من معاشيق إلى المهرة.. تبادل رسائل غير ودية بين السعودية والانتقالي
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
يمانيون../
شهدت الساحة الجنوبية تطورات عديدة خلال الأيام الماضية، لعل أهمها حصار قوات محسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي لمعين عبدالملك، رئيس حكومة المرتزقة، في قصر معاشيق بعد ساعات من وصوله إلى عدن قادما من السعودية.
وبعيدا عن كل ما قيل عن الأسباب التي دفعت الانتقالي لحصار معين في قصر معاشيق، إلا أن هناك سببا رئيسا يتعلق بجوهر الأزمة بين الرياض وبين مجلس عيدروس الزبيدي المدعوم من الإمارات.
وقبل الحديث عن ذلك، من المهم الإشارة إلى أن السعودية سعت أخيرا إلى إعادة كل مسئولي حكومة المرتزقة إلى عدن، وطمأنت هؤلاء حول الوضع في المدينة، وأن لا قلق من الانتقالي وموقفه من وجود مسئولي الحكومة في المدينة.
كانت وفدا سعوديا قد التقى قبل ذلك بقيادات الانتقالي، وأخبرها أن مجلس القيادة الذي شكلته الرياض، وفريق حكومة المرتزقة، سيعودون إلى عدن، وأن تكرار عرقلة عمل المجلس والحكومة غير مقبول وقد يدفع المملكة إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة.
غير أن الانتقالي الذي تجاوب مع مطالب السعودية عاد وحاصر معين في قصر معاشيق مطلع الأسبوع الجاري. أراد الانتقالي، من خلال هذه الخطوة، أن يوصل رسالة لفريقي الحكومة ومجلس العليمي أنه المتحكم بكل شيء في عدن وأخواتها، وأنهم مجرد ضيوف، كما كان يصفهم في السابق.
كما أراد الانتقالي أن يوصل رسالة إلى الجانب السعودي مفادها أن موافقته على عودة حكومة عدن والمجلس الرئاسي لا يعني بحال تقديم تنازل يخص مشروعه الساعي لفصل جنوب اليمن عن شماله.
والأهم من ذلك، أن الانتقالي أراد أن يثبت لأنصاره أن حكومة المرتزقة ومجلس العليمي تحت حمايته وسيطرته وليسا مفروضين عليه من قبل السعودية
غير أن تصرف الانتقالي أزعج السعودية على ما يبدو، وكما يمكن أن يُفهم أيضا من تغريدات الناشطين السعوديين الذين لوحوا، في بعض تدويناتهم، بطرد يمنيين ينتمون إلى المحافظات الجنوبية من المملكة ومن دول الخليجي.
وفي هذا السياق، كتب الباحث السعودي علي العريشي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: أتمنى أن لا تؤثر السلوكيات الغوغائية المشينة التي تمارسها الميليشيات المناطقية المسيطرة على عدن على الجالية اليمنية في الخليج التي تحمل نفس الألقاب وتنتمي لنفس المديريات في المحافظات اليمنية المحررة.
ويضيف العريشي: ما حدث مع دولة رئيس مجلس الوزراء ” معين عبدالملك ” في قصر معاشيق ب عدن يؤكد أن لا أحد في مأمن في ظل سيطرة الميليشيات على عدن، كبيراً كان أو صغيراً ، مسؤولاً أو مواطنا.
وفي أول رد فعل على هذا التصرف، وجهت السعودية رشاد العليمي بزيارة محافظة المهرة التي حاول الانتقالي مرارا التمدد إليها عسكريا، وقوبلت محاولته برفض سعودي صارم.
في السياق، يقول القيادي الإعلامية في الانتقالي، صلاح السقلدي، إن زيارة العليمي للمهرة رسالة ابتزاز سعودية، ردا على ما حصل في قصر معاشيق قبل ثلاثة أيام.
وكتب السقلدي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: زيارة العليمي الى محافظة المهرة بهذا الوقت هي رسالة سعودية صريحة موجهة للمجلس الانتقالي الجنوبي، على خلفية تحركاته الاخيرة شرقا وما حققه من مكاسب على صعيد لم الشمل الجنوبي وعلى خلفية الاحداث الاخيرة في منتجع” معاشق” عدن.
وأوضح السقلدي: يحدث هذا إنفاذا لأسلوب سياسة الضغوطات والابتزازات.
ورسميا، أعلن المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا تحفظه على زيارة مرتقبة لرشاد العليمي إلى محافظة المهرة وشبوة شرقي وجنوبي اليمن .
وقال القيادي في الانتقالي بحضرموت عبدالله مبارك الغيثي في تدوينة على تويتر: زيارات العليمي لحضرموت و المهرة لا تعزز صمود المحافظتين في وجه هجمات صنعاء على حضرموت و المهرة، كما أن الزيارة لا تعزز التصدي للإرهاب في المحافظتين، لكن زيارة العليمي تعزز التمرد على المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت و المهرة و غدا شبوة.
وتابع: زيارات العليمي لحضرموت و المهرة و غدا ربما شبوة لا علاقة لها باستعادة صنعاء و أهداف مرحلة ما بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي أو حتى بأهداف التحالف العربي المعلنة في اليمن. زيارات العليمي حرب خفية على المجلس الانتقالي الجنوبي. على حد وصفه.
وعلى ما يبدو، فإن عودة معين والعليمي وفريق عملهما إلى عدن، قد تصعد من حدة التوتر بين الانتقالي والسعودية خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى أن هذه العودة لن تختلف عن سابقاتها، إن لم تكن أكثر سوءً.
عرب جورنال – عبدالرزاق الجمل
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الانتقالی الجنوبی المجلس الانتقالی حکومة المرتزقة فی قصر معاشیق إلى عدن
إقرأ أيضاً:
نقابة الشرطة الألمانية: قصور في تبادل المعلومات بين السلطات
انتقد رئيس نقابة الشرطة الألمانية "جي دي بي" يوخن كوبلكه، القصور في تبادل المعلومات بين السلطات.
وقال كوبلكه، في تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد "نحن لا نتحدث مع بعضنا البعض في السلطات بما يكفي. تبادل البيانات ليس آليًا"
وأضاف كوبلكه عن اعتقاده بأن خطأ القوانين الأمنية في توزيع الأولويات، لعب دورا في هذا موضحًا أن "حماية البيانات تمنع تدفق المزيد من المعلومات، وهذا يمثل مشكلة جوهرية في البنية الأمنية الفيدرالية الألمانية"
وأضاف رئيس نقابة الشرطة الألمانية أنه بعد فترة الحداد، يجب إجراء نقاش مكثف حول الإجراءات الفورية التي يجب اتخاذها.
وتساءل عن سبب عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة قبل وقوع الهجوم، على الرغم من أن العديد من السلطات كانت تراقب الجاني مسبقًا.
وأكد أنه ينبغي بأسرع ما يمكن التفكير بشكل جذري في كيفية التعامل مع الأدلة الواردة من الخارج مستقبلًا.
وقال: "يجب أن يتم ذلك عن طريق تحسين توحيد المعايير والأتمتة". وأوضح أن الشرطة تنتظر منذ فترة طويلة القدرة الوقت الذي تتمكن فيه من الوصول بشكل أسرع إلى المعلومات المتوفرة في مناطق أخرى من ألمانيا.