رد أمين الفتوى على سيدة تسأل: أريد أن يحقق الله لي ما أتمنى.. فماذا أفعل؟
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
سلطت دار الإفتاء المصرية الضوء على أهمية الدعاء كوسيلة لتحقيق الأمنيات والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى من خلال إجابة قدمها الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، عبر الصفحة الرسمية للدار على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ردًا على سؤال طرحه أحد المتابعين، يقول فيه: "أريد أن يحقق الله لي ما أتمنى؛ فماذا أفعل؟".
الالتجاء إلى الله والإلحاح في الدعاء
أجاب الشيخ عبد السميع على السؤال مؤكدًا أن الطريق لتحقيق الأمنيات يبدأ بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بإخلاص وتضرع، مع الإلحاح فيه باستمرار.
وأوضح أن أوقات الدعاء لها أهمية خاصة، مشيرًا إلى فضل الدعاء في يوم الجمعة وآخر الليل، حيث يكون العبد أقرب ما يكون إلى الله في هذه اللحظات المباركة.
ونصح السائلة باستخدام دعاء شامل يجمع بين خيري الدنيا والآخرة مثل قوله تعالى: "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ".
الدعاء.. سر العبادة وجوهرها
في سياق متصل، أكد الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على أن الدعاء هو المظهر الأسمى للعبادة وجوهرها الحقيقي، مستشهدًا بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة".
وأوضح خلال مشاركته في برنامج «فتاوى الناس» المذاع عبر فضائية «الناس»، أن الدعاء ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو حالة وجدانية وروحية تجمع بين التضرع والخشوع واستشعار الفقر إلى الله العزيز الغفار.
وأضاف الشيخ وسام أن الدعاء يعكس الصلة العظيمة بين المخلوق والخالق، وبين العبد وسيده، مستشهدًا بقول الله تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ}. وبيّن أن المسلم ينبغي أن يدعو الله في كل حالاته، سواء في السراء أو الضراء، في أوقات الشدة والرخاء، مستدلًا بقصة سيدنا يونس عليه السلام، الذي كان من المسبحين، مما جعله ينجو من ظلمات بطن الحوت.
الدعاء ليس ألفاظًا فقط بل حالة قلبية وروحية
شدّد الشيخ وسام على ضرورة أن يكون الدعاء حالة حقيقية تعكس افتقار العبد إلى ربه، وليس مجرد ألفاظ تُردد دون حضور قلب أو خشوع نفس.
وأشار إلى أن قصة سيدنا يونس عليه السلام تبرز أهمية الدعاء والتسبيح في أوقات القوة والغنى، حيث استشعر نبي الله الضعف أمام قدرة الله وعظمته رغم كونه في أوج قوته.
التأكيد على قيمة الدعاء في حياة المسلم
ودعت دار الإفتاء المصرية، المسلمين إلى التمسك بالدعاء كوسيلة لتحقيق الأمنيات والتقرب إلى الله، مؤكدةً أنه ليس فقط وسيلة للطلب، بل عبادة قائمة بذاتها تعزز من صلة الإنسان بربه، وتحقق له الطمأنينة والسكينة في مختلف جوانب حياته.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الدعاء اوقات استجابة الدعاء المزيد إلى الله
إقرأ أيضاً:
هل يجوز اللعب وتصفح الموبايل أثناء قراءة الأذكار؟.. الإفتاء تجيب
هل يجوز اللعب وتصفح الموبايل أثناء قراءة الأذكار؟ سؤال ورد الى دار الإفتاء المصرية.
وأجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلا: إن قراءة الأذكار تحتاج إلى خشوع وأن يصفى الإنسان ذهنه وخاطره من كل شيء ويركز فيما يقول.
ونوه أمين الفتوى خلال فيديو عبر قناة دار الإفتاء على “يوتيوب”أنه إذا حدث هذا الصفاء والتركيز ووصل الإنسان إلى درجة الخشوع حتى مع انشغاله وهذا صعب فلا يوجد مانع، ولكن الله تعالى يقول “مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ” فلا يوجد أحد يمتلك قلبين.
واشار الى أن الألعاب موجودة واليوم طويل، فينبغي على الإنسان أن يعطي الأذكار وقتها، ولا يدخل شيئين في بعض لأنه لن يركز في هذا ولا ذاك.
وكشف عن أن الفقهاء يقولون “المشغول لا يشغل” بمعنى لو مشغول في شيء فلا تشغل بالك بشيء آخر، لأنك لن تؤدى هذا بشكل جيد ولا ذاك والاثنان سيتداخلان في بعض والنتيجة لن تكون كما هو مطلوب.
وأكد أن الأولى والأفضل أن يقول الشخص الأذكار أولا ويصب تركيزه فى الذكر وينتبه لما يقول وبعد ذلك يلعب.
ونوه إلى أن الله سبحانه وتعالى يقول وهو يتحدث عن الذكر والقراءة وما تفعله “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”، فالأذكار تحتاج الى صفاء ذهن وتركيز تام والمطلق فيها.
هل يجوز ترديد الأذكار وأنا على جنابة
قالت لجنة الفتوى بالدار إنه يجوز للإنسان شرعًا ذكر الله تعالى ولو كان على جنابة، لأن الأمر بالذكر جاء مطلقًا فدل ذلك على جواز الذكر فى أى حال يكون عليها الإنسان".
وأضافت لجنة الفتوى أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان ذاكرًا لله سبحانه فى كل حركاته وسكناته وفى كل أحواله صلى الله عليه وآله وسلم، فعن عائشة رضى الله عنها قالت: "كان رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكرُ الله عزَّ وجلَّ على كلِّ أحيَانه".. رواه مسلم.
حكم الذكر والاستغفار للجنب
قال الدكتور محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الذكر والاستغفار للجنب جائز، مضيفا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحواله.
وأضاف أمين الفتوى، خلال لقائه على فضائية "الناس" أن الذكر طمأنينة وسكن وراحة للإنسان المؤمن، ومن اعتاد لسانه على ذكر الله لن يستطيع أن يلجمه بعد ذلك.