الخشوع في الصلاة هو جوهر العبادة وروحها، فهو الحالة التي يجتمع فيها القلب والجوارح على التذلل والخضوع لله- سبحانه وتعالى-، ومع ذلك، يواجه كثير من المصلين تحديات في تحقيق الخشوع، مما يثير تساؤلات حول أثر عدم الخشوع على صحة الصلاة.

هل الخشوع شرط لصحة الصلاة؟

أوضح الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، أن حديث النفس أو شرود الفكر أثناء الصلاة؛ لا يبطلها، ولكنه يعد مكروهًا.

وأكد أن الصلاة التي تفتقد الخشوع لا تعاد، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "أنه نهى عن إعادة الصلاة في يوم مرتين" (رواه النسائي).

الشيخ مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، أضاف خلال بث مباشر عبر صفحة دار الإفتاء، أن الخشوع التام في الصلاة ليس شرطًا واجبًا على المصلين، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ هو الوحيد الذي كان يخشع في صلاته بنسبة 100%؛ لأن الشيطان والنفس لا يتسلطان عليه.

ودعا المصلين إلى الاجتهاد؛ للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الخشوع.

كيف تحقق الخشوع في الصلاة؟

الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، قدم نصائح عملية للمصلين للوصول إلى الخشوع، مشددًا على أهمية الذكر خارج الصلاة.

 وقال: "لن نشعر بلذة الصلاة؛ إلا إذا أكثرنا من ذكر الله، فهذا يعين القلب على السكون والخشوع". 

واستشهد بقوله- تعالى-: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر"، مؤكدًا أن ذكر الله يحول الصلاة من مجرد عادة إلى عبادة يشعر معها المسلم بحلاوة الإيمان.

هل يجوز إخراج الصدقة من مال فيه شبهة حرام؟ أمين الفتوى يجيبأمين الفتوى: احترام حقوق الفكر واجب شرعي والاعتداء عليها سرقة

دعاء يساعد على الخشوع

أوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن هناك أدعية تسهم في تحقيق الخشوع، ومنها: "اللهم ارزقني خشوعًا في الصلاة، واجعل قلبي حاضرًا بين يديك في كل ركعة وسجدة".

وأشار إلى أهمية تصفية القلب من الرياء والأفكار الدنيوية والتركيز على تعظيم الله في كل أركان الصلاة، فالخشوع ليس غاية بعيدة المنال، لكنه يحتاج إلى اجتهاد مستمر وذكر دائم لله عز وجل. إذا شعرت بعدم الخشوع، فلا تيأس، بل عوّض ذلك بزيادة الذكر والدعاء، فالله غفور رحيم ويجازي العبد على نيته وسعيه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الخشوع في الصلاة المزيد فی الصلاة

إقرأ أيضاً:

أمين الفتوى: جمع الصلوات في حالات الضرورة جائز شرعًا بشرط النية والتزام الركعات

استقبل الشيخ أحمد عبدالعظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤالًا خلال برنامج "فتاوى الناس" الذي يُعرض عبر قناة الناس، حول حكم جمع الصلوات في نهاية اليوم بسبب ظروف العمل المرهقة التي تمنع المسلم من أداء الصلاة في أوقاتها.

وأوضح عبدالعظيم أن أداء الصلاة في وقتها هو الأفضل للمسلم، وهو أمر أساسي في الشريعة الإسلامية، ولكن في بعض الحالات الطارئة التي يستحيل فيها أداء الصلاة في وقتها بسبب انشغال الشخص في عمله أو بسبب ظروف خاصة به، فإن الشريعة الإسلامية أوجدت حلولًا لتسهيل ذلك على المسلم.

وأكد الشيخ عبدالعظيم أنه يجوز للمسلم جمع صلاتين في وقت واحد، مثل جمع الظهر مع العصر في وقت العصر، أو جمع المغرب مع العشاء في وقت العشاء. ولفت إلى أن المسلم يجب أن ينوي جمع الصلاة قبل القيام بها، وألا يقتصر ذلك على مجرد أداء الصلاة في وقت متأخر، بل يجب أن يتم أداء الصلاة كاملة بكل ركعاتها، دون تقصير.

وأشار إلى أن جمع الصلوات في حالات الضرورة بسبب ظروف العمل أو الانشغال يكون جائزًا شرعًا، لكن في نفس الوقت، شدد على أهمية السعي لأداء الصلاة في وقتها وعدم الاعتماد على الجمع كحل دائم. 

وأضاف أن المسلم يجب أن يسعى جاهدًا لتحقيق التوازن بين التزامه بالعمل وأداء الصلاة في أوقاتها، مع ضرورة استحضار النية الصافية عند جمع الصلوات لضمان صحة العبادة.

وأكد الشيخ عبدالعظيم أن الإسلام يراعي الظروف ويحث على التيسير على المسلمين، مشيرًا إلى أن جمع الصلوات يُعتبر خيارًا متاحًا في حالات معينة ولكن لا ينبغي أن يكون بديلاً عن أداء الصلاة في وقتها إذا كانت الظروف تسمح بذلك.

مقالات مشابهة

  • دار الإفتاء توضح حكم الإسراع في الصلاة قبل دخول وقت الأخرى
  • هل يجوز تأخير الصلاة بسبب الجوع .. اعرف رأي الشرع
  • أمين الفتوى: جمع الصلوات في حالات الضرورة جائز شرعًا بشرط النية والتزام الركعات
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء يكشف عن 5 أعمال تقرب العبد إلى الله في رمضان
  • هل يجوز جمع الصلوات بسبب ظروف العمل؟.. أمين الفتوى يجيب
  • أمين الفتوى بـ«الإفتاء» يوضح حكم جمع الصلوات بسبب العمل (فيديو)
  • أمين الفتوى بـ«الإفتاء»: قراءة يس والدعاء من الأعمال المستحبة في ليلة النصف من شعبان
  • مذيع بالتناصح: كلية الإفتاء مدرسة في إعداد العلماء الراسخين
  • نصيحة مهمة لأمين الفتوى بدار الإفتاء بشأن الفالانتين - فيديو
  • ما حكم الاحتفال بالفلانتين؟.. أمين الفتوى يجيب