حجم ثروة بشار الأسد وماهر الأسد ورجال يعملون كواجهة لهم.. إليكم ما نعلمه
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—كشفت أحدث التقديرات عن ثروة الرئيس السوري المعزول، بشار الأسد وعدد من أفراد عائلته تتقدمهم زوجته أسماء وماهر الأسد ورامي مخلوف وغيرهم عن ثروات ضخمة وأعمال وعقارات خارج سوريا، نستعرض لكم أبرزها وفقا لما ورد بتقرير لوزارة الخارجية الأمريكية ونشر على موقعها الرسمي في العام المالي 2022.
ما هو معلوم لدى أغلب الناس عن ثروة بشار وأسماء الأسد:
التقديرات المستندة إلى معلومات مفتوحة المصدر عمومًا تشير إلى أن صافي ثروة عائلة الأسد يتراوح بين 1 إلى 2 مليار دولار، لكن هذا تقدير غير دقيق ولا تستطيع الوزارة تأكيده بشكل مستقل، إن صعوبة التقدير الدقيق لصافي ثروة الأسد وأفراد عائلته الممتدة ترجع إلى الأصول العائلية التي يُعتقد أنها منتشرة ومخفية في العديد من الحسابات والمحافظ العقارية والشركات والملاذات الضريبية الخارجية، ومن المحتمل أن تكون أي أصول موجودة خارج سوريا ولم يتم الاستيلاء عليها أو حظرها مملوكة بأسماء مستعارة أو من قبل أفراد آخرين، لإخفاء الملكية والتهرب من العقوبات.
ووفقًا لتقارير المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام، تدير عائلة الأسد نظام رعاية معقدًا بما في ذلك الشركات الوهمية وواجهات الشركات التي تعمل كأداة للنظام للوصول إلى الموارد المالية عبر هياكل الشركات التي تبدو شرعية والكيانات غير الربحية، وغسل الأموال المكتسبة، من الأنشطة الاقتصادية غير المشروعة بما في ذلك التهريب وتجارة الأسلحة، والاتجار بالمخدرات والحماية والابتزاز.
ثروة بشار الأسد وزوجته أسماء:
تقدر تقارير المنظمات غير الحكومية والمصادر الإعلامية أن بشار وأسماء الأسد يمارسان تأثيرًا كبيرًا على جزء كبير من ثروة سوريا.. تحافظ عائلة الأسد على علاقات رعاية وثيقة مع أكبر اللاعبين الاقتصاديين في سوريا، حيث تستخدم شركاتهم لغسل الأموال من الأنشطة غير المشروعة وتحويل الأموال إلى النظام، وتخترق هذه الشبكات كافة قطاعات الاقتصاد السوري.
قامت أسماء الأسد بتنمية شبكة تمارس نفوذاً متزايداً على الاقتصاد السوري. وهي تمارس تأثيراً كبيراً على اللجنة الاقتصادية التي تدير الأزمة الاقتصادية المستمرة في سوريا، ووفقاً لتقارير مفتوحة المصدر، تتخذ هذه اللجنة قرارات بشأن قضايا دعم الغذاء والوقود والتجارة والعملة، ووسعت أسماء نفوذها في القطاعات غير الربحية والاتصالات في السنوات الأخيرة. وبحسب ما ورد تواصل أسماء ممارسة نفوذها على الأمانة السورية للتنمية، التي أسستها عام 2001، وتوجه التمويل للمبادرات الخيرية والإنسانية في مناطق النظام في سوريا.
وفي عام 2019، ورد أيضًا أن أسماء سيطرت على جمعية البستان الخيرية من ابن عم بشار الأسد، رامي مخلوف، وفي عام 2021، ورد أنه تم تعيين مسؤولي القصر الرئاسي المقربين من أسماء في مجلس إدارة شركة سيريتل، أكبر شركة اتصالات سورية، والتي كان يمتلكها مخلوف حتى استولت عليها الحكومة في عام 2020. وفي عام 2019، أنشأت أسماء أيضًا شركة اتصالات إيما تل مع رجل الأعمال السوري خضر طاهر بن علي (خضر علي طاهر).
ويدير مهند الدباغ، ابن عم أسماء الأسد، وشقيقه فراس الأخرس، شركة تكامل، التي تدير برنامج البطاقة الذكية الإلكترونية المستخدمة لتوزيع المواد الغذائية المدعومة في سوريا، وفقاً لتقارير مفتوحة المصدر، وعائلات الأسد والأخرس راكموا ثرواتهم غير المشروعة على حساب الشعب السوري من خلال سيطرتهم على شبكة واسعة النطاق وغير مشروعة لها روابط في أوروبا والخليج وأماكن أخرى.
ثروة ماهر الأسد:
ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد، هو قائد الفرقة الرابعة المدرعة السورية، والتي يعمل من خلالها كرئيس لشبكة رعاية متورطة في أنشطة غير مشروعة، وتستفيد شبكة ماهر من الشركات في قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والهندسة والطاقة والسياحة، وتفيد التقارير على نطاق واسع أن الفرقة المدرعة الرابعة متورطة في عمليات تهريب المخدرات السورية، بما في ذلك تهريب الأمفيتامين كبتاغون بالإضافة إلى مواد أخرى غير مشروعة. وتزعم المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام أن الفرقة الرابعة مدرع تقوم أيضًا بجمع الرسوم من حركة المرور عبر نقاط التفتيش السورية الرسمية وغير الرسمية الخاضعة لسيطرتها، وتفرض رسوم الحماية والإتاوات على وسائل النقل التجارية.
يتمتع ماهر الأسد بعلاقة تجارية وثيقة مع محمد صابر حمشو، الذي يدير أعمالاً في قطاعات البناء والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات والهندسة والسياحة، وحمشو هو أحد كبار رجال الأعمال في سوريا وله مصالح في كل قطاعات الاقتصاد السوري تقريبًا، لقد عمل كواجهة لماهر الأسد وعدد من شركاته.
كما يمتلك ماهر الأسد استثمارات في قطاعات المقاولات والطاقة وتكنولوجيا المعلومات من خلال مجموعة تيلسا الاستثمارية، وتشمل العلاقات الوثيقة الأخرى عائلة قاطرجي، التي تدير شركاتها وميليشياتها آبار النفط في مناطق النظام، وسهلت في الماضي تجارة الوقود بين النظام وداعش، وخضر علي طاهر، الذي ينظم الحماية ويجمع الإتاوات من الأنشطة التجارية كوسيط محلي بارز. ومقاول الفرقة الرابعة مدرع.. كما تم اختيار طاهر لتوجيه تحصيل الرسوم على الحواجز والمعابر الداخلية بين مناطق النظام والمعارضة، وكذلك المعابر مع لبنان.
ثروة رفعت الأسد:
رفعت الأسد هو عم بشار الأسد، الذي غادر سوريا بعد محاولة فاشلة للاستيلاء على السلطة في عام 1984. واحتفظ بمحفظة أعمال كبيرة في سوريا حتى عام 1999، عندما تم طرده رسميًا من سوريا بعد اشتباكات عنيفة في اللاذقية بين أنصاره ومسلحي أخيه حافظ، وفي عام 2017، صادرت الحكومة الإسبانية أصول رفعت الإسبانية بعد أن ورد اسمه في تحقيق أوروبي في غسيل الأموال، وفي حزيران/ يونيو 2020، حكمت محكمة فرنسية على رفعت بالسجن أربع سنوات بتهمة غسيل الأموال المنظم والاحتيال الضريبي المشدد واختلاس أموال سورية، وصادرت ممتلكاته وحساباته في باريس ولندن، وقبل الاستيلاء، كان إجمالي محفظة رفعت العقارية يقدر بنحو 850 مليون دولار، وعاد رفعت إلى سوريا في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 لتجنب السجن.
ثروة رامي مخلوف:
رامي مخلوف هو ابن محمد مخلوف خال بشار الأسد، ويعتبر رامي مخلوف أحد أغنى وأقوى الرجال في سوريا، وكان يسيطر في وقت ما على حصة كبيرة من الاقتصاد السوري، وبحسب ما ورد تم وضعه تحت الإقامة الجبرية في اللاذقية، وبعد ذلك، ورد أن السلطات السورية وضعت العديد من مصالحه التجارية تحت حراسة الدولة، وتتراوح التقديرات مفتوحة المصدر لثروة مخلوف بين 5 و10 مليارات دولار.
وكان رامي في السابق مالك الأغلبية بشركة سيريتل موبايل تيليكوم، وفي عام 2016، بلغت قيمة أسهمه أكثر من 130 مليون دولار، وفي حزيران/ يونيو 2020، أوقفت سوق دمشق للأوراق المالية تداول أسهم سيريتل إلى أجل غير مسمى، وذكرت وسائل إعلام أنه في أوائل عام 2020، طالبت هيئة تنظيم الاتصالات السورية (STRA) شركة سيريتل بضرائب متأخرة بقيمة 180 مليون دولار، شككت "سيريتل" في ادعاءات "سترا"، وفي 4 يونيو/ حزيران 2020، وضعت الوكالة "حجزًا احتياطيًا" على أصول مخلوف "كضمان للسداد"، وفي يوليو 2021، ذكرت وسائل إعلام أنه تم عزل مخلوف من مجلس إدارة سيريتل.
وكان رامي مخلوف يمتلك حصة 50% في شركة الشام القابضة، أكبر شركة قابضة سورية، واتهمت الحكومة السورية مخلوف باختلاس أموال من خلال حسابات وهمية في الخارج. ورد مخلوف بالتأكيد على أن تحويل الأموال كان أداة للتهرب من العقوبات المفروضة على الشام القابضة، وبعد ذلك قامت محكمة سورية بتعيين حكيم ناصر محفوظ مشرفاً قضائياً على الشركة.
سبق وكان لدى مخلوف عقود حصرية لإدارة الأسواق الحرة في سوريا حتى عام 2020، عندما ألغى نظام الأسد العقود، متهماً إياه باستخدام الشركات لـ”تهريب البضائع والأموال”. وقام النظام بنقل العقود إلى شقيق رامي الأصغر إيهاب مخلوف. كما كان رامي مخلوف يدير منظمة البستان الخيرية الخيرية، التي زعمت أنها تدعم عائلات الموالين للنظام الذين قتلوا في الحرب، ولكن وفقا لتقارير مفتوحة المصدر كانت قناة لتمويل الميليشيات الخاصة. وسيطرت أسماء الأسد على جمعية البستان الخيرية في عام 2019، بحسب وسائل الإعلام.
ثروة بشرى الأسد:
بشرى الأسد هي الأخت الكبرى لبشار وماهر الأسد، وأرملة آصف شوكت، نائب رئيس أركان القوات المسلحة السورية والرئيس السابق للمخابرات العسكرية السورية، وبحسب ما ورد تعيش بشرى وأطفالها في دبي منذ عام 2012، بعد خلاف مع بشار حول طريقة تعامله مع الصراع، ليس لدينا معلومات موثوقة عن صافي ثروة بشرى.
ثروة إيهاب مخلوف:
إيهاب مخلوف هو الأخ الأصغر لرامي مخلوف وابن خال بشار الأسد، بعد الخلافات بين رامي مخلوف وبشار الأسد، تنامى دور إيهاب في إدارة أصول عائلة مخلوف عندما منحته الحكومة السورية حقوق احتكار الأسواق المعفاة من الرسوم الجمركية، تنحى إيهاب عن منصبه كنائب لرئيس مجلس إدارة شركة سيريتل في مايو 2020، معلناً دعمه لبشار الأسد وملقياً باللوم على شقيقه رامي في مشاكل الشركة، لدى إيهاب استثمارات في قطاع الخدمات المالية والمصرفية ويدير أكثر من 200 مكتب صرف عملات في دمشق.
ثروة ذو الهمة شاليش ورياض شاليش:
ذو الهمة شاليش (المعروف أيضًا باسم زهير شاليش) ورياض شاليش هم من أبناء عمومة بشار الأسد، وشغل ذو الهمة شاليش منصب قائد الحرس الرئاسي لنظام الأسد من عام 1994 حتى عام 2019 عندما وضعت السلطات السورية ذو الهمة شاليش قيد الإقامة الجبرية بشبهة الاختلاس، وكان رياض مديرًا لفترة طويلة لمؤسسة الإسكان العسكري، وهي شركة أشغال عامة تديرها الحكومة، وتقدر وسائل الإعلام القيمة الصافية لعائلة شاليش بأكثر من مليار دولار، ناجمة عن مصالحهم التجارية وأنشطة التهريب وغسل الأموال غير المشروعة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أثرياء أسماء الأسد الأثرياء الحكومة السورية الخارجية الأمريكية المعارضة السورية النظام السوري بشار الأسد بشرى الأسد جرائم فساد رجال أعمال شركات شركات الاتصالات ماهر الأسد الاقتصاد السوری وسائل الإعلام مفتوحة المصدر غیر المشروعة أسماء الأسد رامی مخلوف بشار الأسد ماهر الأسد فی سوریا وفی عام ما ورد عام 2019 فی عام
إقرأ أيضاً:
بماذا تحلم إسرائيل في سوريا ما بعد الأسد؟
أنقرة (زمان التركية) – تشن إسرائيل حملة كبيرة لزعزعة الاستقرار والدمار في سوريا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، مما يضع السلطة الجديدة في سوريا بمأزق كبير.
وانتهكت إسرائيل القانون الدولي بشكل صارخ وتجاهلت سيادة سوريا بقصفها البلاد بشكل متهور واستيلائها بشكل غير قانوني على المزيد من الأراضي السورية.
فور الإطاحة بنظام الأسد، شنت القوات الجوية والبحرية الإسرائيلية مئات الهجمات مما أدى إلى القضاء على بقية جيش النظام السابق. ولم تكتفي تل أبيب بالسيطرة على مرتفعات الجولان المحتلة فحسب، بل سرعان ما سيطرت القوات البرية الإسرائيلية على المزيد من الأراضي في جنوب غرب سوريا وإنشاء “منطقة عازلة” بها.
وتزعم إسرائيل أن كل هذه الخطوات ضرورية من أجل أمنها القومي، حيث طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بنزع سلاح جنوب سوريا محذرا من أن القوات المرتبطة بالحكومة السورية الجديدة يجب أن تبقى خارج هذه المنطقة من سوريا، في حين تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بإبقاء قوات الاحتلال لبلاده في سوريا لفترة غير محددة من الزمن.
وفي نهاية فبراير/ شباط الماضي، أعلن كاتس أن إسرائيل “لن تسمح لجنوب سوريا بأن يصبح جنوب لبنان”.
يرى العديد من المراقبين أن موقف إسرائيل بعد تغيير النظام في سوريا هو محاولة لمنع الاستقرار وإعادة الإعمار والتنمية في البلد الذي مزقته الحرب وليس مخاوف أمنية مشروعة.
وذكر يوسف جان، المحلل في برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون، خلال العريضة التي تقدم بها لموقع The New Arab أن الأمر بمثابة نزعة توسعية أكبر من كونه دفاعي ومن الصعب زعم غير ذلك.
ما تريده إسرائيل في نهاية المطاف ألا تصبح سوريا دولة قوية نهائيا بصرف النظر عمن يتولى إدراتها.
وفي ضوء التطورات الإقليمية مثل الضعف الشديد لحزب الله في لبنان العام الماضي وسقوط الأسد في سوريا، تحاول إسرائيل خلق حقائق جديدة على الأرض في منطقة الشام. وفي هذا النظام الذي تفرضه إسرائيل، لن تكون أي دولة أو جهة فاعلة غير حكومية في وضع يمكنها من تحدي الهيمنة العسكرية لإسرائيل أو إجبار تل أبيب على دفع ثمن موقفها من الإبادة الجماعية في غزة أو توسعها في مبادرتها الاستعمارية في الضفة الغربية أو عدوانها الذي لا يمكن تصوره في لبنان.
وذكرت كارولين روز، مديرة معهد نيو لاينز، أن إسرائيل تفضل جارا ضعيفا وغير مستقر لن يهدد بهجوم مضاد أو هجوم مضاد عبر الحدود.
وأفاد كرم شعار، مدير الاستشارية المحدودة وكبير الباحثين غير المقيمين في معهد نيو لاينز، أن ما تحاول إسرائيل تحقيقه هو في الأساس إرسال إشارات واضحة إلى حكومة دمشق مفادها “نحن أعداء ونريد أن تستمر هذه العلاقة على هذا النحو” قائلا: “أعتقد أن هذا في الواقع يخدم مصالح إسرائيل، فما الذي يمكن أن يكون أفضل من وجود دولة ضعيفة ومجزأة لدرجة أنها يمكن أن تقول الكثير من الأشياء السلبية لك، لكنها لا يمكن أن تؤذيك بشكل فعلي؟ ليس لديهم القدرة على إيذائك. هذا عدو مثالي، وجميع السياسيين بحاجة إلى عدو. بالتأكيد عدو ضعيف، وهذا يساعد الإسرائيليين في الحصول على الدعم من الولايات المتحدة. هذا يساعدهم في الحصول على الدعم من الاتحاد الأوروبي من خلال تصوير أنفسهم كضحايا “.
التصدي لتركيا في سوريااحتمال وجود تحالف عسكري بين تركيا وسوريا ما بعد الأسد يهدد رؤية إسرائيل لسوريا وبالتالي بقية بلاد الشام، فاللاعبون/المخططون الإسرائيليون يشعرون بالقلق من أن تلعب أنقرة دورا في حماية سوريا من عدوان تل أبيب وربما ردع إسرائيل عن الهجمات المستقبلية.
في هذا الإطار، فإن أحد الأهداف الرئيسية وراء قصف إسرائيل والاستيلاء الأراضي في سوريا هو منع تركيا من خلق بصمة عسكرية في البلد الذي مزقته الحرب.
وفي الوقت الذي يتهم فيه المسؤولون الإسرائيليون أنقرة بالرغبة في “حماية” سوريا، فإنهم يعربون عن قلقهم الشديد بشأن عواقب نفوذ تركيا المتزايد في سوريا. ويمكن اعتبار تنفيذ إسرائيل هجمات دمرت البنية التحتية العسكرية في سوريا في الأسابيع الأخيرة على أنها طريقة تل أبيب لمنع تركيا من إقامة موقع عسكري في سوريا.
قاعدة التيفور الجوية، التي تتمتع بموقع استراتيجي في غرب تدمر في وسط سوريا ويستخدمها النظام المخلوع منذ سنوات عديدة، تربط دمشق وحمص ببعضهما البعض. لذا فإن إسرائيل مصممة على تدمير جزء كبير من هذه القاعدة عبر الضربات الجوية الأخيرة. واستهدفت تل أبيب في عمليات عسكرية أخرى البنية التحتية الدفاعية في أماكن أخرى من سوريا، بما في ذلك في دمشق وحماة.
تدمير إسرائيل لهذه البنية التحتية العسكرية يعمل على تقويض قدرة أنقرة على إرسال مسيرات ومعدات لوجستية ثقيلة وأنظمة دفاع جوي إلى هذه المناطق من سوريا.
وردا على هذه الضربات الجوية، انتقد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إسرائيل لتأجيجها عدم الاستقرار في المنطقة “عن طريق التسبب في الفوضى وتغذية الإرهاب”. وذهب فيدان إلى حد وصف إسرائيل بأنها أكبر تهديد للأمن في الشرق الأوسط.
وفي تعليق منها على الأمر، أوضحت روز أن إسرائيل حاولت جعل تركيا تُعيد التفكير في إنشاء منشآت عسكرية دائمة أو شبه دائمة في سوريا وتعميق العلاقات الدفاعية مع الحكومة المؤقتة قائلة:”نفذت إسرائيل هجمات على قاعدة تيفور بعد أنباء عن تركيب تركيا لأنظمة دفاع جوي بالقاعدة. وزعم نتنياهو أن الوقت محدود لشن الهجوم لتجنب استهداف الوجود التركي”.
وعلى الرغم من هذا، أكد فيدان أن تركيا لا تريد مواجهة الإسرائيليين وأن الحكومة المؤقتة بقيادة أحمد شرع في سوريا يمكنها وضع سياساتها الخاصة ضد إسرائيل.
وفي خطوة مثيرة، استضافت أذربيجان، التي تجمعها علاقات وطيدة مع كل من تركيا وإسرائيل، مباحثات تهدف لخفض التصعيد بين أنقرة وتل أبيب في سوريا. وذكر مكتب نتنياهو في بيانه أن الطرفين طرحا مصالحهما في المنطقة واتفقا على مواصلة مسار الحوار للحفاظ على الاستقرار الأمني. وأعلن الوفد الإسرائيلي في أذربيجان أن خط تل أبيب الأحمر سيكون قاعدة تركية في منطقة تدمر. وصرح مسؤول إسرائيلي أن “مسؤولية حكومة دمشق منع مثل هذه الأنشطة التركية وأن أي نشاط يعرض إسرائيل للخطر سيهدد إدارة الشرع”.
حقيقة أن الولايات المتحدة مثل أذربيجان هي حليف وثيق لكل من تركيا وإسرائيل يدل على أن واشنطن لديها مصلحة في تهدئة التوترات بين أنقرة وتل أبيب في سوريا.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد تطرق قبل يومين من اجتماع الوفدين التركي والإسرائيلي في أذربيجان إلى دور تركيا في سوريا ما بعد الأسد خلال لقائه مع نتنياهو في المكتب البيضاوي. وأشاد ترامب بعلاقته الرائعة مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي وصفه بأنه “زعيم قوي و ذكي حقق شيئا لم يستطع أي شخص آخر تحقيقه.
وكانت تلك إشارة، على الأقل في نظر ترامب، إلى تركيا التي نسقت عملية الإطاحة بنظام الأسد في أواخر العام الماضي.
وطالب ترامب نتنياهو بحل أي مشكلات عالقة مع تركيا قائلا: “كما تعلمون، لدي علاقة جيدة جدا مع تركيا وقادتها وأعتقد أنه يمكننا حلها. آمل ألا تكون هذه مشكلة. ولا أعتقد أنها ستكون مشكلة”.
على الرغم من أن البيت الأبيض في تحالف وثيق للغاية مع إسرائيل في الحرب على قطاع غزة، فإن قضية دور تركيا في سوريا ما بعد الأسد يمكن أن تكون مصدر توتر بين ترامب ونتنياهو. فعلى عكس وجهة نظر إسرائيل لأنقرة في سوريا باعتبارها تهديدا خطيرا لمصالح إسرائيل، يبدو أن ترامب يتخذ موقفا إيجابيا بشأن دور تركيا في سوريا.
على الأقل في الوقت الحالي، لا يبدو أن مثل هذه التوترات حول سوريا في العلاقات التركية الإسرائيلية على وشك الحل على الرغم من جهود واشنطن وباكو للحد من الاحتكاك بين أنقرة وتل أبيب، فعد فترة وجيزة من اجتماع الوفدين في أذربيجان، صرح أردوغان في خطابه في منتدى أنطاليا الدبلوماسي بأن “تركيا لن تسمح بانجرار سوريا إلى دوامة جديدة من عدم الاستقرار” واتهم إسرائيل بمحاولة تقويض “الثورة” التي أطاحت بالأسد.
ومستقبلا، من المرجح أن تكلف الديناميكيات النابعة من صراع تركيا وإسرائيل على النفوذ في سوريا ستُكلّف الكثير من أجل تشكيل عملية الانتقال الهشة في البلد الذي مزقته الحرب وموقعه في النظام الجيوسياسي في المنطقة.
يؤكد مهران كفراما، الأستاذ الحكومي في جامعة جورج تاون في قطر، أن تحول سوريا لدولة ضعيفة ومنهارة بعد عام 2011 جعلها ساحة حرب لدول كإيران وروسيا وقطر والمملكة العربية السعودية وأن سوريا تحولت لمنطقة تنافس بين تركيا وإسرائيل في ظل الظروف الجديدة بالوقت الراهن قائلا: “لا يريد أي من الطرفين صراعا مفتوحا في هذه العملية ولا يريدان مواجهة الولايات المتحدة. وتهدف الهجمات الإسرائيلية في سوريا إلى زيادة التكلفة اللوجستية لنشر القوات التركية في البلاد وضمان أن تصبح المرافق غير صالحة للاستخدام لأي أغراض عسكرية في المستقبل “.
إضعاف إيران في سوريا وإشراك الدروز
لا تزال سياسة إسرائيل الخارجية تجاه سوريا تركز إلى حد كبير على إيران على الرغم من أن سقوط الأسد لم يقضِ كليا على نفوذ إيران في سوريا، فضمان ألا تكون سوريا مرة أخرى قناة سلاح لحزب الله أو دولة توفر أي عمق استراتيجي للجماعة اللبنانية المدعومة من طهران هو أولوية قصوى لصانعي السياسة الإسرائيليين.
ويرى جان أنه على الرغم من أن الحكومة السنية الجديدة في دمشق ليست من المعجبين بطهران فإن إسرائيل لا تترك الأمر للصدفة. لذا تستهدف إسرائيل الكيانات التي تشتبه بارتباطها بإيران وبقايا حزب الله.
وترى تل أبيب أنه لا يمكن السماح لسوريا بأن تصبح ممرا للأسلحة أو نقطة ارتكاز استراتيجية لإيران. وتصر تل أبيب على بناء منطقة عازلة في سوريا يمكنها حماية إسرائيل من أي جماعة تعتبرها معادية سواء كانت جماعات مرتبطة بإيران أو قوات مدعومة من تركيا مرتبطة بالحكومة السورية الجديدة.
وأوضح جان أن تواصل إسرائيل مع الدروز في سوريا هو جزء من مساعيها لإقامة منطقة عازلة قائلا: “إسرائيل تريد أكثر من مجرد النجاح التكتيكي على المدى الطويل، فهى تسعى إلى تحويل سوريا ما بعد الحرب إلى دولة تعترف بالخطوط الحمراء الأمنية لها وحتى هيمنتها في الجولان. حاليا ، تراهن من خلال الاستيلاء على الأراضي على إمكانية التفاوض لاحقا بالتخلي عن بعض الأجزاء من المنطقة العازلة بل والاعتراف بها مقابل الضمانات”.
يبدو أن إسرائيل تحرز بعض التقدم في سوريا في الوقت الحالي، غير أن هناك بعض المخاطر التي تتعرض لها تل أبيب، حيث يحذر بعض الخبراء من أن مثل هذا النهج من المرجح أن يأتي بنتائج عكسية مشيرين إلى أن إسرائيل تحاول تعزيز العلاقات مع الأقلية الدرزية السورية من خلال الاستيلاء على المزيد من الأراضي في سوريا وقصف أجزاء من البلاد.
ويرى جان أن سعى اسرائيل لتشكل سوريا ما بعد الأسد يبدو ناجحا بالوقت الراهن حيث تسيطر إسرائيل على جنوب سوريا وتم طرد إيران وتتصرف تركيا بحذر ولا يمكن لدمشق أن تتراجع، غير أن هناك مشكلة وهى أن الاحتفاظ بهذه المنطقة على المدى الطويل محفوف بالمخاطر.
وأشار جان إلى انزعاج بعض الجماعات الدرزية من سيطرة إسرائيل على المنطقة واندلاع بعض المواجهات بالفعل قائلا: “الاستراتيجية التي تؤمن الحدود اليوم يمكن أن تأتي بنتائج عكسية إذا كانت تنفر الحلفاء المحليين أو توحد السوريين. وقد يزداد الضغط الدولي أيضا. لا يزال لروسيا قوات في سوريا وقد لا تتسامح مع وجود إسرائيلي دائم”.
بغض النظر عن كيفية تطور هذه الديناميكيات، من الواضح أن إسرائيل تعتقد أنها تعزز مصالحها الإقليمية من خلال تعميق الانقسامات العرقية والدينية في سوريا للحد من احتمال قيام دولة سورية قوية وموحدة تنبثق من سقوط الأسد. وإذا امتلكت الجماعات الدرزية في السويداء منطقة حكم ذاتي، فقد يشكل هذا التطور سابقة من شأنها أن تدفع مجتمعات الأقليات الأخرى إلى زيادة مطالبها بالحكم الذاتي.
هذا النهج تجاه سوريا، الذي ترغب تل أبيب من خلاله تفكيك الدولة العربية، له جذور عميقة في تاريخ إسرائيل، حيث يعود تاريخ عقيدة “تحالف الأقليات” بالسياسة الخارجية الإسرائيلية، التي تتعامل بهاا تل أبيب مع مجتمعات الأقليات في الدول العربية مثل لبنان والعراق والسودان، إلى عقود.
التطبيع السوري مع إسرائيللدى واشنطن رغبة في رؤية التطبيع بين إسرائيل وسوريا. وقد أعرب مبعوث ترامب الخاص لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن هذا الأمر.
وإذا انضمت الحكومة السورية الجديدة إلى اتفاقات أبراهام، فسيتعين فهم ذلك في سياق نقاط ضعف البلاد ورغبة دمشق في اكتساب الشرعية في نظر الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى، إذ يبدو أن رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية هو الأولوية القصوى للشرع والمقربين منها. وهذا يتطلب تحسين صورة الحكومة السورية، التي تهيمن عليها هيئة تحرير الشام، في واشنطن والعواصم الأوروبية.
لذلك ليس من المستبعد أن يجبر الضغط الغربي والإسرائيلي دمشق على قبول شكل من أشكال التطبيع مع تل أبيب.
ويوضح كفراما أن الإدارة السورية الجديدة أظهرت ترددا واضحا أو افتقار للقدرة فيما يتعلق بالاعتداءات الاسرائيلية أو سرقة المعدات العسكرية السورية وما يعكس اهتمام دمشق في الوقت الراهن على الأقل بتعزيز قوتها السياسية أكثر من الدفاع عن المصالح الوطنية للبلاد قائلا: “إذا كان هذا هو الحال بالفعل، فيمكننا أن نرى أن تطبيع في العلاقات بين سوريا وإسرائيل بحوافز اقتصادية ودبلوماسية كافية من واشنطن “.
إذا وافقت دمشق على التطبيع مع إسرائيل، فستكون هناك تكاليف عالية تدفعها حكومة الشرع. ويؤكد شعار أنه حتى وإن أبدت اسرائيل استعدادا لإبرام اتفاق سلام مع دمشق، فإن الشرع سيكون “مترددا جدا” في قبوله نظرا لمعرفته برد الفعل على مثل هذا الاتفاق للسلام.
وأضاف شعار أنه لا يعتقد أن تقترح إسرائيل هذا إن لم تسترد سوريا جميع الأراضي المحتلة نظرا لأن هذا الأمر سيضع الشرع في مأزق.
هذا وأفاد جان أن استمرار احتلال إسرائيل للأراضي السورية “أزال محادثات السلام السورية الإسرائيلية من على الطاولة” حتى وإن أعلن الشرع انفتاحه بشكل عامعلى التطبيع مع تل أبيب مشيرا إلى أن عدوان إسرائيل بعد الأسد على سوريا “قضى على أي فرصة للتطبيع مع دمشق على الأقل في المدى القصير”.
وشدد جان أن هضبة الجولان لا تزال تشكل عقبة أساسية قائلا: “وكما ذكر الشرع في فبراير، فإن هذه القضية حساسة من الناحية السياسية لدرجة لا يمكن حتى طرحها في ظل مواصلة إسرائيل لاحتلال أراضي سورية. ولم تحتفظ إسرائيل بالجولان فحسب، بل توسّعت إلى ما أبعد من ذلك “.
وأكد جان أن كل صاروخ يسقط على الأراضي السورية يزيد من غضب الشعب ويجعل التطبيع انتحارا سياسيا لدمشق وأنه لا يمكن لأي زعيم سوري، وخاصة زعيم يحاول تعزيز شرعيته بعد الحرب، أن يتحدث عن السلام في ظل الطائرات الإسرائيلية لبلاده وهو ما يجعل التطبيع غير ممكن على المدى القريب.
Tags: أحمد الشرعاتفاقيات أبراهامالتطبيع بين سوريا واسرائيلالتطورات في سورياالدروزالغارات الاسرائيلية على سوريا