موقع النيلين:
2025-03-18@15:25:10 GMT

بين سويسرا ويوغندا… المنفى يليق بكم

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

انتشر في الوسائط أن مجموعة المعارضة التي يقودها حمدوك قد اجتمعت في مدينة عنتيبي بيوغندا بداية هذا الشهر ديسمبر 2024م ومما ناقشته وتداولت حوله موضوع إعلان حكومة منفى.. وكانت نفس مجموعة حمدوك هذه مضافة إليها قوى أخرى قد اجتمعت في سويسرا الشهر الماضي نوفمبر 2024م بدعوة من الخارجية السويسرية ومنظمة فرنسية لمناقشة قضايا سياسية سودانية.

. فما الذي يجمع بين الاجتماعين وما مصير مقرراتهما؟

الجامع الواضح بين الاجتماعين هو مجموعة حمدوك المعارضة وهي تجميع لبقايا قوى الحرية والتغيير (قحت) بعد أن انسحبت منها قوى سياسية كالشيوعيين وبعض الحركات المسلحة وغيرهم.. وكوّنت ما أسمته تنسيقية القوى الديمقراطية.. لكن ما الذي يميّز مجموعة حمدوك نفسها؟

الذي يميّزها أنها تجمع في أحشائها كثيرا من الوزراء والمسئولين والتنفيذيين الذين تولوا مسئوليات خلال فترة رئاسة حمدوك للوزارة ( أغسطس 2019 _ يناير 2022م) وأوصلوا البلاد بإخفاقاتهم وفشلهم في إدارة الدولة وتهاونهم في مسئولياتهم إلى هذا الدرك السحيق الذي تعاني منه البلاد اليوم.. إذ أن بعضا ممن تولّى مسئولية البلاد في هذه الفترة كانوا مجموعة من الناشطين الذين يفتقرون إلى الخبرة اللازمة لإدارة دولة كالسودان في فترة كتلك الفترة العصيبة .. فكان الفشل في معظم الملفات التي تعاملوا معها ابتداء من الاقتصاد والخدمات وليس انتهاء بالأمن والعلاقات الخارجية… وهي أمور يحسها المواطن العادي ولا تحتاج لكثير بيان واستدلال.

إلا أن أسوأ ما يميّز مجموعة حمدوك هذه أن كثير من المراقبين والمتابعين للشأن السوداني يعتبرونها _ بحق _ الجناح السياسي لمليشيا الدعم السريع المتمردة والتي تورطت في جرائم بشعة بحق الوطن والمواطن السوداني خلال هذه الحرب التي تشنها على الدولة السودانية وعلى المواطنين منذ الخامس عشر من أبريل 2023م وحتى الآن.. وهناك دلائل ومؤشرات كثيرة على أن مجموعة حمدوك هذه تعتبر الجناح السياسي لمليشيا الدعم السريع المتمردة لعل أبرزها أن هذه المجموعة هي المجموعة السياسية السودانية الوحيدة التي التقت قائد المليشيا حميدتي (أو شبيهه) في أديس أبابا وعقدت معه اتفاقا سياسيا في يناير 2024م..وهذه هي الخطيئة الوطنية الكبرى التي جعلت من هذه المجموعة شريكا في جرائم المليشيا المتمردة وخارجة على الدولة والمجتمع في آن معا.

وعودة الى طرفة حكومة المنفى التي ناقشتها مجموعة حمدوك في اجتماعها الأخير.. فيبدو أن حمدوك ومجموعته يقرأون من كتاب قديم لا علاقة له بالواقع ففي الوقت الذي يلتف الشعب مع القوات المسلحة والقوات المشتركة والمساندة في معركة الكرامة لدحر المليشيا المتمردة.. فإن ما يناقشه حمدوك ومجموعته حكومة في منفى هو مما يليق بهم وسيكون غاية مطمحهم لأنهم لا يستطيعون أن يحكموا في الداخل شعبا خذلوه وتواطؤوا ضده مع مليشيا متمردة تورطت في جرائم ضد الوطن والإنسانية وقيم الشعب السوداني الأصيل… وإذا كان حمدوك من بعض الوجوه ربما يكون معذورا لأنه عاش معظم حياته بالخارج ولا علاقة له بقضايا الشعب السوداني وليس له تاريخ يُذكر في حل مشكلاته وهو أصلا بعلمانيته الصارخة غريب عن قيم ومبادئ الغالبية العظمى من الشعب السوداني… لكن ما بال بعض أعضاء مجموعته من الذين ينتمون لأحزاب عريقة تبنّت في تاريخها منهجا وطنيا وإسلاميا واضحا وتقوم كتلتهم التاريخية على هذه القيم والمفاهيم والبرامج؟

لا حقائق الواقع ولا حركة التاريخ ولا طبيعة الأشياء تقود إلى أن طرفة حكومة المنفى سيكون لها شأن أو دور.. وستضاف هذه الطرفة إلى مجموعة المفارقات التي وعيها الشعب السوداني عن حمدوك ومجموعته..وغالبا بإذن الله ستبقى هذه المجموعة في منفى حقيقي.. أو منفى مجازي بعيدا عن مشاعر وتطلعات ومستقبل الشعب السوداني.. ولله في خلقه شئون.

حسن عبد الحميد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الشعب السودانی

إقرأ أيضاً:

صدمة ترامب تدفع سويسرا لنزع عباءة الحياد والدخول في تحالفات عسكرية

قلبت صدمة قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موازين الأمور في سويسرا، المعروفة بحيادها والنأي بنفسها عن التحالفات الدفاعية والعسكرية في القارة الأوروبية.

فقبل شهرين لم يكن أحد يتصور أن ينجح وزير الدفاع السويسري الجديد مارتين فيستر، الشخصية غير المعروفة والبعيدة نسبياً عن الدوائر السياسية في برن، في اقتناصه المنصب متغلباً على خصم قوي وعنيد وصاحب نفوذ قوي في العاصمة السويسرية.

وتكشف صحيفة فاينانشيال تايمز أبعاد لغز التحول السويسري من الحياد إلى الانخراط المباشر في تحالفات عسكرية، بتفضيلها شخصية فيتسر، الكولونيل السابق في الجيش السويسري الذي سيتولى منصبه وزيراً للدفاع في مطلع أبريل المقبل، والذي عُرف عنه دفاعه المستميت لدخول بلاده في تعاون عسكري دفاعي أوسع نطاقاً مع حلف الناتو وجيران سويسرا في الاتحاد الأوروبي.

وتلخص الصحيفة المسألة مستشهدة بتصريح للكولونيل فيتسر، الشهر الماضي، بأن التعاون والتدريبات والمناورات المشتركة مع حلف الناتو، الذي لا يضم في عضويته سويسرا، كان ضرورياً للغاية، متابعاً أنه بينما لا يحض على أن تكون بلاده عضواً في الحلف، فإن التحالف الدفاعي يبقى ضرورة لأمن أوروبا.

ويعكس تعيين فيتسر واختياره للمنصب الدفاعي الأول في البلاد، كيف بلغ الحال بسويسرا المحايدة وشعورها بالإلحاج والضرورة لتعزيز دفاعاتها، في ظل تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتحلل من الضمانات الأمريكية التي لطالما عززت أمن القارة بما فيها دولة جبال الألب، سويسرا.

وفي مؤتمر صحفي حديث بعد انتهاء التصويت على اختياره وزيراً للدفاع الخميس الماضي، قال فيتسر إن الناتو آخذ في التغير، ولا نعلم إلى أي اتجاه يسير لذا فإن قدرات التشغيل البيني، والتعاون مع البلدان الأوروبية أصبحت ضرورية إذا كان الأمن مهماً بالنسبة لنا.

أي تحول في حياد سويسرا يستلزم استفتاءً عاماً وتغييرات دستورية، وهو أمر ربما يستغرق سنوات، حسب فاينانشيال تايمز، التي نقلت عن خبراء أنه رغم ذلك، هناك نقاشات بدأت تحدث على مستويات متعددة في الحكومة السويسرية ربما تقود إلى تحولات دراماتيكية في بلد ترتبط هويتها ارتباطاً وثيقاً بحالة الحياد السياسي التي تبنتها منذ عقود.

ويعلق رئيس الشؤون العالمية والمخاطر الناشئة في مركز جنيف لسياسات الأمن جين- مارك ريكلي، قائلا: لم أر من قبل سيناريو يصور مثل هذا الوضع الذي نحن بصدده الآن.

وأضاف "في العلاقات عبر الأطلنطي كانت هناك مراحل صعود وهبوط، لكن رؤية ابتعاد الولايات المتحدة عن أوروبا، علاوة على ميلها إلى جانب روسيا.. .أرسلت موجات صادمة عبر أوروبا بما في ذلك سويسرا.

وتنقل الصحيفة وجهة النظر ذاتها لدى الأمين العام لقسم الأمن والدفاع في اتحاد سويسميم، الكيان الصناعي وجماعة الضغط، ماثياس زولر، الذي قال هناك شعور بالإلحاح لم يكن موجوداً من قبل"، مضيفاً "أخيراً، كلا الطرفين- البرلمان علاوة على الحكومة- يرى أن هناك شيئاً ما يتعين فعله ولابد من تغييره.

الشعور العام في سويسرا بدأ في التحول نحو زيادة التعاون الأمني مع الدول الأوروبية المجاورة، وفق دراسة نشرتها الصيف الماضي الأكاديمية العسكرية في جامعة إي تي إتش زيورخ ومركز الدراسات الأمنية" التابع لها.

تحظر حكومة برن تصدير الأسلحة إذا كانت الدولة المتلقية لها منخرطة في أي حروب، في الداخل أو خارج حدودها، بما في ذلك أوكرانيا. وهو الموقف الذي أثار سخطاً في أوروبا، ولاسيما من جانب دول مثل ألمانيا، التي مُنعت من إعادة تصدير أسلحة وذخائر، صُنعت في سويسرا، إلى أوكرانيا.

وتستهدف سويسرا الوصول بإنفاقها الدفاعي إلى 1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، مرتفعة عن 0.7 في المائة في العام الماضي.

وتعد تلك النسبة أقل كثيراً عن غيرها من المستهدف في البلاد الأوروبية الأخرى، فالإنفاق المستهدف لدى دول "الناتو" يبلغ 2 في المائة، ويتوقع زيادة إلى 3 أو 3.5 في المائة في قمة الحلف في يونيو المقبل، بينما يصر ترامب على حلفائه الأوربيين تخصيص 5 في المائة من الناتج المحلي لبلدانهم.

اقرأ أيضاًترامب: لا أنوي فرض إعفاءات على رسوم الصلب والألومنيوم

ترامب: سأتحدث مع بوتين هاتفيا بشأن الأراضي والسيطرة على المحطات النووية

ترامب يفعّل "قانون الأعداء الأجانب".. لتسريع الترحيل الجماعى

مقالات مشابهة

  • ايران تستدعي سفيرة سويسرا وتسلمه رسالتها إلى أمريكا
  • ايران تستدعي سفير سويسرا وتسلمه رسالتها إلى أمريكا
  • ما قدمه الجيش السوداني درس عظيم، ولكن ما قدمه الشعب السوداني درس أعظم
  • نائب وزير الخارجية يستقبل سفيرة جمهورية سويسرا
  • صدمة ترامب تدفع سويسرا لنزع عباءة الحياد والدخول في تحالفات عسكرية
  • حمدوك .. والإحرام من كادوقلي … لزيارة عبدالعزيز الحلو فى كاودا
  • العدوان الأمريكي.. هزيمة جديدة لواشنطن ومؤشر على حجم الضرر الذي ألحقه اليمن بالكيان الصهيوني
  • «مجموعة العمل المغربية من أجل فلسطين» تدين «العدوان الثلاثي» على الشعب اليمني
  • لأول مرة بعد سقوط الطاغية… السوريون يحتفلون بذكرى انطلاق الثورة في ساحة الأمويين
  • فيما ورد خبر من هيئة البث الإسرائيلية ذو صلة بالانفجارات … هذه هي المناطق التي استهدفها الطيران في العاصمة صنعاء ” صور ”