بين سويسرا ويوغندا… المنفى يليق بكم
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
انتشر في الوسائط أن مجموعة المعارضة التي يقودها حمدوك قد اجتمعت في مدينة عنتيبي بيوغندا بداية هذا الشهر ديسمبر 2024م ومما ناقشته وتداولت حوله موضوع إعلان حكومة منفى.. وكانت نفس مجموعة حمدوك هذه مضافة إليها قوى أخرى قد اجتمعت في سويسرا الشهر الماضي نوفمبر 2024م بدعوة من الخارجية السويسرية ومنظمة فرنسية لمناقشة قضايا سياسية سودانية.
الجامع الواضح بين الاجتماعين هو مجموعة حمدوك المعارضة وهي تجميع لبقايا قوى الحرية والتغيير (قحت) بعد أن انسحبت منها قوى سياسية كالشيوعيين وبعض الحركات المسلحة وغيرهم.. وكوّنت ما أسمته تنسيقية القوى الديمقراطية.. لكن ما الذي يميّز مجموعة حمدوك نفسها؟
الذي يميّزها أنها تجمع في أحشائها كثيرا من الوزراء والمسئولين والتنفيذيين الذين تولوا مسئوليات خلال فترة رئاسة حمدوك للوزارة ( أغسطس 2019 _ يناير 2022م) وأوصلوا البلاد بإخفاقاتهم وفشلهم في إدارة الدولة وتهاونهم في مسئولياتهم إلى هذا الدرك السحيق الذي تعاني منه البلاد اليوم.. إذ أن بعضا ممن تولّى مسئولية البلاد في هذه الفترة كانوا مجموعة من الناشطين الذين يفتقرون إلى الخبرة اللازمة لإدارة دولة كالسودان في فترة كتلك الفترة العصيبة .. فكان الفشل في معظم الملفات التي تعاملوا معها ابتداء من الاقتصاد والخدمات وليس انتهاء بالأمن والعلاقات الخارجية… وهي أمور يحسها المواطن العادي ولا تحتاج لكثير بيان واستدلال.
إلا أن أسوأ ما يميّز مجموعة حمدوك هذه أن كثير من المراقبين والمتابعين للشأن السوداني يعتبرونها _ بحق _ الجناح السياسي لمليشيا الدعم السريع المتمردة والتي تورطت في جرائم بشعة بحق الوطن والمواطن السوداني خلال هذه الحرب التي تشنها على الدولة السودانية وعلى المواطنين منذ الخامس عشر من أبريل 2023م وحتى الآن.. وهناك دلائل ومؤشرات كثيرة على أن مجموعة حمدوك هذه تعتبر الجناح السياسي لمليشيا الدعم السريع المتمردة لعل أبرزها أن هذه المجموعة هي المجموعة السياسية السودانية الوحيدة التي التقت قائد المليشيا حميدتي (أو شبيهه) في أديس أبابا وعقدت معه اتفاقا سياسيا في يناير 2024م..وهذه هي الخطيئة الوطنية الكبرى التي جعلت من هذه المجموعة شريكا في جرائم المليشيا المتمردة وخارجة على الدولة والمجتمع في آن معا.
وعودة الى طرفة حكومة المنفى التي ناقشتها مجموعة حمدوك في اجتماعها الأخير.. فيبدو أن حمدوك ومجموعته يقرأون من كتاب قديم لا علاقة له بالواقع ففي الوقت الذي يلتف الشعب مع القوات المسلحة والقوات المشتركة والمساندة في معركة الكرامة لدحر المليشيا المتمردة.. فإن ما يناقشه حمدوك ومجموعته حكومة في منفى هو مما يليق بهم وسيكون غاية مطمحهم لأنهم لا يستطيعون أن يحكموا في الداخل شعبا خذلوه وتواطؤوا ضده مع مليشيا متمردة تورطت في جرائم ضد الوطن والإنسانية وقيم الشعب السوداني الأصيل… وإذا كان حمدوك من بعض الوجوه ربما يكون معذورا لأنه عاش معظم حياته بالخارج ولا علاقة له بقضايا الشعب السوداني وليس له تاريخ يُذكر في حل مشكلاته وهو أصلا بعلمانيته الصارخة غريب عن قيم ومبادئ الغالبية العظمى من الشعب السوداني… لكن ما بال بعض أعضاء مجموعته من الذين ينتمون لأحزاب عريقة تبنّت في تاريخها منهجا وطنيا وإسلاميا واضحا وتقوم كتلتهم التاريخية على هذه القيم والمفاهيم والبرامج؟
لا حقائق الواقع ولا حركة التاريخ ولا طبيعة الأشياء تقود إلى أن طرفة حكومة المنفى سيكون لها شأن أو دور.. وستضاف هذه الطرفة إلى مجموعة المفارقات التي وعيها الشعب السوداني عن حمدوك ومجموعته..وغالبا بإذن الله ستبقى هذه المجموعة في منفى حقيقي.. أو منفى مجازي بعيدا عن مشاعر وتطلعات ومستقبل الشعب السوداني.. ولله في خلقه شئون.
حسن عبد الحميد
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الشعب السودانی
إقرأ أيضاً:
الوزير الشيباني: إن أي دعوة للتدخل الخارجي، تحت أي ذريعة أو شعار، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانقسام، وتجارب المنطقة والعالم شاهدة على الكلفة الباهظة التي دفعتها الشعوب جراء التدخلات الخارجية، والتي غالباً ما تُبنى على حساب المصالح الوطنية، وتخدم أ
2025-05-01najwaسابق الوزير الشيباني: إننا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ وطننا نؤكد أن الوحدة الوطنية هي الأساس المتين لأي عملية استقرار أو نهوض، وأن نبذ الطائفية والفتنة ودعوات الانفصال ليس خياراً سياسياً فحسب، بل ضرورة وطنية ومجتمعية لحماية نسيجنا الاجتماعي والتاريخي المتنوع انظر ايضاًالوزير الشيباني: إننا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ وطننا نؤكد أن الوحدة الوطنية هي الأساس المتين لأي عملية استقرار أو نهوض، وأن نبذ الطائفية والفتنة ودعوات الانفصال ليس خياراً سياسياً فحسب، بل ضرورة وطنية ومجتمعية لحماية نسيجنا الاجتماعي والتاريخي المتنوع
آخر الأخبار 2025-05-01وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني: أشكر الإدارة الأمريكية على تسهيل إجراءات زيارة الوفد السوري إلى واشنطن ونيويورك. كما نشكر وفد الإدارة الأمريكية على نقاشاتهم البناءة حول مستقبل سوريا، حيث شددنا على ضرورة رفع العقوبات كاملاً وفتح المجال أمام الشعب السوري للعيش بكرامة وحرية 2025-05-01تطوير المساحات الخضراء في المدينة الصناعية بحسياء 2025-05-01وزير النقل يبحث مع وفد صيني التعاون في مجال النقل 2025-05-01حملة لإزالة اللوحات الإعلانية المخالفة في حمص 2025-05-01الجهاز المركزي للرقابة المالية يبحث مع البنك الدولي التعاون في مجال الحوكمة والاستقلالية المؤسسية 2025-04-30بمناسبة عيد العمال العالمي… لقاء نقابي حاشد في دمشق 2025-04-30الوزيرة قبوات تلتقي وفداً من مركز الملك سلمان السعودي للإغاثة والأعمال الإنسانية 2025-04-30الهيئة العامة للنفط والثروة المعدنية تعلن قبول طلبات إعادة عامليها المفصولين بفعل النظام البائد 2025-04-30وزير الطاقة يبحث مع رئيس شركة “غولف ساند” البريطانية إعادة تفعيل استثمار قطاع النفط في سوريا 2025-04-30حالة الطقس: الحرارة أدنى من معدلاتها.. وأجواء ماطرة وسديمية مغبرة
صور من سورية منوعات تطبيق موبايل يوصل صوت الصم للحصول على خدمات الإسعاف 2025-04-27 صفائح لعضلة القلب من الخلايا الجذعية… خطوة نحو العلاج الأول من نوعه في العالم 2025-04-17فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |