بغداد عاصمة السياحة لعام 2025: إرث الحضارة وعهد المستقبل
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
بقلم : اللواء الدكتور سعد معن ..
أُعلن رسميًا اختيار بغداد عاصمة السياحة لعام 2025، وهو حدث يحمل في طياته أبعادًا رمزية تتجاوز كونه مجرد لقب. إنه اعتراف عالمي بقدرة بغداد على استعادة مجدها الحضاري ومكانتها بين عواصم العالم، ورسالة بأن هذه المدينة التي نهضت من رماد التحديات، ما زالت منارة للسلام والانفتاح، وحاضنة للأصالة والتجدد.
بغداد: نبض التاريخ وروح الإنسانية
بغداد ليست مدينة عادية؛ إنها أيقونة خالدة نقشها التاريخ في ذاكرة الإنسانية. إنها عاصمة الحضارة العباسية، حيث ازدهرت العلوم والفنون، واحتضنت بيت الحكمة، الذي أضاء عصور الظلام بنور المعرفة. شوارعها، التي خطا عليها الفارابي وابن الهيثم والمتنبي، لا تزال تنبض برائحة الكتب وعبق التاريخ. إن اختيار بغداد عاصمة للسياحة في عام 2025 هو بمثابة احتفاء عالمي بحضارة شكّلت وجدان العالم العربي والإسلامي، ومساهمة إنسانية تركت أثرها في صفحات التاريخ.
الأبعاد الإعلامية: بغداد… الصورة التي تستحقها
بغداد، اليوم، أمام فرصة ذهبية لتعيد صياغة صورتها في عيون العالم. ينبغي للإعلام العراقي أن ينهض بمسؤوليته التاريخية، فيقدم للعالم بغداد الحقيقية: بغداد الجمال، بغداد الثقافة، بغداد السلام. يتطلب ذلك إطلاق حملات إعلامية توظف التقنيات الحديثة لإنتاج أفلام وثائقية تسلّط الضوء على معالم العراق الأثرية، وشواهدها التي تحكي عن عظمة الماضي، إلى جانب رسم صورة حديثة لمدينة تضج بالحياة.
على الإعلام الرقمي والقنوات الفضائية والمنصات الإلكترونية أن تتكاتف في تقديم رسالة موحدة، تخاطب العالم بجمال اللغة وعمق التأثير. يجب أن تُبث من بغداد رسائل عن الحب والسلام والتسامح، تُروى بلغة التاريخ وتُسمع في كل أرجاء الأرض.
الأبعاد الأمنية: حين تكون السياحة رسالة سلام
إن اختيار بغداد عاصمة للسياحة ليس تكريمًا لحاضرها فحسب، بل هو شهادة عالمية على استقرارها وأمنها. على وزارة الداخلية أن تضع تسهيلات استثنائية لدخول السياح، مع ضمان توفير بيئة آمنة تنعكس على تجربة الزائر من لحظة وصوله إلى المطارات والمنافذ الحدودية وحتى مغادرته. يتطلب ذلك إعداد خطط أمنية شاملة تحمي السياح، وتُظهر الوجه المشرق للعراق بوصفه بلدًا يرحّب بكل من يطرق بابه بحفاوة وحب.
الأبعاد السياحية: الاستثمار في كنوز بغداد
بغداد، بماضيها العريق وحاضرها الواعد، تختزن كنوزًا ثقافية وأثرية لا تضاهى. إنها مدينة ألف ليلة وليلة، حيث تتجسد الأساطير على أرض الواقع. من شارع المتنبي الذي يزخر بروح الأدب والفكر، إلى شوارع الرشيد والمستنصرية التي تحكي عن أمجاد العباسيين، بغداد تملك من السحر ما يجعلها وجهة عالمية.
لتعظيم هذه الفرصة، يجب على الحكومة أن تستثمر في إعادة تأهيل المواقع الأثرية، وإنشاء مرافق سياحية حديثة تحاكي توقعات الزائرين، مع الحرص على الحفاظ على الهوية التاريخية للمكان.
الإعلام الرقمي: سلاح ذو حدين
يتوجب على المؤسسات المعنية مراقبة ما يُبث عن العراق من خلال المنصات الإلكترونية والقنوات الإعلامية، وضمان تصحيح المفاهيم المغلوطة، وتقديم رسائل مدروسة تعكس وجه العراق الحضاري. يجب أن تُصاغ خطة إعلامية متكاملة، تسعى لرفع مستوى التوعية العالمية حول إرث العراق وثقافته، وتستخدم أدوات الإعلام الرقمي بذكاء لتوسيع دائرة التأثير.
رسالة إلى المستقبل: بغداد تستحق المجد
بغداد ليست مجرد مدينة؛ إنها قلب العراق النابض، وذاكرته الحية، وروحه التي تأبى الانكسار. إنها بغداد التي قال عنها الجواهري:
“سلامٌ على هضبات العراق… وشطّيه والجرف والمنحنى”
سلامٌ على بغداد، حيث تنبض روح الحضارة في شوارعها وأزقتها، وحيث يحمل التاريخ مشاعله على أسوارها.
اليوم، بغداد عاصمة للسياحة؛ وغدًا، ستكون عنوانًا لمستقبل مليء بالأمل. هذه المدينة التي جمعت بين ضفتي دجلة شموخ التاريخ وعظمة الإنسان، تستحق أن تكون وجهة العالم، وأن تُروى عنها حكايات لا تنتهي.
“بغداد… عاصمة الحضارة وأميرة المستقبل.”
اللواء الدكتور سعد معن
د. سعد معنالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات بغداد عاصمة
إقرأ أيضاً:
عبد الله العلي: دوري كلايف ستايل في العالم الرقمي يتجاوز الإلهام إلى التغيير
في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم الرقمي، يبرز عبد الله العلي كأحد أبرز صانعي المحتوى في مجال "لايف ستايل"، حيث يجمع بين تقديم نمط حياة عصري ونقل رسالة ملهمة لجمهوره. في حوار صحفي، تحدث العلي عن دوره كصانع محتوى وتأثيره في ظل انتشار المنصات الرقمية.
قال العلي: "العالم الرقمي لم يعد مجرد مساحة للترفيه، بل أصبح منصة للتأثير وتغيير حياة الناس. كصانع محتوى في مجال اللايف ستايل، أرى أن دوري لا يقتصر على عرض أسلوب حياة جذاب، بل على تقديم محتوى يعزز قيم التوازن، والإيجابية، والتنمية الشخصية".
وأضاف العلي أنه يحرص على تقديم محتوى يعكس نمط حياة واقعي يمكن للجميع أن يستفيدوا منه، سواء كان ذلك من خلال النصائح الصحية، أو أساليب تنظيم الوقت، أو حتى اقتراحات للسفر والاستمتاع بالحياة بطريقة مستدامة.
وأكد: "المصداقية هي أساس النجاح. يجب أن يكون كل ما أقدمه مرتبطًا بتجربتي الشخصية وقريبًا من احتياجات الجمهور".
وأشار العلي إلى أن التحدي الأكبر في العالم الرقمي يكمن في الحفاظ على الأصالة وسط زخم المحتوى المتشابه والمصطنع. كما شدد على أهمية مواكبة التطورات التقنية لتقديم تجربة تفاعلية ومبتكرة، قائلًا: "التكنولوجيا تمنحنا أدوات هائلة، لكن يبقى العنصر البشري هو جوهر أي محتوى ناجح".
في ختام حديثه، دعا عبد الله العلي صانعي المحتوى إلى تحمل مسؤولية تأثيرهم على الجمهور، مؤكدًا أن تقديم محتوى يعزز قيم الحياة الإيجابية ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة في ظل التحديات التي تواجه المجتمعات الرقمية اليوم.
اقرأ أيضاًهنا لندن.. إذاعة بي بي سي عربي تتوقف اليوم وتتحول إلى العالم الرقمي
سويسرا تحتل المرتبة الثانية في العالم من حيث القدرة التنافسية الرقمية