ماذا لو غادر جميع السوريين لبنان؟
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
كتبت نوال برو في "نداء الوطن": لا شك أنّ عودة النازحين السوريين إلى وطنهم لن تخدم لبنان فحسب، بل ستخدم مصالح المجتمع الدولي أوّلاً والعالم العربي ثانياً، وبلدهم ثالثاً، ومع ذلك ما زالت بوادر حلّ هذا الملف بعيدة المدى.
وأتت الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" في تشرين الثاني الماضي وبعيداً عن أنها أغرقت لبنان في بحر جديد من المصائب، خدمت لبنان بأمر واحد، وهو رحيل حوالى 420,000 نازح سوري إلى وطنهم.
وبحسب الدولية للمعلومات، فإن العدد المتبقي هو 1,500,000 نازح سوري.
في مقلب آخر، ومع تزايد الآمال في استعادة الاستقرار في سوريا، هل فكّرتم يوماً ماذا سيحدث في حال غادر السوريون جميعاً؟
الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين شرح في حديث لـ "نداء الوطن" ما سيحصل في حال تحققت هذه الفرضية.
ووفقاً لشمس الدين، إن قطاع الزراعة هو أكبر المتضررين في حال رحيل السوريين، فلبنان يحتاج إلى ما بين الـ 300 والـ 400 ألف عامل سوري، قد ينقص أو يزداد هذا العدد بحسب المواسم الزراعية.
ومع تدمير وتضرر حوالى الـ 200 ألف وحدة سكنية بسبب الحرب الأخيرة، لن يستطيع لبنان أن يستغني عن اليد العاملة السورية إذ نحتاج لحوالى 400 أو 500 ألف سوري لتغطية جميع الورش.
مع الإشارة إلى أن هذا العدد لم يكن لبنان في السابق بحاجة إليه بسبب الركود الذي عاشه سوق العقارات في السنوات الأخيرة.
كذلك يحتاج لبنان إلى العمالة السورية في مجالات الكهرباء، السباكة، ميكانيك السيارات وغيرها. إذاً، وللمفاجأة كارثة كبيرة ستحل على الاقتصاد اللبناني في حال أصبح لدينا نقص باليد العاملة السورية.
في المقابل، بإمكان لبنان أن يستغني عن العاملين بقطاعات النقل، الفنادق، المطاعم، المتاجر، السوبرماركت، صالونات الحلاقة.. وغيرها من المهن.
وسيساهم رحيل العمال السوريين في تحسن الأوضاع الاقتصادية للبنانيين، حيث سترتفع الأجور في قطاعات الخدمات، وستتراجع البطالة بين الشباب اللبناني، خاصة وأن هذه القطاعات كانت تستحوذ عليها العمالة السورية بأجور زهيدة.
وبناء عليه، ليس من المنطقي أن يتخلى لبنان عن العمالة السورية بأسرها، إلا أنه من المفترض أن يتم تنظيم هذه العمالة عبر منع النازحين السوريين من إشغال وظائف معينة تضاف إلى لائحة الوظائف الممنوعة على الأجانب في لبنان.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی حال
إقرأ أيضاً:
وزير لبناني: دخول نحو 65 ألف لاجىء سوري لبلاده وعودة 20 ألف نازح لبناني بعد رحيل الأسد
أعلن وزير الشؤون الاجتماعية بحكومة تصريف الأعمال اللبنانية هيكتور حجار، أن أرقاما أولية تشير إلى دخول نحو 85 ألف نازح من سوريا البلاد، بينهم 20 ألف لبناني، مشددا على أن الوضع صعب.
وأضاف حجار في تصريح لـ "LBC" خلال جولة له في بلدة القصر بمدينة الهرمل مع ممثلين عن الـUNHCR واليونيسيف، أن عدد السوريين لوحدهم بحدود 65 ألف شخص، قائلا إنهم دخلوا لبنان عبر طرق ومعابر غير شرعية، وموجودون بـ 133 مركز أنشئتها البلديات والحسينيات.
وأشار حجار، إلى أن واقع مراكز الإيواء لا يشجع على البقاء، وأن تدخل الجمعيات بدائي وأن الأمر يتطلب متابعة وضعهم الإنساني أولا، داعيا المنظمات وعلى رأسها الـUNHCR إلى المبادرة في تأمين الطعام ومياه الشرب والحد الأدنى من النظافة".
وأوضح أن الوضع في المراكز "أكثر من مأساوي".
ورأى أنه "يجب المباشرة بعودة النازحين السوريين القدامى إلى بلدهم خلال 3 أشهر والمؤسسات الدولية موجودة في سوريا وقادرة على مساعدتهم".
ودعا وزير الشؤون الاجتماعية بحكومة تصريف الأعمال اللبنانية، الأمن العام إلى البدء بمسح للنازحين الجدد الذي دخلوا إلى لبنان.
وفي وقت سابق من اليوم، أصدر الأمن العام اللبناني، تعميما جديدا على شركات الطيران في مطار رفيق الحريري الدولي (مطار بيروت)، يفرض قيودا جديدة على السوريين الراغبين بدخول لبنان.
وفرض التعميم الجديد، منع دخول السوريين بهدف زيارة عمل أو الدراسة أو مراجعة مع إحدى السفارات الأجنبية، كما منع التعميم رجال الدين وموظفي الدولة، وأعضاء النقابات المهنية المختلفة، من دخول البلاد.