ذلك.
واستكملت الفنانة: "عقب ذلك بعدة أشهر طلبت الرجوع للعمل عن طريق وساطة البعض ولكنى رفضت عودتها مرة أخرى.. ثم تحولت الوساطه إلي تهديد وابتزاز عن طريق اتصالها ببعض المقربين منى وتهديدها لهم بأنه فى حالة عدم إعادتها للعمل معى مرة أخرى ستقوم بالتشهير بى وقالتلى إن الناس بتحب تسمع فضايح الفنانين والحاجات دي وهتبقي ترند .. لأنها علمت اننى أقوم بدورفى "مسلسل اش اش" .
وأضافت أن المساعدة حسنية ( المشكو في حقها ) تتقاضى أجر ليس بالهين، وانقطع بانقطاع العمل بينى وبينها، ثم تحول إلي تنفيذ ما هددت به وقامت بالتشهير بى بالفعل على مواقع التواصل الاجتماعى.
وأشارت صدقى، إلى أنه بالرغم أن المبلغ النقدي المحول من البرنامج وصل البنك في نهاية يونيو 2024 ولم استلمه حتي الآن، إلا إننى حرصت أن أعطيها ما ظهر أمام عدسات البرنامج كاملاً لرغبتها فى الحصول على مبلغ التبرع لمستشفي القلب لنفسها وتردد يوميا ذلك، لافتة إلى أن المشكو في حقها نفذت تهديدها وأبدعت في تشويه سمعتها وسبتها على خلاف الحقيقة عبر قنوات ومنصات السوشيال ميديا، والتي يشاهدها ملايين الأشخاص داخل مصر وخارجها، وادعت كذباً أننى قمت بالنصب عليها و عدم تسليمها المبلغ النقدي موضوع البلاغ .
مشاركة
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: هالة صدقي الفنانة هالة صدقى مساعدة هالة صدقى أخبار الحوادث الفنانة هالة إلى أن
إقرأ أيضاً:
حكاية حي شجاع
لم تُكتب معركة القطمون بعد "حدثت قبل النكبة بأشهر قليلة" كما يجب أن تُكتب. تفاصيل كثيرة في هذه المعركة الشريفة الشجاعة التي خاض غمارها المناضل الشهيد إبراهيم أبو دية، ابن قرية بيت صوريف – الخليل، وأحد قادة منظمة الجهاد المقدس التي أسسها المناضل الكبير الشهيد عبد القادر الحسيني. يقع حي القطمون غربي القدس، ويعود تاريخ بنائه إلى منتصف العقد الأخير من القرن التاسع عشر. في ذلك الوقت بدأت العائلات المقدسية -وبالأخصّ الميسورة منها- الخروج للسكن خارج البلدة القديمة، فنشأت عدة أحياء خارج السور مثل الطالبية والبقعة والمصرارة والقطمون. وقد كان في حي القطمون عشية النكبة نحو مئتي بيت تعود في معظمها لعائلات فلسطينية مقدسية، وتمتد على مساحة 157 دونمًا.
يخبرنا الباحث في تاريخ القدس أنور بن باديس -الذي يعد حاليًا كتابًا عن تاريخ القطمون- أن "السيطرة على القطمون في معارك 48 كانت تعني بالنسبة للمناضلين العرب السيطرة على غربي القدس"، لكونه الحي الأعلى ارتفاعًا من بين الأحياء العربية الواقعة غربي القدس، إذ يقع على تلة تحمي وراءها مختلف الأحياء العربية، مما يعني أن التمكن منه يفتح الطريق على بقية مناطق غربي القدس، فضلًا عن أن القطمون يفصل مستعمرات جنوب القدس -مثل رمات راحيل وميكور حاييم- عن بقية الأحياء اليهودية.
تكتب هالة السكاكيني، ابنة المربي والمفكر المقدسي خليل السكاكيني، المهجّرة مع عائلتها من القدس عام 48، عن طفولتها وشبابها في القدس في الثلاثينيات والأربعينيات، وتسرد بأدق التفاصيل (غير الكافية طبعًا) حكاية العائلة المقدسية المثقفة العلمانية المتفتحة، المكوّنة من الأب خليل والأم سلطانة والأخ سري والأخت دمية والعمة ميليا، وقصص الجيران والأهل والمدارس والأحياء والأدباء والمفكرين والشوارع والمقاهي والمسارح والمدارس وبطولات المقاتلين. وفي سرد ساخن ومتوتر يقطع الأنفاس، نقرأ عن معركة القطمون البطولية التي صمد فيها البطل إبراهيم أبو دية، وهو يقاتل مع رفاقه القليلين حتى الرصاصة الأخيرة في آخر هجمات العصابات الصهيونية على آخر حي من أحياء القدس.
"نحن الآن العائلة الوحيدة الباقية في القطمون، فالإخوان سروجي أخرجا أسرتيهما قبل أيام، وكان السيد داوود طليل وأسرته والسيد إلياس منصور وعائلته قد غادروا إلى سوريا قبل أسبوع. وفي المساء أرسلنا في طلب أبي عطا وإبراهيم أبو دية، وأمضينا معهما واحدة أخرى من تلك السهرات اللطيفة التي كنا نقيمها مؤخرًا في البيت، وقد استمرت حتى الحادية عشرة تقريبًا، ناقشنا فيها إمكان حدوث هجوم آخر على القطمون. كان رأي أبو دية أن مثل هذا الهجوم سيحدث في وقت قريب، لكنه قال إنه مستعد لذلك".
مهم جدًا وصف معركة القطمون كما قدمته مذكرات ويوميات هالة السكاكيني. كانت هالة شاهدة عيان وشاهدة قلب على المعركة، وتحدثت واستضافت أبطالها في بيتها، وناقشتهم في الخطط العسكرية وقدمت الاقتراحات، بل وشاركت في دورة إسعاف لإنقاذ جرحى المعارك، وشجّعت المقاتلين وقدمت لهم الشراب والطعام، وفتحت بيتها لهم ليستريحوا ويخططوا بهدوء لصد الغزاة. لكن للأسف، معلومات هالة لا تكفي، فنحن نحتاج إلى شهود آخرين من زوايا مختلفة. كيف لم يتم مثلًا توثيق ما قاله المقاتلون أنفسهم؟ لنقل التفاصيل كاملة والأسئلة التي تبحث عن إجابات، مثل: لماذا هُزم رجال أبو دية؟ كيف كانت تصلهم إمدادات المؤن والسلاح؟ ما هي أسماء المقاتلين؟ وما مصيرهم؟ وكم شهيدًا سقط هناك؟ ما هي العائلات التي صمدت؟ ما هي الطرق التي خرجت منها عائلات الحي؟ ما هي عوامل نجاح القوة الصهيونية في اقتحام الحي؟ من هم قادة القوة؟ كيف تعاملوا مع البيوت؟ كم شهيدًا سقط بعد الاقتحام؟ وكم أسيرًا ومن هم؟ كيف تم اقتحام البيوت من قبل الصهاينة؟ ماذا نُهب وماذا خُرّب؟
"أمس نُقل أبو دية إلى مستشفى بيت صفافا، لأن جروحه بدأت تنزف من جديد. عند السادسة جاء السيد سروجي وأبلغنا أن أبو دية هرب من المشفى، بالبيجاما والشبشب. هذا هو أبو دية، وقد أرسل له الخال نجيب كنزة صوف، وأرسل له أبي جوارب صوف أيضًا. وعند التاسعة جاء إلينا أبو دية، فأدخل وجوده البهجة في أمسيتنا. إنه شخصية لن أنساها ما دمت حية، عندما يتحدث يسحرك، يستخدم جملًا قصيرة، كلماته قوية، ملاحظاته مبتكرة، ويشعرك أنه قادر على تخطي العقبات".
وثّقت هالة بعض أخبار معركة القدس الأخيرة، وبالمشاعر أيضًا. طيلة حديثها عن أبو دية، شعرتُ بوقوعها في حبّه. إلهي، من يقدر على عدم حب هذا البطل الذي نسيه التاريخ وأحيته هالة في مذكراتها كأجمل وأوفى ما يكون الإحياء.
أبحث عن تفاصيل المعركة الشهيرة فلا أجد سوى معلومات مكررة. مشكلة غياب الأرشيف وعدم احترام الذاكرة وعدم فهم أهمية توثيق الأحداث للأسف الشديد، تفوّق عدونا فيه علينا بمسافات. متى سنعرف أن أرشفة الأحداث وتوثيقها هو شكل من أشكال مقاومة العجز والخراب والتعلم من الأخطاء؟ متى؟