موقع النيلين:
2025-03-18@03:18:44 GMT

الحرب النفسية .. والأساليب غير المعروفة

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

قال نابليون بونابرت: إن حرب العقول أقوى من حروب الأسلحة؛ إذ أن هناك قوتين فقط في العالم: العقل والسيف، وفي المدى “الطويل” العقل دائما ما ينتصر على السيف.

ومع حرب الإبادة المستمرة في غزة وبشاعة التدمير الذي حدث قبل الانسحاب من لبنان، تتزايد “شراسة” الحرب النفسية على البلدين بصورة غير مسبوقة، في محاولة لكسب ما عجز الاحتلال عن تحقيقه بالقوة العسكرية.

.

الحرب صراع بين دول يتسم بالعنف لفرض ما يريده كل طرف بالقوة، ولا تقتصر على استخدام الأسلحة، وتتسع لتشمل الحرب النفسية؛ حيث بذل “أقصى” الجهد للنيل من القوة المعنوية للعدو وضربها في مقتل؛ لأنها من أسباب الانتصار.. وكذلك إضعاف ثقة شعب العدو به بنشر دعاية مضللة لها “تبالغ” في قوة العدو وتضخم من إنجازاته في الحرب، وتقلل في الوقت نفسه من إنجازات الطرف الآخر وتوحي بهزيمته أو الاقتراب منها، وتثير الرعب في نفوس الشعب “بالتركيز” على المذابح التي يرتكبها العدو؛ لإخافتهم وتعمد “إخفاء” هزائمه وخسائره، ليبدو وكأن الطرف الآخر هو “وحده” الذي يخسر..

وهو ما يفعله الاحتلال ويحقق هدفين في الوقت نفسه رفع معنويات شعبه “وإيهامه” بأنه يقترب من النصر ويحطم ثقة شعب العدو في جيشه، فيعلو صوت السخط وينفض من حوله ولا يدعمه فينهزم من “الداخل”.

فنرى تعمد تصوير هدم البيوت في غزة، ثم في لبنان، وتصوير نزوح السكان في البلدين؛ في مشاهد مؤلمة تترافق مع تصريحات “كاذبة” بالإجهاز على المقاومة في غزة وفي حزب الله، وتناسي أنهم يقولون ذلك منذ عام وشهرين، وما زالت الصواريخ تنطلق بغزارة من لبنان، وما زالت الكمائن تنتظرهم في غزة؛ حيث يخرج لهم المقاومون من وسط الأنقاض، ويقتلون جنود الصهاينة من مسافة صفر، في بسالة وشجاعة ليس لها سابقة في التاريخ المعاصر..

تهدف الحرب النفسية إلى “تمزيق” وحدة الشعب بإثارة النعرات الطائفية، كما يحاول الاحتلال فعله في لبنان، فيصور الحرب “وكأن” حزب الله هو المسئول عنها، بينما احتل لبنان عام 1982 قبل ميلاد الحزب، ويحاول جعل حماس “المسئولة” عن الحرب، بينما احتل فلسطين منذ 80 عامًا قبل نشوء حماس وفصائل المقاومة بعشرات الأعوام.

أفشلت غزة ولبنان هذا المخطط، ولا ينفي ذلك ظهور بعض الأصوات التي تردد كلام الصهاينة؛ فلا يوجد مجتمع في الكون يخلو من بعض ضعاف النفوس أو ممن يضعفون “أنفسهم” أثناء الحروب “ولا” يتكاتفون، المقاومون هم من يدافعون عنهم وعن كرامتهم “وحقهم” المشروع في العيش بحرية، وحرمان العدو من “سرقة” ثرواتهم وأراضيهم.

يثبت الواقع “كذب” وفشل الحرب النفسية، إذ كتبت صحيفة “هآرتس”: حزب الله لا يزال ينجح في تعطيل الحياة تمامًا في الشمال، وفرض روتين الإنذار في الوسط، ومن الواضح أنه يريد حرب استنزاف.

بينما قالت صحيفة يديعوت أحرونوت”: “وحدة الجبابرة” الإسرائيلية تشكو من عدم حماية جنودها!! وقال رئيس أركان جيش الاحتلال “هرتسي هاليفي” أثناء زيارته لقاعدة جولاني التي استهدفها حزب الله: نحن في حالة حرب، والهجوم على قاعدة تدريب في العمق صعب والنتائج “مؤلمة”.

ولا شك أنه لا يقصد بالنتائج الخسائر في القاعدة وفي الجنود فقط؛ فهي تمتد للخسائر النفسية التي تصيب الجنود بالخوف في أماكن تدريبهم على قتال العدو، فإذا بالعدو يصل إليهم وهم يتدربون لقتاله.

وقالت “سي إن إن” على الرغم من الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل، فإن الجيش الإسرائيلي لا يزال يواجه مقاومة شرسة من حزب الله، وأحد الجنود الإسرائيليين قال إن الحرب على الحدود مع لبنان مختلفة تمامًا عما شهده في غزة.

من أهم “أدوات” الحرب النفسية للصهاينة الاستخدام المفرط “والوحشي” للقنابل والمبالغة في التدمير والتمادي في “الترويع” لأهل غزة؛ حيث يخبرونهم بضرورة النزوح وإخلاء منازلهم على الفور وإلا سيهدمونها فوق رؤوسهم، ثم “يباغتونهم” غدرًا كعادتهم أثناء النزوح ويقذفونهم لتحقيق أكبر ما يمكن من الترويع.

هذا بالإضافة بالطبع إلى هدم البيوت بلا إنذار على رؤوس الناس، وغالبًا وهم نيام لمضاعفة الفزع “أملًا” في دفعهم للهجرة، وأيضًا لتخويف الناس في الضفة من هذا المصير.

وهو ما فعلوه في جنوب لبنان “لعقاب” المقاومة اللبنانية على “دعمها” لغزة منذ 8 أكتوبر 2023.

من أبواب الحرب النفسية “إضعاف” عزيمة العدو وإشعاره بعدم جدوى الحرب والمبالغة في تصوير قوة المعتدي مقابل قوة المدافع؛ والثابت أن كل مقاومة في التاريخ كانت قوتها العسكرية “أقل” من قوة المعتدي؛ لذا نجح أولًا في العدوان، لكن المقاومة التي “واصلت” الكفاح انتصرت مع قلة قوتها العسكرية، “وعوضت” ذلك بقوة العزيمة والثبات وعدم السماح بالتراجع وهزيمة النفس.

رأينا اعتقال مئات في غزة وتجريدهم من ملابسهم وتصويرهم “لإذلالهم” ونشر الشعور بالهزيمة وفشلوا، فرأينا في الصور التي بثها الاحتلال “معتلقين” يرفعون أيديهم بعلامة النصر، ويثبتون أن الشموخ والعزة لا أحد يستطيع انتزاعهما من الروح “إلا” إذا استسلم الإنسان.

في فيديو رائع بعنوان أصحاب الأرض ظهر شابان لبنانيان وهما يحملان “أريكة” ويضعانها أمام بيتهما الذي دمره الصهاينة وأصبح حطامًا.. يجلس الشابان على أريكة بعد أن يضعا أمامهما طاولة صغيرة، ويحضران “إبريقًا” من الشاي وبضعة أكواب ويتناولان الشاي بهدوء “لافت” واستمتاع واضح جدًا، وبعدها يتوافد عليهم بعض الشباب الذين يتناولون الشاي وسط الركام بنفس الهدوء والاستمتاع وينصرفون، ليرفع الشابان أياديهم بعلامة الانتصار!! وتكتب على الشاشة “أصحاب الأرض”.

نجلاء محفوظ – بوابة الأهرام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الحرب النفسیة حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

بمشاركة الجاليتين اليمنية والفلسطينية.. مسيرة حاشدة في هامبورغ الألمانية إسنادًا لغزة

 

 

الثورة نت/..

شهدت مدينة هامبورغ الألمانية السبت، مسيرة حاشدة تحت شعار” غزة ليست للعرض والبيع” إسنادا ونصرة لغزة ولمنع تهجير الفلسطينيين بمشاركة أبناء الجاليتين اليمنية والفلسطينية في ألمانيا ومعهم حقوقيون ألمان.

وألقيت في المظاهرة كلمات دعت جميعها إلى الالتفاف العالمي لأجل غزة وفلسطين ووقف الحرب لإنقاذ ملايين البشر وحمايتهم من حرب الإبادة العدوانية الإسرائيلية بدعم أمريكي.

ودعت الحقوقية الألمانية، فيرا زاندِل، حكومة بلادها إلى وقف صادرات الأسلحة المتدفقة إلى “كيان إسرائيل” ووقف كل أنواع الدعم المقدم لها؛ لأن ذلك يفاقم الوضع ومعاناة أبناء غزة الذين أصبحوا يلتحفون التراب أمام مشاهدة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الذين فقدوا شرعيتهم عند احتلال فلسطين.

وأشارت إلى ما يعانيه الفلسطينيون من تقتيل وتشريد حتى اليوم؛ فالجرائم الوحشية و المحارق البشرية الجماعية لا تحدث إلا في فلسطين، وغزة أصبحت مقابر للأطفال والنساء والأبرياء.

وفي كلمة أبناء الجالية اليمنية في ألمانيا، توقف عضو الجالية، عايش السندي، أمام بشاعة السلوك الاجرامي والوحشي الذي ارتكبه العدوان الإسرائيلي، ولايزال بحق أبناء غزة وكافة أبناء الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى ما يعانيه الفلسطينيون من الكوارث والمآسي غير المسبوقة في تاريخ البشرية.

وبيّن كافة أنواع جرائم الحرب والابادة، مدللا بالأرقام التي تسبب بها العدو الإسرائيلي، وطبيعة الحياة المظلمة التي تعيشها غزة بسبب العدو الاسرائيل وبمساندة الدول الغربية.

وأشار إلى الانعدام تام للغذاء الأساسي وتدمير القطاع الصحي والتعليمي والخدمي بشكل تام ، مناشدًا كل الأحرار في العالم ومن لازال في قلبه انسانية لإغاثة أبناء غزة في ظل نفاق عالمي وأممي وتخاذل وشلل ضمير عربي وإسلامي..

ووجه المتظاهرون من خلال الهتافات التي هزت أرجاء مدينة هامبورغ الالمانية رسائل للنظام الألماني الأوروبي والعالم العربي والإسلامي.

وأكدوا في بيان “أن على شعوب العالم مسؤولية أخلاقية وانسانية لخلق رأي عالمي ضاغط لإيقاف الحرب وإدخال فرق الإغاثة الطبية والغذائية والمساعدات الإنسانية اللازمة لإنقاذ ملايين الغزاويين.

وحملوا المسؤولية للشركات التجارية الالمانية والأوربية الداعمة، ودعوا إلى وقف الدعم المالي الذي تقدمه للعدوان الإسرائيلي، الذي بدوره يفتك ويقتل بكل وحشية.

وعلقوا الآمال على الشعوب للخروج، ومن لم يستطع الخروج في مظاهرة فعليه أن يقول كلمة الحق ويقاطع المنتجات الداعمة للعدوان الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • عاجل| الاحتلال يستأنف الحرب على غزة
  • خرج القحاتة وفي إطار الحرب النفسية لصالح المليشيا بالدعوة إلي استسلام الجيش السوداني كما استسلمت اليابان
  • بمشاركة الجاليتين اليمنية والفلسطينية.. مسيرة حاشدة في هامبورغ الألمانية إسنادًا لغزة
  • أبناء الجاليتين اليمنية والفلسطينية في المانيا يشاركون في مسيرة حاشدة تضامناً مع غزة
  • أحمد هارون: الجروح النفسية التي يسببها الأهل تترك أثرًا عميقًا
  • ارتفاع أسعار المنتجات الأميركية بسبب الحرب التجارية التي أطلقها ترمب
  • المُنشد المصري محمود التهامي يصدح بالابتهالات والمديح في "الأوبرا السلطانية"
  • قاضٍ فيدرالي يوقف ترحيلات ترامب بموجب قانون العدو الأجنبي
  • حماس: المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش العدو في بيت لاهيا تصعيد خطير
  • كيكل: الوحدة التي حدثت بسبب هذه الحرب لن تندثر – فيديو